ترامب يأمر البنتاغون بإعداد مركز احتجاز للمهاجرين في خليج غوانتانامو
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته توقيع أمر تنفيذي لتوجيه البنتاغون ووزارة الأمن الداخلي لتوسيع منشأة احتجاز المهاجرين في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو.
وتتضمن القاعدة بالفعل منشأة احتجاز مخصصة لاستقبال المهاجرين من هايتي وكوبا الذين يتم اعتقالهم في البحر، إلا أن التوسعة المقترحة ستضاعف طاقتها الاستيعابية لتصل إلى 30 ألف مهاجر، ما يعكس تعزيز دور البنتاغون في إطار استراتيجية ترامب للحد من الهجرة غير الشرعية.
وجاء هذا الإعلان بعد توقيع ترامب يوم الأربعاء على قانون "ليكن رايلي"، وهو أول تشريع يتم إقراره خلال إدارته، بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وينص القانون على احتجاز الأفراد المقيمين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني والذين يواجهون تهمًا مثل السرقة وجرائم العنف، مع إمكانية ترحيلهم حتى قبل صدور أحكام إدانة بحقهم.
وقد جعل ترامب، الذي وصل إلى البيت الأبيض مستفيدا من الغضب الشعبي تجاه الهجرة غير الشرعية، من حملته الصارمة ضد هذه الظاهرة محورا رئيسيا في سياساته.
وأشار إلى أن القانون الجديد قد يكون مجرد خطوة أولى نحو سلسلة من الإجراءات الأكثر تشددا.
وفي كلمته خلال حفل التوقيع على القانون، صرح ترامب: "سنقوم بإرسالهم إلى غوانتانامو"، مؤكدا عزم إدارته على تعزيز سياسات الهجرة الصارمة.
هذا وأمر الرئيس ترامب أيضا المدارس الأمريكية بالتوقف عن تدريس ما يعتبره "نظرية العرق الناقد" وغيرها من المواد التي تتناول قضايا العرق والجنس، محذرا من أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى فقدان التمويل الفيدرالي.
وتدعو خطة منفصلة أعلن عنها يوم الأربعاء، إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة معاداة السامية في الجامعات الأمريكية، واعدا بملاحقة المخالفين وإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين يتبين أنهم "متعاطفون مع حماس".
ومن خلال هذه الإجراءات، يسعى الرئيس الجمهوري إلى الوفاء ببعض الوعود الأساسية التي قطعها في حملته الانتخابية حول التعليم، على الرغم من أنه من غير الواضح مدى السلطة التي يملكها لتفعيل المقترحات.
وقد عيّن ترامب ليندا مكماهون، المؤسسة المشاركة للاتحاد العالمي للمصارعة الترفيهية (WWE) والرئيسة المشاركة لفريق الانتقال الرئاسي لترامب، كمرشحة لمنصب وزير التعليم، إلا أن تعيينها لم يتم تأكيده بعد من قبل مجلس الشيوخ، حيث لم تُحدد حتى الآن مواعيد لجلسات الاستماع اللازمة لإقرار التعيين.
ويُعتبر تعيين مكماهون، التي تتمتع بخبرة في عالم الأعمال والترفيه، خطوة مثيرة للجدل، خاصة في ظل غياب خبرة واضحة لديها في مجال السياسات التعليمية.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بتوقيع أمر تنفيذي "في اليوم الأول" من ولايته لقطع التمويل الفيدرالي عن المدارس التي تروج لنظرية العرق الناقد أو تقدم محتوى تعليميًا يعتبره "غير مناسب".
وتجدر الإشارة، إلى أن الحكومة الفيدرالية تقدم مليارات الدولارات سنويًا لدعم المدارس في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن الغالبية العظمى من التمويل المدرسي يأتي من مصادر حكومية محلية.
Relatedكيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تشكيل الجيش وأوامره التنفيذية بطردهم بسبب تعليق حسابه بعد اقتحام الكابيتول.. ميتا توافق على دفع 24 مليون يورو لحل نزاعها مع ترامبغضب فلسطيني وعربي رافض.. مظاهرة في رام الله ضد تصريحات ترامب حول "تطهير غزة"البيت الأبيض يلغي مذكرة تجميد المنح الفيدراليةويأتي ذلك بعد أن ألغت إدارة ترامب في البيت الأبيض مذكرة سابقة لتجميد الإنفاق على المنح والقروض الفيدرالية بعد ارتباك واسع النطاق وطعون قانونية.
وأثارت المذكرة، التي صدرت مساء الاثنين، القلق في جميع أنحاء البلاد حيث كافح البيت الأبيض لشرح البرامج التي ستتأثر بالقرار وأخرى لن تتأثر به.
وكان من المقرر أن يدخل التجميد حيز التنفيذ عند الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء، لكن تم حظره من قبل قاضٍ فيدرالي حتى يوم الاثنين على الأقل، بعد جلسة استماع طارئة تقدمت بها مجموعات غير ربحية تستفيد من المنح الفيدرالية.
كما لا تزال دعوى قضائية أخرى من قبل المدعين العامين الديمقراطيين في الولايات قائمة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
ووفقًا للمسؤولين في الإدارة الأمريكية، فإن الهدف من إشعار وقف القروض والمنح هو إجراء مراجعة لضمان توافق الإنفاق مع الإصلاحات التي أجراها ترامب مؤخرًا على الأوامر التنفيذية.
