تتابع أنت ما يخرج عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من تصريحات، منذ أن دخل البيت الأبيض فى العشرين من هذا الشهر، فتكتشف أن قضية أهل فلسطين ليست مع إسرائيل، بقدر ما هى مع الإدارات المتعاقبة على رأس الولايات المتحدة.
وبعبارة أخرى، فإن لنا أن نتصور أن الولايات المتحدة لا تنحاز إلى الدولة العبرية بهذا الشكل السافر.
ولن تجد فرقًا كبيرًا بين إدارة حالية، وإدارة منقضية، أو إدارة سابقة عليهما، وصولًا فى النهاية إلى إدارة الرئيس هارى ترومان الذى قامت إسرائيل عندما كان هو فى البيت الأبيض فى ١٥ مايو ١٩٤٨.
وإذا كان ترمب قد أمر برفع الحظر عن قنابل زنة ٢٠٠٠ رطل كان بايدن قد حظر إرسالها إلى تل أبيب، فإن المرء يصبح على يقين من أن الرئيس الأمريكى الجديد لم يكن ليذهب إلى وقف الحرب على قطاع غزة فى التاسع عشر من يناير، إلا لأنه كان يريد إظهار مدى قوة عضلاته، وإلا لأنه كان يرغب فى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
لم يكن فى باله أن هذه حرب قتلت فوق الخمسين ألف فلسطينى، ولا كان فى باله أن أكثرية هذا الرقم من الأطفال، ولا حتى أن هناك ١١ ألف مفقود فلسطينى منذ بداية الحرب.. كل هذا لم يكن فى باله ولا فى خاطره وهو يسعى لوقف الحرب، وإلا، ما كان قد سارع إلى إرسال القنابل التى تتيح قتل المزيد والمزيد!
إن أهل قطاع غزة الذين واجهوا آلة القتل الإسرائيلية وصمدوا ١٥ شهرًا كاملة، كانوا فيما يبدو قادرين على أن يصمدوا أطول، ولا شىء يدل على ذلك إلا مشهد تسليم بعض المحتجزين الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر فى ميدان السرايا فى مدينة غزة.. ففى المشهد بدت عناصر حماس بكامل زيها العسكرى وسلاحها، وكأن نار جهنم لم تنفتح عليهم على مدى أكثر من سنة، أو كأن هذه النار قد زادتهم قوة واستعدادًا!
وعندما يكون الفلسطينيون على هذا القدر من العزيمة، وعندما يكون أهل القطاع على هذا المدى من الرجولة، فلا بد أنهم يواصلون معركتهم مع المحتل ولسان حالهم يقول: اللهم اكفنا شر الأمريكان، أما الإسرائيليون فإننا كفيلون بهم!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض الولايات المتحدة بايدن تل أبيب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب فلسطيني: نشكر الرئيس السيسي على مواقفه الداعمة للقضية
قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن خطاب الرئيس السيسي وضع النقاط على الحروف في قضية تهجير الفلسطينيين، فقد عملت مصر دوما على حماية الفلسطينيين ورفض التهجير والطرد الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي وقام بالترويج له خلال المرحلة الماضية من الحرب على غزة.
التهجير خط أحمروتابع في تصريحات لـ«الوطن»: «الرئيس السيسي يوجه رسائل للإسرائيليين والعالم بأسره، بأن التهجير خط أحمر وحل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب الدول الأخرى بل يكمن في إنهاء الاحتلال والسير في خطوات ملموسة لتنفيذ حل الدولتين بالعمل مع الشركاء الدوليين وعلى رأسهم أمريكا، من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس».
مواقف مصرية داعمةواختتم حديثه مستطردًا: «مواقف الرئيس السيسي مساندة وداعمة للشعب الفلسطيني، لمواجهة كافة المخططات لإنهاء القضية وتذويب الهوية الوطنية الفلسطينية، فكل التقدير من أبناء الشعب الفلسطيني للرئيس السيسي، ومصر ستبقى السند والداعم والظهير للشعب الفلسطيني».
توقف الحربوتوقفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 19 يناير الجاري، بعد خسائر كبيرة في الأرواح حيث استشهد من الجانب الفلسطيني أكثر من 46 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والسيدات.