تشارك وزارة الثقافة والرياضة والشباب في مهرجان ليالي مسقط بمتنزه النسيم بزاوية بعنوان "المخطوطات العمانية: إرث وحضارة" بهدف تسليط الضوء على أهمية المخطوطات العمانية كجزء من التراث الثقافي والحضاري لسلطنة عمان.

وتتضمن الزاوية عرضا لمجموعة من المخطوطات العمانية القديمة التي توثق جوانب مختلفة من التاريخ العماني، بما في ذلك العلوم والآداب والفنون، كما يقدم المشاركون من الوزارة شرحا تفصيليا لعمليات الترميم التي تخضع لها المخطوطات، بدءا من استقبالها بحالتها الأولية وحتى إصدارها كمنتج نهائي يُحافظ على قيمتها التاريخية والفنية، فقد استعرضت فايزة بنت حمد الهوتية مجموعة مختارة من المخطوطات أبرزها مخطوطة في الحديث "صحيح البخاري"، مشيرة إلى أن هذه المخطوطة تجلى فيه إبداع ودقة الخطاط حيث رسم في هذه المخطوطة عبارة "يَمرون بين يديه" بخط عريض حملت بداخلها المعوذتين واسم الخطاط أحمد بن مبارك الحكيم السنيدي وتاريخ نسخه للمخطوطة في 820 للهجرة، مما يعكس ذلك أن الخط العربي يمزج بين النص والفن.

وأشارت الهوتية إلى أن ديوان المعولي تميز بخط نسخي أنيق وزخرفة بديعة حيث كتبت إحدى قصائده بأسلوب التشجير، حيث يبدأ النص من جذع الشجرة ويتفرع إلى الأطراف، ويأتي البيت الأول على اليمين والبيت الثاني على اليسار وهو من تأليف الشاعر محمد بن عبدالله المعولي.

كما تعرفنا معها على مطوية خطبة العيدين، وهي محفوظة في الوزارة، بطول 6 أمتار، حملت مجموعة من خطب عيد الفطر وعيد الأضحى تعود للقرن الحادي عشر الهجري، ومكتوبة باللونين الأسود والأحمر مع زخارف نباتية وتذهيب في نهايتها.

كما تضمنت المجموعة مصحفا مخطوطا لخميس بن سليمان الحارثي، يضم زخارف هندسية دقيقة على هيئة دوائر وإطارات مستطيلة باللونين الأحمر والأسود، وتميز المصحف بكتابة مطالع السور مع تفاصيل حول عدد الآيات ومكان النزول داخل إطار باللون الأحمر.

كما زين مخطوطة علم الفلك وجود رسومات فلكية متقنة، توضح حركة القمر ومواقعه واتجاه القبلة، بتصاميم هندسية متعددة الألوان.

واستعرضت الهوتية جزءا من موسوعة "بيان الشرع" التي حوت 72 مجلدا ألفها محمد بن إبراهيم الكندي وتعد أضخم موسوعة فقهية، مشيرة إلى أن الوزارة تمتلك 6000 مخطوطة، كما استعرضت الزاوية وسائل وأدوات كتابة المخطوطات القديمة مثل ريش الطاووس، وكتف الجمل الذي استخدمه الخطاطون لإبراز جماليات الخط.

