غرسوا بذور الحرب منذ سنوات، ويستعدون لجني ثمارها!
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
إن استثنينا مواهبهم في نهب المال العام ونشر الفتن وإحياء نار العصبيات، لا يبرع الكيزان في شيء مثل تغيير جلودهم، كأنهم ثعابين مُسخت بشرا في لحظة الميلاد.
تتجلى مواهبهم في محاولات إلباس الحقائق رداء مختلفا لتبدو كأنها حقائق أخرى، لإفراغ أية مشكلة من مضمونها بدلا من السعي الى الاعتراف بها وإيجاد الحلول اللازمة لها.
منذ لحظة اذهب الى القصر رئيسا واذهب الى السجن حبيسا، لم تتوقف محاولات خداع وخم الشعب، فتناسلت الأكاذيب حتى غطت سماء الوطن كله، قبل ان تفاجئهم الثورة المعلوماتية التي قلبت كل موازين اعلامهم المخادع، ومحاوت تخدير الشعب بالشعارات الزائفة والاكاذيب.
اذكر في تسعينات القرن المنصرم، كان اعلامهم يتحدث عن تحسن العلاقات مع أمريكا! بدأ الشعار القديم أمريكا وروسيا قد دنا عذابها يتوارى، تم اعفاء الامريكان والروس من العذاب وتوجيهه الى المواطن السوداني المسحوق من القهر والغلاء وضياع الحقوق.
اضطرت السفارة الأمريكية الى توزيع بيان مكتوب تقول فيه انه رغم ان تحسين العلاقات مع السودان هو هدف للأمريكان، لكن ذلك لم يحدث بسبب تجاوزات النظام واستمرار انتهاكاته لحقوق الانسان!
في اليوم التالي لانتشار البيان عاد الإعلام الكيزاني لشن الهجوم على أمريكا وتهديدها بالعذاب! وكان الهدف بالطبع من نشر الاخبار الملفقة حول تحسن العلاقات مع أمريكا، هو جزء من محاولات إرهاب الشعب ونزع آمال التغيير من النفوس! وكأنّ الثورة التي تضطرم في النفوس تنتظر اذنا من الأمريكان! لكنهم مثلهم مثل كل نظام فاسد فاقد للشرعية، تبحر سفنه عكس اتجاه مصالح شعبه، يسعون للاختباء من خلف دولة قوية باعتقاد أنها تحمي نظامهم من شعبهم! وحين فشلت محاولات (احتواء) الأمريكيين حتى بعد ان فتحوا لهم كل خزائن اسرار المتطرفين من إخوانهم السابقين، فارتموا في أحضان بعض الأنظمة الإقليمية بديلا عن حضن الأمريكيين الدافئ!
بعد بدء اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة حاول قائد النظام آنذاك الإيحاء بأنه يقوم بالتغيير، أليست الثورة تطلب التغيير؟ اليكم تغييرا ناعما لا يؤدي الى إراقة أية دماء! فظل يعلن كل بضعة اسابيع عن اقالة حكومة وتعيين حكومة جديدة! مع إبقاء الرأس بالطبع في مكانه، ليس الرأس فقط بل جلد وجسم التنظيم الكيزاني كله! يأتي رئيس وزراء وقبل ان يحفظ الناس اسمه يأتي آخر، لا يصمد سوى بضعة أيام!
في فترة الحكومة الانتقالية، بدأت عمليات تغيير الجلد تتسارع، تيار إسلامي عريض بدلا من الاسم القديم: المؤتمر الوطني، ثم ظهرت حركات وتنظيمات جديدة، يجمع بينها نفي الانتماء للكيزان، رغم انها تتحدث بلسانهم ولغتهم.
جهودهم لإفشال الحكومة الانتقالية معروفة، بعد ان أشعلوا الحرب. ظهرت فجأة كتيبة البراء، الغرض كان الدفع بأسماء جديدة لم تتلوث بسيرة الفساد رغم أنّ لحم (كتاف) الكتيبة الجديدة القديمة من ريع الفساد نفسه! تأسست من نفس العناصر التي ظلت تمارس القهر والتعذيب في العهد الكيزاني وشاركت في قمع الثوار وفي فض اعتصام القيادة العامة.
وحين بات النصر على المليشيا التي صنعوها بأنفسهم لقمع شعبنا، قريبا، باتوا يتبجحون علنا بقوتهم بل ويسخرون من الثورة التي اسقطت نظامهم. فهل بقي من مشكك أنهم يقفون من وراء الحرب واستمرارها رغم تكلفتها الباهظة التي يدفعها الأبرياء من دمهم وممتلكاتهم ومستقبل أبنائهم.
لا بد من توافق اهل هذه البلاد لوقف الحرب، وعزل التنظيم الشيطاني، الذي لن يتوقف عن انشاء المليشيات وبث الفتن والفرقة بين أبناء شعبنا. كل يوم تستمر فيه الحرب سيكون خصما على وحدة هذه البلاد وانتصارا لمن يسعون لمزيد من الفتن والغبن وهتك النسيج المجتمعي.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لجنة المعلمين: الثورة مستمرة رغم تهديدات الفلول ومحاولات تشويهها
لجنة المعلمين السودانيين تدين تهديدات جماعات النظام البائد، مؤكدةً على استمرار ثورة ديسمبر وعدالة قضاياها..
التغيير: الخرطوم
أدانت لجنة المعلمين السودانيين، ظهور أفراد يرتدون زيًا عسكريًا، يحاولون الاستهزاء بثورة ديسمبر ويهددون الثوار وقوى الثورة.
وقالت اللجنة عبر بيان الاثنين: “يتضح من حديثهم انتماؤهم لجماعة الإخوان وكتائبها التي وصفتها بالمجرمة”.
وسيطر وسم “ديسمبر باقية، الثورة مستمرة” على منصات التواصل الاجتماعي في السودان بعد انتشار مقطع فيديو يظهر أفرادًا من القوات النظامية وهم يسخرون من ثورة ديسمبر وشهدائها.
ويُظهر الفيديو جنودًا يرتدون زيًا يُرجح تبعيته لجهاز المخابرات العامة، في منطقة قيادة الجيش بالخرطوم، يسخرون من صور الشهداء المرسومة على الحائط وعبارات “الثورة مستمرة”، مرددين عبارة “الثورة بالنص أم بالوادي”، في إشارة إلى إحدى مناطق أم درمان.
وأكد البيان أن هؤلاء الأفراد يحاولون الاستهزاء بثورة ديسمبر المجيدة، ويهددون الثوار وقوى الثورة، مستغلين دعاية الحرب لتشويه الثورة وربطها بالأزمة الراهنة، بهدف إعادة تنظيمهم الإرهابي إلى المشهد.
وأضاف البيان: “إن مشكلتهم ليست مع قوات الدعم السريع التي أسسوها ورعوها، بل مع ثورة ديسمبر التي اقتلعت نظامهم البغيض”.
نهج النظام المبادوأشار إلى أن الجرائم التي تمارسها الجماعات الإرهابية – مثل بقر البطون، وجز الرؤوس، والقتل المباشر، وخلع الأرحام، والرمي في النيل – تمثل امتدادًا لنهج النظام البائد منذ استيلائهم على السلطة في عام 1989.
وأكدت اللجنة أن هذه الجرائم، التي باتت تُرتكب علنًا، تظهر بوضوح تصور النظام البائد للدولة التي أشعلوا من أجلها الحرب. وأضافت: “هذه الممارسات تجعل من اقتلاعهم ضرورة لا مفر منها”.
وجددت اللجنة تأكيدها على رسوخ ثورة ديسمبر وعدالة قضاياها، مشددة على أن الثورة ستظل مستمرة وباقية رغم محاولات فلول النظام البائد وكتائب الظل الإرهابية لتشويهها.
واختتم البيان بالقول: “لن تُخفى الثورة خلف الحرب وخطابها الدعائي، ولن تنطفئ جذوتها أمام تهديدات هؤلاء المجرمين”.
ومنذ سقوط نظام البشير في 2019، تسعى بقايا النظام البائد إلى العودة للساحة السياسية عبر استغلال الفوضى والأزمات.
ويشهد السودان الذي اندلعت فيه الحرب منذ منتصف أبريل 2023، بين الجيش والدعم السريع، تصاعدًا في الخطابات التي تستهدف قوى الثورة، ما يهدد مسار التحول الديمقراطي الذي نادت به ثورة ديسمبر المجيدة.
الوسومالسودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة المعلمين السودانيين