قبل يوم من انطلاق قمة البريكس، المقرر عقدها غدا وتستمر يومين في جنوب إفريقيا، أصدر بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس، سندات مقومة بعملة جنوب أفريقيا المحلية "الراند"، لأول مرة، خلال أغسطس الجاري، وذلك في إطار مساعي مجموعة البريكس لزيادة وجود بنك التنمية الجديد التابع لها في أسواق رأي المال المحلية للدول الأعضاء.

إصدار سندات بالعملة المحلية لجنوب أفريقيا

وكان بنك التنمية الجديد التابع لـ بريكس، والمكونة من 5 أعضاء ختى الآن هم "روسيا والصين البرازيل والهند وجنوب أفريقيا)، الأسبوع الماضي، أول مزاد سندات بعملة جنوب أفريقيا المحلية، مقابل 77.9 مليون دولار، واجتذبت السندات لأجل 5 سنوات بمليار راند (52.3 مليون دولار) والسندات لأجل 3 سنوات بـ500 مليون راند، نحو 2.67 مليار راند في إجمالي العطاءات (نحو 150 مليون دولار).

ممثلو بنك تنمية بريكس يحضرون قمة حلف الأمازون رئيسة بنك التنمية بريكس: استخدام العقوبات لأهداف سياسية يؤدي لتدهور المسائل العالقة

من جانبها، قالت ليزلي ماسدورب، المدير المالي ونائبة رئيس البنك، إن بنك بريكس والمعروف ببنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس يسعى إلى زيادة حضوره في أسواق رأس المال المحلية للدول الأعضاء فيه، لتمويل محفظته القوية من القروض بالعملة المحلية، موضحة أن الأموال التي تم الحصول عليها ستستخدم لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستقرة في جنوب أفريقيا.

ولفتت ماسدورب، إلى أن النتيجة ستكون بمثابة مؤشر لمشاريع البنك المستقبلية.

ضربة قاصمة لصندوق النقد الدولي

وتعتبر الخطوات التي يتخذها بنك بريكس ضربة قوية لمؤسسات التمويل الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي، وهو ما أكده الرئيس البرازيلي في تصريحات سابقة، موضحا أن بنك بريكس أكثر سخاءا من الصندوق النقد الدولي، وهو مهتم بمساعدة الدول وليس إغراقها في الديون.

في هذا الصدد، قال الدكتور أسامة السعيد، عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف السابق، إن تكتل مجموعة البريكس، هو  تكتل اقتصادي، مثل الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل اقتصادي قوي جدا، مشيرا إلى أن هذا التكتل تتبعه منظمات إقليمية منها مثلا بنك البريكس، وهذا البنك هدفه طوال الوقت هو دعم الدول الأعضاء ماديا ونقديا، وذلك لدعم عمليات التنمية أو تمويل مشروعات التنمية.

الدكتور أسامة السعيد

وأضاف السعيد، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن تمويل هذه المشروعات سوف يكون عبر سندات بالعملة المحلية للدول، كما حدث مع جنوب افريقيا وعملتها الراند، وهذه واحدة من آليات عمل بنك بريكس، ومن واجباته تحديدا، موضحا أنه بدلا من لجؤ جنوب أفريقيا في احتياجها للتمويل إلى طرح سندات وأذون خزانة ثم استخدام الأموال لضخها في المشروعات وإتمام التمويل وبعد ذلك إرجاح الأموال بعد فترة زمنية إلى أصحابها.

منع الاقتراض من صندوق النقد

وتابع: أنه بدالا من الاقتراض من صندوق النقد الدولي، وأن تقع جنوب أفريقيا تحت وطأة الصندوق واشتراطاته، ستلجأ جنوب أفريقيا إلى تجمع البريكس والأعضاء الفاعلين بها، وإصدار سندات بالعملة المحلية الخاصة بها، وبالتالي يخفف ذلك الضغط على الدولار، وتظهر كيانات اقتصادية عالمية قوية قادرة على منافسة صندوق الدولي، وبالتالي لا يكون للصندوق القوة الاقتصادية المسيطرة والمتحكمة في مقاليد العملية الاقتصادية بشكل رئيسي على مستوى العالم.

ديلما روسيف: بنك بريكس الجديد يركز على تنمية البنية التحتية بالدول النامية بوتين يجتمع برئيسة بنك بريكس في مدينة سان بطرسبورج

وأوضح السعيد، أن عدم اللجؤ لصندوق النقد، إحدى فوائد التكلات الاقتصادية، القائمة على دعم أعضائها، وبالتالي دخول مصر تكتل مثل البريكس، سيكون له انعكاسات إيجابية قوية جدا في عمليات تمويل المشروعات وفي عملية دعم ملف التنمية.

ما هو بنك بريكس الجديد؟

وكان بنك التنمية الجديد "بنك بريكس"، قد حصل على تصنيف AA + من قبل وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، وهذا يمكّنه من جذب تمويل طويل الأجل بشكل فعال في أسواق رأس المال المحلية والدولية.

ومنذ إنشائه، أسهم البنك بمبلغ 33.2 مليار دولار في 98 مشروعًا في مجالات النقل وإمدادات المياه والطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية والاجتماعية والبناء الحضري، ويذكر أنه في يوليو 2014، تم إنشاء بنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس، بهدف تمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستقرة، في الدول الأعضاء والبلدان النامية بشكل عام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البريكس قمة البريكس بنك بريكس جنوب افريقيا صندوق النقد الدولی بالعملة المحلیة جنوب أفریقیا بنک بریکس

إقرأ أيضاً:

جنوب أفريقيا تنتشل 14 لقو حتفهم في أحداث الكونغو

استقبلت دولة جنوب أفريقيا، جثث الجنود المتوفين في أحداث الكونغو و عودتهم  إلي كيب تاون، خلال الساعات الماضية.

