احتياجات الذكاء الاصطناعي من المياه العذبة هائلة
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
قالت صحيفة لوتان الفرنسية إن دراسة تسلط الضوء على المياه المستخدمة في تبريد الخوادم المخصصة للذكاء الاصطناعي، وجدت أن استهلاكها يتزايد بشكل سريع، حتى إنه سوف يتجاوز 3.2 مليارات متر مكعب سنويا بحلول عام 2028، وهو ما يعادل 1.5 كمية المياه المستهلكة في سويسرا.
وأشارت الدراسة -حسب تقرير دينيس ديلبيك للصحيفة- إلى أنه "لا يوجد ضغط على المياه بالقرب من مراكز البيانات حتى الآن، ولكن مراقبة هذا الموضوع عن كثب أمر ضروري"، كما يرى المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة شاولي رين من جامعة كاليفورنيا.
وتتوقع هذه الدراسة، التي اعتمدت من طرف مجلة علوم الكمبيوتر المرموقة "كومنيكيشنز أوف ذي إيه سي إم" أن استخراج المياه المرتبط بالذكاء الاصطناعي قد يصل بحلول عام 2027 إلى 7 مليارات متر مكعب، وهو ما يعادل 6 أضعاف استخراج المياه في الدانمارك أو نصف استخراجها في بريطانيا.
ومنذ ظهور "شات جي بي تي" عام 2023، تزايدت الدراسات التي تسلط الضوء على الطلب الكبير على الطاقة في مراكز البيانات، ولم يفكر سوى قليل من الناس في احتياجاتهم من المياه -كما يقول الكاتب- إذ إن كل كيلووات/ ساعة من الكهرباء التي يستهلكها جهاز الكمبيوتر يتحول في النهاية إلى حرارة، وهي الطاقة التي يجب إخلاؤها بتبريد الخوادم خشية تعطلها.
إعلان
التكييف أم التبخر.. خياران سيئان
ونبهت الصحيفة إلى أن أخذ الماء لا يعني بالضرورة استهلاكها، ويوضح رين أن "تبريد الخادم عبارة عن عملية مكونة من خطوتين: استخراج الحرارة باستخدام سائل في دائرة مغلقة من دون أن يستهلك الماء، ثم إطلاق الطاقة الناتجة، وهو ما يتطلب كميات كبيرة من المياه".
وأوضحت الصحيفة أن التخلص من هذه الحرارة يتم بإحدى طريقتين، إما بمبادل حراري يستخدم الماء والهواء عندما يكون الجو باردا بدرجة كافية، أي بتكييف الهواء، وهو ما لا يستهلك ماء ولكن كهرباء، وإما بتبخير الماء، وهو حل فعال ولا يستهلك أي قدر من الكهرباء تقريبا، علما أن عددا قليلا من المواقع يستخدم الحرارة لتدفئة المباني.
ويقدر رين أن "حوالي 60% من مراكز البيانات في الولايات المتحدة تحتوي على أبراج تبريد تبخيرية"، وقد يكون معها مبادل الماء والهواء، فلا تستخدم إلا عندما يكون الجو حارا جدا، بحيث تصبح المبادلات غير فعالة، ولكن الصناعيين يتجنبون أحيانا استخدام أنظمة تكييف الهواء لأن الكهرباء باهظة الثمن.
وقد أظهر تقرير نشرته وزارة الطاقة الأميركية في 30 ديسمبر/كانون الأول أن منحنى الاحتياجات إلى المياه أصبح الآن أسّيا، من 60 مليون متر مكعب عام 2023، يمكن أن يصل الاستهلاك المباشر المرتبط بالذكاء الاصطناعي إلى 150 أو 280 مليون متر مكعب عام 2028.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مياها يستهلكها مركز البيانات نفسه، ويطلق عليها المتخصصون "المستوى الأول"، لكن الكهرباء التي تستخدمها تعني استهلاكا غير مباشر، وتسمى "المستوى الثاني"، ويمكن أن يكون مرتفعا جدا إذا كانت محطة الطاقة الحرارية مجهزة بأبراج التبخير، وبالتالي يستهلك مركز البيانات، حسب نوع التبريد ومصدر الكهرباء والموسم، ما بين لتر و9 لترات من المياه لكل كيلووات/ ساعة من الكهرباء المستخدمة، حسب تقديرات شاولي رين وزملائه.
إعلانوهذا التقدير -حسب الصحيفة- لا يضع في الاعتبار مياه "المستوى الثالث"، وهي المياه المستخدمة في إنتاج الرقائق وأجهزة الكمبيوتر وكل البنية التحتية لمراكز البيانات، التي لا أحد يعرف مدى اتساعها حتى الآن، علما أن المصانع التايوانية لشركة أشباه الموصلات العالمية "تي إس إم سي" استهلكت وحدها أكثر من 100 مليون متر مكعب عام 2022.
ستارغيت.. تعزيز للعطش
أشارت الصحيفة إلى أن تسارع هذه الصناعة الذي يقترحه مشروع "ستارغيت" الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 20 يناير/كانون الثاني لن يغير هذا الاتجاه، إذ تخطط شركات أوراكل و"أوبن إيه آي" وسوفت بنك وشركاؤهم لبناء 10 مراكز بيانات عملاقة بقوة وحدة تبلغ ألف ميغاوات من الكهرباء، وهو ما يعادل مفاعلا نوويا.
استخدمت مراكز البيانات العملاقة 29 مليون متر مكعب من المياه عام 2023، ولم يعد منها سوى 6 ملايين إلى النظم البيئية، أما الباقي فتبخر، علما أن 78% من هذه المياه صالحة للشرب.
وفي الوقت نفسه، زاد الاستهلاك المباشر للمياه في غوغل بنسبة 14% بين عامي 2022 و2023، "ويرجع ذلك في المقام الأول إلى احتياجات تبريد مراكز البيانات"، وقد استخدمت مراكز البيانات العملاقة 29 مليون متر مكعب من المياه عام 2023، ولم يعد منها سوى 6 ملايين إلى النظم البيئية، أما الباقي فتبخر، علما أن 78% من هذه المياه صالحة للشرب.
ويقدم جميع الصناعيين أنفسهم كأبطال المستقبل الذين يهدفون، في غضون سنوات قليلة، إلى إعادة مزيد من المياه التي امتصوها، من خلال مشاريع لاستعادة المساحات الطبيعية، مما يعد تقدما، ولكنه غير كاف لعدم أخذ استهلاكهم غير المباشر في الاعتبار، مع أنه قد يكون أعلى بكثير من احتياجاتهم المباشرة".
وختمت الصحيفة بأن الواقع قد يتجاوز بكثير توقعات رين، لأن دراسته اختارت نهجًا متحفظًا للغاية، أما حسب توقعات وزارة الطاقة الأميركية، فقد تستهلك مراكز البيانات ما يصل إلى 3.2 مليارات متر مكعب عام 2028، و"ذلك في الولايات المتحدة وحدها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات مراکز البیانات ملیون متر مکعب متر مکعب عام من الکهرباء من المیاه علما أن عام 2023 إلى أن وهو ما
إقرأ أيضاً:
"ديب سيك" الصيني يقلب موازين الذكاء الاصطناعي.. مفاجأة عن مميزاته
قلبت شركة "ديب سيك" الصينية للذكاء الاصطناعي سوق التكنولوجيا الأمريكية رأسًا على عقب، حيث تمكن تطبيقها الذي كلف 5.6 مليون دولار من التفوق على العديد من المنتجات الكبرى في وادي السيليكون، والتي تم إنفاق مئات المليارات عليها.
وقد أدى ذلك إلى تراجع أسهم التكنولوجيا في وول ستريت، مما كبد السوق خسائر تجاوزت تريليونين و2 مليار دولار في يوم واحد، من جهته، أعلن البيت الأبيض أنه يدرس تداعيات هذا التطبيق على الأمن القومي الأمريكي، وأكد أن الرئيس دونالد ترامب يؤمن بضرورة استعادة الولايات المتحدة هيمنتها على قطاع الذكاء الاصطناعي.
آبل تتيح دعم شبكات الأقمار الصناعية T-Mobile وStarlink على iPhone GoDaddy Airo تمكن رواد الأعمال في مصر باستخدام الذكاء الاصطناعيالدكتور محمد محسن، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، نوه إلى أن العقوبات الأمريكية لم تضعف قدرات الصين في هذا المجال، بل على العكس، بدأت الصين تكتب سطورًا جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي.
ولفت خلال مداخلة مع قناة “المشهد” إلى أن تطبيق "ديب سيك" قد جذب انتباه العالم بشكل كبير، حيث استخدمه العديد من المستخدمين، مما أدى إلى خسائر كبيرة للشركات العالمية بسبب سرعة الأداء التي يتمتع بها.
وأكد أن أي مستخدم يحتاج إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجاته، وقد كان "بي تي" جيدًا، لكن مع ظهور "ديب سيك" وسرعته، أصبح الأمر مختلفًا، فالتطبيق سهل الاستخدام، لكن هناك مخاوف أمريكية بشأن أمانه بالنسبة للأمن القومي.
وطالب بالحذر عند استخدام أي تطبيق عبر الإنترنت، ذاكرا أن "ديب سيك" تعرض لهجمات متعددة، وقد حذرت الشركة المستخدمين من ضرورة توخي الحذر عند تسجيل الدخول، يمكننا نصح المشاهدين باستخدام بريد إلكتروني افتراضي لضمان أمانهم أثناء استخدام التطبيق.
أما بالنسبة لفكرة أن الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد طاقة هائلة، أفاد أن "ديب سيك" قد أثبت العكس، حيث استخدم أدوات أقل تكلفة لتطوير التطبيق، ما يفتح المجال أمام المبرمجين والشركات العالمية لاستخدام تقنيات بسيطة في إنتاج تطبيقات ضخمة.
فيما يتعلق بالمنافسة، أكد أن البيانات هي وقود الذكاء الاصطناعي؛ إذ أن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، لديه كمية هائلة من البيانات من منصات مثل فيسبوك وواتساب وإنستغرام، مما يمنحه ميزة كبيرة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
أما عن تطبيق "آر 1" الخاص بـ "ديب سيك"، لفت إلى أنه يعد من أعلى مستويات التطبيقات المتاحة حاليًا، حيث يعتمد على تحليل البيانات بشكل لحظي. ورغم أن التطبيق موجود منذ عام 2023، إلا أنه سيستمر في التطور، حيث من المتوقع أن يتم إضافة ميزات جديدة مثل الاعتماد الصوتي.