الجحيم بحجم راحة اليد.. كيف يمكن تحييد الطائرات المسيرة؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
في أبريل/نيسان الماضي، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها سترسل صواريخ مضادة للمسيرات لمساعدة أوكرانيا على إسقاط المسيرات المستخدمة من قبل الجيش الروسي التي دمرت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ضمن حزمة من المساعدات الأخرى التي بلغت تكلفتها 2.5 مليار دولار.
وجاءت المساعدة العسكرية الأميركية في صورة 10 أنظمة صاروخية متحركة موجهة بالليزر من طراز "سي-يو إيه إس" التي يمكنها تحديد ثم تتبع مسار المسيرات على بعد أكثر من 10 كيلومترات وضربها على بعد نحو 5 كيلومترات؛ أي أبعد بكثير من متطلبات الجيش الأوكراني البالغة كيلومترين فقط.
الاستهداف المباشر بالصواريخ الموجهة أحد الطرق التي تستخدم لمواجهة المسيرات في الحروب مؤخرًا، لكن لها عيب واحد فقط وهو أن الصواريخ عادة تكون مُكلفة جدا إذا قورنت بالمسيرات الصغيرة والرخيصة.
حرب المسيرات أسهمت في نجاح أوكرانيا المبكر في كبح التقدم الروسي (إسيرسيتو ديفيسا) التشويش على المسيراتولذلك تستخدم طرق أخرى في هذا النطاق، أنجحها مؤخرا كان محطة تشويش "تشيبوفنيك-أيرو" التي يمكن تركيبها على شاحنة عابرة للضواحي ويصعب اكتشافها. وبفضل هذه المنظومة ارتفعت معدلات إسقاط المسيرات الأوكرانية من قبل الجيش الروسي إلى نحو 10 آلاف مسيرة كل شهر.
كانت حرب المسيرات جزءا رئيسيا من نجاح أوكرانيا المبكر في كبح التقدم الروسي، لكن بعد فترة كان من الواضح أن قدرات روسيا تطورت في هذا النطاق؛ فعلى طول ما يقرب من 750 كيلومترًا من خط المواجهة حافظت روسيا على نظام حرب إلكترونية رئيسي كل 10 كيلومترات تقريبًا.
ويمكن لمثل هذه المنظومات اعتراض إشارات التحكم في المسيرات، بل واختراق البرامج الموجودة على متنها؛ ومن ثم تحديد موقع المسيرة بدقة تصل إلى سنتيمترات قليلة، وكذلك موقع العربة التي تتحكم فيها، ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات.
كذلك تولد مثل هذه المنظومات الإلكترونية تشويشا قويا يمنع القوات المعادية من التحكم في المسيرات تماما فتسقط على الأرض، بل وفي بعض الأحيان تنجح هذه الأنظمة في التحكم الكامل في المسيرة وتوجيهها إلى الطريق العكسي لتضرب من أرسلها من الأساس.
ورغم أن أوكرانيا لا زالت تمتلك الأفضلية في نطاق المسيرات إلى الآن، فيبدو أن الروس استعادوا -منذ مطلع 2023- بعضا من موقفهم المتقدم خلال الحرب عبر منظومات التشويش.
طرق أخرىوإلى جانب التشويش والاصطياد بالصواريخ، فإن هناك طرقا عدة تستخدم لاصطياد المسيرات؛ إحداها -على سبيل المثال- مدفع الشبكة، الذي يطلق من الأرض ويمكن حمله يدويا أو إطلاقه من على الكتف أو من على برج.
لكن فاعلية هذا النوع من المدافع تبدأ فقط من 20 مترا، وتصل بحد أقصى إلى 300 متر، وبالتبعية فإنها تستخدم بشكل مباشر في أرض المعركة، ويمكن استخدامها مع أو من دون مظلة للهبوط المتحكم فيه للمسيرات التي تم التقاطها.
وطورت بعض الشركات مثل "لوكهيد مارتن" منظومات أكثر تطورا تتكون من جهاز بصري عالي الطاقة ينتج شعاعا شديد التركيز من الليزر يتم توجيهه إلى المسيرة فيدمرها أو على الأقل يعطّل إلكترونياتها، وتعد هذه التقنية حلا واعدا بعيد المدى ومنخفض التكلفة، لكنه لا زال تجريبيا، وهناك مخاطر لإصابة أهداف صديقة.
طرق عدة تستخدم لاصطياد المسيرات إلى جانب التشويش والاصطياد بالصواريخ (الجزيرة) الكل معاومؤخرًا باتت العديد من الشركات تستخدم منظومات متكاملة يمتزج فيها الاصطياد المادي مع التشويش والتتبع، إحداها تنتجه شركة "فورتيم تيكنولوجيز" الأميركية، وهي منظومة القبة السماوية، التي تتكون من مستشعرات وبرنامج إدارة وأجهزة اعتراض.
وتقوم المستشعرات باستخدام سلسلة من الكاميرات الضوئية والحرارية والرادارات التي تقوم بدراسة البيئة المحيطة لتشكيل "قبة" بالمنطقة المراد حمايتها والمنطقة المحيطة بها، وبعد لحظات قليلة جدا من دخول مسيرة غير مألوفة إلى القبة يتم اكتشافها وتحديد موقعها وتصنيفها وعرضها على الشاشة لفريق الإدارة.
ومن خلال قوة الذكاء الاصطناعي، فإن برنامج القيادة والتحكم يقترح على المشغلين قرارات ذكية سريعة، وإذا كانت المسيرة تشكل تهديدًا فيمكن اعتراضها عن طريق الاختراق أو إطلاق مسيرة اعتراضية بضغطة زر، فتنطلق في غضون ثوانٍ لاعتراض المسيرة المعادية، سواء عن طريق ضربها أو اصطيادها بشبكة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قصة البئر الأغرب في العالم.. ماذا يعيش داخل «حفرة الجحيم»؟ (صور)
قرب الحدود الشرقية لليمن، وفي منطقة بعيدة عن أي مدن أو طرق مزدحمة، توجد بقعة سوداء وسط الصحراء القاحلة، تشبه العين العملاقة عند رؤيتها من السماء، حيث تعد من أبرز الظواهر الطبيعية لكنها تحمل غموضًا كبيرًا في تكوينها، وأطلق عليها اسم «بئر الجحيم» أو «حفرة الجحيم» من المستكشفين.
سبب تسمية «بئر الجحيم»هذه الحفرة الغامضة التي يبلغ عمقها 367 قدمًا، تُعرف باسم بئر برهون أو بئر الجحيم، فعند سقوط أي شيء داخلها يختفي للأبد، حتى خرجت الأساطير الشريرة نحوها وكيفية تكوينها التي نُسبت للعالم الآخر، وفق موقع «atlasobscura» العالمي.
الجيولوجي ومستكشف الكهوف محمد الكندي، هو أول من داخل المكان الغامض الذي يعد البئر الأغرب في العالم، ولفت إلى أن الإعداد للنزول كان سهلاً للغاية، لأنه مجرد هبوط واحد والحبل لا يلمس أي صخور على الإطلاق.
تفاصيل البئر من الداخلوقال المستكشف الجيولوجي إنه بعد نزوله لبئر الجحيم رأى تفاصيل الكهف وتكويناته، وأنه كان هناك شر أكثر من وجود بعض الزواحف بالمكان العميق، وهي الذخائر غير المتفجرة الموجودة بالقاع منذ عام 2014.
وبصورة إجمالية، أمضى المستكشف محمد الكندي وفريقه العماني، ما بين أربع إلى خمس ساعات في استكشاف قاع الحفرة، لافتًا إلى أن المكان من الداخل لوحة فنية شكلتها الطبيعة، عكس ما هو شائع أنها بئر مخيفة، فضلًا عن وجود نظام بيئي بالأسفل مكون مع الضفادع والثعابين والخنافس والطيور والسحالي.
هدف البعثة الاستكشافية كان هو إجراء أول دراسة موثقة للحفرة، حيث تم الكشف أن الكهف له رائحة طيبة باستثناء مناطق معينة داخله، وذلك فقط لأن هناك بعض الطيور التي ماتت وسقطت وتحللت على الأرض.
كما تم رصد مجموعة من الثعابين، وقليل من الحيوانات الأخرى المفترسة.