البوابة نيوز:
2025-03-03@21:21:39 GMT

43 عاما على رحيل البطل رأفت الهجان

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مثل هذا اليوم ٣٠ يناير من عام ١٩٨٢ رحل البطل المصري رفعت الجمال المعروف بـ"رافت الهجان" ودفن في مقابر مدينة دارمشتات الألمانية بعيدا عن الوطن.

 ورأفت الهجان هو الاسم الحركى للمواطن المصرى رفعت على سليمان الجمال الذى ولد فى 1 يوليو 1927 في مدينة دمياط وتوفى فى 30 يناير 1982، والده يعمل فى تجارة الفحم ووالدته ربة منزل تستطيع التحدث بثلاث لغات، هى الإنجليزية والفرنسية والعربية.

قرر والده الانتقال بعائلته إلى القاهرة، ورأى أنه من الضرورى تسجيل رفعت الجمال بمدرسة التجارة المتوسطة بالرغم من رفض رأفت لذلك، وبعد تسجيله فى المدرسة يعجب بكفاح البريطانيين المستميت ضد الزحف النازي، وفى تلك الفترة يتعلم الإنجليزية ويتحدث بها باللكنة البريطانية إضافة لتعلمه الفرنسية باللكنة الباريسية أيضا.

ظل رفعت الجمال مواطنًا عادياً لا يعرفه أحد، احب السينما وأسندت إليه أدوار ثانوية، وشارك في ثلاثة أفلام وهم فيلم"أحبك أنت"، وفيلمين آخرين مع بشارة واكيم، تخرج في 1946 وبدأ العمل بشركة بترول في رأس غارب، ونتيجة لعدم انضباطه فصل وانتقل للإسكندرية، وهناك خالط يونانيين ويهودا وفرنسيين، وأتقن اللكنة الفرنسية كأهلها وعمل على مركب شحن، ليغادر البلاد لأول مرة إلى نابولى ومارسيليا بجوازات سفر مزورة للفرار من الملاحقة الأمنية بعد تورطه في “مقامرات فاشلة” إلا أن أمره يكتشف ويعود مرحلاً لمصر.

ويمنع من دخول بعض الموانئ بعد النصب على البحارة والمسافرين وأثناء عرضه على النيابة لفت نظر أحد الضباط العاملين بالمخابرات، ورأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وهى مواصفات جيدة لـعميل مخابراتى وتتم زراعته في إسرائيل، وفى 1965 تبدأ رحلة الهجان التي استمرت 17 عاما داخل تل أبيب حاملا كود "العميل 313 جاك بيتون"، واستطاع الانخراط في المجتمع الإسرائيلى بعد فترة تدريب بمصر ومخالطة الرعايا اليهود بالإسكندرية، والعمل بشركة مملوكة لثرى يهودى.

وهناك أسس شركة سياحية تبدأ صغيرة وتكبر شيئا فشيئا، حتى يكون أحد رجال المجتمع بتل أبيب، وصديقا مقربا لموشى ديان، وعزرا فايسمان، وجولدا مائير، وكاد يترشح لعضوية الكنيست، وبعد نهاية مهمته تزوج الثرية ألألمانية “فراو فالتراوت”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رفعت الجمال رأفت الهجان تل أبيب

إقرأ أيضاً:

محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت

بعد أن فقد بصره وهو ابن ثلاث سنوات سأل والده: "متى النهار يطلع يا بابا؟"، فبكى الأب بحرقة وقال "سترى بقلبك يا بني أكثر مما ترى بعينيك"، لم يعرف الأب وقتها أن صوت ابنه سيكون كالشمس في تاريخ مصر، لا يبدأ النهار إلا بسماعه عندما تشير عقارب الساعة إلى تمام السابعة صباحا.

إنه الشيخ محمد رفعت -رحمه الله- الذي تلاحم صوته مع نسيج الوعي المصري ووجدانه، فأراد الله أن يحيا صوت الشيخ رفعت في مناسبتين، الأولى طوال العام عند الساعة السابعة صباحا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، هذا الوقت الذي يتعلق بذاكرة كل مصري أثناء ذهابه إلى المدرسة ونزوله إلى عمله صباحًا، إذا سمع صوت الشيخ رفعت أدرك أن الشمس قد أشرقت إيذانًا بميلاد يوم جديد مصحوب بصوت الشيخ محمد رفعت.

وأما الثانية فطوال شهر رمضان المبارك مع أذان المغرب، هذا الأذان الذي إن سمعه المصريون في أي وقت استشعروا بنسمات شهر الصيام، ارتبط أذان الشيخ محمد رفعت بالإعلان عن وقت الإفطار كل يوم في رمضان، فأصبح له خصوصية يتفرد بها عن أي أذان آخر.

الشيخ محمد رفعت هذا الصوت الملائكي الخالد الذي تجددت فيه معجزة القرآن، إلا أن التسجيلات التي وصلتنا لم توفه حقه، ذلك لأن أغلب التسجيلات كانت قديمة تحتاج إلى ترميم وإصلاح، فغير المونتاج الصوتي شيئا من حقيقة صوت الشيخ رفعت، والأمر الثاني أن التسجيلات بدأت في فترة مصاحبة المرض لهذا الصوت، كما قال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في إحدى لقاءاته إن تسجيلات الشيخ محمد رفعت تحمل تأثير مرضه وكأنك تسمع صوتا جميلا لكن عليه مسحة من المرض، وذكر أن تسجيل سورة مريم هو الذي يعطي بعضا من صوت الشيخ رفعت في اكتماله وشبابه ومقدرته.

في حي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر ولد الشيخ محمد رفعت سنة 1882 لأب يعمل ضابط شرطة بقسم الخليفة، وأم طيبة ترعى بيتها وتقوم على شئون الزوج والأولاد، واسم محمد رفعت هو اسم مركب أما والده فاسمه محمود رفعت وهو اسم مركب أيضًا، ولأن كل إنسان منا يسير إلى قدره المكتوب في الحياة، فقد واجه الشيخ محمد رفعت مصيره في الحياة مبكرا، المأساة الأولى عندما فقد بصره وهو في الثالثة أو الرابعة من عمره، والمأساة الثانية عندما فقد والده وهو ابن تسع سنوات.

ولأن في المنع عطاء، وفي كل محنة منحة، فكانت المأساة الأولى هي سبب العطاء الأعظم في حياة الشيخ محمد رفعت بعد أن قرر والداه أن يهباه للقرآن، وأتم حفظ القرآن وتجويده وهو طفل صغير في مسجد فاضل باشا، والذي عين فيه قارئا للسورة يوم الجمعة إلى أن أقعده المرض، وأما المأساة الثانية فكانت السبب في أن يتحمل الشيخ رفعت مسئولية أسرته الصغيرة المكونة من أمه وخالته وأخيه الأصغر بعد أن أصبح هو العائل الوحيد لهم، وظل على هذا الحال حتى ذاع صيته وأصاب سحر صوته كل من سمعه وتأثر به.

الشيخ محمد رفعت هو معجزة القرن العشرين في تلاوة القرآن الكريم، كان لصوته مفعول السحر على مستمعيه، فلا تسمع تلك الصيحات أثناء تلاوته كما يحدث في السرادقات مع قراء اليوم، ولكن طريقة قراءة الشيخ رفعت بما فيها من هيبة ووقار وإبهار كانت تجعل المستمعين لا يحركون ساكنا، يخشعون رهبة وإجلالا لعِظم ما يُقرأ عليهم.

تقليد الشيخ رفعت يحتاج لإمكانيات صوتية خاصة ولطبقة صوت اختص بها الله الشيخ رفعت، فيصعب جدا تقليده، تمتع الشيخ رفعت بصوت ماسي حاد جدا رنان كأنه الياقوت والمرجان، وبصوت عميق عريض جدا كأنه زئير الأسد في أدنى طبقات صوته، والعجيب أن في علو صوت الشيخ رفعت وهبوطه لا يشعر المستمع بأنه ينتقل بين القرار والجواب فهو يقرأ بطريقة السهل الممتنع، يلون الآيات بصوته وبما يناسب كل آية، فالموهبة وحدها لا تكفي، ولكنها تحتاج لذكاء يوظفها بطريقة صحيحة، والشيخ محمد رفعت وهبه الله من الذكاء الفطري والبصيرة الربانية ما جعله يقرأ القرآن بوعي وتدبر وذكاء.

عاش الشيخ محمد رفعت واهبًا حياته لخدمة القرآن الكريم ينشر صوته في كل مكان ويلبي الدعوات بعفة نفس خدمة للقرآن، لم يكن طالب مال ولا شهرة أو جاه، ترك لأبنائه ساعة يد وروشتة طبيب ومصحفًا، كما أخبر بذلك ابنه الأكبر محمد رحمه الله، وأصيب الشيخ رفعت بمرض الزغطة الذي اتضح أنه سرطان الحنجرة، فتوقف عن القراءة سنة 1943 بعد أن حبسه المرض وهو يقرأ ولم يخرج صوته في بعض الآيات فسكت ثم غادر المسجد وسط بكاء كل الحاضرين، وظل يعاني من هذا المرض الذي فشل الطب في علاجه، كان راضيا صابرا ولم يسخط، وفي يوم التاسع من مايو سنة 1950 أخذ يردد (الحمد لله) ويسأل زوجته عن أولاده، ويقول (الحمد لله) ثم فاضت روحه إلى رب العالمين، ليترك لنا صوتا لم ينطفئ يومًا، هذا الإرث الذي يشهد له بما قدمه في حياته لخدمة القرآن وإيصال رسالته، رحم الله قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت.

مقالات مشابهة

  • سفارة باريس: مبادرة لتطوير تدريس اللغة الفرنسية في ليبيا
  • شهر الصوم في الصحافة الفرنسية
  • هل هي حرب معلنة بين رئيس الجمهورية الفرنسية ووزير داخليته بخصوص الجزائر ؟
  • بوتيتشيلي والأسطورة .. كيف جسّد الأساطير في لوحاته؟
  • "رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس"
  • Emilia Pérez يتوج بجائزة سيزار الفرنسية
  • البحرية الفرنسية تعود إلى العراق بعد غياب 13 عاماً.. صور
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
  • بعد رحيل نصرالله… اللي جاية أمَرّ
  • المدرسة الفرنسية في الشارقة تحتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسها