التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

كشف القيادي بالجبهة الثورية أسامة سعيد عن إعلان الحكومة الموازية التي تشارك فيها قوى سياسية وحركات كفاح مسلح قوات الدعم السريع من داخل الخرطوم في فبراير المقبل. مؤكدًا استعدادهم للقيام بدعاوى قانونية لمنازعة حكومة بورتسودان والبنوك التي تتعامل معها في كافة الموارد، خاصة الذهب والنفط.

لدي العديد من الأسئلة حول تفاصيل الحكومة واعتقد بان كل السودانيين يريدون أن يفهموا معي، أولا تحدثت عن كون بورتسودان قامت بالتقسيم لكن وجود حكومة بجواز آخر وعملة جديدة أليس هذا ما يصنع دولة ثانية!

وفق هذا المبرر نترك المواطنين الذين منعوا من إصدار جواز أو أوراق ثبوتية البقاء بدونها! القضية أيضا ليست محصورة في الجواز فقط؛ هناك سجل مدني متعلق بالولادات والوفيات والميراث، خلال عامين أي طفل ولد في مناطق سيطرة الدعم السريع غير مسجل، وليس لديه أي وثيقة عن ميلاده وكل من توفي لا يمتلك أهله وثيقة تثبت وفاته ما يوقف إجراءات الميراث مثلا.

استكملنا كل مطلوبات تشكيل الحكومة وستكون مسؤولة من كافة المناطق حتى التي بها اشتباكات

لكن طريقتكم لبحث الحل لهذه المعضلة ستقسم البلاد!

 لن نقسم البلاد.  الموضوع لا يتعلق بوثائق ثبوتية فقط لكن المواطنين ممنوعين من حقوق دستورية كثيرة لا يمكن أن ينتظر الناس وهم ممنوعين من تلك الحقوق في الوقت الذي تؤسس فيه بورتسودان لدولة ثانية ونقوم بترك كل هذا خوفا من حدوث التقسيم في حين أن الانقسام واقع الآن في دولة أخرى.

 نحن الذين سنوقع على هذا الميثاق الذي بموجبه سيتم تشكيل حكومة نتفق في كوننا “وحدويين”،  مع وحدة السودان، في رأيي من الأفضل أن يكون هؤلاء الوحدويون على رأس هذا العمل بدلا من أن يكون على رأسه أشخاص يسعون لتأسيس الانفصال وإقامة دولة ثانية.

متى سيتم توقيع هذا الميثاق؟

 في غضون الأسابيع القليلة القادمة.

 

تشكيل الحكومة لا يقوم على المحاصصة.. ولم يتم اختيار رئيسي الوزراء والسيادي بعد

 

متى سيتم إعلان الحكومة؟

في فبراير، لم يتم تحديد تاريخ معين، لكننا استكملنا كل المطلوبات الأساسية الخاصة بالحكومة، لدينا ميثاق سياسي جاهز للتوقيع، دستور انتقالي جاهز للتوقيع والعرض على الآخرين،  لدينا برنامج حكومة متكامل عكف عليه أبناء وبنات السودان الأفذاذ من أصحاب الخبرات، كانت هناك لجان فنية كبيرة  في الداخل والخارج تعمل على كل المطلوبات الفنية للحكومة في كل القطاعات؛ الشرطة المطارات العملة المستشفيات والمدارس وتمت مناقشة الأولويات في التشغيل.

أين سيتم إعلان هذه الحكومة؟

من داخل الخرطوم.

مع تمدد الجيش في الخرطوم هل تستطيعون إعلانها هناك؟

الخرطوم هي صاحبة الرمزية وهي عاصمة السودان، الحرب كر وفر ولم نر حسما نهائيا على أرض الواقع، مع استمرار الحرب في الخرطوم ومدني لم يتم سحق كامل للجيوش أو إبعادها بشكل كامل، في ولاية الجزيرة على سبيل المثال الدعم السريع ما زال موجودا يمكن أن يعود لمدني في أي وقت ويمكن ألا يعود! لن تصل الحرب لنهاياتها إلا بالتوقيع على اتفاق سلام.

الوجود في منطقة الحرب لن يسمح بسير أعمال حكومة والا لما غادرت حكومة البرهان واتخذت بورتسودان مقرا لها.

