أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة، وهو تحت عنوان «الحال أبلغ من المقال»، والهدف ويهدف إلى التوعية بالأثر الفعال للدعوة بالموعظة الحسنة وأن تأثر الناس بالسلوك الحسن أبلغ من تأثرهم بالقول الحسن.

موضوع خطبة الجمعة

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كثيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَتَاجَ رَؤُوسِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَرُبَّ حَالٍ أَفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ، وَإِنَّ تَأْثِيرَ الأَحْوَالِ أَقْوَى فِي القُلُوبِ مِنْ مَوَاعِظِ الأَقْوَالِ، وَهَذَا هُوَ سِرُّ الحَالِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ الَّذِي فَتَحَ القُلُوبَ وَالعُقُولَ لِدِينِ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَقَدْ كَانَ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمَ البِشْرِ، جَمِيلَ الطَّبْعِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا، وَلَا عَيَّابًا، وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَيَجُودُ وَيَمْنَحُ، يَبْكِي لِلْبَهِيمَةِ المُثْقَلَةِ، وَيَبْكِي لِلْيَتِيمِ فِي حِجْرِ الأَرْمَلَةِ، مَنْ سَأَلَهُ حَاجَتَهُ لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ يَجْبُرُهُ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ خُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الحَقِّ سَوَاءً، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقَهُمْ لَهْجَةً، وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَشِيرَةً، وَهَذَا الحَالُ الشَّرِيفُ تُلَخِّصُهُ السَّيِّدُةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ».

أَيُّهَا النَّبِيلُ، هَذِهِ لَمَحَاتٌ مُضِيئَةٌ، وَمَشَاهِدُ خَالِدَةٌ، وَمَوَاطِنُ بِالجَمَالِ زَاخِرَة ٌتُبْرِزُ الفَيْضَ المُحَمَّدِيَّ الَّذِي غَرَسَ فِي النُّفُوسِ شَرِيفَ القِيَمِ الأَخْلَاقِيَّةِ وَالرُّوحَانِيَّةِ، وَأَرْسَى بِنَاءً قَوِيمًا لِلْإِنْسَانِ وَتَوْجِيهًا لَهُ نَحْوَ الفَضِيلَةِ وَالإِيثَارِ، أَلَمْ تَرَ تَخْفِيفَهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ عِنْدَمَا سَمِعَ بُكَاءَ طِفْلٍ؟! لِيَدُلَّ النَّاسَ عَلَى التَّيْسِيرِ وَالتَّخْفِيفِ وَالرِّفْقِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْ عَنْ أَحْوَالِهِ الكَرِيمَةِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مَعَ أُمِّهاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لِتَسْتَلْهِمَ مَعَانِيَ الحُبِّ وَالمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِكرَامِ؟! أَرأَيْتَ حَالَهُ الشَّرِيفَ مَعَ صُوَيْحِبَاتِ خَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا فِي مَشْهَدٍ لَيْسَ لَهُ فِي تَارِيخِ الوَفَاءِ نَظِيرٌ؟! بَلْ إِلَيْكَ أَمْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَبِيبِ حِجْرِهِ وَابْنِ عَمِّهِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيَنَامَ فِي فِرَاشِهِ الشَّرِيفِ لَيْلَةَ الهِجْرَةِ المُبَارَكَةِ لِيَرُدَّ الأَمَانَاتِ إلى أهلها الَّذِينَ دَبَّرُوا لَهُ القَتْلَ! لِيَكُونَ حَالُهُ الشَّرِيفُ مُلْهِمًا لِلْعَالَمِ كُلِّهِ، فَلَا تَمْلِكُ إِلَّا أَنْ تَتَعَرَّفَ عَلَى وَظِيفَتِكَ وَتَقُومَ فِي الدُّنْيَا بِمُهِمَّتِكَ، وَتُرَدِّدَ قَوْلَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}.

يَا مَنْ تُرِيدُ أَنْ تَبُثَّ فِي النَّاسِ خُلُقَ العَفْوِ وَالصَّفْحِ وَالمُسَامَحَةِ وَالتَّجَاوُزِ، اعْفُ عَنِ النَّاسِ، أَكْرِمْهُمْ، سَامِحْهُمْ، أَقِلْ عَثَرَاتِهِمْ، أَلَمْ تَرَ سُلُوكَ التَّوَاضُعِ وَالجَبْرِ وَالعَفْوِ وَالكَرَمِ وَالمَرْحَمَةِ لِلنَّبِيِّ الكَرِيمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، حِينَ يَأْتِيهِ مَلَكُ الجِبَالِ فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ أَنْ يُطْبِقَ عَلَى مَنْ بَالَغَ فِي إِيذَائِهِ الجَبَلَيْنِ، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَّ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، وَيَدخُلُ مَكَّةَ فَاتِحًا مُنْتَصِرًا، مُتَحَقِّقًا بِحَالِ التَّوَاضُعِ، وَالعَفْوِ، ينَثُرُ الأَمْنَ وَالأَمَانَ فِي النُّفُوسِ وَالقُلُوبِ، بِهَذَا الشِّعَارِ {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».

وَيَا أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ حَالَ رَجُلٍ فِي أَلْفِ رَجُلٍ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِ أَلْفِ رَجُلٍ لِرَجُلٍ، فَكُونُوا أَصْحَابَ سُلُوكٍ قَوِيمٍ، وَحَالٍ شَرِيفٍ، وَإِنْسَانِيَّةٍ مُلهِمَةٍ، وَأَثَرٍ طَيِّبٍ، فَلَا يَزَالُ المِصْرِيُّونَ تَلْهَجُ أَلْسِنَتُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ بالدُّعَاءِ لِطَبِيبِ الغَلَابَةِ، وَالمُعَلِّمِ الإِنْسَانِ، وَالصَّانِعِ المُبْدِعِ، وَالتَّاجِرِ الأَمِينِ، فَهَؤُلَاءِ هُمْ نَبْضُ الحَيَاةِ وَصُنَّاعُ الأَمَلِ، مَنَابِرُهُمْ عَمَلُهُمْ، وَدَعْوَتُهُمْ سُلُوكُهُمْ، وَمَوْعِظَتُهُمْ أَشَدُّ تَأْثِيرًا فِي قُلُوبِ النَّاسِ مِنْ أَلْفِ خُطْبَةٍ.

أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ أَجْيَالَ التّقْنِيَةِ الحَدِيثَةِ وَالذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ تَحْتَاجُ إِلَى قُدْوَةٍ صَالِحَةٍ، وَأُسْوَةٍ حَسَنَةٍ، وَنَمَاذِجَ مُلْهِمَةٍ، تَسْتَنْهِضُ الهِمَمَ، وَتُحَرِّكُ الإِبْدَاعَ، وَتَتَبَنَّى المَوَاهِبَ، وتَزْرَعُ فِيهِم الأَخْلَاقَ وَالقِيَمَ، فَتَنقِلُهُمْ إِلَى حَالِ صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ وَبِنَاءِ الإِنْسَانِ.

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

فَيَا أَيُّهَا النَّبِيلُ، كُنْ سِلْمًا سَلَامًا لِلْعَالَمِ، وَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ عَنِيفًا فِي قَوْلِكَ وَفِعْلِكَ، اكْظِمْ غَيْظَك، اضْبِطْ نَفْسَك، فَإِنَّ اللَه جَلَّ جَلَالُهُ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، حَلِيمٌ يُحِبُّ الحِلْمَ، عَفُوٌّ يُحِبُّ العَفْوَ.

اعْلَمْ أَيُّهَا الكَرِيمُ أَنَّ الشَيْطَانَ يُؤَجِّجُ الصِّرَاعَاتِ، وَيُشْعِلُ نِيرَانَ الخُصُومَاتِ، وَيَفْرَحُ بِالعَدَاوَاتِ، وَيُوَجِّهُ الإِنْسَانَ إِلَى العُنْفِ فِي السُّلُوكِيَّاتِ، وَقَدْ كَشَفَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَكَ تِلْكَ الوَسَاوِسَ الشَّيْطَانِيَّةَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، فَأَطْفِئْ نِيرَانَ الشَّيْطَانِ بِكَظْمِ الغَيْظِ وَالعَفْوِ عَنِ النَّاسِ فِي كُلِّ مَعَامَلَاتِكَ، احْبِسْ نَفْسَكَ عَنِ التَّشَفِّي، لَا تَغْضَبْ، تَرَفَّعْ عَنِ الانْتِقَامَ تَزْدَدْ بِذَلِكَ عزًّا، فَقَدْ تَوَّجَكَ الجَنَابُ الأَكْرَمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِتَاجِ العِزِّ حِينَمَا قَالَ: «وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا»، إِنَّهُ كَظْمُ الغَيْظِ يَا سَادَة الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ عَلَامَاتِ المُتَّقِينَ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ}.

