سودانايل:
2025-05-02@06:47:13 GMT

بدلاً من تجريح الذات واللوم المتبادل

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني

*صارت النكات إحدى وسائل التنفيس والتعبير عن الكثير من القضايا والمواقف التي تشغل الناس‘ خاصة النكات السياسية .. لكن في الأونة الاخيرة إنتشرت نكات إجتماعية تتناول بعض همومنا الأسرية والإنسانية.
*قبل سنوات شاهدت تسجيلاً لفيديو في إحدى القروبات التي انتشرت في "الواتساب" أداء محمد صديق وعبدالله العربي من فرقة تيراب الكوميدية يتناول قضية الزواج الجماعي.


*بغض النظر عن وجهة نظري في هذا الأسلوب الدرامي الذي لايخلو من سخرية حادة فإنه يسهم في إلقاء الضوء على بعض المشاكل الإجتماعية التي أصبحت تقلق الأباء والامهات وأولياء الأمور وأهل الشأن من الجنسين.
*هناك طرفة متداولة إستمعت إليها أول مرة من الشيخ الدكتور عصام احمد البشير عقب خطبة عقد زواج في أحد المساجد بالخرطوم‘ تحكي عن الزوج الي أعجبته الرومانسية التي يتعامل بهاالازواج الاجانب مع زوجاتهم وعندما حاول تطبيقها مع زوجته صدمته بردة فعلها المحبطة.
*مثل هذه النكات والطرائف التي لاتخلو من تجريح للذات تشير لتمدد حالات الجفاف العاطفي التي أصبحت تهدد الإستقرار الأسري والسعادة الزوجية‘ الأمر الذي يتطلب معالجة عاجلة تبدأ من أنفسنا أولا.
*لعل ما قالته الزوجة الطيبة لزوجها عند المقارنة بينها وبين زوجة المريض الأخر التي أحاطته برعايتها وحنانها في إحدى المستشفيات في الدولة العربية التي أجرى "زولنا" عمليته بها تكشف بعض أسباب هذا الجفاف العاطفي.
* قالت الزوجة الطيبة لزوجها ببساطة : إنتو ما عودتونا على كده .. وهي صادقة إلى حد ما في إجابتها الصريحة لكن هذا لايعني إلقاء اللوم على الأزاوج وحدهم‘ كما لايمكن إلقاء اللوم على الزوجات وحدهن.
* بعيداً عن التلاوم المتبادل الذي لن يجدي في إحياء الحميمية المفقودة وسط بعض الأزواج لابد أن نذكر أن التأريخ الإجتماعي للأسر السودانية كان أفضل عندما كانت المرأة السودانية تهتم بنفسهاوفق الطقوس السودانية الجميلة من دخان ودلكة وبخور .. أي أن الجفاف العاطفي ليس خصلة متوراثة.
*هناك عوامل إجتماعية وإقتصادية أفقدت حياتنا الإنسانية بعض بريقها‘ منها نتيجة للبداية القهرية التي تتم بها بعض الزيجات‘ ومنها ما نجم عن التخلي عن طقوسنا الجميلة والإنسياق وراء المظاهر الجمالية الصناعية التي تفسد الجمال الطبيعي وقد تشوهه و تضره.
*طبعاً هناك تجارب ناجحة في حياتنا الأسرية وأن الفرص مواتية أمام الأجيال القادمة إذا أحسنوا الإختيار ويسروا على أنفسهم سبل حياتهم‘ لكن ذلك لايعفي الأباء والأمهات وأولياء الأمور الذين يصرون على التدخل بصورة ضارة في محاولة تشكيل مستفبل بناتهم وأبنائهم.
*بدلاً من الإستمرار في تجريح الذات واللوم المتبادل بين الزوجين نحتاج لمعالجة مشتركة لإصحاح البيئة الإجتماعية في أسرنا‘ ليس من أجل الكبار الذين تجرعوا "الحلومر" سوياً وشقوا طريقهم وسط المصاعب والمطبات الإجتماعية‘ وإنمامن أجل اجيال المستقبل حتى لانجني عليهم أيضا.

noradin@msn.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ديباك شوبرا: الذكاء الاصطناعي أداة لاكتشاف الذات

أبوظبي (الاتحاد)
ضمن فعاليات الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، استضافت منصة المجتمع ندوة فكرية استثنائية بعنوان «رفاهية أن تسمو بروحك، وعوالمك الداخلية»، قدمها المفكر العالمي وخبير الطب البديل والذكاء الروحي الدكتور ديباك شوبرا، بحضور جمهور غفير من المهتمين بالفلسفة والوعي البشري وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.ركزت الندوة على البُعد الروحي للذكاء الاصطناعي، وأثره في توسيع إدراك الإنسان لذاته والعالم من حوله، مستعرضةً تطوّر علاقة البشر بالتكنولوجيا، وكيف يمكن أن تتحوّل هذه العلاقة من الاعتماد المادي إلى التأمل في أبعادها الإلهامية، والإبداعية. واستهل شوبرا حديثه بإلقاء نظرة على التاريخ الإنساني منذ ظهور الإنسان «العاقل»، مشيراً إلى أن البشر، ومنذ فجر وجودهم، تشكّلت هويتهم من خلال القصص والسرد. وتوقّف شوبرا عند أبرز الاختراعات التي غيّرت التاريخ البشري، من المصباح الكهربائي والسيارة والطائرة إلى الهاتف، وصولاً إلى الإنترنت والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذه التحولات لم تكن مجرد ابتكارات، بل غيّرت الطبيعة الإنسانية ذاتها، وجعلت الإنسان يعيد تعريف موقعه في الكون.
ورأى أن الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من حداثة عمره، غيّر قواعد التفكير التقليدي، وبات يحمل في خوارزمياته حكمة عقول البشر عبر العصور، بل يسهم في بلورة أسئلة جديدة كبرى لم نجد لها بعد إجابات نهائية.
وفي ختام حديثه، شدّد شوبرا على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصبح أكثر من مجرد وسيلة للتقدم الصناعي أو الاقتصادي، بل شريكاً للإنسان في رحلة وعيه الذاتي، إذا ما أحسن استخدامه. واعتبر أن البشرية على أعتاب ثورة جديدة لا تقل شأناً عن الثورات الصناعية السابقة، لكن هذه المرة، هي ثورة في الداخل الإنساني.

أخبار ذات صلة سلطان العويس.. 100 عام على ولادة شعاع ثقافي عربي نهيان بن مبارك: «صندوق الوطن» منصة لتعزيز الهوية واللغة والثقافة في وجدان الأجيال معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
  • ترامب يعين روبيو مستشاراً للأمن القومي بدلاً لوالتز
  • ديباك شوبرا: الذكاء الاصطناعي أداة لاكتشاف الذات
  • هيئة التقاعد تعلن صرف رواتب المتقاعدين اليوم بدلاً من مطلع الأسبوع
  • زيادة الأجور/الحماية الإجتماعية/مراجعة الأنظمة الأساسية/التقاعد/ الحكومة تعلن حسم ملفات اجتماعية عالقة منذ سنوات عشية فاتح ماي
  • مصدر أمني بدمشق لـ سانا: قواتنا بدأت عملية تمشيط واسعة في منطقة أشرفية صحنايا، بهدف إلقاء القبض على العصابات الخارجة عن القانون التي اتخذت هذه المنطقة منطلقاً لعملياتها الإرهابية ضد الأهالي وقوات الأمن
  • الاحتياج لتناول الماء لا يرتبط بالصيف والشتاء فالمهم تجنب الجفاف
  • وزير الدفاع اللواء العاطفي: الصناعات العسكرية اليمنية في تطور مستمر وبتقنيات حديثة
  • التصالح مع الذات (السعادة الأبدية)
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات