الجزيرة:
2024-07-04@02:08:59 GMT

حريق الأقصى.. ذكرى مشؤومة وخطر متصاعد

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

حريق الأقصى.. ذكرى مشؤومة وخطر متصاعد

القدس المحتلة- لا يمر يوم 21 أغسطس/آب مرور الكرام في ذاكرة المقدسيين ممن شهدوا جريمة حرق الأقصى بالتاريخ نفسه عام 1969، حين أقدم متطرف من أصل أسترالي يُدعى مايكل دنيس روهان على إشعال النيران بالمصلى القِبلي بالمسجد الأقصى.

يومئذ شبّ الحريق بالجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية للمسجد، والتهم محتوياته كاملة بما فيها منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، كما هدد قبّة المصلى الأثرية.

إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك يوسف أبو سنينة يذكر أنه في ذلك اليوم كان يسير في طريق باب السلسلة (أحد أبواب المسجد الأقصى)، ورأى العشرات يهرولون باتجاه المسجد ويصرخون "احترق الأقصى.. احترق الأقصى".

هرول أبو سنينة ذو الـ11 ربيعا معهم، وشاهد بأم عينه النيران تأكل المُصلّى القبلي، فجلب وأقرانه الأطفال الدلاء والأوعية الفارغة من منازلهم، واتجهوا نحو الكأس (متوضأ الرجال المقابل للمصلى القبلي)، وشرعوا في نقل الماء منه للرجال الذين عرضوا أنفسهم للخطر أثناء إطفاء النيران، خاصة مع إعاقة الاحتلال وصول سيارات الإطفاء.

"أكلت النيران الجهة الشرقية للمصلى ودمّرت الفسيفساء والزخارف التاريخية، وامتدت إلى محراب ومنبر صلاح الدين الأيوبي الذي غُطّي بحاجز من الطوب حتى عام 1990 حين تم الانتهاء من ترميمه".

وقال أبو اسنينة "عندما عُيّنت إماما في الأقصى عام 1980 كنت أعتلي المنبر الحديدي المؤقت للخطابة حتى تم تجهيز منبرا مطابقا لمنبر صلاح الدين الأيوبي عام 1994".

إمام وخطيب المسجد الأقصى يوسف أبو سنينة كان شاهدا على إحراقه (الجزيرة نت) تصاعد المشاريع التهويدية

ومنذ إحراقه قبل 54 عاما حتى يومنا هذا، تتوالى الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ويتضاعف الخطر عليه، مع تحوّل استهدافه وتهويده من أجندة هامشية لجماعات استيطانية متطرفة محدودة العدد والتأثير، ليصبح هدفا مركزيا للحكومة الإسرائيلية مع انتقال المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين ونحو الصهيونية الدينية على نحو متزايد، ومع انتقال تلك الجماعات من الهامش لتسيطر على الحكومة في عهد بنيامين نتنياهو، ثم مع تولي نفتالي بينيت أحد أقرب السياسيين لتلك الجماعات سدّة الحكم في إسرائيل.

وفي ذكرى إحراقه، يرصد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص 3 مشاريع استيطانية تسعى تدريجيا إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق الإحلال التام فيه للجماعات اليهودية ببناء المعبد المزعوم على أنقاضه وفي مساحته كاملة.

لكن المشاريع الثلاثة تصطدم -حسب ابحيص- بجدار الإرادة الشعبية المقدسية التي تقف في وجه تكريسها.


وينفذ التهويد في القدس عبر 3 مشاريع تتلخص في:

التقسيم الزماني الذي قطعت إسرائيل شوطا في سبيل فرضه باقتحامات المستوطنين التي تنفذ على مدى 5 أيام أسبوعيا بغية تكريسها كأوقات دائمة لصلواتهم في الأقصى، لكن هذا المشروع اصطدم بالرفض الشعبي المقدسي حين حاول الوصول إلى ذروته.

ففي سبتمبر/أيلول 2015 -وفقا للباحث ابحيص- حاولت الحكومة الإسرائيلية فرض مبدأ "التقاسم التام" بتخصيص الأقصى لليهود حصرا في الأعياد اليهودية مقابل تخصيصه للمسلمين حصرا في الأعياد الإسلامية، ونتيجة ذلك اعتصم المرابطون والمرابطات على بوابات الأقصى وفي باحاته، وقمعهم الاحتلال بقوة، فانطلقت انتفاضة السكاكين.

واضطر نتنياهو إلى التراجع عن هذه المحاولة، وقرر حظر اقتحامات أعضاء الكنيست والمسؤولين المسجد الأقصى لتخليص الحكومة من تهمة استهدافه في عين جماهير القدس وفلسطين، وأمام الشعوب العربية والإسلامية.

وفي يوليو/تموز2017 حاول نتنياهو التقدم بمخطط التقسيم الزماني من جديد، بفرض رقابة أمنية إسرائيلية على الأقصى بالبوابات والكاميرات، بما يمنح الاحتلال تحكما تاما يسمح بفرض ما يريد ويضرب قدرة المرابطين والجماهير على معارضة مخططاته، فباءت تلك المحاولة بالإخفاق واضطر إلى تفكيك الكاميرات والبوابات بعد اعتصام آلاف المقدسيين على مداخله، ورفضهم الدخول عبر البوابات الإلكترونية وفي ظل الكاميرات.

أما المشروع الثاني فيسعى إلى "التقسيم المكاني"؛ وكانت من تسمي نفسها "جماعات المعبد" الإسرائيلية المتطرفة، تنظر إليه باعتباره المرحلة الثانية اللاحقة للتقسيم الزماني، لكن فشل "الزماني" أدى إلى القفز إليه.

وخلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبعد إعلانه قرب نشر صفقة القرن حاول الاحتلال في شتاء 2019 وضع اليد مباشرة على مبنى باب الرحمة، في السور الشرقي للمسجد الأقصى، بعد 16 عاما على إغلاقه، فجاءت "هبّة باب الرحمة" المقدسية لتستعيد المبنى وتكرسه مصلى من مصليات المسجد الأقصى المبارك.

ولا تزال "جماعات المعبد" تسعى لتحويل الساحة الشرقية المجاورة للمصلى إلى حرم دراسي لمدرستها الدينية، ويعمل أفرادها على نصب الكراسي والخيام لاقتطاع هذا الجزء، في سعي مستمر -على ما يبدو- لإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.

أحد المستوطنين المتطرفين يتجول في باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية (دائرة الأوقاف في القدس) التأسيس "للمعبد"

وحاليا، يُعدّ " التأسيس المعنوي للمعبد" بأداء كامل الطقوس اليهودية في الأقصى ثالث المشاريع ضمن مخطط التهويد. فبعد اصطدام التقسيم الزماني ثم المكاني بجدار الإرادة الشعبية الفلسطينية، ارتبكت "جماعات المعبد" التي اعتقدت أن الظروف الدولية في عهد ترامب والهرولة العربية الرسمية نحو التطبيع والتحالف مع إسرائيل فرصة مواتية لفرض تغيير جذري في المسجد الأقصى، لكن الرفض الشعبي الفلسطيني والمقدسي خاصة ظل العائق الأساس.

لذلك اخترعت هذه الجماعات، وفقا لابحيص، "أجندة جديدة تتركز على تأسيس المعبد المزعوم معنويا بأداء كل الصلوات والطقوس التلمودية، بحيث لا يعود فرض تغيير هوية الأقصى مرتبطا باقتطاع أوقات أو مساحات، بل باستعراض الهوية اليهودية فيه وخاصة خلال الأعياد".

ولخّص الباحث ابحيص حديثه للجزيرة نت بالقول إن هناك مشروعا إحلاليا دينيا تنفذه الجماعات الاستيطانية، وتبحث عن كل الفرص الممكنة لتهويد الأقصى وتغيير هويته تدريجيا في ظل تأييد أميركي وتواطؤ عربي وعجز رسمي فلسطيني.

وتواجه هذا المشروع مقاومة شعبية تمكنت من وقف تقدمه على جبهاته الثلاث حتى الآن، لكن الوضع يظل مرشحا لمزيد من محاولات التهويد التي ستفتح الباب لمواجهات قادمة، ربما تكون أكبر مما شهدناه في رمضان 2021، حسب تقديرات ابحيص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

إصابة 3 فلسطينيين في هجوم للمستوطنين على مركبات المواطنين جنوب نابلس

أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح متفاوتة مساء الثلاثاء نتيجة اعتداءات نفذها مستوطنون على مركباتهم قرب قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.

وأفادت مصادر محلية بأن مستعمرين من مستوطنة عيلي المقامة على أراضي اللبن الشرقية وبحماية من الجنود الإسرائيليين أغلقوا الشارع الرئيسي الرابط بين مدينتي رام الله ونابلس وهاجموا عشرات المركبات الفلسطينية بالحجارة.

إقرأ المزيد "سرايا القدس" تعرض مشاهد لتفجيرها آلية "نمر" إسرائيلية في طولكرم (فيديو)

وأكدت المصادر إصابة ثلاثة فلسطينيين وتضرر عدد من المركبات.

وشهدت الضفة الغربية حملة مكثفة من هجمات المستوطنين من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.

وكانت معطيات رسمية فلسطينية أفادت الثلاثاء بأن أكثر من 25 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى في القدس خلال النصف الأول من العام 2024، مشيرة إلى مقتل 23 فلسطينيا في القدس وضواحيها خلال الفترة نفسها.

وقالت محافظة القدس أعلى سلطة محلية حكومية تمثل المدينة، إن 25 ألفا و54 "مستعمرا" اقتحموا المسجد خلال الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال والمسمى بالفترتين الصباحية والمسائية بمساندة الشرطة الإسرائيلية وأدّوا خلال الاقتحامات صلوات وطقوسا تلمودية.

وطوال النصف الأول من 2024 واصلت السلطات الإسرائيلية حصار المسجد الأقصى والذي فرضته منذ السابع من أكتوبر الماضي من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه.

وبالتزامن مع بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كثف الجيش الإسرائيلي انتشاره وعملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس مخلفا 556 قتيلا و5300 جريح، ووفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

المصدر: RT + إعلام فلسطيني

مقالات مشابهة

  • 75 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • إصابة 3 فلسطينيين في هجوم للمستوطنين على مركبات المواطنين جنوب نابلس
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • عشرات الصهاينة يستبيحون الأقصى المبارك
  • المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى وسط حماية قوات الاحتلال
  • فيديوغراف.. رزمة جديدة من الانتهاكات بالقدس خلال يونيو
  • 74 مستوطنًا و20 عنصرًا من مخابرات الاحتلال يقتحمون الأقصى