العلاقات الزوجية تحت الضغط.. نصائح للنجاة والإصلاح
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
في لحظة فارقة، قد يشعر أحد طرفي العلاقة، أو كلاهما، بأن النهاية أصبحت قريبة. وفي تلك اللحظة، قد تسود مشاعر الراحة نتيجة التخفف من سلسلة الخلافات والتوترات. ومع ذلك، قد لا يكون اتخاذ القرار بالانفصال سهلا دائما، إذ يمكن أن تكون التكلفة العاطفية والمادية المرتفعة دافعا لإعادة التفكير بعمق. وفي بعض الأحيان، يكون هناك طرف واحد فقط متمسكا بمحاولة الإصلاح، ساعيا للحفاظ على العلاقة بدلا من إنهائها.
في مقالها عن إعادة اكتشاف الحب، تطرح الدكتورة راندي غونثر، بناءً على خبرة 40 عاما في الإرشاد الزوجي، 3 أسئلة محورية على الشريكين طرحها والعمل على الإجابة عنها بصدق. وتؤكد غونثر أن وجود دافع قوي للإصلاح، مثل مصلحة الأطفال، يُعتبر أمرا أساسيا. والأسئلة هي:
هل يمكن لكل طرف الاعتراف بأخطائه في العلاقة بدلا من التركيز فقط على أخطاء الشريك؟ هل لا يزال بإمكانهما الاستماع بعمق لبعضهما البعض؟ هل يستطيعان إعادة فتح القلوب التي أُغلقت بفعل الإحباط؟
محاولة أخيرة أم فرصة للهرب؟في علاقتها مع زوجها، واجهت أميرة عبد العزيز، 32 عاما، العديد من التحديات، من خيانة مرة، وإهمال متكرر، إلى غياب المسؤولية بشكل دائم. ورغم ذلك، كانت تتراجع في كل مرة عن قرار الانفصال تحت ضغط وعوده المستمرة بالتغيير.
إعلانتروي أميرة لـ"الجزيرة نت": "كنت أتحمل كل مرة، واستمرت العلاقة التي زاد من تعقيدها قدوم طفل وليد. اعتقدت أن الطفل سيقوي علاقتنا ويزيد من ارتباطنا، لكن العكس حدث. زادت الخلافات وشعرت أنني أعيش في علاقة من طرف واحد. تحت وطأة هذا الشعور طلبت الانفصال، وبالفعل تم الأمر. لكن، بعد فترة من الانفصال، عاد زوجي يطلب فرصة جديدة. وبعد استشارة طبيبي النفسي، قررت العودة لمحاولة الإصلاح من داخل العلاقة. ما دفعني لذلك هو شعوره بالضياع خلال فترة ابتعادنا، وهو ما جعلني أرى فرصة مختلفة عن المحاولات السابقة. لم أندم على قراري حتى الآن".
تتشابه تجربة أميرة مع قصة الزوجين محمد (36 عاما) ونسرين (30 عاما)، اللذين عانيا في سنتهما الأولى من الزواج من مشكلات وتراكمات استمرت عامين، حتى وصلا إلى حافة الانفصال. وفي لحظة حاسمة، لجأ إلى مرشد علاقات زوجية، الذي نصحهما بالمشاركة في جلسات جماعية مع زوجين آخرين تجاوزت تجربتهما الزوجية 15 عاما. خلال تلك الجلسات، تبادلوا الخبرات والحلول، مما ساعدهم على رؤية نموذج إيجابي والتعلم منه لإعادة بناء علاقتهما بشكل أكثر استقرارا.
المحاولات المتكررة التي تقوم بها المرأة بمفردها قبل الوصول إلى قرار الانفصال غالبا ما تستنزفها نفسيا وجسديا (غيتي) خطوات مدروسةتشير الدكتورة صفاء إسماعيل، أستاذة ورئيسة قسم علم النفس بكلية الآداب – جامعة القاهرة، في حديثها لـ"الجزيرة نت"، إلى أن الإصلاح داخل العلاقة الزوجية يتطلب نهجا واضحا وتعاونا حقيقيا بين الشريكين. وتقول: "ينبغي لكل طرف أن يركز على أخطائه الشخصية ويعزز مميزات شريكه، بدلا من التوقف عند العيوب والمشكلات السابقة. كما يجب أن يدركا أن خسارة العلاقة لن تكون على أحدهما فقط، بل ستؤثر على كليهما، وربما على الأطفال إذا كانوا جزءا من هذه العلاقة. والسؤال الحاسم هنا: هل يمتلك الطرفان القدرة على تحمل نتائج انتهاء العلاقة؟"
إعلانوتضيف إسماعيل أن المحاولات المتكررة التي تقوم بها المرأة بمفردها قبل الوصول إلى قرار الانفصال غالبا ما تستنزفها نفسيا وجسديا، بدلا من أن تصلح العلاقة. وتحمل المرأة للمسؤولية وحدها يؤدي في النهاية إلى شعور متزايد بالاكتئاب، مما يدفعها إلى البحث عن أي مخرج، حتى لو كان الانفصال، مهما كانت تبعاته.
