بوابة الوفد:
2025-01-30@20:40:02 GMT

مواقف مصر لا تخضع للمساومة

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

كتبت فى الأسبوع الماضى عن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، مقدرا الدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية فى وقف اطلاق النار، واستئناف تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى. واستعدت فى مقالى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى الواضحة والحاسمة خلال أول قمة عقدتها مصر لدعم الشعب الفلسطينى بعد العدوان الإسرائيلى الوحشى على غزة في أكتوبر 2023، والذى قال فيها «إن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل أمر لن يحدث، وفى كافة الأحوال لن يحدث على حساب مصر».

وعلى الرغم من وضوح كلمات الرئيس، ودقة مفرداتها، وحسمها التام للموقف المصرى، وعلى الرغم من تكرار اعلان هذا الموقف فى مناسبات أخرى على عدة مستويات، فقد كان من الغريب أن يتصور الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب أن هناك مجالا لمساومات جديدة مع مصر، وكان من المُدهش أن يُكرر عرض فكرة إخلاء قطاع غزة من سكانها وترحيل بعضهم إلى مصر والأردن.

ويبدو أن الرجل لم يُدرك بعد أن مواقف الدول العظيمة لا تتبدل ولا تتغير، وأن قضية فلسطين على وجه الخصوص، هى قضية لها أولويتها فى الأمن القومى المصرى، وأن مصر، وقيمها وثوابتها ومكانتها تأبي التفريط فى حق الشعب الفلسطينى، أو الاتجار به.

من هنا، جاء الرد المصرى سريعا وحاسما فى بيان رسمى للخارجية المصرية ليؤكد أن «مصر تشدد على رفضها لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها».

ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولى إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلى لحل الدولتين، بما فى ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطنى، وفى سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.

ولا شك أن ذلك الموقف يتسق مع التزام مصر التاريخى بمساندة حق الشعب الفلسطينى في استعادة أرضه السليبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما سبق وعبرت عنه قرارات الشرعية الدولية المتمثلة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

فضلا عن اتفاقه مع الموقف الدولى المعلن مُنذ اتفاق أوسلو عام 1992، وما صاحب ذلك الاتفاق من طرح حل الدولتين كحل نهائى وعادل للقضية الفلسطينية، وهو ما حاز مساندة وتشجيع الولايات المتحدة لفترة طويلة انطلاقا من سعيها لإنهاء التوتر فى منطقة الشرق الأوسط والوصول إلى اتفاق تسوية.

ولا شك أن تغير موقف الإدارة الأمريكية بعد وصول ترامب إلى الحكم للمرة الأولى في 2018، ونكوصها عن تعهداتها السابقة بشأن طرح اتفاق عادل وشامل، يؤدى إلى اهتزاز كبير فى صورة الولايات المتحدة فى العالم ويسهم فى تراجع ثقة الشعوب فيها كدولة تقدم نفسها دائما باعتبارها دولة قيم الحريات وحقوق الإنسان والعدالة.

وكما قلنا مرارا، وكما عبرت مصر من خلال رسائل متعددة فإنها لا تخضع للمقايضة ولا تتقبل أن تمارس أى دولة فى العالم ضغوطا عليها لتغيير مواقفها المتسقة مع قيمها، ولا يمكن أن تحيد عن الحق، وهذا ما أكدت عليه القيادة السياسية بجرأة وثقة واصرار.

إن قضية فلسطين لا يُمكن شطبها بجرة قلم، ولا مجال لحل القضية بعيدا عن السلام. وهذا ما تؤمن به مصر قيادة وشعبا، وهو ما يمثل توافقا لدى الشعوب العربية والإسلامية.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدبلوماسية المصرية الشعب الفلسطينى العدوان الإسرائيلى غزة قضية فلسطين الخارجية المصرية الدولة الفلسطينية اتفاق أوسلو

إقرأ أيضاً:

تصاعد الأوضاع في غزة | مواقف دولية وواقع مأساوي .. تفاصيل

تستمر معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 47.417 شهيدا و 111.571 مصابا. 

 تطور الأوضاع في غزة اليوم 

وفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد الزيارات الدولية لمحاولة التوسط في الأزمة، حيث يواصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولاته للمنطقة في محاولة لإرساء وقف إطلاق النار

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه بالنسبة لوقف إطلاق النار، تسير الأمور بشكل منتظم ومرض، حيث سيتم تسليم المجندة "أربيل يهودا" التي طلبت إسرائيل الإفراج عنها.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد" : "كانت هناك بعض الصعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن عدد الأفراد الذين سيتم تسليمهم والمهام المتعلقة بذلك، حيث يركز الجانب الإسرائيلي بشكل أكبر على تسليم المجندات والعسكريين مقارنة بالمدنيين".

وأشار فهمي، إلى أنه من المقرر تسليمها فجر الخميس، مما يعني أن الأمور تسير في هذا الاتجاه بشكل جيد، ونجاح الأسابيع الأولى من الاتفاق يعتمد بشكل كبير على السلوك الإسرائيلي، حيث شهدت الساعات الأخيرة حالة من القلق في المجتمع الإسرائيلي بعد عودة الفلسطينيين إلى مناطق شمال قطاع غزة.

 و في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الفلسطينية والمصرية لدعم الحكومة الفلسطينية وتمكينها سياسيا واقتصاديا، وسط تحديات كبيرة تهدد استقرار المنطقة.

دعم الخطط الإصلاحية للحكومة الفلسطينية 

وصرحت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الضحايا نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى 47.417 شهيدا و 111.571 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023، في وقت تشهد فيه المنطقة تدهورا حادا في الوضع الإنساني.

وفي سياق متصل، شدد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، على أهمية دعم الخطط الإصلاحية للحكومة الفلسطينية وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، موكدا خلال لقاؤه مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية، أن مصر ستظل داعمة بقوة لوحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن جانب آخر  تستمر الزيارات الأمريكية إلى قطاع غزة، حيث وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم الأربعاء إلى إسرائيل على متن طائرته الخاصة، قبل أن يتوجه إلى غزة في زيارة غير تقليدية.

 ويتوقع أن يلتقي ويتكوف بعدد من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لبحث سبل تنفيذ وقف إطلاق النار الميداني.

وقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن ويتكوف سيحمل رسالة من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تدعو إلى تنفيذ كامل صفقة الأسرى، وتحفيز إسرائيل على حل خلافاتها الداخلية الأمنية والسياسية.

وفي السياق نفسه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بعودة نحو نصف مليون نازح فلسطيني إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة بعد 72 ساعة من التنقل بين المحافظات، عقب 470 يوما من التهجير القسري. 

وأكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن عودة النازحين لم تكن سهلة بسبب مماطلة الاحتلال في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار.

 63 شهيدا و8 مصابين بمستشفيات غزة

وفي ظل هذه الظروف، دعا قاسم المجتمع الدولي إلى سرعة تقديم المساعدات للنازحين، مشيرا إلى التحديات المقبلة في مفاوضات وقف إطلاق النار، ولفت إلى أن حركة حماس تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني ولن تختفي مهما كانت الضغوط.

صحافة العالم.. نتنياهو يريد استكمال الإبادة وترامب يريد غزة خالية من الفلسطينيينوزير التعليم العالي ومحافظ القليوبية يزوران مصابي غزة بمستشفى الناس الخيري.. صور

وفي نفس الوقت، أبدت إسرائيل قلقها من تأثير المبعوث الأمريكي على مسار الحرب، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يشجع موقفه على تجنب العودة إلى القتال، في وقت تكثف فيه جهود الوساطة الدولية لإرساء السلام في المنطقة.

والجدير بالذكر، أن صرحت الصحة الفلسطينية أن مستشفيات قطاع غزة شهدت وصول 63 شهيدا و8 مصابين خلال 24 ساعة.

وصرحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن تطبيق الحظر عليها خلال الأيام المقبلة سيشكل تحديا خطيرا أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات المنقذة للحياة.

دخول 193 شاحنة مساعدات في غزة خلال معبري العوجة وكرم أبو سالم اليومستيف ويتكوف يصل إلى تل أبيب ويخطط لزيارة قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • حزب المصريين: الدولة المصرية عبر تاريخها الطويل لا تقبل ضغوطا ولا تخضع لتهديدات
  • أيقونة السيريالية المصرية.. جاليرى "المشهد" يفتتح معرض الفنان محمد رياض سعيد
  • جاليري المشهد يفتتح معرض الفنان الراحل محمد رياض سعيد أيقونة السيريالية المصرية (صور)
  • تأييد الحق الفلسطينى.. رسائل قوية من الرئيس السيسى فى قمة كينيا
  • نواب وحزبيون يشيدون برفض الرئيس السيسي للتهجير: تعكس ثوابت الموقف المصري التاريخي
  • رئيس الوزراء: العالم يقدر مواقف مصر في قضايا الشرق الأوسط
  • تصاعد الأوضاع في غزة | مواقف دولية وواقع مأساوي .. تفاصيل
  • «عبدالعاطي»: «المراجعة الدورية» جميع دول العالم الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان تخضع لها|فيديو
  • اتحاد الصناعات المصرية يرفض التهجير الفلسطينى