د. شُوقِي أَبُو قَوْطَةٍ

فِي خِضَمِّ التَّحَدِّيَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي تَوَاجُهِ الْمِنْطَقَةِ، يَبْرُزُ مَوْقِفُ الأردنِّ الثَّابِتَ وَالْوَاضِحَ فِي رَفْضِهِ الْقَاطِعِ لِفِكْرَةَ ” الْوَطَنَ الْبَدِيلَ ” وَتَهْجِيرَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ مِنْ قِطَاعِ غَزَّةٍ إِلَى أَرَاضِيِهِ، وَهَذَا الْمَوْقفِ يَنْبُعُ مِنْ إيمَانِ الأردن الْعَمِيقَ بِحَقِّ الْفِلَسْطِينيِّينَ فِي أَرَضِهِمْ، وَضَرُورَةَ إقَامَةِ دَوْلَتِهِمِ الْمُسْتَقِلَّةِ عَلَى التُّرَابِ الْفِلَسْطِينِيِّ.


نَائِبُ رَئِيسِ الْوُزَرَاءِ وَوَزِيرِ الْخَارِجِيَّةِ الْأُرْدُنِيِّ، أَيَمَنَ الصَّفَدِيِّ، أَكَّدَ فِي جَلْسَةِ نِيَابِيَّةِ، أَنَّ ” الأردن لِلْأُرْدُنِيِّينَ وَفِلَسْطِين لِلْفِلَسْطِينِيِّينَ”، فِي تَصْرِيحٍ يَعْكِسُ اِلْتِزَامُ الأردن الثَّابِتَ بِدعُمِ حُقوقِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ وَرَفْضِ أَيِّ مُحَاوَلَاتٍ لِتَهْجِيرَهُمْ أَوْ تَوْطِينُهُمْ خَارِجُ أَرَضِهِمْ، كَمَا شَدَّدَ الصَّفَدِيُّ عَلَى أَنَّ أَيَّ حَديثٍ عَنْ ” الْوَطَنَ الْبَدِيلَ ” مَرْفُوضَ تَمَامًا، وَأَنَّ الأردنَّ سَيَسْتَمِرُّ فِي التَّصَدِّي لِمِثْلُ هَذِهِ الْأَفْكَارِ.
وَيَرَى الأردنُّ أَنَّ الْحَلَّ الْوَحِيدَ لِلْقَضِيَّةَ الْفِلَسْطِينِيَّةَ يَكْمُنُ فِي إقَامَةِ دَوْلَةِ فِلَسْطِينِيَّةِ مُسْتَقِلَّةِ عَلَى حُدودِ الرَّابِعِ مِنْ حُزَيرَانِ 1967، وَعَاصِمَتَهَا الْقُدْسَ الْمُحْتَلَّةَ، وَفْقًا لِقَرَارَاتِ الشَّرْعِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ، وَهَذَا يَعْكِسُ رُؤْيَةُ الأردن لِتَحْقِيقَ السُّلَّامِ وَالْاِسْتِقْرَارِ فِي الْمِنْطَقَةِ، وَيُؤَكِّدُ أَنَّ أَيَّ حُلُولِ تَتَجَاوَزُ هَذَا الْإِطَارِ لَنْ تُؤَدِّي إِلَّا إِلَى مَزِيدٍ مِنَ التَّعْقِيدِ وَالتَّوَتُّرِ.
إِنَّ تَهْجِيرَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ مِنْ غَزَّة أَوْ أَيُّ جُزْءِ آخِرِ مِنْ فِلَسْطِينٍ لَا يُخَدِّمُ سِوَى الْمُخَطَّطَاتِ الصِّهْيُونِيَّةِ الرَّاميَةِ إِلَى تَفْرِيغِ الْأَرَضِ مِنْ سُكَّانِهَا الْأَصْلِيِّينَ.
وَعَلَيْهُ، فَإِنَّ مَنْ يَحرُصُ حَقًّا عَلَى أهْلِ غَزَّةِ يَجِبُ أَْنْ يَعْمَل عَلَى إِحبَاطِ هَذِهِ الْمُخَطَّطَاتِ، وَتَعْزِيزَ الْوَحدَةِ وَالتَّضَامُنِ بَيْنَ أَبْنَاءِ الْأُمَّةِ، بَدَلًا مِنْ بَثِّ التَّفَرُّقَةِ وَالْعُنْصُرِيَّةِ بَيْنَهُمْ.
وَيَتَمَيَّزُ الأردن بِتَلَاحُمِ مَوْقِفِهِ الرَّسْمِيِّ وَالشَّعْبِيِّ فِي رَفْضِ أَيِّ مُقْتَرَحَاتٍ أَوْ تَحَرُّكَاتُ تَهْدُفُ إِلَى تَهْجِيرِ الْفِلَسْطِينِيِّينَ أَوْ تَوْطِينُهُمْ فِي الأردن، هَذَا التَّلَاحُمِ يَعْكِسُ وَحْدَةُ الصَّفِّ الْوَطَنِيِّ وَحِرْصِ الْجَمِيعِ عَلَى حِمَايَةِ مُصَالِحِ الْوَطَنِ وَثَوَابَتِهِ، كَمَا يُؤَكِّدُ أَنَّ الأردن، قِيَادَةً وَشَعْبًا، يَقِفُ صَفًّا وَاحِدًا فِي مُوَاجَهَةِ أَيِّ تَهْدِيدَاتٍ تَمَسُّ سِيَادَتُهُ أَوْ حُقوقُ أَشِقَّائِهِ الْفِلَسْطِينِيِّينَ.
وَبِتَوْجِيهَاتٍ مِنْ جَلَاَلَةِ الْمَلِكِ عَبْدَ اللهِ الثَّانِي، يُوَاصِلُ الأردن تَقْديمَ الْمُسَاعَدَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلَى قِطَاعِ غَزَّةٍ، فِي مَسْعًى لِتَخْفِيفَ مُعَانَاةِ أهْلِهِ جراء الْحَرْبَ الْمُسْتَمِرَّةَ مُنْذُ أَكْثَرِ مِنْ 15 شَهْرًا.
يَشْمَلُ هَذَا الدُّعُمِ إِرْسَالَ الْمُسَاعَدَاتِ عَبْرَ الْبَرِّ وَالْجَوِّ، بِالْإضَافَةِ إِلَى الْمُسَاهَمَةِ فِي جُهُودِ إِعَادَةِ الْإعْمَارِ، دعمًَا لِصُمُودِ الْأَشِقَّاءِ فِي غَزَّةٍ.
إِنَّ مَوْقِفَ الأردن الرَّافِضَ لِفِكْرَة ” الْوَطَنَ الْبَدِيلَ ” وَتَهْجِيرَ الْفِلَسْطِينِيِّينَ يَعْكِسُ اِلْتِزَامُهُ الثَّابِتُ بِدُعُمِ حُقوقِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ وَحَقِّهِ الشّرعيِّ فِي إقَامَةِ دَوْلَتِهِ الْمُسْتَقِلَّةِ.
كَمَا يُؤَكِّدُ حِرْصُهُ عَلَى حِمَايَةِ مُصَالِحِهِ الْوَطَنِيَّةِ وَثَوَابَتِهِ، وَرَفَضَهُ لِأَيِّ حُلُولِ تَأْتِي عَلَى حِسَابِ سِيَادَتِهِ أَوْ حُقوقُ أَشِقَّائِهِ.
وَفِي ظَلَّ هَذِهِ الْمَوَاقِفُ، يَظِلُّ الأردن دَاعِمًا لِحَلَّ الدَّوْلَتَيْنِ كَسَبِيلِ وَحَيْدٍ لِتَحْقِيقَ السُّلَّامِ وَالْاِسْتِقْرَارِ فِي الْمِنْطَقَةِ.

مقالات ذات صلة تعال يا ترمب 2025/01/30

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ل ف ل س ط ین ی ال و ط ن ت ه ج یر ه ذ ا ال

إقرأ أيضاً:

كيف نواجه تهديدات ترامب

كيف نواجه #تهديدات_ترامب

بقلم الناشطة السياسية : #باسمة_راجي_غرايبة

عندما يتعلق الامر
بسيادتنا ووجودنا وكرامتنا فنحن نمتلك الاراده والتحدي لرفض نهج التبعيه ورفض الانصياع لأي قوه إستعمارية رأسمالية هدفها الضغط على الأردن لقبول مشروع الوطن البديل والتهجير للشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية لارضاء الكيان الصهيوني حليف أمريكا الاستراتيجي وذراعه في منطقة الشرق الأوسط
الاردن كان ومازال مع حق الشعب الفلسطيني في تحرير الأرض وقيام دولته على ارضه وإمتلاك سيادته وقد أكد على هذا الموقف دائما وتجلى ذلك في خطابات جلالة الملك عبد الله في الامم المتحده ومجلس الأمن الدولي وخاصة بعد ((طوفان الاقصى))وإستمر في دعم الشعب الفلسطيني وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والإنساني
وأن الاردن سيبقى ثابتا على مواقفه مهما واجه من تحديات سواء كانت سياسية أو اقتصادية
وان الاردن يستطيع ان يواجه التهديد الامريكي بوقف الدعم للاردن بالاعتماد على ذاته واتباع نهج إقتصادي جديد يستطيع من خلاله مواجهة هذا الخطرويستطيع أن يبني إقتصاد قوي يعتمد فيه على مقدراته الذاتية
وفيما يلي بعض البنود الأساسيةلبناء نهج إقتصادي قوي

أولا إغلاق المؤسسات والهيئات المستقلة التي يمكن الاستغناء عنها
مثلا هيئه تنظيم قطاع النقل/ هيئة تنظيم قطاع المواصلات / هيئة تنظيم قطاع التعليم
وتحل محلها الوزارات التابعه لها وخاصة ان معظم مدرائها وموظفيها من أبناء الطبقه البرجوازية والليبراليه التي اوصلتنا لهذه الحالة
ثانيا
الاصلاح الإداري في كل المؤسسات الحكوميه وضبط النفقات وإيقاف بدل السفر والمياومات والحوافز للوفود المشاركة في المؤتمرات الدولية والإكتفاء بعدد محدود من الممثلين لحضور مثل هذه المؤتمرات التي لاتعود علينا بأي فائدة بالعكس نحن نقدم خبرات وموارد بشرية مدربة ومؤهلة للدول المستضيفة
ثالثا
الاعتماد على مواردنا الداخليه وإسترداد كافة المؤسسات والشركات الوطنيه التي تم خصخصتها وبيعها باأرخص الأثمان
مثل شركة الفوسفات والبوتاس والكهرباء ومنطقة العقبه الاقتصاديه وشركة طيران الملكية وغيرها
خامسا
يمكن الإستغناء عن التمويل الامريكيUSAID
للبلديات والجمعيات والهيئات المستقله والاعتماد على مواردنا البشريه في التدريب والتأهيل وخاصه فيما يتعلق بالتدريب على الإنتخابات النيابية والادارة المحلية وخاصة وانه أصبح لدينا مدربين مؤهلين في وزارة التنمية السياسيه والهيئة المستقلة للانتخابات وبعض منظمات اامجتمع المدني التي لديها خبراء في هذه المجالات
سادسا
يمكن الإتجاه الى الدول الصناعية الكبرى التي إعتمدت على ذاتها ولم تبقى رهينة للهيمنة الامريكيه
مثل الصين واليابان وماليزيا وجنوب افريقيا
فهي دول تنتهج النهج الإشتراكي وليس لديها مطامع أو أجندات إستعمارية رأسمالية ولاتشكل خطرا على سيادتنا الوطنية
سابعا
وهو التوازن والإنسجام التام بين الموقف الرسمي والشعبي في كافة القضايا الوطنيه
واطلاق الحريات ومراجعة القوانين التي تحد من حرية الرأي والتعبير
وخاصة قانون الجرائم الإكترونية وقانون المطبوعات والنشر وحرية الصحافة ((السلطه الرابعه)) في دستور الدولة الأردنية
ثامنا
وهو الأهم من وجهة نظري
وهو تفعيل الدستور ومبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية واستقلال القضاء
وياتي كل هذا بالوقوف مع القياده الهاشميه ومواقفها القويةالثابتة للحفاظ على سيادة الأردن وإستقلاله ومنع المساس بالوحدة الوطنية

مقالات ذات صلة التنمر الإلكتروني والصحة النفسية 2025/01/28

عاش الأردن حرا منيعا عصيا على كل المؤامرات

مقالات مشابهة

  • الأمن : فيديو تعنيف الطفلة قديم ولم يقع في الأردن
  • كيف نواجه تهديدات ترامب
  • ردا على خطة ترامب.. المستشار الألماني يعلن رفض بلاده تهجير الفلسطينيين
  • ألمانيا : فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة
  • مستشار ألماني: فكرة تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر أو الأردن غير مقبولة
  • كيف يتصرف ترامب مع مصر والأردن بعد رفض استقبال سكان غزة؟.. فيديو
  • الأردن تُرسل 16 طائرة مُحملة بالمُساعدات لمُواطني غزة
  • ترامب يؤكد مجدداً رغبته بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن
  • القوى السياسية: رفض قاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن