بوابة الوفد:
2025-01-30@20:32:39 GMT

مكمن صلابة مصر

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خلال الأيام الأولى من ولايته الجديدة، اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سلسلة من القرارات والإجراءات التى أثارت الجدل حول العالم، لا فرق فى ذلك بين حلفاء الولايات المتحدة مثل دول الاتحاد الأوروبى وبريطانيا وكندا وبعض دول الشرق الأوسط، أو خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وروسيا وغيرهما من الدول التى تقف فى الخندق المواجه للهيمنة الأمريكية، والواضح أن كل ما اتخذه ترامب من قرارات واجراءات مثيرة للجدل كان الهدف منه مخاطبة الداخل الأمريكى واستخدام الشو الاعلامى فى الاعلان عن الوفاء بتعهداته الانتخابية، وأيضًا طرح بعض القضايا فى صورة بالونات اختبار، وهو أسلوب اعتاد ترامب استخدامه بطريقته الشعبوية القائمة على الشو والمفاجآت والصدمات والفضائح التى تجذب الرأى العام الأمريكى.

. لكن فى المقابل هناك قضايا حساسة وذات طابع تاريخى وعقائدى يصعب التعامل معها بهذا المنطق، وربما تأتى بنتائج عكسية وآثار سلبية على الولايات المتحدة مثل القضية الفلسطينية، بكل ما تملكه من إرث تاريخى وقرارات دولية وأممية وجانب عقائدى للقدس التى تشكل أحد مقدسات مليارى مسلم، وفوق كل هذا وجود خمسة ملايين فلسطينى فى الضفة وغزة يتمسكون بأرضهم وقيام دولتهم المستقلة.

ردود الفعل الكبيرة على دعوة ترامب بنقل بعض الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، كان أكبر من أن يتوقعه ترامب وادارته الجديدة خاصة وأن مصر والأردن قد أعلنتا بشكل رسمى رفض هذا التصريح.. صحيح أن بيان وزارة الخارجية المصرية كان قاطعًا فى رفض تصفية القضية الفلسطينية من خلال عمليات التهجير والتأكيد على دعم الفلسطينيين فى التمسك بأرضهم ورفض ضم أراضٍ جديدة للاستيطان، والعمل على نفاذ قرارات الشرعية الدولية وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67، والأهم أن مصر قد أشارت إلى خطورة نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى باعتباره نقلا للصراع إلى تلك الأماكن، وهو الأمر الذى يدركه المصريون جيدًا، ودفع أعضاء مجلس النواب المصرى إلى الانتفاض فى مواجهة هذا المخطط، كما أصدر مجلس الشيوخ المصرى الذى يضم حكماء الأمة برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، بيانًا قاطعًا يشكل تعبيرًا صادقًا عن رأى وتوجهات ومشاعر الشعب المصرى، الذى دفع أكبر ضريبة عبر تاريخه فى مساندة الشعب الفلسطينى من خلال عدة حروب بداية من عام 1948 وحتى حرب اكتوبر المجيدة، وفقد فى هذه الحروب عشرات الآلاف من خيرة شبابه، كما دفع ضريبة باهظة من اقتصاده بمئات المليارات من الدولارات وما زال يعانى آثار هذه الحروب، كما جاءت ردود الفعل الشعبية والمدنية رافضة لمثل هذه التصريحات، والتأكيد على الالتفاف حول القيادة السياسية فى كل القرارات التى تحمى الأمن القومى المصرى.

