بوابة الوفد:
2025-04-02@19:12:14 GMT

مكمن صلابة مصر

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خلال الأيام الأولى من ولايته الجديدة، اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سلسلة من القرارات والإجراءات التى أثارت الجدل حول العالم، لا فرق فى ذلك بين حلفاء الولايات المتحدة مثل دول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا وكندا وبعض دول الشرق الأوسط، أو خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا وغيرهما من الدول التى تقف فى الخندق المواجه للهيمنة الأمريكية، والواضح أن كل ما اتخذه ترامب من قرارات واجراءات مثيرة للجدل كان الهدف منه مخاطبة الداخل الأمريكى واستخدام الشو الاعلامى فى الاعلان عن الوفاء بتعهداته الانتخابية، وأيضًا طرح بعض القضايا فى صورة بالونات اختبار، وهو أسلوب اعتاد ترامب استخدامه بطريقته الشعبوية القائمة على الشو والمفاجآت والصدمات والفضائح التى تجذب الرأى العام الأمريكى.

. لكن فى المقابل هناك قضايا حساسة وذات طابع تاريخى وعقائدى يصعب التعامل معها بهذا المنطق، وربما تأتى بنتائج عكسية وآثار سلبية على الولايات المتحدة مثل القضية الفلسطينية، بكل ما تملكه من إرث تاريخى وقرارات دولية وأممية وجانب عقائدى للقدس التى تشكل أحد مقدسات مليارى مسلم، وفوق كل هذا وجود خمسة ملايين فلسطينى فى الضفة وغزة يتمسكون بأرضهم وقيام دولتهم المستقلة.

ردود الفعل الكبيرة على دعوة ترامب بنقل بعض الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، كان أكبر من أن يتوقعه ترامب وادارته الجديدة خاصة وأن مصر والأردن قد أعلنتا بشكل رسمى رفض هذا التصريح.. صحيح أن بيان وزارة الخارجية المصرية كان قاطعًا فى رفض تصفية القضية الفلسطينية من خلال عمليات التهجير والتأكيد على دعم الفلسطينيين فى التمسك بأرضهم ورفض ضم أراضٍ جديدة للاستيطان، والعمل على نفاذ قرارات الشرعية الدولية وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67، والأهم أن مصر قد أشارت إلى خطورة نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى باعتباره نقلا للصراع إلى تلك الأماكن، وهو الأمر الذى يدركه المصريون جيدًا، ودفع أعضاء مجلس النواب المصرى إلى الانتفاض فى مواجهة هذا المخطط، كما أصدر مجلس الشيوخ المصرى الذى يضم حكماء الأمة برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، بيانًا قاطعًا يشكل تعبيرًا صادقًا عن رأى وتوجهات ومشاعر الشعب المصرى، الذى دفع أكبر ضريبة عبر تاريخه فى مساندة الشعب الفلسطينى من خلال عدة حروب بداية من عام 1948 وحتى حرب اكتوبر المجيدة، وفقد فى هذه الحروب عشرات الآلاف من خيرة شبابه، كما دفع ضريبة باهظة من اقتصاده بمئات المليارات من الدولارات وما زال يعانى آثار هذه الحروب، كما جاءت ردود الفعل الشعبية والمدنية رافضة لمثل هذه التصريحات، والتأكيد على الالتفاف حول القيادة السياسية فى كل القرارات التى تحمى الأمن القومى المصرى.

مؤكد أن كل ما يمثل تهديدًا للأمن القومى المصرى أو الوطن بشكل عام، أمر يحتاج إلى الاصطفاف الوطنى من شتى طوائف الشعب المصرى وفى مقدمتهم القوى السياسية والمدنية، باعتبار أن هذا الاصطفاف هو الضامن الأساسى لقوة واستقرار الوطن، والصخرة التى تتحطم عليها كل المؤامرات التى تحاك لمصر والمنطقة بشكل عام، وفى مثل هذه الأزمات تأتى أهمية الدور الفاعل للأحزاب والقوى السياسية والمدنية فى حشد الرأى العام ضد هذه المخططات.. بل إن دور أحزاب المعارضة المصرية يأتى مقدمًا على كل ما دونها فى هذه المواقف الفارقة على اعتبار أن هذه الأحزاب لها ممثلون فى البرلمان بغرفتيه ولها مقرات ومؤسسات، تستطيع من خلال الاعلان عن مواقفها بقوة وحرية سواء داخل البرلمان أو من خلال البيانات، أو المؤتمرات الجماهيرية وأيضًا الندوات السياسية والمؤتمرات الصحفية لوسائل الاعلام الأجنبية والمحلية، خاصة أنها تستطيع أن تقول ما لا تقوله الدبلوماسية الرسمية، وعلينا أن نتعلم من كل التجارب السابقة التى أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن قوة هذا الوطن عبر تاريخه القديم والحديث، تكمن فى وحدته وتماسكه واصطفافه وقت الأزمات، ولسنا ببعيدين عن ثورة الثلاثين من يونيو العظيمة ولا عن مذكرات هيلارى كلينتون وغيرها من الأسرار التى تتكشف تباعًا عن المؤامرات، وعظمة هذا الشعب فى المواجهة.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي دول الشرق الأوسط روسيا القضية الفلسطينية الضفة وغزة من خلال

إقرأ أيضاً:

حوارات ثقافية| عن معرضه «دروب حانية».. الفنان ماهر جرجس لـ«البوابة نيوز»: استلهمت بعض لوحاتى من الفن المصرى القديم.. وأميل الى الألوان الساطعة والوضوح دون الإخلال بالقيم التشكيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

_ أميل فى أعمالي الى الوضوح دون الإخلال بالقيم التشكيلية

_ 4 سنوات مدة التجهيز للمعرض.. وأميل الى الألوان الساطعة في لوحاتي

_ النقد الجاد الذي يستند على الدراسة والعلم هام للحركة التشكيلية

_ استلهمت بعض لوحاتى من الفن المصرى القديم

 

ماهر جرجس هو فنان تشكيلي سكندري بارز، تتميز أعماله بتوظيف رموز الحضارة المصرية القديمة ، شارك في تطوير قصر التذوق بالشاطبي وأشرف على "جاليري 88" بعد تحديثه. أُقيم معرضه مؤخرًا بعنوان "دروب حانية" في قاعة الباب بمتحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية في الجزيرة. بحضور الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، استعرض خلاله تجربته الفنية المتميزة، حيث قدم أعمالًا تبرز ثقافة اللون وتلوين الثقافة، معتمدًا على تقنيات فنية تعكس خبرته في مجال الديكور وتوظيفه للإضاءة والظلال بشكل مبتكر. "البوابة نيوز" التقته للكشف عن تفاصيل معرضه "دروب حانية" وأجرينا معه الحوار التالي:

■ "دروب حانية" لماذا اختارت هذا الاسم.. هل هناك دلالة فنية؟

- دروب حانية.. هائل من الدروب هي الطرق أو المسارات وقد سلكت دروب أحببتها وكانت مصدرا للألهام بداية من الفن المصرى القديم معابده و جدارياته وأعماله التصويرية في المقابر رصيد الإبداع لا تستطيع الفكاك منه.

والدرب الثاني مدينتي الإسكندرية بكل زخمها الحضارى من مصرى قديم ويونانی و روماني ومن رصيدها من التاريخ الحديث من عهد محمد على والخديو إسماعيل فيهم أصبحت الإسكندرية ملاذ لكل الحالمين بالتجارة والعمارة والثقافة والأدب فتلاقت بها الأجناس، وأصبحت مدينة كوزموبوليتانية (كونية) فظهر بها الشاعر اليونانى كفافيس والايطالي أو تجاريتي.

وكتب فيها الكاتب الانجليزي لورانس داريل عمله العالمي (رباعيات الإسكندرية) هذا بجانب سيد درويش ومنجزه الموسيقي والوطني على محمد كريم والنديم .. وبالطبع هذا المسار يحوى المدينة التي أسكنها و بحرها العظيم والصيادين وبنات بحرى والشاطئ

والدرب الثالث كانت الموسيقى والآلات النحاسية والبيانو والكمان والفرق الموسيقية والأفراح ومشاهدها الشعبية

قد يكون فن ‏‏٣‏ أشخاص‏

■ لاحظنا فى لوحاتك التأثر الشديد بالهوية المصرية القديمة.. حدثنا عن ذلك؟

- بعض اللوحات يظهر فيها الاستلهام من الفن المصرى القديم أختزلتها وإختزنتها وبدون المباشرة في التناول وهناك لوحات من المعرض تعتبر ما يطلق عليه (التفاص) مع الفن المصرى القديم والتناص موجود في الشعر مثل قصيدة أحمد شوقى (نهج البردة ( وهى تناص مع بردة البوصيري الذي تواجد بالاسكندرية منذ أكثر من ٧٠٠ عام.

والتناص هو إحالة العمل إلى عمل آخر فنجد بيكاسو الفنان الحديث يستلهم من الفنان الأسبانى جويا والذي يسبقه بأكثر من مائة عام وجويا ينتمى للمدرسة الرومانية وبيكاسو للمدرسة التكعيبية وشتات بينهما ولكنهما التقيا فو موجموع ؟ وأحد وبمعالجة مختلفة.

أنا مثلا في لوحة جدارية صيد الطيور استلامتها من الجوارية المصرية المشهورة ولكن المعالجة في الشكل واللون مختلفة تماما وينطبق هذا مع لوحة (بنات بحرى) استلهام من لوحة بنات بحرى لمحمود سعيد.

■ حدثنا عن فلسفة أعمالك الفنيه فى معرض "دروب حانية"؟

- فلسفة الأعمال هي الاستلهام من حضارة مصر... والإسكندرية وشخوصها الثقافية وبالطبع تأثير الفن الإسلامي والقبطي وأميل إلى الألوان الساطعة مثل نقاء مدينق وأميل إلى الوضوح دون الأخلال بالقيم التشكيلية

■ كم من الوقت استغرقت لتجهيز معرضك "دروب حانية"؟                      

- معرض دروب حانية أستغرق مدة طويله ٤ سنوات من العمل المستمر وما يعرض جزء من أعمال آخرى لم تسمعها مساحة الجاليري.

■ لاحظنا استخدام الألوان بكثرة فى كل لوحاتك.. ماذا يعنى لك ذلك؟

- استخدام الألوان بكثرة ... الحاجة تقترى ذلك وفعلا أميل إلى الألوان الساطعة وهذا أسلوب وأحاول أن تكون أعمالي مبعثا للبهجة... وكان فى مصرحها بالإسكندرية عام ٢٠١٥ تحت مسمى (عتبات البهجة) والاسم مستعار من صديقي الكاتب العالمي إبراهيم عبد المجيد فهو عنوان نعملة الروائي المدهش.

وبالطبع هناك أعمال كابية اللون (خامدة اللون) أي واكنة الالوان وهذا اقتضاه الموضوع وتناوله التشكيليا (لم تعرض بالمعرض.

■ هل ترى أن النقد الفنى هام للحركة التشكيلية؟

- النقد الفني هام للحركة التشكيلية أقصد النقد الجاد الذي يستند على الدراسة والعلم ويعتبر قراءة آخرى للعمل ومفسرا المفردات العمل وتفاصيله وناقدا بالسلب أو الإيجاب.

وكشفا للمستور عما تختزنه اللوحة وكشف المصادر وجدية . النقول أحد ركائز الفن وجد لها. وهام للاستلهام من عدمه جداً للفنانين وخاصة الشباب وهو القادر على أن يضعهم على الطريق الصحيح.

■ ما النصيحة التى تود توجيهها لشباب التشكيليين؟

- وما أنصح به الشباب هي التجارب الداعمة المتعددة في الشكل واللون والجدية في هذا الأمر إذا كانوا يأملون في أن يكونوا ضمن المشهد التشكيلي المصرى يضاف إلى ما سبق الاستزادة من المنابع الثقافية فى نواحيها المختلفة الموسيقى الأدب والمرح السينما حيث السينوغرافيا الصورة البحرية.

ومثال لذلك فيلم ( المومياء) شادى عبد السلام.. وحضور المعارض والتواجد بالورش الغذية وأتيليهات الفنانين الرؤية بالعين مسار اللوحة ومراحلها .

■ هل انت قلق من اقتحام الذكاء الاصطناعي للعملية الابداعية؟

- أنا لا أقلق من الذكاء الاصطناعي وفي مرحلته هذه هو منفذ وليس مبدع وله أحيانا أخطاء فادحة ... خلق العمل الفني هو حالة إبداعية إنسانية ذات مزاج شخصي والذكاء الإصطناعي يفتقد روح الفنان ويعطينا من مصنع ربما يكون جميلا.

لكنه لا يغنى عن الإبداع الإنساني ماذا لوطلبنا منه من تلقائى أو فطرى فهل يعطينا ثراء لوحة من لوحات سجاد الحرانية (قرية رئيس ويصا وا صف ) حاليا لا ينتابني أي قلق ولكن مكن استخدامه في مناحي آخری متعددة ذات أهمية.

وأتوقف هنا وأقول: ربما يضمر الذكاء الإصطناعي خبيئة مستقبلية تنفى كل ما ذكرته سابقا ... الله أعلم.

          

                                                                                      

 

 

 

487531592_669275662450456_8006646349588335880_n

مقالات مشابهة

  • بهدف دغموم.. المصري يتقدم على سيمبا التنزاني‏ في الشوط الأول
  • حزب المؤتمر: الاقتصاد المصرى يشهد حالة استقرار بشهادة دولية وننتظر المزيد من الاستثمارات
  • جماهير النادى المصرى تستعد للسفر لمساندة الفريق أمام سيمبا التنزانى بالكونفدرالية الإفريقية
  • أليس من حقنا معرفة المدسوس : علاقة قحت وتقدم وصمود مع المليشيا؟
  • موعد مباراة الأهلي والهلال السوداني في أبطال إفريقيا والقنوات الناقلة
  • تعرف على طاقم تحكيم مباراة الأهلي والهلال السوداني بدوري أبطال إفريقيا
  • حوارات ثقافية| عن معرضه «دروب حانية».. الفنان ماهر جرجس لـ«البوابة نيوز»: استلهمت بعض لوحاتى من الفن المصرى القديم.. وأميل الى الألوان الساطعة والوضوح دون الإخلال بالقيم التشكيلية
  • الاستعلامات: الحشود المليونية بساحات العيد تأكيد على صلابة موقف مصر تجاه فلسطين
  • أمين تنظيم الجيل: احتشاد المصريين بعد العيد يعكس دعم القيادة السياسية ورفض التهجير
  • الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك بالسويس