ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم، ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباط مصر العضوى بقضية فلسطين بتغيير النظم والسياسات المصرية.
فقبل ثورة 23 يوليو 1951، كان ما يجرى فى فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفاً أساسياً فى الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، وأعلن الملك فاروق عن مشاركة الجيش المصرى فى حرب عام 1948، لإنقاذ فلسطين. كما وضع الرئيس جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية فى مقدمة اهتماماته، لذا كانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذى رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل والذى سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاثة»، ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات الرئيس السادات بحقوق الشعب الفلسطينى خلال خطابه الشهير فى الكنيست الإسرائيلى مطالباً بالعودة إلى حدود ما قبل عام 1967، خلال مؤتمر القمة العربى السابع الذى عقد فى نوفمبر 1973 فى الجزائر، وخلال فترة الرئيس مبارك شهدت القضية الفلسطينية تطورات كثيرة وحادة ونتيجة لذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية.
وبعد تولى الرئيس السيسى المسئولية رئيساً لمصر، ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلا عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر وما زالت تقدمها من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، وإرسال المساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى، ولعبت مصر منذ بداية اشتعال فتيل الحرب فى غزة دوراً كبيراً من أجل إعادة الاستقرار لقطاع غزة، وحتى التوصل إلى اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى ولعب الرئيس السيسى دوراً مهماً مع الأجهزة المعنية فى متابعة كافة المفاوضات التى تمت، والتحرك على كافة المستويات الخارجية.
وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية توصل طرفى النزاع فى غزة إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار بين الطرفين.
هذا الاتفاق لم يكن ليتحقق لولا الدور الجوهرى والتاريخى الذى تضطلع به مصر فى الشرق الأوسط والتزامها بالدبلوماسية لحل النزاعات. كما أفشلت مصر بالتوازى مع الجهد الإنسانى بإصرارها وجديتها مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين ووقفت كحائط صد ولم تسمح بإتمام هذا المخطط الشرير الذى كان فى جوهر سياسات الاحتلال وهدفا رئيسيا له.
إن مصر التى حملت القضية الفلسطينية على عاتقها منذ سبعة عقود بل ومنذ قدم التاريخ ستظل داعمة للسلام العادل ومدافعة عن حقوق الشعب الفلسطينى حتى يتحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين.
لم تغب مصر يوماً عن الأحداث الأليمة التى يمر بها الأشقاء فى قطاع غزة، منذ انطلاق الحرب المدمرة التى شنتها إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، ولم تكن الهدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ترى النور لولا الدور التاريخى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط، وهو الدور الذى لم يكن وليد اللحظة، ولكنه يرجع إلى الثوابت المصرية المعروفة تجاه القضية الفلسطينية.
وتتمثل ثوابت مصر فى الرفض القاطع لأى سيناريوهات تستهدف محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين ودعمهم فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر هى قضية القضايا كما قال الرئيس السيسى، وترفض مصر تماماً أى حديث عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أى مكان آخر منذ اللحظة الأولى للحروب الإسرائيلية على غزة، وفى نفس الوقت أيضا يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة شاهداً حياً على الجهود الدؤوبة، والمساعى المستمرة التى تبذلها مصر إلى جانب شركائها فى هذا الشأن، وستدفع مصر بمنتهى القوة فى تنفيذ الاتفاق بالكامل، والبدء فى مساعى حل الدولتين ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية وتعتبرها خطاً أحمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قضية فلسطين الأمن القومى المصرى شعب فلسطين ثورة 23 يوليو الرئيس السيسي الجرحى والمصابين الفلسطينيين الولايات المتحدة الأمريكية القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة لم یکن
إقرأ أيضاً:
برلمانية: المصريون يثقون في رؤية القيادة السياسية للتعامل مع القضية الفلسطينية
كتب- محمد نصار:
أكدت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب ورئيس النقابة العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات والأعمال المالية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن الشعب المصري يثق ثقة مطلقة وبلا حدود في رؤية القيادة السياسية وحكمتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن مصر كانت ولاتزال وستظل داعمًا أساسيًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقالت "سولاف درويش"، في بيان، اليوم، إن العالم كله بجميع دوله ومنظماته أصبح على وعي وإدراك كاملين بأن موقف مصر ثابت وتاريخي ولن يتغير ولا يقبل المساومة إذ تعتبر القضية الفلسطينية قضية أمن قومي لا يمكن التفريط فيها أو التخلي عن أي من ثوابتها وأن أي محاولات لفرض واقع جديد من خلال تهجير الفلسطينيين مرفوضة شكلًا وموضوعًا.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني له الحق في أرضه ووطنه، وأن مصر تقف ضد أي مخططات لتغيير التركيبة السكانية أو تهجير السكان من أراضيهم.
وأشارت النائبة سولاف درويش، إلى ملايين المصريين احتشدوا في وقفات تضامنية عقب صلاة عيد الفطر دعمًا للشعب الفلسطيني ودعمًا للقيادة السياسية في مواقفها الثابتة الرافضة للعدوان على غزة ومساندة الشعب الفلسطيني ورفض مخططات تهجيره من أراضيه مثمنة إدانة المصريين لحرب الإبادة على غزة إضافة إلى مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مواقف سريعة حاسمة ضدها ورفض كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وهذه الحشود المليونية تعيد التأكيد على صلابة الموقف المصري الشعبي تجاه القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
7 منشورات تحذيرية من تشغيلات لأدوية وكريمات للبشرة خلال مارس.. تعرف عليها
السكر بـ12.5 جنيه.. ننشر قائمة أسعار السلع التموينية لشهر أبريل
محافظة القاهرة: إنجاز 85% من محور صلاح سالم وتفكيك كوبري السيدة عائشة في هذا التوقيت
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
النائبة سولاف درويش وكيل لجنة القوى العاملة مجلس النواب المصريون يثقون في رؤية القيادة السياسية القضية الفلسطينية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
هَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
برلمانية: المصريون يثقون في رؤية القيادة السياسية للتعامل مع القضية الفلسطينية
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك