قمة بريكس في جوهانسبرغ .. طموحات سياسية واقتصادية نحو عالم متعدد الأقطاب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
تنطلق غدا الثلاثاء في جوهانسبرغ القمة الخامسة عشرة لمجموعة "بريكس"، برئاسة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا ومن المقرر أن تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار "بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة"، وتشهد هذا القمة حضور الرئيسان الصيني شي جين بينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بينما سيمثل الهند رئيس وزرائها ناريندرا مودي، ويمثل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف ، ومن المقرر أن يشارك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في القمة عبر الاتصال المرئي.
وكمضيفة للقمة، قامت جنوب إفريقيا بدعوة 67 زعيما من مناطق مختلفة في العالم، وتحديدا من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، لحضور هذه القمة. بالإضافة إلى ذلك، تم توجيه دعوات لـ20 ممثلا عن منظمات دولية مختلفة. ومن المقرر أن يحضر القمة أيضا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، للمشاركة في هذا الحدث.
وتتجه الأنظار نحو جوهانسبرغ لمتابعة أعمال ونتائج قمة مجموعة "بريكس" الرامية لتوسيع نفوذ التكتل والدفع باتجاه تحول في السياسة العالمية، حيث يطالب هذا التكتل المنتج لربع ثروة العالم، بتوازن اقتصادي وسياسي عالمي متعدد الأقطاب. وفي مؤشر على تزايد الاهتمام بهذا التجمع، فقد أبدت أكثر من 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى هذه المجموعة، وقدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام إلى هذه الكتلة.
وعشية انعقاد القمة وفي ظل الانقسامات على الساحة الدولية تغذيها تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن رئيس جنوب أفريقيا عن مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة من مختلف أنحاء إفريقيا في هذه القمة، وأشار الى أن هؤلاء القادة يريدون بناء شراكة بين مجموعة بريكس والقارة الأفريقية، بهدف تعزيز الفرص لزيادة التجارة والاستثمار وتطوير البنية التحتية.
وفي كلمة متلفزة، أكد رئيس جنوب إفريقيا أن مجموعة /بريكس/ تمتلك القدرة على إحداث تغييرات في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أشار إلى أهمية توسع نفوذ المجموعة من خلال ترحيبها بأعضاء جدد، مؤكدا أن بلاده تؤيد توسيع مجموعة بريكس لتضم دولا تتشارك الرغبة في أن يكون هناك نظام عالمي أكثر توازنا.
وفي ضوء التحديات المتزايدة والانقسامات العالمية، شدد رئيس جنوب أفريقيا على ضرورة تحقيق إصلاحات حقيقية في الأمم المتحدة، مع التركيز على تحويل مجلس الأمن إلى هيئة أكثر فعالية وشمولية، تستطيع ضمان السلام والأمن في العالم. وأكد دعمه للأمم المتحدة كمؤسسة متعددة الأطراف تحتاج إلى تحسين وتطوير لمواجهة التحديات العالمية بفاعلية.
ويتصدر جدول أعمال قمة مجموعة بريكس موضوع توسيعها وزيادة عدد أعضائها وكيفية تحسين العلاقات الاقتصادية بين اقتصادات أعضائها الخمسة، وجمع الأموال لبنك التنمية الجديد، المعروف على نطاق واسع باسم بنك بريكس - الذي تأسس في عام 2015 كبديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وستركز القمة على تعزيز العلاقات بين المجموعة والدول الأفريقية، التي تعتبر سوقا غير مستغلة إلى حد كبير ، من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتعد بريكس، والصين على وجه الخصوص، بالفعل أكبر شريك تجاري لأفريقيا، ومن المتوقع أن تصل التجارة بين الطرفين إلى أكثر من 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بتوسيع مجموعة بريكس وزيادة عدد أعضائها، فإن ذلك يتطلب موافقة جميع أعضاء التكتل الخمسة، وتحرص روسيا والصين وجنوب إفريقيا على تنمية الكتلة، حيث تسعى موسكو وبكين بشكل خاص إلى توسيع شبكة حلفائهما بين الدول النامية في العالم، لكن الهند والبرازيل أكثر تحفظا تجاه عملية التوسيع وزيادة أعضاء التكتل، وتشيران إلى ضرورة أن تلبي الدول الجديدة معايير معينة قبل أن يتم منحها العضوية في مجموعة بريكس.
وتتيح العضوية في الكتلة للبلدان إمكانية وصول أكبر إلى أسواق الدول الأعضاء ، وتشكل مصدرا للاستثمار الأجنبي المباشر، وستناقش القمة أيضا تعميق استخدام العملات المحلية في التجارة بين الدول الأعضاء ، وإمكانية إطلاق عملة مشتركة أو نظام مدفوعات مشترك لتحسين التجارة داخل الكتلة.
ويقول المراقبون إن توسيع التجمع سيساعد في تحقيق التوازن في تأثير الدول الكبرى على الاقتصاد العالمي، ويضيف هؤلاء أن التوسع لن يساعد فقط دول بريكس في الحفاظ على أهميتها في النظام العالمي ، بل سيوفر أيضا مصدرا بديلا للتمويل للعالم النامي، وقد قام بنك بريكس الذي جمع 94 مليون دولار في مزاد سندات جنوب إفريقيا الأول الأسبوع الماضي ، بإقراض أكثر من 30 مليار دولار لمشروعات في الدول الأعضاء المؤسسين، وقالت رئيسة البنك وهي الرئيسة السابقة للبرازيل ديلما روسيف ، إن البنك يهدف إلى تقديم 30 بالمائة من قروضه بعملات الدول الأعضاء بين عامي 2022 و 2026، حيث تحمي القروض غير الدولارية المقترضين من تداعيات أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة.
بدأ التجمع ، الذي يمثل حوالي ربع ثروة العالم، عام 2009 ، باسم " BRIC "، وهو اختصار لأربعة اقتصادات تعد من الأسرع نموا وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، ومنذ انضمام جنوب إفريقيا إلى هذا التكتل، أصبح يعرف باسم BRICS، وقد زادت صادرات جنوب إفريقيا إلى الصين بمقدار أربعة أضعاف، مما جعل الصين شريكا تجاريا رئيسيا لها.
وتمثل دول بريكس مليارات الأشخاص عبر ثلاث قارات، مع اقتصادات تشهد مراحل متفاوتة من النمو، ويمثل التكتل حاليا 23 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 بالمئة من سكان العالم، وأكثر من 16 في المئة من التجارة العالمية، وتشير بعض التقديرات إلى أن بريكس في حال توسيعها ،يمكن أن تساهم بأكثر من 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: بريكس
إقرأ أيضاً:
وفد الأمانة العامة للجامعة العربية يصل بغداد للاطلاع على استعدادات القمة العربية
أبريل 29, 2025آخر تحديث: أبريل 29, 2025
المستقلة/- وصل إلى العاصمة العراقية بغداد اليوم الثلاثاء، وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، وذلك للاطلاع على آخر الاستعدادات العراقية لاستضافة القمة العربية المزمع عقدها في شهر أيار المقبل.
وأوضح مصدر مطلع لـ “الصباح” تابعته المستقلة، أن الوفد سيقوم بجولة لتفقد كافة التفاصيل اللوجستية المتعلقة بالقمة، من بينها القاعات الرئيسية التي ستستضيف الاجتماعات الأولية للقمتين التنموية والعادية. وقال المصدر: “الوفد سيطلع كذلك على التجهيزات النهائية للقمة، التي ستعقد في بغداد خلال الفترة من 12 إلى 17 أيار 2025”.
ويشير المصدر إلى أن الاجتماعات ستبدأ بـ اجتماعات كبار المسؤولين، تليها اجتماعات المندوبين، ثم اجتماع وزراء التجارة العرب، فـ وزراء الخارجية العرب، لتختتم القمة بحضور القادة والزعماء العرب يوم 17 أيار 2025.
وكان فؤاد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، قد أعلن في شهر آذار الماضي، تحديد يوم 17 أيار 2025 موعدًا رسميًا لانعقاد القمة، مؤكدًا أن العراق يعمل على تهيئة جميع الظروف لضمان نجاح القمة، بما يعكس صورة إيجابية عن البلاد ويعزز مسيرة العمل العربي المشترك.
وأضاف حسين أن القمة ستُعقد في ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، مشيرًا إلى أن العراق قد قام بتنسيق جولات مكوكية بين عواصم الدول العربية لدعوة الزعماء العرب لحضور القمة، في وقت حساس يتطلب تنسيقًا كبيرًا بين الدول العربية لمناقشة قضايا حيوية ومصيرية في المنطقة، مثل القضية الفلسطينية، والملفات اللبنانية، اليمنية، السودانية، والسورية.
وتعتبر القمة العربية التي ستُعقد في بغداد محط أنظار دولية، بالنظر إلى الأزمات المتعددة التي تواجهها الدول العربية، مما يجعلها فرصة مهمة لدفع عجلة العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.