مؤكد أن كل ما يمثل تهديدًا للأمن القومى المصرى أو الوطن بشكل عام، أمر يحتاج إلى الاصطفاف الوطنى من شتى طوائف الشعب المصرى وفى مقدمتهم القوى السياسية والمدنية، باعتبار أن هذا الاصطفاف هو الضامن الأساسى لقوة واستقرار الوطن، والصخرة التى تتحطم عليها كل المؤامرات التى تحاك لمصر والمنطقة بشكل عام، وفى مثل هذه الأزمات تأتى أهمية الدور الفاعل للأحزاب والقوى السياسية والمدنية فى حشد الرأى العام ضد هذه المخططات.. بل إن دور أحزاب المعارضة المصرية يأتى مقدمًا على كل ما دونها فى هذه المواقف الفارقة على اعتبار أن هذه الأحزاب لها ممثلون فى البرلمان بغرفتيه ولها مقرات ومؤسسات، تستطيع من خلال الاعلان عن مواقفها بقوة وحرية سواء داخل البرلمان أو من خلال البيانات، أو المؤتمرات الجماهيرية وأيضًا الندوات السياسية والمؤتمرات الصحفية لوسائل الاعلام الأجنبية والمحلية، خاصة أنها تستطيع أن تقول ما لا تقوله الدبلوماسية الرسمية، وعلينا أن نتعلم من كل التجارب السابقة التى أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن قوة هذا الوطن عبر تاريخه القديم والحديث، تكمن فى وحدته وتماسكه واصطفافه وقت الأزمات، ولسنا ببعيدين عن ثورة الثلاثين من يونيو العظيمة ولا عن مذكرات هيلارى كلينتون وغيرها من الأسرار التى تتكشف تباعًا عن المؤامرات، وعظمة هذا الشعب فى المواجهة.

حفظ الله مصر

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي دول الشرق الأوسط روسيا القضية الفلسطينية الضفة وغزة من خلال

إقرأ أيضاً:

مصر تقول نعم لقيادتها الوطنية المخلصة

منذ ساعات عبر الشعب المصرى عن رفضه القاطع لتصريحات ترامب، واعتبر أن هذه التصريحات تمثل تجاوزاً غير مقبول فى حق مصر،وذلك بعدما أبدى الاخير رغبته فى استقبال مصر والأردن عددا أكبر من الفلسطينيين، بحجة أنها عملية مؤقتة لحين إعمار غزة، وبما أن الأزمات تظهر معادن الرجال وقيمة وقامة شعب مصر، فكل المؤسسات الشعبية المصرية وكل الهيئات وكل النقابات وكل أطياف الشعب اتفقت بدون سابق إعداد على أن تكون ظهيراً قوياً مسانداً للقيادة الوطنية فى معركة الأرض، مصر كلها خلال الساعات الماضية كانت تقول لا لأفكار التهجير، ومصر كلها كانت تقول نعم لقيادتها الوطنية فى موقفها القوى الواضح المعلن فى رفض مخططات تصفية القضية الفلسطينية، مصر تحركت وأعلنت رأيها، ولا مجال لكلام آخر بعد كلام شعب مصر 

لا شك أن ما صدر عن ترامب ما هو إلا جهل بالتاريخ وبالأحداث وبفنون السياسة والدبلوماسية الدولية، وما هو ممكن وما هو مستحيل، وهو بهذا لا يعمل على حل الوضع المتأزم فى الشرق الأوسط لكنه يزيده تعقيداً واحتقانًا، ويدفع بالمنطقة نحو حروب لا نهاية لها وسيكون الخاسر الأكبر فيها هو إسرائيل وبالتبعية الولايات المتحدة الأمريكية التى لا أعتقد أنها فى حاجة إلى إشعالها، بل فى حاجة إلى إطفاء ما أصابها من حرائق فى الداخل الأمريكى 

مصر والأردن ليستا وحدهما فى مواجهة تلك الاقتراحات الجنونية التى أطلقها دونالد ترامب، ولكن المجتمع الدولى كله يعلم أن هذا الأمر مستحيل الحدوث،ولو كان ترامب يملك قدرا يسيراً من الثقافة أو المعلومات لكان عليه أن يدرك أن كل قضايا الاحتلال فى العالم قد وجدت طريقها إلى الحل، ماعدا القضية الفلسطينية التى لا تزال حتى يومنا هذا تتعقد وتتراجع بسبب الجهود الأمريكية التى تدعم المعتدى، فلولا مساندتها اللامحدودة لإسرائيل ما كان للأخيرة وجود منذ زمن بعيد،القادم صعب وخطير بكل أسف والتعامل معه لا يتطلب وطنيين فقط، ولكن وطنيين على أعلى قدر من المهنية والاحترافية ووضوح الرؤية وثبات اليقين.

حفظ الله مصر حفظ الله الجيش

مقالات مشابهة

  • مصر تقول نعم لقيادتها الوطنية المخلصة
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • سياسات «ترامب» تزيد التوتر فى العالم!!
  • الرئيس المقاول
  • مشهد العودة
  • شكرًا ترامب
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • ليس على «ترامب» حرج
  • علي الفاتح يكتب: ترامب يرقص على حافة الجحيم!