ستكون الحكومة مسؤولة من كافة المناطق الواقعة في مناطق اشتباكات وغيرها، أجهزة الحكومة ستكون فاعلة أكثر في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، أما مناطق الاشتباكات سيكون نشاط الحكومة فيها أقل لكنها ستقوم بدورها في إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين وفتح ممرات آمنة لهم وعكس الصورة الحقيقية لما يحدث فيها وهي كانت مهمة يقوم بها الناشطون، لكنها مسؤولية الحكومة التي سترفع تقارير فعلية عن اوضاع المدنيين في مناطق النزاع.

هل تم تحديد هياكل الحكومة؟

هذه الحكومة قائمة على الوضع الشرعي السابق وهي امتداد لحكومة الثورة معنا وزراء سابقين وأعضاء مجلس سيادة سابقين كلهم سيكونو موجودين، وستستمر بذات الهياكل القديمة.

بورتسودان تعمل على تكوين دولة البحر والنهر على أسس إثنية

هل تم اختيار رئيس الوزراء؟

ليس بعد، لم نصل هذه المرحلة، وعبرالتوافق سيتم اختياره في أقرب وقت، هذه الحكومة  لن تتشكل على أساس المحاصصة؛ هذه حكومة مهام، أولوياتها وقف الحرب وتحقيق السلام والمحافظة على وحدة السودان.

من وجهة نظري من سيكونون على رأس هذه الحكومة هم مجموعة من الأبطال والفدائيين الذين سيتحملون المسؤولية من بنات وأبناء الشعب السوداني.

(…)  هكذا رد على مخاوف حول إعلان الحكومة في الخرطوم مع تمدد الجيش فيها

هل الدعم السريع سيشارك في هذه الحكومة؟

سيوقع على الميثاق السياسي الذي سيحقق فيه التزامات، ووالحكومة ستكون من الأطراف الموقعة ومن بينهم الدعم السريع، إلى جانب السياسيين والمهنيين وحركات الكفاح المسلح وشباب ونساء ومجتمع مدني، وعبر التشاور بين هؤلاء جميعا سيتم تكوين هياكل السلطة.

بعد تكوين الحكومة سنفتح المجال لكل لجان التحقيق الدولية

هل نتوقع حميدتي رئيسا لمجلس سيادة؟

لم يتم نقاش هذا الموضوع، يمكن إجابة هذا السؤال بعد التوقيع على الميثاق حيث ستكون الأطراف معلومة وتتوافق حول أعضاء مجلس السيادة.

في حال أجبركم الوضع الميداني غير المستقر في الخرطوم على إعلان الحكومة في دارفور، هل من الممكن أن يتحول الأمر لانقسام جغرافي وتتحول لحكومة دارفورية؟

 حتى لو كان مقرها دارفور هذا لا يعني أنها  ستكون حكومة دارفورية! الرابط الجوهري بين المتوافقين على الحكومة هي المحافظة على السودان أرضا وشعبا، واذا كان الدعم السريع يريد تشكيل حكومة انفصالية لكان قام بذلك قبل عامين عندما كان مسيطرا على 70 أو 75% من مساحة السودان.

من يمضي في خطة التقسيم هي السلطة الموجودة حاليا في بورتسودان التي تعمل على تكوين دولة البحر والنهر على أسس اثنية تتم فيها محاكمة الناس بقانون الوجوه الغريبة، نحن في اللجنة القانونية قمنا برصد أعداد مخيفة لأحكام إعدام في مناطق سيطرة الجيش بحجة التعاون مع الدعم السريع. وكل العالم شاهد الذبح على الهوية في مدني وهنا أعلن باسمي واسم الجبهة الثورية اعتذاري وتعاطفي مع شعب جنوب السودان الذي تعرض لهذه الانتهاكات ونقف مع مطالب دولة الجنوب بضرورة تكوين لجنة تحقيق دولية تكشف الانتهاكات البشعة والمرعبة التي تمت مشاهدتها لأول مرة وكيف تم ذبح الناس مثل الخراف، لم نر التمثيل بالجثث من قبل.

لكن مشاهد التمثيل بالجثث بدأت منذ مقتل الوالي خميس أبكر واحداث الجنينة!

نحن في الجبهة الثورية نطالب بلجنة تحقيق دولية حول أحداث الجنينة ووافق عليها الدعم السريع بل ذهبنا أبعد من ذلك وضمنا إعلان أديس أبابا الموافقة على لجنة تقصي الحقائق، حيث قبلها الدعم السريع فيما رفض الجيش السماح لها بدخول السودان إلى جانب عدد من دول الجوار!

نحن أعلنا ترحيبنا بتمديد أجل البعثة وبعد تكوين الحكومة سنفتح المجال لكل لجان التحقيق الدولية.

يشارك في هذه الحكومة عدد من حركات الكفاح المسلح التي بقيت على الحياد، هل وجودها في حكومة مع الدعم السريع يمكن أن يجعلها تحارب في صفوفه؟

هذه الحكومة ليست حكومة حرب؛ بل حكومة سلام وحتى الحركات المسلحة التي ستشارك ستوقع على ميثاق سلام. إذا تمكنا من تحقيق أهدافنا في وقف الحرب وحماية المدنيين ستكون انجازات كبيرة حاصة مع حديث البرهان الأخير بأنه لن يذهب في مفاوضات وحديث مساعده العطا بأن الحرب ستستمر حتى آخر سوداني!

رفض الجيش الجلوس للتفاوض دون شك سيجبر الدعم السريع للمواصلة في القتال هل يمكن أن يعلن حميدتي وقف العدائيات من طرف واحد؟

الدعم السريع كان باستمرار هو الطرف الذي يذهب للمفاوضات فيما الطرف الآخر كان يتلاعب ويرفض ما سمح بانهيار اتفاق جدة ثم انهارت مباحثات المنامة حتى بعد توقيع نائب القائد العام للجيش كباشي بعد أن تنصل منه، هؤلاء لا يملكون إرادة لتحقيق السلام، والحكومة ستملك آليات لإجبار الطرف الآخر على الرضوخ للسلام والذهاب للمفاوضات.

 نسعى لتحقيق العودة الكريمة للسودانيين من الملاجئ والنزوح ومن ثم تأسيس السودان على أسس جديدة، إن لم نتعلم من الحرب وخسائرها الفادحة لن نكون حققنا أي شيء!

لذلك قمنا بتسمية الميثاق بـ”التأسيسي” وفي مقدمة بنوده تأسيس جيش مهني قومي يعكس تنوع السودان وينأى عن ممارسة السياسة والاقتصاد وتأسيس الخدمة المدنية على أسس صحيحة.

عودة الناس وتقديم الخدمات مرتبط بالموارد، في حالة حكومة بها قوات تقاتل ستتحول كافة الموارد لخدمة الحرب وتمويلها؟

 منذ اليوم التالي لإعلان الحكومة سننازع بورتسودان في كل موارد السودان من ذهب وبترول وأصول عائدات الموارد نفسها، ٨٠% من الدعم المالي لاستمرار الحرب يأتي من هذه الموارد خاصة الذهب والبترول، سننازع البنوك التي تحول هذه الأموال ونقيم دعاوي حول أصول السودان في الخارج.

حضرتك قانوني وتعلم أن مثل هذه الدعاوي قد تأخذ سنوات أمام المحاكم لحين كسبها من أين ستوفر الحكومة الوليدة مواردها؟

 السودان غني بالموارد الطبيعية من ثروة حيوانية وانتاج زراعي، سنعمل على عقد اتفاقيات مع دول الجوار في تصدير الماشية والمنتوجات الزراعية والغابية مثل السمسم والصمغ العربي، سننوع في المواد ونفتح خطوط مع المساعدات الدولية، لدينا حقوق على المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة.

في حالة الحروب تكون الأولوية في توزيع الموارد لصالح القوات!

 سنبني مؤسسات مالية وبنك مركزي ومجلس وزراء وجمعية وطنية مؤقتة تمثل الجسم التشريعي الذي سيراقب الحكومة وكل ما يختص بأحوال الشعب في صرف الموارد ومحاسبتها، لن تكون حكومة معلقة في الهواء!

ذكرت عمل اتفاقات مع دول الجوار هل تعتقد أنها ستعترف بالحكومة؟

مسألة الاعتراف ليست أمرا مقلقا!

قمنا برصد أعداد مخيفة لأحكام إعدام في مناطق سيطرة الجيش بحجة التعاون مع الدعم السريع

يجب أن تكون مقلقة! كيف ستتعامل معك حال عدم اعترافها بك؟

أساس هذه الحكومة يقوم على شرعية داخلية، والاعتراف العالمي سيحدث عندما يشاهد العالم حكومة فعلية في الأرض قائمة بكافة مهامها.

هل تعتمد على سياسة الأمر الواقع؟

حركات الكفاح عندما تسيطر على مناطق تأتي المنظمات وتتعامل معها، لماذا يتعامل العالم الآن مع برهان؟ لأنه شيء موجود على أرض الواقع، عندما تسير هذه الحكومة على قدمين ستجبر الناس على التعامل معها!

وجودكم في دولة كينيا هل يعطي مؤشر بحصولكم على مباركة نيروبي؟

نحن لا نتلقى دعما من أي جهة، دولة كينيا وفخامة الرئيس روتو فتحا المجال لكل السودانيين بعد انهيار السودان دستوريا، وهو يساعد في إحلال السلام في بلادنا ومواقفه مشرفة وهذا ما يجعلنا نكون موجودين هنا.

عودة الجيش لمدني مثل استفتاء جماهيريا بأن الشعب السوداني لا يحب الدعم السريع؟

لا يوجد مقياس للحب والكره، هناك قطاع كبير يرى أن الجيش ارتكب جرائم، هذه ليست الحرب الأولى التي يقودها الجيش المختطف من الحركة الإسلامية، وارتكب من قبل إبادة جماعية في دارفور وقائده الرئيس المعزول كان ولا يزال مطلوبا لدى محكمة الجنايات الدولية.

ما ارتكبه الجيش من مجازر في دارفور والنيل الأزرق وفي جبال النوبة ضخمة تحتوي على جملة من الانتهاكات البشعة وتاريخ أسود مليء بالدماء، فالمعيار الحقيقي ليس هو قصة الحب من عدمه لكن المعيار هو حجم الانتهاكات التي ارتكبت.

هذه ليست الحرب الأولى التي يقودها الجيش المختطف من الحركة الإسلامية

هل سيحدث تغيير للعلم والنشيد الوطني؟

على الإطلاق! الحكومة ستحافظ على هوية حكومة السودان، العلم والنشيد والأوراق الثبوتية، سنحافظ على شكل حكومة السودان لأننا سنمثل الحكومة الشرعية.

بالنسبة للعملة هل ستتغير؟

نحن لا نعترف بعملة بورتسودان وستترك المسائل الفنية للمختصين في تحديدها لكن سيكون هناك بنك مركزي منوط به تحديد حجم الكتلة النقدية المطلوبة وتوفير العملة للتداول سيكون هناك بنك مركزي يمتلك العملة التي يتم تداولها.

ما هي توقعاتكم حول تعامل إدارة ترامب مع الحكومة؟

في رأيي خطاب ترامب مبشر وهو أعلن أنه سيسير في اتجاه السلام وهذا الحديث يتطابق مع مشروعنا سنقدم كافة المطلوبات الضرورية لوقف الحرب.

الوسومالجيش الحكومة الموازية الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحكومة الموازية الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

النزاع في السودان: إبادة “بلا جناة”

يشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع، "100نفر اندفنوا هنا"، بهذه الجملة، لخصت سيدة سودانية الصورة التي أعقبت، ما قيل إنه اعتداء للجيش السوداني على مدنيين خلال عمليات استعادة مناطق وسط البلاد قبل نحو أسبوعين.

تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو صادمة، تظهر عمليات اعتداء على مدنيين نفذها أشخاص يرتدون زي الجيش السوداني.

لكن جمال الشهيد، الضابط السابق في الجيش السوداني، نفى أن يكون جيش بلاده قد ارتكب مثل تلك "الفظائع".

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "الشهادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجرد اتهامات".

وأشار إلى أن "المدعين لم يقدموا أدلة دامغة".

وبشأن وجود ضحايا مدنيين من جنوب السودان، قال الشهيد: "لدينا دلائل كثيرة على وجود جنوبيين في هذه المعركة، لدعم وإسناد الرد السريع".

كان الضابط السابق في الجيش السوداني، يشير إلى أن الذين قتلوا، لم يكونوا مدنيين، بل مسلحين يقاتلون مع القوات التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقعت هذه الأحداث في مناطق متفرقة من ولاية الجزيرة، وسط السودان، التي تمكن الجيش والفصائل المسلحة المتحالفة معه من استعادتها مؤخرا.

واستعاد الجيش السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، طاردا قوات الدعم السريع التي سيطرت عليها في ديسمبر 2023.

ويُتهم الجيش والقوات المتحالفة معه بارتكاب فظائع ضد مدنيين، بما في ذلك مواطنين من جنوب السودان، لا سيما في مدينة ود مدني.

الانتهاكات بحسب شهادات من المنطقة، شملت عمليات قتل وإعدامات ميدانية، لكن الجيش نفى أن يكون وراء ذلك، وشكل لجنة للتحقيق بالأحداث.

ونص القرار على أن تكون مهام اللجنة جمع الأدلة والتحقيق في الأحداث التي وقعت بكمبو بولاية الجزيرة، والحصول على الشهادات والأقوال واستدعاء الأشخاص المعنيين بالأحداث والشهود.

وتشهد السودان منذ أبريل 2023، نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة، التي لم يتمكن موقع الحرة التحقق من صحتها أو تاريخ التقاطها، مشاهد مروعة للانتهاكات المزعومة.

إثر انتشار تلك الفيديوهات، أصدرت جنوب السودان، أمرا لمزودي خدمة الإنترنت في البلاد، يقضي بحجب منصات التواصل الاجتماعي بما فيها فيسبوك وتيك توك.

وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال نهب للمحلات التجارية التي يملكها مواطنون من السودان المجاور، وانتشر العنف في أنحاء البلاد في اليوم التالي، حيث قتل 16 سودانيا.

قال المحلل السياسي السوداني الطيب الزين، إن "الجرائم التي تم توثيقها على نطاق واسع، فعلا ارتكبها الجيش المختطف من قبل فلول النظام السابق".

وخلال مقابلة مع موقع "الحرة" قال إن "عقيدة أغلبية الميليشيات المرتبطة بجيش البرهان، تقوم على قتل المخالف لها".

وأشار الزين إلى أن "الأحداث التي شهدتها منطقة ود مدني في الجزيرة، يجب أن توصف كما هي. إبادة جماعية".

أدى الصراع في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح 12 مليون شخص
أعمال عنف ضد سودانيين توقع 12 قتيلا
أوقعت أعمال عنف ضد سودانيين 12 قتيلا خلال يومين في جنوب السودان، حيث عاد الهدوء النسبي خلال الساعات الـ24 الماضية، على ما أعلنت القوات الأمنية في البلاد التي تعاني انعداما مزمنا للأمن.
يذكر أن الجيش السوداني، ندد بما وصفها "انتهاكات فردية" وقعت في ولاية الجزيرة.

وأدى النزاع في السودان، منذ بدايته، إلى كارثة إنسانية هائلة، مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينما الملايين على شفا المجاعة.

وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة الماضي، من أن النزاع في السودان يأخذ منعطفا أكثر خطورة على المدنيين.

وتتناقض السرديات على المنصات الاجتماعية بشأن الصراع في السودان، كتأكيد على انعكاس الانقسامات الموجودة على أرض الواقع، كذلك الدعم أو المعارضة لطرف معين، سواء كان الجيش أو قوات الدعم السريع.

فبينما ينشر مؤيدو الدعم السريع مقاطع تؤكد وفقهم ما يقولون إنها "جرائم ارتكبها الجيش"، يسرد آخرون وقائع أخرى تتهم الدعم السريع باستهداف مدنيين بمعية ميليشيات مسلحة من أفريقيا.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية في 17 يناير الحالي، فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، واتهمت قواته بتنفيذ هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام التجويع، كسلاح حرب.

قبل أسبوع من ذلك، فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، واتهمت مجموعته بارتكاب إبادة جماعية.

الحرة / خاص - واشنطن  

مقالات مشابهة

  • أسامة سعيد لـ”التغيير”: لن نغادر «تنسيقية تقدم»وسنشارك في الحكومة باسمها
  • الجيش يعلن رسميًا التوغل في مناطق جديدة بمدينة بحري وكشف مواقع سيطرة الدعم السريع “فيديو”
  • الهجرة الدولية: 3960 أسرة نزحت من الفاشر جراء هجمات “الدعم السريع”
  • النزاع في السودان: إبادة “بلا جناة”
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • مقتل الجنرال “جلحة” القائد الميداني في الدعم السريع وتضارب المعلومات بين قتله و تصفيته
  • مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة
  • أسامة سعيد لـ «التغيير»: إعلان الحكومة الموازية من داخل الخرطوم في فبراير المقبل