وفي هذا السياق، تم تكليف الوكالات الحكومية بالإجابة على مجموعة من الأسئلة المحددة حول كل برنامج فيدرالي، على أن يتم تقديم الإجابات بحلول السابع من فبراير/شباط. ومن بين هذه الأسئلة "هل يروج هذا البرنامج للأيديولوجية الجنسية؟" و"هل يروج هذا البرنامج للإجهاض أو يدعمه بأي شكل من الأشكال؟"
لكن الصياغة الغامضة للمذكرة، إلى جانب إجابات البيت الأبيض غير الكافية على مدار اليوم، دفعت المشرعين والمسؤولين الحكوميين والأمريكيين العاديين إلى معاناة في محاولة فهم التأثيرات الحقيقية لهذا التجميد المؤقت. وقد يتسبب حتى التوقف المؤقت في التمويل في تسريح الموظفين أو تأخير الخدمات العامة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الشرطة السويدية: مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي أحرق القرآن بالرصاص "غوغل" تغير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"على خريطتها امتثالًا لترامب بين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟ دونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةالهجرة غير الشرعيةالبيت الأبيضغوانتاناموالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب سوريا ضحايا بشار الأسد روسيا أبو محمد الجولاني دونالد ترامب سوريا ضحايا بشار الأسد روسيا أبو محمد الجولاني دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية الهجرة غير الشرعية البيت الأبيض غوانتانامو دونالد ترامب سوريا ضحايا بشار الأسد روسيا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الذكاء الاصطناعي تحطم طائرة رأس السنة الصينية قطاع غزة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
واقعة البيت الأبيض وأبعادها
لن تسقط المشاجرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضيفه الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من الذاكرة السياسية، وستظل مشاهدها الصادمة مدعاة لتقصي أبعاد هذا الحدث ودلالاته، والتساؤل عما يعنيه بشأن مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فما حدث مع زيلينسكي في البيت الأبيض يكاد يكون تتويجاً لما حدث سابقاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
كان واضحاً أن العلاقة بين ترامب وزيلينسكي متوترة، ولا تتجه إلى الاتفاق على أي شيء، فالأول، الذي لا يخفي نواياه، صرح بأنه يريد سلاماً ينهي الصراع مع روسيا ويبرم صفقة ضخمة مع كييف حول المعادن النادرة تتمكن من خلالها واشنطن من استعادة مئات المليارات التي قدمتها لدعم التصدي لروسيا، بينما يحاول الرئيس الأوكراني المحافظة على صورته التي رسمتها الدعاية الأوروبية كمناوئ لموسكو ومدافع عن بلده، وهي معادلة لم تعد مجدية، لأن الحرب، التي دخلت عامها الرابع، لم تحقق خلالها أوكرانيا أي شيء عسكرياً، ولكن إذا تم اللجوء إلى المفاوضات، يمكن التوصل إلى حل سياسي يحقن الدماء ويجنب أوروبا حرباً عالمية ثالثة، كما يحذر من ذلك متابعون كثيرون.
وسط هذا الجو المشحون، جاء اللقاء العاصف بين ترامب وزيلينسكي وسط شكوك بأن في الأمر مكيدة أو خطة مسبقة أوقع فيها الرئيس الأمريكي ضيفه الأوكراني، من أجل أن يبعث برسائل إلى من يهمه الأمر. وقد كانت ردود الفعل في العالم الغربي مستاءة ومتعاطفة مع زيلينسكي، وجوبهت الإدارة الأمريكية بانتقادات شديدة، باعتبار أن الملاسنة التاريخية بين رئيسين أمام وسائل إعلام خطأ يتنافى مع أبسط قواعد الدبلوماسية، والمعاهدات والمواثيق، التي تنظم العلاقات بين الدول وتضع الضوابط البروتوكولية التي تصون المناصب القيادية العليا للدول، فحتى عندما يلتقي عدوان، يكون اللقاء وفق أطر معلومة تضمن الاحترام المتبادل لكلا الطرفين، وتحفظ الأسرار والرموز للدول.
من الأهداف الأساسية الدبلوماسية وضع الأطر لإدارة الخلافات والتباينات. وما حدث في البيت الأبيض، بدا أنه أقرب إلى خلاف شخصي بين زيلينسكي وترامب مدعوماً بنائبه جي دي فانس، وفي دقائق معدودة أصبحت المشاجرة قضية الساعة، وذهب بعضهم إلى اعتبارها عنوان مرحلة في النظام الدولي، ستكون فيها الصراعات والرغبات والأهواء السياسية مطروحة على الهواء مباشرة ودون أي اعتبار للأعراف والقيم الديبلوماسية.
وما جرى بين ترامب وزيلينسكي كان يفترض أن يتم داخل غرف مغلقة وبعيداً عن وسائل الإعلام، حتى يظل هناك مجال للفعل السياسي واستمرار التواصل، وبما يسمح للطرفين بحث العلاقة المأزومة واستكشاف فرص تهدئة التوتر، والمساعدة على إنهاء الحرب في أوكرانيا وحفظ الأمن الإقليمي في أوروبا وحفظ أمن جميع الأطراف. ومثلما للدول الكبرى أهداف وخطط، للدول الصغرى والمتوسطة أيضاً مصالح وحقوق في العيش بسلام، دون أن تكون تحت طائلة الابتزاز أو التهديد.
واقعة البيت الأبيض، تؤكد، مرة أخرى، أن العالم مأزوم ويشكو تصدعات مخيفة وكسراً متعمداً لقواعد وسلوكيات حكمت العلاقات بين الدول عقوداً طويلة، وباتت الآن في خطر وأمام تحولات مجهولة العواقب.