وإِذَا كُنْتَ بَاحِثًا عن السَّعَادة فِي العَلَاقَاتِ الزَّوجِيَّةِ فَاعْلَمْ أَنَّ طَرِيقَهَا التَّسَامُحُ وَالرِّفْقُ وَالتَّغَافُلُ، فَيَا أَيُّهَا الزَّوْجُ لَا تُلَاحِقْ زَوجَتَكَ بِانْتِقَادِكَ، وَلَا تُزْعِجْهَا بِتَصَيُّدِكَ، إِنَّ النَّبِيَّ الكَرِيمَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَدْ رَسَمَ لَكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ الأَنْوَرَ في قَوْلِهِ: «لَا يَفْرَكْ - يُبْغِض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلقًا رضِيَ مِنْهَا آخَرَ».

أَيُّهَا الكَرِيمُ، تَحَقَّقْ بِالسَّمَاحَةِ وَالرِّفْقِ فِي البَيْعِ وَالشِّرَاءِ فَإِنَّهَا مَجْلَبَةٌ لِلْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِكرَامِ مِنَ الكَرِيمِ سُبْحَانَهُ، كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَواتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى».

اللَّهُمَّ ابْسُطْ فِي بِلَادِنَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ

وَانْثُر السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فِي قُلُوبِ عِبَادِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين

اقرأ أيضاً«الحال أبلغ من المقال».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة

«نعمة الأمن».. نص خطبة الجمعة غدا 24 يناير 2025

مفتي الجمهورية يلقي خطبة الجمعة الأولى من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة غدا الجمعة الحال أبلغ من المقال خطبة الجمعة موضوع خطبة ی و س ل ام ه إ ن س ان ص ل و ات ا الک ر

إقرأ أيضاً:

«التربية» تحدد آليات وشروط انتقال الطلبة بين المسارات التعليمية

دينا جوني (دبي) 

أخبار ذات صلة «دبي الطبية» تواصل جهودها لنشر الوعي بـ «طيف التوحد» آدم الروداني يحرز «تحدي القراءة العربي» على مستوى المملكة المغربية

أوضحت وزارة التربية والتعليم، آلية انتقال الطلبة بين المسارات التعليمية وفق التحديثات التي طرحتها قبل أيام للعام الدراسي المقبل 2026-2025. 
وقالت، إن التنقل بين المسارات يخضع لشروط محددة، إذ يُسمح لطلبة الصف الثامن بالانتقال من المسار العام إلى المتقدم، بشرط الحصول على معدل لا يقل عن 80 % في مواد اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم خلال الفصل الدراسي الأول. 
ويُتاح لطلبة الصف التاسع الانتقال إلى المسار المتقدم، بالنسبة والشروط نفسها، وذلك فقط خلال العام الأكاديمي 2025-2026. فيما لا يُسمح لطلبة الصفين العاشر أو الحادي عشر بالانتقال إلى المسار المتقدم بعد ذلك.
وفي إطار إعادة هيكلة نظام المسارات التعليمية، أوضحت الوزارة في دليل أولياء الأمور والطلبة للمسارات التعليمية، تفاصيل توزيع المسارات الدراسية بحسب الصفوف. حيث يدرس طلبة الصف التاسع في المسار المتقدم مادتي الفيزياء والأحياء، وينتقلون في الصف العاشر إلى دراسة الفيزياء والكيمياء. أما في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، فيُتاح لهم سيناريوهان هما دراسة مادتين علميتين، أو دراسة ثلاث مواد (الفيزياء، الكيمياء، والأحياء).
المسار العام
أما طلبة المسار العام، فيدرسون في الصف التاسع مادة العلوم، وفي الصف العاشر الفيزياء والأحياء. وفي الصفين الحادي عشر والثاني عشر، يتوزع الطلبة وفق مسارين فرعيين: الأول لذوي الميول إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية، والثاني للطلبة ذوي الميول العلمية، بشرط تحقيق 75% على الأقل في مادتي الرياضيات والفيزياء خلال الصف العاشر.
استبدال
بيّنت الوزارة أنه يُسمح لطلبة الصف الثاني عشر ضمن المسار العام باستبدال مادة الفيزياء بإحدى المواد الاختيارية التالية: الفنون، أو العلوم الصحية، أو الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار (CCDI)، شرط توقيع إقرار خطي من الطالب وولي أمره.
ثلاث مواد 
أكدت الوزارة أن خيار دراسة ثلاث مواد علمية في المسار العام (السيناريو الثاني) سيكون متاحاً فقط خلال العام الدراسي 2025-2026، ولن يستمر كخيار لاحقاً. كما أن طلبة المسار العام الذين يقررون عدم دراسة الفيزياء، يجب عليهم اختيار مادة بديلة، مع التنبيه إلى أن هذا القرار قد يؤثر على فرص قبولهم في التخصصات العلمية لاحقاً.وفي حال رسوب الطالب في الصف الحادي عشر أو الثاني عشر، فإنه يُعاد الصف كاملاً وفق السيناريو الأول، بغض النظر عن المسار الذي كان مسجلاً فيه.
إعادة تصميم 
كانت الوزارة قد أعلنت إعادة تصميم المسارات التعليمية في المرحلة الثانوية للطلبة في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة. وستقتصر المسارات التعليمية على العام والمتقدّم، مع إجراء تعديلات نوعية على المناهج التعليمية بشكل يتناسب مع الاحتياجات الأكاديمية للطالب ويضمن استيفاءه المخرجات المتوقعة منه في كل مسار تعليمي. ويتيح ذلك للطلبة اختيار مسارات دراسية تتماشى مع ميولهم الأكاديمية وتوجهاتهم المهنية، وتلبية احتياجات سوق العمل في الإمارات. وشملت التحديثات إلغاء مسار النخبة نهائياً، مع تحديد آخر دفعة له في العام الأكاديمي 2025-2026.
العلوم الإنسانية
يركز المسار العام على مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارة الأعمال والفنون والعلوم الشرطية، بينما يهيئ المسار المتقدم الطلبة للتخصصات العلمية الدقيقة مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم المتقدمة.
سيناريوهات
كما حددت الوزارة آليات الانتقال بين السيناريوهات داخل كل مسار للطلبة الحاليين في المرحلة الثانوية، موضحة أن الانتقال بين السيناريوهات داخل المسار نفسه متاح فقط لطلبة الصف الحادي عشر وخلال أول أسبوعين من بدء العام الدراسي، بينما لا يُسمح بأي تغييرات لطلبة الصف الثاني عشر.
اهتمامات
لتسهيل اختيار الطلبة للمسار الأكاديمي الأنسب لهم، اعتمدت الوزارة آلية ثلاثية ترتكز على اكتشاف الاهتمامات الذاتية والميول الدراسية، بالإضافة إلى التشاور مع الأسرة والمعلمين والمرشدين الأكاديميين، ومن ثم اتخاذ القرار بناءً على الميول والقدرات.
تخصصات 
لفتت الوزارة إلى أن القرار الوزاري رقم (19) لسنة 2024 حدد معايير القبول في مؤسسات التعليم العالي، والتي بناء عليها تمّ اعتماد تحديثات المسارات التعليمية. إذ اشترطت دراسة الدبلوم والدبلوم العالي الحصول على معدل لا يقل عن 70 %، بينما تتطلب تخصصات الطب وطب الأسنان تحقيق 90 % في الرياضيات و90 % في مادتين من الفيزياء أو الكيمياء أو الأحياء. فيما تتطلب تخصصات الصيدلة والهندسة معدلاً لا يقل عن 80 % في الرياضيات ومادتين علميتين. أما تخصص القانــون، فيكتـفي بمعــدل
70 % في الرياضيات دون اشتراطات علمية إضافية، سواء في المسار العام أو المتقدم.

مقالات مشابهة

  • من الجعفري إلى الكاظمي: توافقات سياسية تحدد مصير الحكومات
  • السوداني يؤكد أهمية مبادرة تمويل المشاريع وتأثيرها الفعال على نمو القطاع الصناعي
  • الرابطة تحدد ملاعب وتوقيت اللقاءات المتأخرة
  • روسيا تحدد شرطها "الأساسي" لتسوية ملف "حرب أوكرانيا"
  • آداب الحج والعمرة.. الإفتاء تحدد 9 نصائح للحفاظ على ثواب الفريضة
  • «التربية» تحدد آليات وشروط انتقال الطلبة بين المسارات التعليمية
  • أمين اللجنة العليا للدعوة: الأزهر الحارس اليقظ للدّين والثقافة والمُؤتمَن على التراث الإسلامي
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • خطبة موحدة بمساجد بنين تدين هجمات جماعة نصرة الإسلام
  • ونغرس فيأكل من بعدنا.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة