سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء أمس على الأسباب التى تضيع الآمال الفلسطينية فى التخلص من آثار الحرب المدمرة التى لحقت بهم، وذكرت افتتاحية الصحيفة عدة أسباب من شأنها ضياع ذلك الحلم فى إعادة الإعمار، وأضافت: يعود الفلسطينيون إلى الشمال – لكن رغبة الرئيس الأمريكى فى «تطهير» القطاع، على الرغم من عدم واقعيتها، تثير قلقًا عميقًا.

وتابعت: «يعود الفلسطينيون إلى ديارهم فى شمال غزة، على الرغم من أن القليل من منازلهم ما زالت قائمة. لقد دمرت المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى. بالنسبة للبعض، كانت هناك لقاءات حزينة؛ بينما يبحث آخرون عن جثث أحبائهم. إنهم يبحثون عن الأمل وسط أنقاض حياتهم السابقة. ولكن هناك تهديدات جديدة تلوح فى الأفق. فإسرائيل والأمم المتحدة فى مواجهة بشأن مستقبل وكالة الأونروا، وكالة الإغاثة للفلسطينيين. ومن المقرر أن يدخل قانون إسرائيلى ينهى كل أشكال التعاون مع الوكالة حيز التنفيذ اليوم ــ فى الوقت الذى تتدفق فيه المساعدات التى تشتد الحاجة إليها أخيراً على غزة. ويقول خبراء المساعدات إن أى كيان آخر لا يملك القدرة على توفير الدعم الطويل الأجل اللازم للسكان.

ولفتت إلى القضية الثانية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. قائله «فالانتقال إلى المرحلة الثانية ـ والتى من المفترض أن تنسحب فيها إسرائيل بالكامل، وأن تنزع حماس سلاحها ـ سوف يكون أكثر صعوبة».

وفى الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن الهجوم الإسرائيلى على جنين فى الضفة الغربية المحتلة، والذى وصفه المسئولون الإسرائيليون بأنه تحول فى أهداف الحرب. وفى لبنان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 26 شخصًا احتجاجًا على استمرار وجودها وقد تم تمديد الموعد النهائى لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من فبراير.

ولكن التهديد الجديد هو اقتراح ترامب برغبته فى «تطهير هذا الشيء بأكمله»، مع مغادرة مليون ونصف المليون فلسطينى غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل، ربما إلى الأردن أو مصر. ونظرًا لتاريخهم من النزوح القسرى، ليس لدى الفلسطينيين أى سبب للاعتقاد بأنهم سيعودون على الإطلاق. ويبدو هذا وكأنه نكبة أخرى.

وأضافت: طرح الرئيس الأمريكى الفكرة مرة أخرى، وورد أن إندونيسيا كانت وجهة بديلة وهذا أكثر من مجرد فكرة عابرة. فقد أبدى قلقه على الفلسطينيين، قائلًا إنهم قد يعيشون فى مكان أكثر أمانًا وراحة. لقد أوضحوا رعبهم بوضوح. ولا يغير تغليف الهدايا من حقيقة أن الإزالة القسرية ستكون جريمة حرب.

وأكدت الجارديان أن هذه التعليقات البغيضة هى موسيقى فى آذان أقصى اليمين الإسرائيلى. وربما تكون مقصودة فى المقام الأول لمساعدة بنيامين نتنياهو على إبقاء شركائه فى الائتلاف على متن الطائرة. فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي- الذى من المقرر أن يلتقى ترامب فى الأسبوع المقبل - خطط «اليوم التالي» فى غزة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيه إلى تأجيل مثل هذا اليوم. وإن طرد الفلسطينيين من الشمال سيكون أكثر صعوبة الآن بعد عودة مئات الآلاف. ولا تريد مصر والأردن استقبالهم لأسباب سياسية وأمنية. وقد أوضح لاعبون أقوياء آخرون معارضتهم - ولا يزال ترامب يأمل فى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية فى إطار صفقة إقليمية أوسع. ومع ذلك، قد تأمل إدارته أن يؤدى الضغط الكافى على المساعدات إلى تحويل أصغر داخل المنطقة، أو ربما تحويل أكبر فى مكان آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يحتاج اقتراح ترامب إلى أن يكون قابلًا للتطبيق ليكون ضارًا. فهو يعزز اليمين المتطرف فى إسرائيل- الذى حفزه بالفعل إلغاء العقوبات الأمريكية على المستوطنين العنيفين فى الضفة الغربية - ويزيد من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. يبدو أن ترامب ينظر إليهم باعتبارهم عقبة أمام تطوير العقارات وصفقته الكبرى التى ناقشها منذ فترة طويلة، وليس بشرًا لهم الحق فى إبداء رأيهم فى حياتهم. غالبًا ما بدا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين نظريًا إلى حد كبير. لكنه لا يزال مهمًا. ولا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل طويل الأجل فى دولة خاصة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صحيفة الجارديان البريطانية إعادة الإعمار شمال غزة وقف إطلاق النار إطلاق سراح الأسرى القوات الإسرائيلية الرئيس الأمريكى

إقرأ أيضاً:

إشادة فلسطينية بمخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقمة الثلاثية المنعقدة في القاهرة، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبمشاركة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي بحثت تطورات الأوضاع الخطيرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة جماعية.
وأشادت الخارجية الفلسطينية في بيان لها بمخرجات القمة الثلاثية، وما ورد في المؤتمر الصحفي من مواقف تطالب بوقف حرب الإبادة والتهجير والوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر، واستئناف دخول المساعدات بشكل مستدام لقطاع غزة.مخططات التهجير والضموثمنت في الوقت ذاته مواقف الدولتين الشقيقتين مصر والأردن والصديقة فرنسا في تبني ودعم مخرجات القمة العربية الأخيرة وخطة الإعمار الفلسطينية العربية، ورفضها لمخططات التهجير والضم في القطاع والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وإدانة استئناف القصف الإسرائيلي الوحشي، والدعوة لتمكين مؤسسات دولة فلسطين من القيام بمهامها في غزة، وتوحيد جغرافيا الدولة الفلسطينية، ودعم الجهود السعودية الفرنسية في تنظيم المؤتمر الأممي في يونيو المقبل بشأن حل الدولتين، ومؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة.
أخبار متعلقة القمة الثلاثية بالقاهرة تطالب بحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعداتبينهم طفلان.. استشهاد 8 فلسطينيين في مدينتي غزة وخان يونسوأشادت خارجية فلسطين بالزيارة التي سيقوم بها الرئيسان المصري والفرنسي لمدينة العريش قرب رفح، لتأكيد أهمية فتح المعابر المؤدية للقطاع لإدخال المساعدات، وغيرها من المواقف التي تتسق مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

مقالات مشابهة

  • الجارديان: لا منتصر في حرب ترامب التجارية والصين تخطط للمدى البعيد
  • عن إعادة الإعمار و حزب الله.. هذا آخر ما قالته أورتاغوس
  • خارجية النواب: زيارة ماكرون للعريش تعكس ثقة المجتمع الدولي في مصر
  • الكبير: تصريح الكوني بشأن نفوذ صدام حفتر في طرابلس يهدد حكومة الدبيبة
  • دعوة لنشر الجمال برعاية وزارتيْ السياحة والآثار والثقافة
  • إشادة فلسطينية بمخرجات القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية
  • رفض تهجير الفلسطينيين.. نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع ماكرون
  • ماكرون: نعترض على الترحيل القسري لسكان غزة وندعم خطة إعادة الإعمار
  • فرص استثمارية وامتيازات اقتصادية... كيف تستفيد مصر من إعادة إعمار غزة؟
  • السيسي وماكرون يبحثان الوضع المأساوي في غزة وخطة إعادة الإعمار