ما هو وضع تعليم السوريين في لبنان؟
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
انطلق العام الدراسي لتعليم الطلاب السوريين في فترة بعد الظهر في المدارس الرسمية، بالتزامن مع عودة الطلاب اللبنانيين إلى مدارسهم بعد الحرب. حيث تأخر بدء العام الدراسي للنازحين السوريين بسبب الإجراءات، وبسبب ظروف الحرب، وبسبب المفاوضات مع المنظمات التي تتولى تمويل تعليم التلامذة.
يعيش جيل من اللاجئين السوريين الضياع، فمئات الأطفال والمراهقين غير معترف بهم قانوناً، كونهم لا يملكون أوراقاً ثبوتية، فهم مجرد أسماء في هذه الحياة.
ويستضيف لبنان 660 ألف طفل سوري لاجئ في سن الدراسة، وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن نحو نصفهم لا يذهبون إلى المدرسة، وتعدّ نسبة تسرّب الأطفال اللّاجئين من المدارس في لبنان مرتفعة جداً، نتيجة عدّة أسباب أبرزها العامل الاقتصادي بالإضافة لعدم القدرة الاستيعابية للمدارس الرسمية، ومشاكل الدوام المسائي.
وفي هذا السياق، قال مدير "مدرسة المسار" عصام اسماعيل: لا يزال التخبط والإرباك يسودان تعليم اللاجئين السوريين، وخصوصاً بعدما أتوا بثيابهم، وليس في حوزتهم أوراق ثبوتية أو شهادات تعليمية أو مستندات تظهر تسلسلهم الدراسي. وأبرز العوائق التي يواجهها اللاجئون في تسجيل مواليدهم، هي افتقارهم إلى وثائق الهوية، وإلى الإقامة القانونية، وعدم القدرة على دفع الرسوم وقلة الوعي بأهمية هذه الخطوة.
وأشار اسماعيل الى أن "الفوضى بالتسجيل تسمح للطلاب السوريين غير الحاملين بطاقة إقامة قانونية، أو حتى بطاقة تعريف صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مخالِف للقوانين اللبنانية كلها، وهذا التعميم يعني عملياً دعوة السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية بشكل غير شرعي إلى البقاء في لبنان، والأخطر من ذلك أنه يدعو السوريين الذين ما زالوا في سوريا إلى إرسال أبنائهم إلى المدارس الرسمية اللبنانية، وهذا كله على حساب المكلَّف اللبناني".
وشدد على أن "التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وضروري لتنمية الأفراد والمجتمعات، وفي ظل الوضع الصعب الذي يعيشه اللاجئون السوريون في لبنان، فهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، مما يدفع العديد من الأطفال لترك مقاعد الدراسة من أجل العمل لإعالة أسرهم".
وشرح اسماعيل بأن "الأزمة الاقتصادية حالت دون تمكن عدد كبير من اللاجئين غير المسجلين في مفوضية اللاجئين من قصد المستشفيات لإجراء عملية الولادة بسبب ارتفاع الفاتورة الاستشفائية، فاقتصرت النساء الأمر على قابلة غير مرخص لها، ما يعني اضافة تعقيدات في حال اتخذ الوالدان قرار تسجيل الطفل رسمياً".
وقال "مستقبل أطفال اللاجئين السوريين مهدد بشكل حقيقي، والشرائع حفظت حق الأطفال في العلم والتعلم، نظرًا لأهمية هذا الأمر وانعكاسه على فئات المجتمع، ودعا إلى عدم التصرف بانفعالية وعصبية في هذه المسألة، التي تتطلب روية وعقلانية لحلها بطريقة لا تجلب الكوارث والمصائب على لبنان".
وأوضح أن "مسار تعليم النازحين منفصل عن التلامذة اللبنانيين، وبالتالي لا يتأثر اللبنانيون بذلك بأي شكل من الأشكال".
يقول أيمن، سوري عمره 34 عاما، وهو أب لخمسة أطفال ويعيش بالقرب من الرميلة منذ عام 2011 بعد أن غادر سوريا نتيجة انشقاقه عن النظام بأن "الإجراءات التي اتخذتها بعض البلديات في لبنان بحق أطفال اللاجئين السوريين تمثل وفق ما يقوله دعوة غير مباشرة لدفعهم إلى الشوارع، كما قد تؤدي هذه السياسات إلى تعميق الأزمة الإنسانية في لبنان".
وأوضح أيمن بان أولاده من المفترض أن يدخلوا هذه السنة إلى المدرسة، لم يسجلوا في المدارس السنة الماضية. حيث طلب من جمعيات عدة مساعدته فقالوا له لا نستطيع فعل شيء. "وتشاجرت مع إدارة المدرسة عدة مرات.وسوريون بنسبة كبيرة حولي لم يتمكنوا من تسجيل أطفالهم".
وتابع "في كل شتاء اننتظر صدور توجيهات وزارة التربية، حيث تنشر لائحة بالمدارس التي ستفتح صفوف دوام ثانٍ لهم كي يتسجلوا. تارة يقولون لنا إن ذلك لعدم امتلاكنا الأوراق اللازم وتارة لاسباب أخرى .وهذه السنة لا ندري إن كنا سننجح في تسجيل أطفالنا. فعندما نذهب إلى أي مدرسة يقولون لنا "اكتمل العدد"، لا ندري ما العمل"..
وأكد أن تسرّب الأطفال من التعليم يؤدي إلى مشاكل أكثر صعوبة ، منها عمالة الأطفال والتزويج المبّكر، فيما يُضاف للعاملين الاقتصادي والاجتماعي، مشاكل اندماج الطلاب وفهمهم للمنهاج الدراسي، والدعم الخجول الذي تقدّمه المنظمات الدولية في هذا السياق.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اللاجئین السوریین فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الشرع يقدم تعازيه بوفاة البابا فرنسيس.. وقف إلى جانب السوريين
تقدم الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء الأربعاء، بتعازيه إلى الطائفة الكاثوليكية الرومانية بوفاة بابا الفاتيكان فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاما، لافتا إلى مواقف البابا الراحل تجاه الشعب السوري.
وقال الشرع في بيان نشرته رئاسة الجمهورية السورية عبر منصة "إكس"، "أتقدم بالتعازي إلى الطائفة الكاثوليكية الرومانية برحيل البابا فرنسيس".
رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع يعزي الطائفة الكاثوليكية الرومانية برحيل البابا فرنسيس#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/IvZEyRynVJ — رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) April 23, 2025
وأضاف الرئيس السوري أنه "على مدى السنوات، وقف البابا فرنسيس إلى جانب الشعب السوري في أحلك أوقاته، ورفع صوته باستمرار ضد العنف والظلم اللذين استهدفا الشعب السوري".
وأشار الشرع إلى أن دعوات البابا فرنسيس "تجاوزت الحدود السياسية"، مشددا على أن "إرثه في الشجاعة الأخلاقية والتضامن سوف يبقى حيا في قلوب الكثيرين في وطننا".
وعرف البابا فرنسيس، الذي دعا إلى إنهاء الصراع في سوريا مرارا، بمواقفه الداعمة للاجئين السوريين الذي اضطروا إلى مغادرة بلادهم بسبب قمع نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
والاثنين، توفي البابا فرنسيس في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان عن عمر ناهز 88 عاما، وذلك بعدما تدهورت صحته منذ 18 شباط /فبراير الماضي.
نشر الموقع الرسمي للفاتيكان صورا للبابا فرنسيس بعد موته، وهو مسجى داخل تابوت، وممسكا بمسبحة في يده، وقد وُضع تاج أبيض على رأسه.
ويُحيط بجثمان البابا حارسان سويسريان في كنيسة سانتا مارتا، حيث عاش اثني عشر عامًا. ويهدف هذا التقليد بتسجية جثمان البابا مكشوفا، إلى تمكين الكرادلة ومسؤولي وموظفي الفاتيكان من توديعه.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام، فإن يوم الجمعة هو يوم التحرير في إيطاليا، أي إنه سيكون عطلة وطنية. وبالتالي فإن الأرجح أن تُقام الجنازة يوم السبت.