تكنولوجيا التبغ المُسخن.. حائط صد للحفاظ على البيئة وبديل أفضل من الدخان
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تزداد تحذيرات المنظمات والهيئات العالمية "يوما بعد يوم" من خطورة عمليات حرق المواد المختلفة، سواء كانت عملية الحرق ضرورية للاستخدام في بعض الصناعات، أو كانت ضرورة للتخلص من مخلفات التصنيع، أو غيرها من مناحي الحياة التي تعتمد على عملية الحرق لتحقيق غايات أخرى ضرورية.
تلك التحذيرات لم تتوقف فقط عند التنبيه بخطورة ما تسببه عمليات الحرق من اختلال للنظام البيئي، على المدى القصير والمتوسط والطويل، نتيجة ارتفاع لدرجات الحرارة على سطح كوكب الأرض، بل امتدت أيضا إلى الإعلان عن تهديدات سريعة جدا تخص صحة الإنسان نتيجة الانبعاث الضارة التي تحملها الأدخنة الناتجة عن عمليات الحرق بكافة أنواعها بما فيها دخان السجائر.
ومن تلك التحذيرات ما أشارت إليه وزارة البيئة المصرية، عبر موقعها الرسمي، بأن عمليات الاحتراق والدخان المصاحب لها هي العدو الأول للبيئة النظيفة، خاصة وأن هذه الأدخنة تحمل معها الآلاف من المواد الضارة منها "أكاسيد النيتروجين" و"أول أكسيد الكربون" الذي يعد أحد أبرز المواد السامة الناتجة عن عوادم السيارات ودخان السجائر، مما يجعل السعي نحو تقليل عمليات الحرق في مختلف مناحي الحياة أمرا حتميا للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
وبفضل الأبحاث العلمية المثبتة، ينصح الخبراء والمتخصصون في مجالات علوم السموم والصحة العامة بضرورة التحول نحو منتجات التبغ المسخن، والتي تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ بدلا من حرقه كما يحدث في السيجارة التقليدية، وأكدوا على أن هذه المنتجات ينتج عنها مستويات أقل من المواد الكيميائية الضارة في المتوسط بنسبة تصل إلى 95٪ مقارنة بدخان السجائر التقليدية، ورغم أن أنظمة منتجات التبغ المسخن لا تخلو من المخاطر، حيث أنها توفر النيكوتين الذي يسبب الإدمان ، لكنها في الوقت نفسه خيارًا أفضل من الاستمرار في التدخين التقليدي حيث تمثل خطوة كبيرة في الطريق الصحيح نحو الحفاظ على الصحة العامة والبيئة.
أكدت الدراسات العلمية والتجارب المثبتة، أن عملية حرق التبغ تتم في السيجارة التقليدية عند درجة حرارة تبدأ عند 400 درجة وتتجاوز إلى 600 درجة مئوية. وينتج عن هذه العملية الدخان الذي يحمل معه أكثر من 6000 مركب كيميائي وقد تم تعريف حوالي 100 من هذه المواد كالأسباب الرئيسية للأمراض المرتبطة بالتدخين، وليس مادة النيكوتين في حد ذاتها رغم أنها مادة إدمانية بطبيعتها.
لذلك فإن ما تقوم به تكنولوجيا تسخين التبغ، التي تتم في درجة حرارة لا تتجاوز 350 درجة مئوية، هو أنها تُقصي تماما عملية الحرق، وبالتالي لا ينتج عنها دخان وإنما تولد بقايا من الهباء الجوي يختلف اختلافًا جوهريًا عن القطران ويقل فيه نسبة انبعاث المواد الكيميائية الضارة التي تصدر عن السيجارة العادية بنسبة تصل إلى 95% دون أن يعني ذلك انخفاض المخاطر بنفس النسبة، إذ أن هذه البدائل لا تخلو كلياً من الضرر. ذلك فضلا عما أثبتته الدراسات العملية الحديثة من أن منتجات التبغ المسخن، ينتج عنها مستويات من أول أكسيد الكربون (CO) تقل بنسبة 98٪ في المتوسط عن تلك الموجودة في السجائر التقليدية لكن هذا لا يعني تقليل المخاطر بنفس النسبة، حيث أن أول أكسيد الكربون هو واحد فقط من العديد من المواد الكيميائية الضارة في دخان السجائر.