تم انتشال جثث جنود من جنوب إفريقيا، الذين لقوا حتفهم الشهر الماضي عندما استولت حركة M23 المتمردة المدعومة من رواندا على غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) هذا الأسبوع ويتم إعادتها إلى أوغندا.

وبينما كان الرئيس سيريل رامافوز يستعد لخطابه السنوي عن حالة الأمة أمام البرلمان بعد ظهر الخميس، تلقى تحديثات منتظمة عن عملية الإجلاء، التي تمت جنبا إلى جنب مع انسحاب مالاوي لقواتها من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وكانت القوات الملاوية وجنوب أفريقيا جزءا من بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي أرسلت إلى هناك كحفظة سلام، في حين كانت قوات جنوب أفريقيا أيضا جزءا من بعثة الأمم المتحدة في المنطقة. 

من المعروف أن ما لا يقل عن 14 جنديا من جنوب إفريقيا لقوا حتفهم ، ومن غير الواضح عدد الناجين الذين ينسحبون من المنطقة.

يجيب رامافوز

وعلم تقرير أفريقيا من مصدرين مقربين من الإجلاء أن الأمم المتحدة، كانت مسؤولة عن نقل الجثث من مالاوي، لكن كانت هناك صعوبات مساء الخميس في العثور على طائرة يمكنها نقل الجثث إلى الوطن.

وقال المتحدث باسم قوة الدفاع الوطني لجنوب إفريقيا (SANDF) سيمفيوي دلاميني، إنه سيتم إصدار بيان حول هذه المسألة ، وسيتم إضافة التفاصيل بمجرد استلامها.

 وقد أصدر بيانا في وقت سابق من الأسبوع أكد فيه أن عملية الإعادة إلى الوطن جارية.

في خطابه ليلة الخميس ، قرأ رامافوسا الذي يبدو كئيبا أسماء القتلى ال 14 ، وهي "خسارة مأساوية ومدمرة ... الجنود الذين كانوا جزءا من مهمة لإحلال السلام". 

دون ذكر الرئيس الرواندي بول كاغامي بالاسم ، رد رامافوسا على مزاعم الروانديين بأن الجنود كانوا هناك لحماية المصالح التجارية الخاصة.

وقال "لقد فقدوا أرواحهم دفاعا عن الحق الأساسي للشعب الكونغولي في العيش في سلام وأمن". كما فقدت ملاوي وتنزانيا جنودا حيث وجد حفظة السلام أنفسهم في خضم القتال بين حركة 23 مارس والقوات المسلحة الكونغولية، وفقا لبعض الروايات.


وقال رامافوزا: "لقد فقدوا حياتهم ليس في السعي وراء الموارد أو الأراضي أو السلطة". "لقد فقدوا حياتهم حتى يتم إسكات البنادق في قارتنا إلى الأبد. نحن نحيي جنودنا الشجعان ".

وقال رامافوز إنه من المقرر أن تشارك جنوب إفريقيا في قمة مشتركة بين الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي ومجموعة شرق إفريقيا في نهاية هذا الأسبوع "لتكرار دعوتنا لوقف إطلاق النار واستئناف المحادثات لإيجاد حل عادل ودائم".

 وتعقد القمة قبل أسبوع من قمة رؤساء دول الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، حيث من المتوقع أن تكون شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على جدول الأعمال مرة أخرى.

وعلى الرغم مما قاله رئيس جنوب أفريقيا عن التزام البلاد بحفظ السلام فقد انتقده البعض لعدم معالجة أوجه القصور في قوات الدفاع الوطني التي تعني أن قوات حفظ السلام غير مجهزة بشكل كاف وليس لديها دعم جوي.

 وظلت الأسئلة حول مصدر التمويل لتعزيز قوات الدفاع الوطني في وقت يشهد نموا اقتصاديا بطيئا وما هي الجداول الزمنية لتغيير قوة الدفاع.

أعلن مكتب رامافوسا بعد ظهر يوم الجمعة أنه سيتم رفع العلم الوطني نصف الصاري لمدة أسبوع حدادا على مقتل الجنود.

في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة الغارديان الإعلامية البريطانية أن الخسائر الرواندية "خلال العمليات السرية" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ربما كانت المئات.

وهذا من شأنه أن يتناقض مع مزاعم كيغالي بأن جنودها ليسوا متورطين في الصراع هناك، ويدعمون متمردي حركة 23 مارس.


 

مقالات مشابهة

  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي يناقش مع قادة «نيباد» تحديات التنمية في أفريقيا
  • ترتيبات لاتفاق مرتقب بين اليمن وصندوق النقد العربي لجدولة الديون
  • القمة العالمية للحكومات 2025.. منتدى المالية العامة يبحث التنمية والاستدامة
  • انطلاق عملية أمنية غربي كركوك بعد ضربة جوية استهدفت موقعاً للإرهابيين
  • القمة العالمية للحكومات 2025.. انطلاق المنتدى التاسع للمالية العامة في الدول العربية
  • جنوب أفريقيا تنتشل 14 لقو حتفهم في أحداث الكونغو
  • البيض في جنوب أفريقيا يرفضون عرض ترامب
  • ترامب: سأقطع جميع المساعدات عن جنوب أفريقيا حتى إشعار آخر
  • ترامب يصوّب سهام تصريحاته تجاه جنوب أفريقيا.. فماذا قال؟
  • بيان جديد من التنمية المحلية بشأن التصالح في مخالفات البناء