معرض الكتاب تُفند أكاذيب "الأفرو سنتريك" حول مصر فى ندوة
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
استضافت “القاعة الرئيسية” امس، في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "الثقافة الإفريقية والأفرو سنتريك"، تحدث خلالها كل من: الأستاذ الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ تاريخ، والدكتورة هبة جمال الدين، رئيس قسم الدراسات المستقبلية والأستاذ المساعد في العلوم السياسية والدراسات المستقبلية في معهد التخطيط القومي، واللواء الدكتور طارق طه؛ وأدار الندوة الدكتور السيد فليفل.
افتتح الدكتور السيد فليفل؛ الندوة؛ بكلمة أشاد فيها؛ باختيار "أحمد مستجير" ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في هذا العام، مشيرًا إلى جهوده العلمية في مجال الزراعة والأدب؛ مؤكدًا أن حركة "الأفرو سنتريك" تسعى لتثبيت جذور الأفارقة في الولايات المتحدة؛ كصناع قدامى للحضارة؛ لكن، وعند التعمق في هذه الحركة، يمكن ملاحظة أنها تعمل على سلب مصر من تراثها التاريخي عبر التأثير الصهيوني، ما يستدعي التصدي العلمي لهذه المزاعم من خلال الواقع الحضاري؛ وأوضح أن معهد التخطيط القومي كان قد بدأ في دراسة هذه الادعاءات، وعقد عدة جلسات لتفنيدها.
ومن جانبها، ألقت الدكتورة هبة جمال الدين؛ محاضرة بعنوان "حركة الأفروسنتريك وتأثيراتها المستقبلية على مصر"، أوضحت فيها أن الحركة ليست فقط بعيدة عن الثقافة الإفريقية، بل تتسم بالتطرف والسعي لسرقة الحضارة الفرعونية.
وأكدت أن "الأفروسنتريك" ظهرت في القرن الماضي؛ بزعم المظلومية، وبدأت تروج لسردية زائفة حول هوية لا علاقة لها بالثقافات الإفريقية الحقيقية؛ وأشارت إلى محاولات الحركة لسرقة الحضارة المصرية؛ من خلال الترويج لأفكار تدعي أن المصريين القدماء كانوا من أصول زنجيّة، معتمدةً على تزوير الصور والتماثيل واللغات والعمارة، بما في ذلك الادعاء بأن "توت عنخ آمون" و"كليوباترا" كانا من أصول زنجيّة؛ وهذه الحركة تستخدم إيدولوجيات عنصرية؛ وتعقد مؤتمرات تدعو خلالها إلى تهجير المصريين وقتلهم إذا رفضوا الهجرة؛ وناشدت بضرورة التصدي لهذه الأفكار؛ ومنع تبنيها من قبل الولايات المتحدة وتحويلها إلى قضية حقوق إنسان.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ التاريخ، على أن هذه الحركة تزعم أن الحضارة المصرية كانت زنجيّة وأن العرب قاموا بالاستيلاء عليها؛ مؤكدًا أن "الأفرو سنتريك" حاولت التلاعب بالزمن والمكان والتاريخ، مستشهدًا بمحاولاتهم تزييف عقائد؛ وعمارة الحضارة المصرية، بما في ذلك تلاعبهم في تمثال "أبو الهول"؛ وادعائهم أن "كليوباترا" كانت زنجيّة؛ كما ناقش تأثير الحركة في السفر إلى الكتابات الدينية مثل "سفر إرميا"، واصفًا هذه المزاعم بأنها محاولة تطويع النصوص التاريخية لخدمة أهدافهم؛ وأوضح كيف أن الدراسات العلمية أكدت تناقض هذه الدعوات مع الواقع التاريخي، مشيرًا إلى ضرورة مواجهة هذه الادعاءات؛ عبر منع هذه الحركة من الظهور في المواقع الأثرية، وإقامة ورش عمل وندوات لتصحيح المفاهيم المغلوطة؛ مؤكدًا أن الفن والأفلام الوثائقية يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في تأصيل الحضارة المصرية وتفنيد هذه المزاعم.
أما اللواء الدكتور طارق طه، استشاري الأبحاث الجينية والطب التجديدي، فقد قدم دراسة تحليلية حول أبحاث علم الآثار الجينية المرتبطة بمصر؛ وأوضح أن الحركة قد حاولت توظيف علم الجينات لدعم ادعاءاتهم بأن لهم أصولًا مصرية؛ إلا أن "طه" استشهد بعدد من الدراسات العلمية التي دحضت هذه المزاعم، مثل دراسة "معهد ماكس بلانك" التي أظهرت أن المصريين يتشاركون مع الأفارقة في 8% من الجينات فقط، مما يشير إلى أن الأصول المصرية بعيدة عن الأصول الإفريقية؛ كما أشارت أبحاث من "جامعة ستانفورد" و"برشلونة" إلى أن جينات المصريين تختلف تمامًا عن جينات الأفارقة، ما يعزز من صحة هذه النتائج العلمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأفرو سنتريك ماكس بلانك جينات المصريين
إقرأ أيضاً:
حميد برادة يكشف أسراره في لقاء في معرض الكتاب بمناسبة صدور كتابه "انطولوجيا الحوارات الصحافية"
كتاب جديد أصدره قيدوم الصحافيين المغاربة حميد برادة جمع فيه أبرز حواراته الصحافية التي أجراها في مجلة « جون افريك » الفرنسية مع عدة شخصيات ما بين 1977 و2012. الاصدار الجديد بالفرنسية بعنوان حمل عنوان » أنطولوجيا الحوارات الصحافية.. الجزء الأول 1977 – 2012 ).
وقد احتضن رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج الأحد 27 أبريل 2025 في ختام الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، لقاء تقديم الكتاب بحضور مؤلفه الصحافي والكاتب حميد برادة وذلك بحضور فعاليات من عالم الفكر والإعلام والسياسة والثقافة.
ورغم ظروفه الصحية، أبى حميد برادة، إلا أن يساهم في فعاليات البرنامج الثقافي للمجلس، بلحظة بوح من خلال مؤلف انطولوجيا حواراته مع نخبة من كبار الشخصيات والمفكرين والتي سلط فيها الضوء حول التاريخ السياسي العربي ( خاصة في علاقته بفرنسا ) ما بين سنوات 1977 و 2000 موثقا لذاكرة يقظة من تاريخ المنطقة المغاربية والقارة الإفريقية، والأنظمة الوليدة بعد الحصول الاستقلال.
أماط برادة اللثام على مجموعة من » أسراره » و منها المصادفة التي جعلته يعبر عن موقفه الرافض لحرب الرمال سنة 1963 من قلب الحزائر في نفس اللحظة التي كان الراحل المهدي بن بركة يعبر عن نفس الموقف من قلب القاهرة دون سابق تنسيق بينهما و هو ما سيكلفهما حكما غيابيا بالإعدام.
كما تحدث عن بعض تفاصيل وظروف حواره الصحفي مع الملك الراحل الحسن الثاني و ما جرى من نقاش على هامش للقاء الصحافي حول وضعية المعتقلين السياسيين وخاصة ابراهام السرفاتي ، كما تحدث برادة عن ظروف اضطراره إلى العمل السري خلال الفترة التي أعقبت انتخابه رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، هذا الأخير الذي تبني في مؤتمره موقفا معارضا لتوجهات الدولة، وظروف وتداعيات اتهام هذا بعض قياديي المعارضة ب » التآمر ضد النظام « ، في الوقت الذي أعتبر فيه بلاغ مؤتمر أ.و.ط.م أن المؤامرة الحقيقة هي تلك التي كانت تحاك ضد مناضلي قوى المعارضة و لاسيما الحركة الإتحادية. كما تطرق المؤلف إلى ظروف اضطراره إلى الفرار من المغرب و اللجوء إلى الجزائر ، وكذلك » صدفة » عودته إلى المغرب و دهشته عندما سلم جواز سفره الجزائري إلى الشرطي في مطار محمد الخامس و بادره بالقول : سي حميد برادة مرحبا بك في بلدك » ، و هو الذي كان متوجسا من سفر مهني قاده من باريس إلى دكار رفقة مدير مجلة جون افريك الراحل البشير بن يحمد ليكتشف أن رحلة الطائرة ليس مباشرا و أن هناك توقفا في الدارالبيضاء.
من جهته اعتبر ذ. محمد الطوزي أن حميد برادة يظل علامة فارقة في التاريخ المغربي الراهن و أن الأجيال الجديدة من الباحثين و الصحفيين مطالبة بأن ينهلوا من عطاءات الذي قلما نجد شخصا مثله متمكن في المعرفة العميقة بنخب و مجتمعات و عقليات الفرنسيين و الجزائريين والمغاربة.
و أثنى الطوز على مهنية برادة العالية و على مصداقيته و تقيده بضبط و تدقيق المعطيات قبل نقلها إلى الجمهور . الإصدار الجديد الصادر باللغة الفرنسية عن دار النشر « كولت » بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج تضمن العديد من الحوارات التي أجراها برادة مع العديد الشخصيات البارزة في عالم السياسة والثقافة والفكر منهم الراحل الحسن الثاني والرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سيدار سنغور، وعبد الرحيم بوعبيد وميشيل جوبير وعبد الله العروي ومحمد بنسعيد آيت يدر وجان لا كوتير وأحمد رضى كديرة وأحمد بن بلا وهيبر فيدرين وبوعلام صنصال وامحمد بوسته وراشد الغنوشي ومحمد الفقيه البصري.
كلمات دلالية المغرب حمبد برادة حوارات