معرض الكتاب يناقش قوة البرازيل الاقتصادية في أمريكا اللاتينية
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور الدبلوماسية الثقافية، ندوة بعنوان البرازيل القوة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، وذلك بحضور سفير البرازيل بالقاهرة باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو (Paulino Franco de Carvalho Neto)، والدكتور محمد أحمد مرسي، والسفير وائل أبو المجد، وأدارت الندوة الإعلامية منى الدالي.
وفي بداية الندوة، تحدثت الإعلامية منى الدالي حول أهمية المحور الثقافي والتعاون المثمر بين وزارة الخارجية ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأهمية الدور الثقافي لوزارة الخارجية في التعريف بالثقافات المختلفة للشعوب، لافتةً إلى أهمية وجود باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو سفير البرازيل لدى القاهرة، والسفير وائل أبو المجد سفير مصر السابق في البرازيل، والدكتور محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة.
السفير البرازيلي بالقاهرة: العلاقات بين مصر والبرازيل تعود لأكثر من مائة عام
وأكد السفير البرازيلي بالقاهرة، باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو، خلال كلمته، على عمق العلاقات بين مصر والبرازيل، مشيرًا إلى أننا نمر بمرحلة مهمة في العلاقات المصرية البرازيلية، حيث احتفلنا في العام الماضي بمرور مائة عام على العلاقات المصرية البرازيلية، والتي تأسست عام 1924. وتميز الاحتفال بالعديد من الفعاليات التي أبرزت العلاقات المشتركة والزيارات المهمة بين الجانبين، ومنها مشاركة وزير خارجية البرازيل في قمة السلام العام الماضي. كما تم اللقاء مؤخرًا بين الرئيس البرازيلي والرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم توقيع اتفاقيتين للتعاون بين مصر والبرازيل، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين.
وأشار إلى توقيع اتفاقية شراكة وتبادل تجاري بين الدولتين، حيث بلغ حجم الاستثمارات أكثر من 4 مليارات دولار. كما أكد أن البرازيل تترأس هذا العام مجموعة البريكس، وهي سعيدة بانضمام مصر إلى البريكس، معربًا عن أمله في زيارة الرئيس السيسي لحضور قمة البريكس هذا العام، ومؤكدًا على تطلع البرازيل إلى المزيد من التعاون مع الجانب المصري. كما أوضح أن البرازيل تعمل على تشجيع مبادرات التنمية المستدامة، خاصة في دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أن البرازيل تستعد لاستضافة قمة التغير المناخي، كما ألقى الضوء على طموحات وأهداف البرازيل في قمة البريكس القادمة، وأهمية العمل على تحقيق التنمية المستدامة.
كما تناول السفير البرازيلي الدور الثقافي للبرازيل، مشيرًا إلى ترجمة بعض الأعمال الأدبية البرازيلية، ومشاركة البرازيل في العديد من المهرجانات المصرية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان كايرو جاز. كما تم عرض الفيلم البرازيلي الحاصل على جائزة الأوسكار في مهرجان القاهرة الدولي. وأكد أن هناك الكثير من مجالات التعاون الثقافي بين مصر والبرازيل، منها البعثات الأثرية البرازيلية وعرض بعض المقتنيات الأثرية المصرية في المتاحف البرازيلية، بالإضافة إلى اتفاق التبادل الطلابي بين البلدين.
وفي ذات السياق، أكد السفير وائل أبو المجد، مساعد وزير الخارجية، على سعادته بالتواجد في هذه الندوة، حيث تحدث عن تجربته كسفير مصري في البرازيل، مؤكدًا على التشابه الكبير بين البلدين، والرؤية المتشابهة بينهما في القضايا الدولية المختلفة.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية البرازيلية تمتد إلى المجالات السياسية والثقافية، مشيدًا بالدعم البرازيلي للقضايا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية، حيث أظهر الموقف البرازيلي دعمًا واضحًا لها. كما لفت إلى أهمية الزيارات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بينهما في أفضل حالاتها.
وعن الجانب التجاري بين البلدين، أوضح السفير أبو المجد أن هناك تبادلًا تجاريًا كبيرًا بين مصر والبرازيل، خاصة في القطاعين الغذائي والزراعي، حيث نجحت البرازيل، بفضل البحث العلمي، في تطوير القطاع الزراعي. كما شدد على ضرورة تطوير التعاون في العلاقات التجارية ليشمل الاستثمارات، بحيث لا تقتصر فقط على عمليات البيع والشراء، وإنما تمتد إلى شراكات اقتصادية حقيقية، مع تعظيم فرص التعاون في مختلف المجالات.
كما أشار إلى أهمية وجود خط طيران منتظم بين البلدين، مما سيساهم في تعزيز حركة السياحة وتسهيل أعمال رجال الأعمال، خاصة أن عدم وجود خط طيران مباشر يجعل الرحلات طويلة ومعقدة، مما يؤثر على التعاون الاقتصادي والتجاري.
من جانبه، لفت الدكتور محمد أحمد مرسي إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل أقدم بكثير من مائة عام، مشيرًا إلى أن أول حاكم للبرازيل زار مصر عام 1871، وأعجب بها، كما جاء ضمن البعثات التي درست الخط الهيروغليفي.
وأكد أن البرازيل هي "دولة الفرص"، وأن شعبها يتميز بروح الفرح والبهجة، حيث يرتبط اسم البرازيل عالميًا بمشاعر السعادة والطاقة الإيجابية. وأضاف أن ما حققته البرازيل اقتصاديًا واجتماعيًا دفع الباحثين والأكاديميين إلى دراسة أمريكا اللاتينية، مما ساهم في زيادة الأبحاث والدراسات التي تهتم بهذه المنطقة الحيوية.
وأشار إلى أنه أجرى العديد من الدراسات حول البرازيل باعتبارها قوة شاملة، حيث نجحت المؤسسات البرازيلية في تعزيز قوتها الاقتصادية والاجتماعية، مما شجع العديد من الدول على التعاون معها. كما سلط الضوء على المبادرات الثرية التي أطلقتها البرازيل، والتي يمكن لمصر الاستفادة منها، مثل مبادرات التنمية البشرية، والبرامج الاجتماعية التي عززت تماسك المجتمع، ورفعت مستوى التعليم، وساعدت في خفض معدلات الفقر.
وأضاف أن التجربة البرازيلية في خفض الفقر وزيادة نسبة التحاق الأطفال بالمدارس تشبه إلى حد كبير مبادرة "تكافل وكرامة" في مصر، وكذلك مبادرة "حياة كريمة" التي تهدف إلى تطوير القرى المصرية، مشيرًا إلى التشابه الكبير بين التجربتين المصرية والبرازيلية في البرامج التنموية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرازيل سفير البرازيل بالقاهرة العلاقات المصرية البرازيلية
إقرأ أيضاً:
أحمد مجدي همام يناقش «خدعة هيمنجواي» في معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت قاعة «فكر وإبداع» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «خدعة هيمنجواي» للأديب أحمد مجدي همام، بحضور الكاتب أحمد عبد العاطي والكاتب محمد سرور، وأدارها الكاتب مصطفى الطيب.
في البداية، وجه الطيب تساؤلات حول المجموعة القصصية، منها ما يتعلق بالخط السردي واستخدام المؤلف للخدع، والشخصيات التي تناولتها المجموعة والخط الدرامي، ومحاولة الربط بين الخط الدرامي وتصاعد الأحداث في كل قصة والخط الساخن الذي يربط بين الفكرة والشخصيات والأحداث.
وأشار إلى أن المجموعة تتضمن 11 قصة، ووجه سؤالًا للمؤلف حول المجهود الذهني الذي تستغرقه أثناء كتابة هذه المجموعة، وأجاب مؤلف المجموعة أحمد مجدي همام، بأن كتابة هذه المجموعة استغرقت 10 سنوات؛ وحول تأخره في الكتابة، قال: «لا أحب أن يكون عندي كتابين شبه بعض، واعتبر التنوع ممتع للكاتب وهو النقطة المركزية في كل الخطط، أما مسألة التكريمات التي حصلت عليها فهي تتعلق بفكرة تحد الكاتب لذاته من خلال مجموعة القرارات التي يتخذها، ولا بد أن يكون النص السردي متسق مع الفكرة والشخصيات والأشكال الأدبية».
وقال الكاتب أحمد عبدالعاطي: «قرأت المجموعة وأظن أن قصص المجموعة الكاتب وزعها بشكل عشوائي غير مرتب وغير مقصود أو مخطط له فليس هناك التقاء ما بين الأسلوب القصصي والروائي عند الكاتب»؛ وأضاف : «أميل إلى كتابة القصة عن الرواية، فأغلب قصص المجموعة يغلب عليها عالم الديستوبيا، وما أقصده ليس حرب ودمار، مثلا في الازمة الاقتصادية وهذا ظاهر في وصف (السبيكة الذهبية) في واحدة من قصص المجموعة، وقصة (فلسفة النار)، وقصة (لماذا لم يفتحون الباب؟)، فالخط الاستوبي هو من يصنع العالم القصصي للمؤلف، وطبعا الكوميديا السوداء حاضرة بقوة».
وأشاد عبد العاطي بطريقة الكاتب في توظيفه للاستهلالات الموجودة في المجموعة، لافتا إلى أن المجموعة مكتوبة بلغة شعرية جذابة وقد برع الكاتب في كتابة النص بهذه اللغة وبأسلوب سردي رشيق، حيث استخدم لغة الوصف ووظفها من خلال استخدام الراوي.
وقال الكاتب محمد سرور: "إن المؤلف اختار كتابة المجموعة القصصية من خلال خط سردي معين، ومع القراءة الثانية شعرت بوجود أكثر من خط سردي، حيث وجدت "الخديعة" في بعض قصص منها قصة "الدرس" وهي تتعلق بطفل يكذب على والدته، ويبدأ في خلق حكايات ويكون قصة من وحي خياله.
وأوضح أن القصة بها توليفة جميلة، وهناك خط آخر ظهر من خلال شخصية "الأم" التي تم خداعها، منوها بأن المجموعة القصصية تحتوي على قصص تتناول الخديعة بشكل درامي جيد بل؛ وتستخدم عدة أنواع من الخديعة المختلفة في كل نص، وقد برع المؤلف في توظيفها بشكل يصعب على القارئ كشفه.
وقال: "في نص "خدعة هيمنجواي" أحداث القصة تكتشف أن الفتاة نفسها تتغير وبدأت تتحول من فتاة محبة ومغرمة إلى ناقدة"، مشيرًا إلي أن الكاتب يطرح عدة تساؤلات في كل قصة ولا يجيب عليها، هو يقدم الحالة بكل تداعياتها ويتركها حبيسة بين هيمنجواي وروايته والشباب والفتاة؛ وأشاد بجهود المؤلف في توظيف اللغة التي جاءت على مستوى الغموض الضروري للنص، بمعنى أن اللغة كانت مميزة ومليئة بالصور والرموز وهي دلالات النص كالنقطة الزرقاء نفسها.
كما اتفق مع الكاتب أحمد عبد الله؛ في الإشارة إلي استخدام الكاتب لأدب الديستوبيا، وهذا يتضح في بعض قصص المجموعة الثالثة حيث سردها المؤلف بحرفية عالية عبر ثلاثة أصوات؛ وهي: المتكلم والمخاطب والتعليم لسد فراغات أي زاوية أخرى محاولًا إظهار الجوانب العديدة للشخصيات وتحولاتها وتقلباتها طبقا للظروف المحيطة.