كما عرّف أحمد بن صالح الكاسبي بطرق الترميم الدقيقة للمخطوطات التي تضمن الحفاظ على هذه الكنوز للأجيال القادمة، مشيرا إلى أنه عادة ما تصل المخطوطات بحالة سيئة، حيث تحتوي على ميكروبات وأوساخ؛ لأنه أحيانا يتم العثور عليها في أماكن غير نظيفة كالمقابر أو المناطق المهملة، فيتم فحصها باستخدام المجهر للتأكد من وجود الميكروبات والفطريات والأوساخ قبل البدء بعمليات التنظيف، موضحا أنه بعد الفحص، يتم نقل المخطوطات إلى مرحلة التعقيم، حيث توضع في هذه المرحلة المخطوطات في أجهزة تعقيم متطورة لمدة يوم إلى يومين، تعمل على تنقية المخطوطات وإزالة الأتربة والأوساخ والميكروبات بشكل كامل، مما يضمن نظافتها قبل الانتقال إلى المراحل التالية، لينتقل المخطوط بعدها إلى مرحلة الترميم، حيث يتم فحص المخطوط على طاولة الترميم، وقد تكون هناك أجزاء مفقودة أو تالفة، ولكن يتم التعامل مع المخطوط بحرص شديد دون إضافة أي كلمات أو حروف مفقودة، موضحًا أن الهدف الأساسي هو إصلاح النسخة الحالية دون المساس بمحتواها الأصلي، مبينًا أنه يتم استخدام ورق خاص يُعرف بـ"السليلوز الإيطالي" في عملية الترميم، حيث يتميز هذا النوع من الورق بألوانه مثل اللون البني والأبيض والحليبي لمطابقته الكاملة للورق الأصلي للمخطوط من حيث النوع والملمس، كما يُستخدم في هذه العملية لاصق خاص يتجانس مع الورق بحيث لا يمكن ملاحظة عملية الترميم، مما يجعل المخطوط يبدو وكأنه لم يتعرض لأي تلف، فإذا كانت هناك ثقوب أو فراغات في الورق، تُملأ هذه الفراغات باستخدام المشرط والورق المطابق بشكل دقيق.

وأوضح الكاسبي أنه بعد الانتهاء من الترميم، يتم تثبيت المخطوط باستخدام خيوط تقليدية يدوية، حيث تُستخدم أساليب قديمة دون الاعتماد على تقنيات حديثة، ويتم الحرص على الحفاظ على الطابع التاريخي للمخطوط بحيث يظهر طبيعيا دون أن يبدو وكأنه خضع لأي عملية طباعة أو تجديد.

وقال الكاسبي: إن المخطوط يصنف مخطوطا إذا تجاوز عمره 50 عاما، وإذا لم يكن هناك تاريخ واضح، يتم تقدير عمر المخطوط بناء على نوع الورق أو النص الموجود فيه، وعند العثور على مخطوطات بدون غلاف أو بأجزاء مفقودة، يتم التعامل مع حالتها بعناية، وفي بعض الأحيان تُحول الأوراق المنفصلة إلى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إذا كانت غير متصلة بنص كامل.

وعن الأدوات المستخدمة في الترميم، فتشمل الممحاة لإزالة الأتربة والطين، والفرشاة الصغيرة والكبيرة لتنظيف المخطوط بدقة، والمشرط لتعبئة الفراغات وإصلاح التلف، بالإضافة إلى الأثقال التي تُستخدم لتثبيت المخطوط أثناء العمل، ويتم تنفيذ جميع هذه المراحل والأدوات بدقة واحترافية لضمان الحفاظ على القيمة التاريخية للمخطوط.

الجدير بالذكر أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتعزيز الوعي بأهمية المخطوطات العمانية كجزء من الإرث الوطني وإبرازها على المستويين المحلي والدولي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المخطوطات العمانیة إلى أن التی ت

إقرأ أيضاً:

ليفربول يقف على أعتاب «الإنجاز التاريخي» في «البريميرليج»

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة أموريم: مانشستر يونايتد لن يُتوج بـ «البريميرليج» في الموسم المقبل! مدرب أرسنال يصف خسارة جابرييل بالمؤلمة


جاءت خسارة ليفربول الوحيدة في الدوري هذا الموسم على ملعب «أنفيلد» أمام نوتنجهام فورست، وبينما يشق «الريدز» طريقه نحو لقب «البريميرليج»، لديه فرصة أن يصبح خامس فريق في تاريخ الدوري الإنجليزي يُكمل موسماً كاملاً دون هزيمة خارج أرضه.
وبات لقب «البريميرليج» على مشارف ليفربول، وبعد فوزه 1-0 على إيفرتون، حافظ فريق أرني سلوت على تقدمه بفارق 12 نقطة في صدارة الترتيب، ولم يتبقَّ له سوى 8 مباريات، قبل أن يضمن لقبه العشرين في الدوري معادلاً الرقم القياسي.
وحافظ ليفربول على سجله الخالي من الهزائم خارج أرضه في الدوري موسم 2024-2025، ويبلغ سجله حتى الآن 10 انتصارات و5 تعادلات من أصل 15 مباراة، وإذا تجنب الهزيمة في رحلاته الأربع الأخيرة إلى فولهام، وليستر سيتي، وتشيلسي، وبرايتون، يصبح الفريق الخامس فقط في تاريخ الدوري الإنجليزي الذي يمضي موسماً كاملاً دون هزيمة خارج أرضه.
وحققت 4 فرق فقط في تاريخ «البريميرليج» موسماً كاملاً من دون هزيمة خارج أرضها، ويأتي مانشستر يونايتد ضمن القائمة، لكن فريق أولي جونار سولسكاير قدم في موسم 2020-2021 أحد أفضل مواسم النادي في حقبة ما بعد أليكس فيرجسون، حيث احتل «اليونايتد» المركز الثاني في «البريميرليج»، وهو أفضل ترتيب له منذ عام 2013، ووصل إلى نهائي الدوري الأوروبي، حيث خسر بركلات الترجيح أمام فياريال، لكن ما ينسى غالباً في هذا الموسم، أن «اليونايتد» لم يهزم خارج أرضه في الدوري طوال الموسم، حيث فاز في 12 مباراة وتعادل في 7 من أصل 19 مباراة خارج أرضه، ويعد «اليونايتد» أول فريق يحقق هذا الإنجاز منذ 17 عاماً.
وفي 2003-2004، بما أن هذا كان موسم الفريق الذي لا يقهر، ليس من المستغرب أن يظل أرسنال بلا هزيمة خارج أرضه في الدوري، حيث فاز في 11 مباراة، وتعادل في 8 من أصل 19 مباراة خارج أرضه.
ويظل أرسنال الفريق الوحيد الذي لم يهزم على الإطلاق، سواء على أرضه أو خارجها في حقبة «البريميرليج»، والفريق الثاني الذي لم يهزم طوال موسم الدوري الإنجليزي بعد بريستون في 1888-1889.
وكان أرسنال بقيادة أرسين فينجر حقق بالفعل هيمنةً على المباريات خارج أرضه قبل «موسم الفريق الذي لا يقهر»، وفي موسم 2001-2002، أصبح أول فريق في تاريخ الدوري يُكمل موسماً كاملاً، من دون هزيمة خارج أرضه، محققاً 14 فوزاً و5 تعادلات.
وكان بريستون نورث إند، الفريق الذي لا يقهر في عصر ما قبل «البريميرليج»، ولم يهزم طوال موسم 1888-1889، وكان الدوري يضم 12 فريقاً فقط، أي أنه لعب 11 مباراة فقط خارج أرضه، إلا أنه سيطر تماماً على مجريات اللعب، وأنهى الموسم بفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه، وهذا فارق كبير في حقبة لم يكن يُمنح فيها سوى نقطتين للفوز.

مقالات مشابهة

  • ليالي في محبة خالد الفيصل.. معرض يجسد سيرة قائد وشاعر وإداري مبدع
  • مباحثات سعودية بريطانية حول تطورات الأوضاع بالبحر الأحمر وجهود دعم الحكومة اليمنية
  • وزير الثقافة والفنون يزور المكتبة الوطنية الجزائرية بمناسبة اليوم العربي للمخطوط
  • السيسي وماكرون يبحثان تطورات الأوضاع في غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار
  • ليفربول يقف على أعتاب «الإنجاز التاريخي» في «البريميرليج»
  • شاهد.. "الأحساء المبدعة" ومعرض الصور يجذبان زوار ليالي القيصرية
  • انهيار جديد في “قصر البحر” بآسفي يُسائل أعمال الترميم
  • متحف آثار ملوي بالمنيا يشارك فى يوم المخطوط العربي
  • متحف آثار ملوي يشارك في يوم المخطوط العربي
  • *«سخمت» نجمة يوم المخطوط العربي في متحف ملوي: رحلة عبر عظمة الحضارة المصرية القديمة