وتؤكد الدكتورة على أهمية وجود استشاري نفسي في هذه المرحلة الحرجة، حيث تقول: "أي ضغط غير مدروس على الزوجة قد يؤدي إلى نتائج كارثية. الحل يكمن في تحريرها من قيود التضحيات التي فرضتها على نفسها، وإعادة صياغة أدوارها بطريقة تمنحها التقدير الذي تحتاجه، سواء داخل العلاقة الزوجية أو بعيدا عنها."
وتختتم صفاء إسماعيل بأن الإصلاح لا يعني تحويل الحياة الزوجية إلى علاقة مثالية خالية من المشكلات، لكنه يتيح فرصة جديدة للتفاهم والتوازن. هذه المحاولة تمنح الشريكين القدرة على رؤية مزايا وعيوب كل منهما بصورة أشمل وأكثر موضوعية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر العائلة على علاقتك بالمال؟
ذكرت مجلة فوربس أن العائلة تلعب دورا محوريا في تشكيل علاقة الأفراد بالمال، حيث تتأثر هذه العلاقة بأنماط السلوك المالي المتوارثة عبر الأجيال.
التقرير الذي يستند إلى أبحاث الأستاذ الجامعي شاين إنيت حول الرفاه المالي يوضح أن لكل شخص "شخصية مالية" تتحدد وفقا لطريقة تفاعله مع المال، والتي تتأثر بشكل مباشر بتربية الأسرة وتجارب الطفولة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 نصائح لإدارة الميزانية في العشرينيات من العمرlist 2 of 27 اتجاهات مالية جديدة ترسم ملامح بناء الثروة في 2025end of list الأبعاد الثلاثة للعلاقة بالمالبحسب الدراسة، هناك ثلاثة أبعاد رئيسية تشكّل علاقتنا بالمال:
الاكتساب (A): يميل الأفراد الذين ينتمون لهذا البعد إلى اعتبار المال سلعة قابلة للجمع، حيث يرون في تحقيق الثروة هدفا بحد ذاته. والجانب السلبي لهذا النمط هو إمكانية التحول إلى هوس بالثروة أو العكس، أي رفض تام لاكتساب المال باعتباره مصدرا للفساد. التجارب الأسرية تلعب دورا رئيسيا في تحديد "الشخصية المالية" لكل فرد (شترستوك) الاستخدام (U): يرى هؤلاء الأشخاص المال أداة للتمتع بالحياة، حيث يربطون قيمته بقدرته على توفير المتعة والراحة. ومع ذلك، قد يصبح البعض مدمنا على الإنفاق، في حين يتجه آخرون إلى التقشف المفرط خوفا من المستقبل. الإدارة (M): أصحاب هذا النمط يعتبرون المال مسؤولية تتطلب التخطيط الدقيق. لكن في بعض الحالات، قد يتحول الأمر إلى هوس مفرط بإدارة الإنفاق، مما يؤثر سلبا على العلاقات الشخصية. إعلان كيف تؤثر العائلة على علاقتنا بالمال؟يشير التقرير إلى أن التجارب الأسرية تلعب دورا رئيسيا في تحديد "الشخصية المالية" لكل فرد، على سبيل المثال، إذا كان أحد الوالدين يعتمد على المال كمكافأة للسلوك الجيد، فقد يتبنى الطفل لاحقا النمط نفسه في حياته البالغة.
لتحليل هذه التأثيرات بشكل دقيق، طورت رابطة العلاج المالي (Financial Therapy Association) أداة تسمى مخطط الجينوم المالي (Money Genogram)، وهو نموذج يُستخدم لتحديد الأنماط المالية داخل العائلة.
تتضمن هذه الأداة:
رسم شجرة عائلية. تصنيف أفراد العائلة وفقا للأبعاد الثلاثة للعلاقة بالمال (A ،U ،M). تحديد ما إذا كان السلوك المالي لكل فرد صحيا (+) أو غير صحي (-).على سبيل المثال، إذا نشأ شخص في عائلة اعتادت على الإنفاق المفرط، فقد يكون لديه ميل قوي إلى اتباع النمط نفسه، أو العكس تماما، حيث يصبح مقتصدا بشكل مبالغ فيه كرد فعل نفسي.
دروس مستفادة من تحليل العلاقة بالماليؤكد التقرير على أهمية فهم أبعاد العلاقة بالمال، حيث يمكن أن يساعد ذلك الأفراد في تحسين إدارتهم المالية وتعزيز استقرارهم الاقتصادي، كما يوصي بضرورة استخدام أدوات تحليلية مثل مخطط الجينوم المالي لفهم الأنماط الأسرية، وتحديد السلوكيات التي تحتاج إلى تعديل.
في الختام، يشير شاين إنيت إلى أن "العلاقة بالمال ليست مجرد مسألة اقتصادية، بل هي جزء من هويتنا النفسية والاجتماعية التي تتشكل عبر الأجيال"، داعيا إلى مراجعة تأثير العائلة على القرارات المالية الشخصية لضمان تحقيق رفاه مالي متوازنٍ.