موقع 24:
2025-02-20@13:33:18 GMT

صفة التَّبادُل.. ثمنُها التّهْجِير

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

صفة التَّبادُل.. ثمنُها التّهْجِير

يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية


لا حديث يعلو هذه الأيام في الإعلام عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، التي تناولت تهجير نحو 1،5 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، من أجل "تنظيف المنطقة التي مزقتها الحرب، وإنشاء واقع جديد يحافظ بشكل أو بآخر على اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، والتخطيط لإعادة إعمارها وإحلال السلام في الشرق الأوسط"، كما في الخطة الأمريكية.


وقد قُوبلت الفكرة بالرفض من الأردن ومصر، ومع ذلك يصرّ ترامب على خطَّته، وإن كان لم يوضح مدتها الزمنية ولا كيفية تطبيقها، هذا في وقت رحَّب بها عدد من قادة إسرائيل، مؤكدين عزمهم العمل على تحويلها إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ.
من الناحية النظرية، فإن ترامب يعيد طرح فكرة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في وقت باكر من الحرب، حين بادرت إلى طرحها على الأردن ومصر أواخر عام 2023م، وسرعان ما تخلّت عنها مع إصرار الدولتين على رفض الفكرة بالمطلق، والفارق الوحيد أن ترامب يصر على إتمام مشروع صفقة القرن التي بدأ تنفيذها في فترة حكمه الأولى.
ويبدو أن إدارة ترامب ترى الوقت مناسباً لتنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين لأسباب كثيرة من أهمها: الوضع المأسوي في غزة، وهزيمة "محور المقاومة"،  وغياب الدور الروسي، وتراجع القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية، كما هي الحال بالنسبة للاتحاد الأوروبي والصين.
 الطرح الأمريكي لمٍسألة تهجير الفلسطينيين من غرة، وليس مستبعداً من الضفة بعدها ـ يُعيدنا إلى مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، القائم على خطة تهجير الفلسطينيين من سكان غزة هرباً من القصف والإبادة، واعتبرها هجرة طوعية، وحاول تنفيذها بعد شهرين من بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وواجه مشكلة تتمثل في عدم وجود دول تستقبلهم بعد أن رفضت مصر والأردن خطتّه من الأساس، وهي الخطّة نفسها التي طرحها ترامب اليوم، متسلحا فيها بقدرته على اتخاذ القرار، وبتحديد الدول التي سيتم تهجير الفلسطينيين إليها، حتى انه ـ كما تشير بعض المصادر ـ حدد دولاً أخرى غير عربية، منها: أندونيسيا وألبانيا، واستعادة إسرائيل لمواطنيها ضمن صفقة التبادل الجارية حاليا.
طرح تهجير الفلسطينيين من غزة، يحقق نصراً لإسرائيل باعتباره "مشروعها الوجودي"، الذي لأجله أفشلت كافة المشاريع والمبادرات السياسية (الإقليمية والدولية) الهادفة إلى إيجاد حلول، وذلك بوضع العراقيل والعقبات أمام مسيرة السلام.
لقد سعت إسرائيل بنشاط محموم لفرض الحقائق على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال: قامت بتقطيع أوصال الضفة الغربية بالمستوطنات، وضمنت هيمنتها على القدس، وأبقت قطاع غزة معزولاً ومحاصراً، ثم انتهت إلى تدمير غزة بالكامل وتحويلها إلى أنقاض، قد تستغرق عملية إزالتها نحو 21 عاماً، وحاولت تصدير أزمتها إلى دول الجوار، وكل هذا الهدف منه إقامة دولة يهودية ـ صهيونية خالية من أي وجود فلسطيني.
بقي أن الطرح الأمريكي بتهجير سكان غزة له صلة بما يحدث هذه الأيام من تبادل للأسرى والمخطوفين، إذْ من المعروف أن ذلك تمَّ بضغط من الرئيس دونالد ترامب على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة عبر مراحل، وبنهاية الصفقة في مرحلتها الأخيرة، يبدأ تهجير الفلسطينيين من غزة، ويتوقع مناقشة هذا الأمر أثناء زيارة نتانياهو إلى واشنطن ولقاء ترامب الأيام المقبلة، لمناقشة واستكمال المفاوضات في شأن المرحلتين الثانية والثالثة من صفقة الرهائن، والحسم في الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين، ومنها دول أفريقية مثل: الكونغو ورواندا، وهذا في حال حصوله سيجعل التهجير المحزن، إن تحقق، ثمناً لصفقة تبادل الأسرى، التي لم تصل إلى نهايتها بعد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل تهجیر الفلسطینیین من

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: تراجع ملحوظ في السياسة الأمريكية بشأن تهجير الفلسطينيين

قال الدكتور سهيل دياب أستاذ العلوم السياسية، إنّ هناك الكثير من المؤشرات خلال الأسبوع الأخير تقول إن هناك تراجعا من قبل السياسة الأمريكية بما يتعلق بقضية تهجير الفلسطينيين، موضحا أن هناك أمرين أساسيين لا يمكن المساومة عليهما، الأول هو قضية بقاء الفلسطينيين على أرضهم، والنقطة الثانية أن أي صفقة إقليمية واسعة تشمل إسرائيل والسعودية ومصر والدول العربية الأخرى يجب أن تمر من خلال حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وحل الدولتين.    

وأضاف «دياب»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجد رفضا قاطعا غير قابل للحديث بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بالتالي تحول الأمر إلى التفكير ببدائل أخرى، مشيرا إلى أنه مازالت هناك مرحلة ثالثة، فهل سيتم الضغوطات في الأسبوعين القريبين قبل انعقاد مؤتمر القمة في القاهرة 27 فبراير الجاري على الأنظمة العربية والعالم العربي ، بتخفيض سقف الأمور والبرنامج المطروح لإعادة إعمار قطاع غزة وإيجاد البديل المناسب وإما سيلاقي هذا المسار الكثير من المشكلات.        

وتابع: «القضية المركزية الآن أن ترامب يفكر بعقلية أو نظرية الصفقات ، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يفكرون بنظرية الحروب الصفرية الوجودية إما نحن أو هم، لذا نستطيع القول أن إمكانية أن يصل ترامب إلى صيغة يوافق عليها العالم العربي، تقبل ولو جزء من الشروط الإسرائيلية أمر غير قابل للتحقيق، لأن أمام العالم العربي إمكانية واحدة هي استخدام الوسائل المؤثرة الاقتصادية والاستراتيجية في كيفية الضغط بهذا الاتجاه».

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد يؤكد لوزير الخارجية الأمريكي رفضه تهجير الفلسطينيين
  • الإمارات تبلغ وزير الخارجية الأمريكي رفضها تهجير الفلسطينيين
  • الصدر يوجه رسالة إلى الأردن ومصر بشأن نوايا تهجير الفلسطينيين
  • الصدر يوجه رسالة إلى الأردن بشأن نوايا تهجير الفلسطينيين
  • خبراء للجزيرة نت: مقترح تهجير الفلسطينيين فاشل وسيؤدي لاضطراب عالمي
  • خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين
  • رويترز تعترف بنشر خبر مضلل حول تصريحات ملك الأردن بشأن تهجير الفلسطينيين
  • ملك الأردن عن تهجير الفلسطينيين: لم أغير موقفي.. عيب عليهم (شاهد)
  • هل فشلت خطة ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين؟.. أستاذ سياسة يجيب
  • محلل سياسي: تراجع ملحوظ في السياسة الأمريكية بشأن تهجير الفلسطينيين