بوابة الوفد:
2025-03-03@17:24:23 GMT

مشهد العودة

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم فى شمال قطاع غزة. وفقًا للمكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، عاد حوالى 300 ألف نازح إلى محافظتى غزة والشمال عبر شارعى الرشيد وصلاح الدين.

تدفق العائدون سيرًا على الأقدام وعلى متن المركبات، حاملين أمتعتهم وأطفالهم، وسط مشاعر مختلطة من الفرح بالعودة والخوف مما سيجدونه من دمار فى منازلهم.

العديد من العائدين وجدوا منازلهم مدمرة بالكامل، ما يضطرهم إلى الإقامة فى خيام أو ملاجئ مؤقتة. يُقدَّر أن العائدين بحاجة إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى لإعادة بناء حياتهم.

يأتى هذا التطور بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذى تضمن تبادل الأسرى بين الجانبين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العائدين، بما فى ذلك نقص الخدمات الأساسية والدمار الواسع للبنية التحتية. تعمل المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات اللازمة، لكن حجم الدمار يجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة وطويلة الأمد.

فى الوقت نفسه، تستمر الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار وقف إطلاق النار ومتابعة المفاوضات لتحقيق سلام دائم فى المنطقة. يأمل الفلسطينيون العائدون فى أن تكون هذه الخطوة بداية لإنهاء معاناتهم والعيش بسلام فى ديارهم.

القصص الإنسانية التى ظهرت مع عودة سكان غزة إلى ديارهم تعكس حالة الصمود بين الألم والأمل، مع بدء عودة سكان غزة إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، برزت العديد من القصص الإنسانية التى تعكس معاناة الشعب الفلسطينى وقدرته على الصمود، رغم الدمار الذى خلفته الحرب.

أم لأربعة أطفال، عادت إلى حى الشجاعية الذى تعرض لدمار واسع، بعد أيام من النزوح، كانت تحمل حقيبة صغيرة بيد، وتجر طفلتها بيد أخرى. وجدت منزلها مدمرًا بالكامل، لكنها تفاجأت بوجود صور عائلية ملقاة بين الأنقاض. تقول تلك الأم:

«رأيت صورة زفافى بين الحطام، وكأنها تذكرنى بأننا سنعيد بناء كل شيء، كما بدأنا حياتنا من الصفر قبل عشرين عامًا».

محمود، طفل فى العاشرة من عمره، عاد مع عائلته إلى بيت لاهيا، وجد منزله مدمّرًا جزئيًا، لكنه بدأ يبحث بين الأنقاض حتى وجد دميته القديمة، كان يحملها بفخر، قائلًا:

«قد تكون لعبتى الصغيرة، لكنها تمثل لى أمل العودة والبدء من جديد».

رغم المآسى، تعكس هذه القصص الروح الإنسانية التى لا تنكسر، وحب الفلسطينيين لأرضهم وبيوتهم. العودة ليست فقط جسدية، بل هى شهادة على إصرار شعب غزة على الحياة والبناء من جديد، رغم كل الصعاب..

صمود أهالى غزة وإصرارهم على العودة إلى ديارهم ينسف الفكرة الشيطانية التى طرحها ترامب بنقلهم إلى مصر والأردن فى محاولة لإحياء ما يسمى بصفقة القرن التى حاول تطبيقها فى فترة ولايته الأولى وفشل

تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى مصر والأردن أثارت الكثير من الجدل والتحليلات، خاصة فى سياق الحديث عن إعادة إحياء خطة «صفقة القرن» التى طرحها جاريد كوشنر خلال ولاية ترامب الأولى. لنفهم أبعاد هذا الحديث وتأثيره، يمكن تحليل الأمر من عدة جوانب:

ترامب، المعروف بتصريحاته المثيرة، قد يكون أشار إلى فكرة نقل سكان غزة كجزء من خطابه السياسى أو لرسم رؤية استراتيجيات قديمة تُطرح فى دوائر معينة. هذه التصريحات تمثل

رؤية اليمين الإسرائيلى المتطرف الذى يروج لفكرة «الترانسفير» كحل لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

محاولة لفتح ملف غزة كجزء من حل إقليمى أكبر، ما يعيد طرح أفكار صفقة القرن التى تسعى لإعادة رسم خارطة الصراع الفلسطيني

صفقة القرن التى طرحها كوشنر تضمنت:

تعزيز السيادة الإسرائيلية على أراضٍ واسعة فى الضفة الغربية.

مقترحات اقتصادية ضخمة تهدف إلى «إغراء» الفلسطينيين بالموافقة على التسويات.

محاولة تحويل الصراع من كفاح سياسى إلى مسألة اقتصادية وإنسانية.

حديث ترامب عن نقل السكان قد يكون جزءًا من هذه الأفكار، حيث تم تداول فى بعض التسريبات السابقة أن الخطة تضمنت مقترحات لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين فى دول أخرى مقابل تعويضات مالية.

مصر: ترفض بشدة أى فكرة تتعلق بتوطين الفلسطينيين فى أراضيها، إذ ترى ذلك تهديدًا لسيادتها الوطنية وأمنها القومى.

الأردن: تعارض مثل هذه الأفكار أيضًا، خاصة فى ظل وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، إضافة إلى القلق من زعزعة استقرارها الداخلى.

صفقة القرن لم تختفِ كفكرة من ذهن ترامب، لكنها فقدت الزخم خاصة مع التحولات السياسية والاقتصادية فى ولاية ترامب الجديدة.

تصريحات ترامب قد تكون محاولة لإعادة طرح أفكار صفقة القرن بصورة معدلة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب:

المعارضة الفلسطينية والإقليمية بقيادة مصر، مع تغير أولويات المنطقة، حيث تركز دول الإقليم على قضايا التنمية والأمن الداخلى أكثر من مخططات إعادة التوطين.

يبقى الأمر فى إطار التصريحات السياسية، دون وجود خطة عملية واضحة أو قابلية حقيقية للتنفيذ.

وفى النهاية سوف تبقى الفكرة الحالية بلا تنفيذ كما كانت صفقة القرن نفسها لأنه ببساطة مصر لن تقبل بها ولا حتى الفلسطينيون.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار إسرائيل حركة حماس شمال قطاع غزة غزة المنظمات الإنسانية الجهود الدبلوماسية صفقة القرن ترامب وقف إطلاق النار صفقة القرن سکان غزة

إقرأ أيضاً:

احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة

نظم الأردنيون يوم الجمعة، وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لأي مخطط لتهجير للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة.

اعلان

وقد نظم الاحتجاج في وسط عمان جماعة الإخوان المسلمين وعدد من أحزاب المعارضة.

 وأكد المشاركون في الاحتجاج تمسكهم بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، ودعوا إلى دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد محاولات تهجيره.

وقال مراد العضايلة، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين "اليوم يقول الأردنيون بكلمة واحدة، إن كل شرائح هذا الشعب والدولة الأردنية على كافة المستويات تعلن موقفا واحدا: لا للتهجير، لا للوطن البديل، لا لمحاولات بناء أي مشروع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

 وأضاف: "لذلك فإننا اليوم نقف مع صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وندعمها. ونعلن أن السبيل الوحيد لبقاء الشعب الفلسطيني وعدم تهجيره هو صمود هذا الشعب ودعمه ومساندته لمقاومته البطولية".

من جانبه، أشار وائل السقا، الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، إلى محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التغطية على هزائم إسرائيل في غزة حسب تعبيره، فقال: "نراكم تحاولون الانتقام من أهلنا في الضفة الغربية بعد هزائمكم. الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة سيعلمكم درسا في المقاومة، من خلال المقاومة فقط يمكننا العودة وطرد هذا الكيان من أرضنا في فلسطين".

Relatedانتقادات واسعة لـ "بي بي سي" بعد سحب فيلم "غزة: كيف تنجو من الحرب"تعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزةغزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"

وكانالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح في وقت سابق من هذا الشهر إعادة توطين الفلسطينيين النازحين في غزة بشكل دائم خارج المنطقة التي مزقتها الحرب واقترح أن تتولى الولايات المتحدة "الملكية" في إعادة تطوير المنطقة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".

في المقابل، أكد الفلسطينيون تمسكهم بالبقاء في وطنهم، مشددين على رفض أي مخطط للتوطين.

ورفع المتظاهرون في عمان لافتات مناهضة لترامب، ورددوا شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية. وقد انضم الأردن إلى دول عربية أخرى في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأكد مجددا على دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة أكثر من 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة.. تقرير دولي يكشف حجم الكارثة غزةدونالد ترامبالضفة الغربيةبنيامين نتنياهوالأردن اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. في مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن يعرض الآنNextعاجل. صدمة عالمية من مشادة ترامب وزيلنسكي.. وتضامن أوروبي مع الرئيس الأوكراني إلا أوربان يعرض الآنNext فرنسا تراجع اتفاقية الهجرة مع الجزائر وسط توترات دبلوماسية يعرض الآنNext معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟ يعرض الآنNext انقطاع مفاجئ في خدمة واتساب يثير ضجة عالمية اعلانالاكثر قراءة الحصبة تتفشى في الولايات المتحدة.. هل نحن أمام خطر عالمي؟ 620 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية مجددا ضمن آخر دفعة من صفقة التبادل عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح اختبار ناجح لسيارة طائرة يبدأ إنتاجها هذا العام! الطب الشرعي في إسرائيل يؤكد هوية جثامين الأسرى الأربعة الذين سلمتهم حماس اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبالسياسة الأوروبيةإيمانويل ماكرونوسائل التواصل الاجتماعي صوم شهر رمضانألمانياالصحةالاتحاد الأوروبيفرنساأمازون (شركة)الحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • رئيس النواب الأمريكي: على زيلينسكي العودة إلى رشده أو ترك القيادة
  • بالفيديو .. إم بي سي تسخر من نتنياهو وزوجته في مشهد تمثيلي
  • مشهد بشع..لولا دي سيلفا: المشادة بين ترامب وزيلينسكي سابقة في تاريخ الدبلوماسية
  • رئيس البرازيل ينتقد شجار ترامب وزيلينسكي: «مشهد بشع غير مسبوق في الدبلوماسية»
  • زيلينسكي في واشنطن: صفقة بلا توقيع… وسلام بلا ملامح
  • اتهامات متبادلة| أستاذ قانون دولي عن مشهد ترامب وزيلينسكي: خروج عن قواعد الإتيكيت والدبلوماسية
  • أول تعليق من ترامب بعد لقائه زيلينسكي: لا يريد صنع السلام ويرغب في العودة للبيت الأبيض
  • احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة
  • لميس الحديدي تعليقًا على المشادة بين ترامب وزيلينسكي: مشهد غير مسبوق
  • ترامب: زيلينسكي يمكنه العودة إلى البيت الأبيض عندما يكون جاهزًا للسلام