نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مقالًا يعزو انحسار الديمقراطية في أفريقيا وازدياد وتيرة الانقلابات العسكرية فيها، إلى عدم اهتمام أميركا وأوروبا بتنمية الديمقراطية هناك، وترك المجال للصين وروسيا لدعم الأنظمة الاستبدادية.

وذكر المقال الذي كتبه فرانسوا بيرد مؤسس شركة بيرد للاتصالات والاستشارات الإدارية الأميركية، أن انقلاب النيجر يظهر المخاطر على المصالح الغربية في أفريقيا.

وقال، إنه ومع توسع نفوذ الصين وروسيا، تحتاج الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لاستعادة الاستقرار في القارة، وحذّر من أنه إذا لم تغيّر أميركا نهجها، فقد تخسر القارة، مشيرًا إلى أن انقلاب النيجر هو التاسع في غرب ووسط أفريقيا في السنوات الثلاث الماضية.

الحزام والطريق والبريكس

وأوضح أنه وبعد الحرب الباردة، كانت الديمقراطية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء أفريقيا، وبدا الأمر كما لو أن معظم المجتمعات الأفريقية تتبنى القيم والمؤسسات الغربية، لكن هذا التقدم أصبح الآن في خطر؛ لأن صناع السياسة في أميركا وأوروبا لم يهتموا بأن ميزان القوى قد تغيّر، من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية وكتلة البريكس.

وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق ربطت بكين بالاقتصاد الأفريقي، في حين أنشأت مجموعة البريكس بديلًا للمؤسسات الدولية التقليدية، جمع الجهات الفاعلة المعادية للغرب، ربما باستثناء الهند.


وأشار إلى أن الشعور المعادي للغرب والانجذاب نحو الصين وروسيا، ظهر في استعداد دولة جنوب أفريقيا لوضع عضويتها في اتفاقية التجارة الخاصة بقانون النمو والفرص في أفريقيا مع الولايات المتحدة على المحك، من خلال قيادة كتلة أفريقية ارتبطت بروسيا، كما يظهر في الانقلابات العديدة، واستحواذ الصين على ميناء البحر الأحمر في جيبوتي، وبنائها لميناء بحري عميق بقيمة 3.5 مليار دولار على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الجزائر.

لا يزال الوقت متاحًا

وقال إن الوقت لا يزال متاحًا لأميركا لتأمين مصالحها الإستراتيجية في أفريقيا، من خلال نهج ثلاثي الشعب: 1/ دعم الشركات الأميركية لمساعدة أفريقيا على تطوير مواردها المعدنية والنفطية والغازية لتسريع التنمية الاقتصادية. 2/ الاستثمار في الديمقراطية والمؤسسات الداعمة لسيادة القانون، بتوفير التمويل والمساعدة لأنظمة المحاكم، وجهود مكافحة الفساد، وتدريب القضاة والمحققين والمدعين العامين. 3/ العمل بشكل حاسم لتوفير معلومات استخباراتية مركزة، ومساعدة عسكرية لدعم معركة القارة الأفريقية ضد المتطرفين الإسلاميين.

وأضاف أنه يجب على أميركا أن تتصرف بسرعة للحفاظ على الديمقراطية الأفريقية، باستخدام قوتها العسكرية للإطاحة بقادة الانقلاب في النيجر، واستعادة الحكم المدني وحمايته، ودعم العمل العسكري للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بسخاء، أو عقد صفقة مع قادة الانقلاب لإبقاء روسيا والصين و"المتطرفين الإسلاميين" خارج النيجر.

وختم بالقول، إنه لو اتخذت واشنطن إجراءات في وقت سابق، لكانت أفريقيا أقوى اليوم، ولكان للصين وروسيا تأثير أقل على القارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی أفریقیا

إقرأ أيضاً:

العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية

أحمد شعبان (كينشاسا، القاهرة)

أخبار ذات صلة غوتيريش: تجدد الحرب في غزة سيكون كارثياً «الأونروا»: التخلص من الوكالة لن ينهي قضية اللاجئين

حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي، من اندلاع حرب إقليمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد تصاعد الاشتباكات بين الجيش وحركة «إم 23» المسلحة، كما حذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من تفاقم الأزمة الإنسانية، مع عدم القدرة على الوصول إلى النازحين وتوفير المساعدات للمحتاجين. وكشفت الأمم المتحدة عن أن أعمال العنف في شرق الكونغو دفعت نحو 42 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى اللجوء إلى بوروندي خلال أسبوعين، وتتوقع وصول 58 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر.
وأوضح الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن أغلب الجماعات المسلحة في أفريقيا قوية وتلقى دعماً خارجياً، فضلاً عن أن الدولة المركزية في أغلب العواصم تبدو ضعيفة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، والكونغو الديمقراطية إحدى هذه الدول.
وأشار أديب في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الجماعات المتمردة موجودة منذ فترة طويلة ما أدى إلى عدم استقرار سياسي في كثير من دول القارة السمراء، وبالتالي فإن حركة «إم 23» المسلحة تظل تقاتل في الكونغو نتيجة ضعف الدولة أمام الجماعة المدعومة من دول أخرى في الجوار.
وحذر من خطورة بعض الجماعات المسلحة في الكونغو والتي أخذت صبغة دينية متطرفة، وهي في الأصل ميليشيات عسكرية تنتمي لتنظيم «القاعدة» أو «داعش» أو غيرها من التنظيمات الإرهابية المحلية والإقليمية داخل القارة الأفريقية وتقاتل هذه الدول.
ويرى أديب أن الاتحاد الأفريقي والمؤسسات في القارة السمراء تتحمل مسؤولية دعم الدول المركزية ومنها الكونغو، وتتحمل جزءاً من ضعف هذه الدول في مواجهة التنظيمات المتطرفة، خاصة أنها لم تبحث عن طرق وحلول مؤثرة في المواجهة العسكرية والفكرية مع هذه الجماعات. وتتنافس أكثر من 100 جماعة مسلحة للسيطرة على المنطقة الشرقية الغنية بالمعادن في الكونغو الديمقراطية خلال الصراع المستمر منذ عقود، والذي أسفر عن إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
من جهته، أوضح نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، أن المشكلة الرئيسة في الكونغو تكمن في أن حركة «إم 23» الجناح المسلح لإثنية التوتسي، وهناك صراع على الثروة والسلطة خاصة في منطقة «غوما» التي استولت عليها الحركة المتمردة.
ولفت السفير حليمة في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى وجود حركة إثنية أخرى في الكونغو من «الهوتو»، وهي جماعة متطرفة تدخل في إطار الصراع الأيديولوجي، وتميل لتأييد الحكومة، وفي نفس الوقت لها رؤية تتعلق بشكل وطبيعة النظام السياسي للكونغو، وبالتالي فإن الصراع ليس حرباً داخلية فقط، إنما هناك أدوار إقليمية داعمة لحركة التمرد من جانب دول أخرى.
وذكر أن هناك محاولات كثيرة لإنهاء الصراع في الكونغو من جانب كينيا وتانزانيا، والتجمعات الإقليمية مثل «مجموعة شرق أفريقيا»، ومجموعة «تنمية الجنوب الأفريقي السدك»، لكن لم تنجح، كما أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو القوات الشرطية لم تستطع أن تسيطر أو تحول دون إنقاذ الموقف.

مقالات مشابهة

  • أفريقيا قوة صاعدة في مشهد الطاقة العالمي
  • وول ستريت جورنال: الأسواق الأمريكية ترتفع بعد دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ
  • النموذج التركي بين مكافحة الانقلابات وترسيخ الاستقرار وشرق أوسط جديد
  • السياحة ترعى تدريب الكوادر الأفريقية والملتقى الدولي للرياضة بأسوان
  • وزارة السياحة تنظم زيارات للأهرامات والمتحف القومي للكوادر الأفريقية
  • رمضان في مختبرات الغرب.. كيف يحل الباحثون العرب معادلة الصيام والإنجاز؟
  • الهرولة الإستعمارية نحو أفريقيا من 1884م في دورة جديدة في 2024م
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية
  • وول ستريت جورنال”صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟
  • وول ستريت جورنال: بوتين هو الفائز في اجتماع ترامب وزيلينسكي