وبحسب بعض التقارير الصادرة عن مؤسسة (Our World In Data) العالمية، والمتخصصة في مجال الأبحاث العلمية، والتي نقلتها عن منظمة الصحة العالمية فإن التدخين التقليدي مسئول عن نحو 15% من مجموع الوفيات حول العالم، أي ما يقرب من 8 ملايين حالة وفاة سنوياً، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرةً، ونحو 1,2 مليون من غير المدخّنين لكنهم يتعرضّون للدخان الناتج عن احتراق السجائر دون إرادتهم. لذلك يعد الانتقال لمنتجات التبغ المسخن الخالية من الدخان هو الخيار الأفضل لأولئك البالغين غير الراغبين في الإقلاع عن التدخين.
هذا المقال برعاية فيليب موريس مصر
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التبغ الدخان صحة الإنسان فيليب موريس
إقرأ أيضاً:
أعمدة وأسوار لندن المهملة تاريخ منسي شاهد على حربين.. «تستخدم لإطفاء السجائر»
عمود للمراقبة يقع بجوار جسر ساوثوورك وبالقرب من سلة مهملات، أثار جدلًا في لندن، خاصة أنّه كان يستخدم لعقود كمنفضة سجائر دون إدراك أهميته التاريخية، وإلى جانبه توجد الأسوار الحديدية التي تحمل تاريخًا عظيمًا لا يعرف عنه سوى القليل، فما السر وراء هذه الأعمدة والأسوار الحديدية؟
سر العمود الموجود جوار جسر ساوثووركهذا العمود المتضرر الذي يمكن رؤيته بالمرور بجوار جسر ساوثوورك، يحمل تاريخًا عريقًا يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، إذ يُرجح الخبراء أنّه كان مدفعًا فرنسيًا جرى جلبه من السفن التي قاتلت في معركة ترافالغار عام 1805، التي انتهت بالانتصار على فرنسا خلال الحرب النابليونية، وحينها بدأت بريطانيا تجريد السفن الفرنسية من حمولتها وإعادة استخدام كل ما له قيمة، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وعندما تبين أنّ المدافع أصبحت كبيرة للغاية بحيث لا يمكن تركيبها على السفن البريطانية، جرى نقلها إلى لندن وعرضها في شكل أعمدة حواجز في الشوارع كتذكير بانتصار بريطانيا، مثل هذا المدفع الموجود بجوار الجسر، فضلًا عن مدفع أصلي آخر في سوق بورو.
المؤرخة والمؤلفة أليس لوكستون تقول في حديثها للصحيفة البريطانية، إنّ مثل هذه الأعمدة أحد دلائل التاريخ الذي قد يغفله البعض، فهناك الكثير من حولنا يحكي فصولًا من التاريخ مثل ذلك العمود الذي يستخدمه الناس كمنفضة سجائر، ولا يدرك البعض تمامًا أهميته الاستثنائية، إذ يطل العمود على نهر التايمز وهو محاط بالمطاعم والمحلات التجارية المزدحمة.
وهذا العمود الموجود بالقرب من جسر ساوثوورك جرى تأمينه بالفعل باعتباره هيكلًا مصنفًا من الدرجة الثانية، وهو ما يضمن بقاءه ثابتًا في مكانه حارسًا للتاريخ لسنوات عديدة مقبلة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ معظم المارة يلقون المهملات إلى جواره، فضلًا عن إدخال أعقاب السجائر في فتحة الصمامات الخاصة به.
دور الأسوار في إنقاذ الجرحى أثناء الحرب العالميةومثل أعمدة المدافع، فإن أسوار النقل التاريخية في لندن لا يلاحظها أحد بمظهرها المتواضع والباهت، رغم أن هذا الأسوار شكلت جزءًا حيويًا من قصة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت مسؤولة عن إنقاذ مئات الأرواح، خاصة أنّها كانت تستخدم لنقل المدنيين الجرحى أثناء الغارات الجوية، وكانت تنتج في الأصل من أجل المجهود الحربي، وكانت مصنوعة من المعدن، وتتكون من قطبين منحنيين يبطنان مساحة من شبكة سلكية.
وبعد الحرب أصبحت هذه القطع خردة معدنية، وتم إعادة تدويرها وتحويلها إلى أسوار لحماية المباني العادية والشقق الشاهقة، وبعد أقل من مائة عام، أصبح التاريخ البطولي لهذه الأسوار منسيًا على نطاق واسع؛ حيث اعتبر العديد من السكان والسياح أن هذه الأسوار حديثة وعادية في مظهرها، وأدى الضرر والتدهور على مر السنين إلى قيام بعض السلطات المحلية باستبدال السور التاريخي بأخرى حديثة، مع انخفاض العدد المتبقي منه في لندن تدريجيًا.