بعد مرور خمس سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو ما يعرف بـ"البريكست"، يطفو على السطح تساؤل محوري: هل تتغير المواقف تجاه هذه الخطوة التي شكّلت نقطة تحول في تاريخ المملكة المتحدة؟ 

تشير البيانات الأخيرة إلى تغيرات جوهرية في الرأي العام، حيث باتت غالبية البريطانيين تؤيد العودة إلى التكتل الأوروبي، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين لندن وبروكسل.

ما هو البريكست؟

"البريكست" هو مصطلح يدمج بين كلمتي "بريطانيا" و"الخروج" (Britain + Exit)، ويشير إلى قرار المملكة المتحدة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعد استفتاء شعبي جرى في 23 يونيو 2016، حيث صوّت 52% من البريطانيين لصالح الخروج مقابل 48% أيدوا البقاء. 

وبعد سلسلة من المفاوضات المعقدة والتوترات السياسية، أصبحت بريطانيا أول دولة تغادر الاتحاد الأوروبي رسميًا في 31 يناير 2020، مع دخول الخروج الفعلي حيز التنفيذ في الأول من يناير 2021 بعد انتهاء الفترة الانتقالية.

تبدل في الرأي العام بعد 5 سنوات

وفقًا لاستطلاع أجراه معهد "يوغوف" ونُشر يوم الأربعاء، فإن 30% فقط من البريطانيين يرون أن البريكست كان أمرًا جيدًا، وهي أدنى نسبة تأييد تُسجل حتى الآن. 

ومن بين الذين صوتوا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في 2016، يرى 18% أن القرار كان خاطئًا، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 55% بين مجمل المستطلعين.

وفي مؤشر واضح على تبدل المزاج العام، أظهر الاستطلاع أن 55% من البريطانيين يؤيدون العودة إلى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك 20% ممن أيدوا البريكست سابقًا.

علاوة على ذلك، أظهرت البيانات أن 11% فقط ممن شملهم الاستطلاع يرون أن البريكست كان خطوة ناجحة.

تأثير البريكست على بريطانيا

على الرغم من وعود الحكومة البريطانية بأن مغادرة الاتحاد الأوروبي ستتيح للمملكة المتحدة حرية أكبر في صياغة سياساتها التجارية والاقتصادية، فإن الواقع أثبت وجود تحديات كبرى، أبرزها:

1. الركود الاقتصادي: شهدت بريطانيا تباطؤًا اقتصاديًا، مع زيادة تكاليف المعيشة وارتفاع التضخم.
2. صعوبات التجارة: خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة أدى إلى عوائق جمركية وتعقيد عمليات التصدير والاستيراد.
3. نقص العمالة: تأثر قطاع الخدمات والصحة بسبب مغادرة العديد من العمال الأوروبيين، ما أدى إلى نقص في الكوادر.
4. اضطرابات سياسية: تسبّب البريكست في انقسامات داخل الأحزاب البريطانية، وأدى إلى استقالة عدد من رؤساء الوزراء، مثل تيريزا ماي وبوريس جونسون.

إقلاعة جديدة للعلاقات الأوروبية البريطانية

بعد سنوات من التوترات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في ظل حكم المحافظين، يسعى رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر إلى تحسين العلاقات مع بروكسل، مشيرًا إلى الحاجة إلى "إقلاعة جديدة" مع الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من موقفه الرافض للبريكست في 2016، إلا أنه أكد أن حكومته لن تسعى لإعادة بريطانيا إلى التكتل الأوروبي، مما يعكس توجهًا سياسيًا يهدف إلى تحقيق استقرار دون العودة إلى عضوية الاتحاد.

وفي ظل التحولات في الرأي العام والتحديات الاقتصادية والسياسية الناجمة عن البريكست، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل يمكن أن تشهد بريطانيا في المستقبل استفتاء جديدًا بشأن عودتها إلى الاتحاد الأوروبي؟ بينما تظل هذه الفكرة غير مطروحة رسميًا على الطاولة، فإن استمرار التغيرات الاقتصادية والمجتمعية قد يعيد النقاش حولها في السنوات القادمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي بريطانيا البريكست المزيد الاتحاد الأوروبی العودة إلى

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي : ننتظر خطة مصر لإعادة إعمار غزة

قالت دوبرافكا سُويتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، اليوم الأحد، 2 مارس 2025 ، إن مصر شريك أساسي للاتحاد الأوروبي، وتلعب دورًا أساسيًا في أمن واستقرار المنطقة، مشيرةً إلى أن القاهرة لها دور أساسي ولا غنى عنه.

وأضافت "سُويتشا"، خلال مؤتمر صحفي عُقِد بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، أن الاتحاد الأوروبي يستمر في الدعم المقدم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في مصر.

وبشأن قطاع غزة ، أكدت "سُويتشا" أن الاتحاد الأوروبي على دراية بالخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وينتظر مخرجات القمة من أجل رؤية كيف يمكن أن تتناول كل التفاصيل، وكيف يمكن تحقيقها على أرض الواقع.

وتابع: "بكل تأكيد، بالنسبة لنا نحن سوف ننخرط وسوف نساعد في كل الأوقات، وهذا جزء أساسي من عملية إعاده الإعمار في غزة".

وتحدثت عن حركة حماس قائلة: "بشأن حماس، الأمر واضح حماس ليست هي الطرف المحاور لنا والسلطة الفلسطينية هي الطرف المخوَّل لنا التعامل معه".

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيستثمر الأموال في بعض المنصات والبرامج المتعددة، وأنه لابد من دعم السلطة الفلسطينية وتمكينها من أجل أن تكون مستعدة لسيطرة وإدارة أمور غزة.

واستقبل وزير الخارجية والهجرة المصري، اليوم، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، وعقدت مشاورات سياسية بين الجانبين للتشاور حول العلاقات المصرية الأوروبية والوقوف على آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية قطر ترد على ادعاء معارضتها دعوة الرئيس عباس لقمة الرياض ملك الأردن يؤكد ضرورة إعمار غزة وتثبيت وقف إطلاق النار الدنمارك تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري الأكثر قراءة نتنياهو : سنستكمل أهداف حرب غزة كاتس: الجيش الإسرائيلي سيظلّ في مخيّمات الضفة حتى العام المقبل ويتكوف يتوقع دخول اتفاق غزة المرحلة الثانية إسرائيل ترفض وتماطل بالإفراج عن أسرى الدفعة السابعة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية.. إجراءات أكثر صرامة لتسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم منح شركات السيارات 3 سنوات للالتزام بخفض ثاني أكسيد الكربون
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تعزيز وقف إطلاق النار في غزة
  • هل تصبح بريطانيا مفتاح أوروبا لمواجهة ترامب؟
  • الاتحاد الأوروبي : ننتظر خطة مصر لإعادة إعمار غزة
  • مفوضة الاتحاد الأوروبي: لا غنى عن دور مصر في أمن واستقرار المنطقة
  • السجن سبع سنوات لمديري فرعي مصرفين حكوميين في ديالى
  • النزاهة: السجن سبع سنوات لمديري فرعي مصرفين حكوميين بديالى
  • لا مفر منه..أغلبية ساحقة من اليابانيين تؤيد الإعدام
  • بريطانيا: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط