أين تقف أوروبا في مشهد الصراع بين أمريكا والصين؟
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
أشار الكاتب السياسي جنان غانيش إلى غياب دور أوروبا عن النقاشات التي أطلقها نموذج الذكاء الاصطناعي "ديبسيك" هذا الأسبوع حول الصراع التكنولوجي بين واشنطن وبكين، رغم أن القارة الأوروبية تمتلك حصة مماثلة من الناتج الاقتصادي العالمي لكلا القوتين.
لا يوجد رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي أقرب إلى الصين من فيكتور أوربان
وكتب غانيش في صحيفة "فايننشال تايمز" في حين تحاول شركات مثل "ميسترال" إثبات وجودها في قطاع الذكاء الاصطناعي، يبدو أن دور أوروبا في هذا المجال بات أشبه بطفل يراقب والديه يتشاجران فوق رأسه.
American and European populism don’t mix - Janan Ganesh https://t.co/wxg43w6vkl
— FT Opinion (@ftopinion) January 29, 2025 أسباب التراجعيرجع البعض ذلك إلى التشريعات الصارمة التي تعيق نمو الشركات، أو إلى السوق الموحدة التي لم تكتمل بعد، ما يقلل من قدرة نحو نصف مليار مستهلك أوروبي على إحداث تأثير عالمي. في المقابل، يرى آخرون أن المشكلة تكمن في غياب ثقافة ريادة الأعمال.
أياً كان السبب، يبدو أن أوروبا اختارت التنازل عن بعض الديناميكية الاقتصادية لصالح أولويات أخرى، وهو ما يجعلها عاجزة عن مجاراة الولايات المتحدة والصين في السباق التكنولوجي.
حتى أباطرة وادي السيليكون، مثل إيلون ماسك، يواجهون صعوبة في فرض رؤيتهم الليبرالية على أوروبا، حيث أن القومية في القارة العجوز ترتبط بالأبوية، على عكس التجربة الأمريكية. فمن غير المتوقع مثلاً أن تتبنى زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، سياسات تقشفية كتلك التي اقترحها دونالد ترامب، خاصة أنها تدعم النقل العام المجاني للشباب.
حتى أكثر قادة اليمين الأوروبي ميلاً للسوق، مثل جورجيا ميلوني، أمضوا السنوات الأخيرة في توزيع أموال الاتحاد الأوروبي، ما يبرز التباين بين المحافظين الأوروبيين ونظرائهم الأمريكيين.
حدود التحالفات الشعبويةرغم محاولات تشكيل تحالفات عابرة للأطلسي بين الشعبويين، إلا أن التناقضات الجوهرية بينهم تجعل من الصعب تحقيق ذلك، فبينما قد يسعى قادة مثل أوربان في المجر إلى تعزيز علاقاتهم بالصين، فإن اليمين الأمريكي المناهض لبكين لا يزال يحتفي به.
وهذا يكشف عن مدى اختلاف رؤية الشعبويين الأوروبيين للجغرافيا السياسية عن نظرائهم الأمريكيين، حيث تظل المصالح الوطنية المتضاربة عائقاً أمام أي "أممية قومية".
خارج المنافسةفي ظل هذا المشهد، يبدو أن أوروبا ليست فقط خارج المنافسة التكنولوجية، بل إنها اختارت هذا الدور بوعي، مفضلةً الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على حساب التنافسية العالمية. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيؤدي هذا النهج إلى حماية النموذج الأوروبي أم عزله عن مستقبل الاقتصاد العالمي؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مارين لوبان ترامب الذكاء الاصطناعي اليمين المتطرف مارين لوبان الاتحاد الأوروبي عودة ترامب الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟
وكالات
يشهد العالم تحولاً لافتاً في طريقة تواصل البشر، حتى على الصعيد العاطفي، حيث أصبحت العلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي واقعًا يكتسب شعبية متزايدة.
ففي عام 2024، بلغت قيمة هذا السوق نحو 2.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى 9.5 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقًا لتقارير عالمية، وتدل الزيادة الهائلة بنسبة 2400% في عمليات البحث عن مصطلحات مثل “صديقة الذكاء الاصطناعي” على موقع “غوغل” بين عامي 2022 و2024، على تنامي الاهتمام بهذه الظاهرة.
فمنصات مثل “Character AI” تستقطب ملايين المستخدمين شهريًا، معظمهم من الرجال، وفقاً لما أورده موقع “سايكولوجي توداي”، ومع تدفق الاستثمارات والإعلانات على هذا القطاع، يبدو أن العلاقات الافتراضية لم تعد مجرّد تجربة هامشية، بل خيارًا حقيقيًا للبعض، يقدم رفقة خالية من الخلافات وتفاعلًا عاطفيًا مُخصصًا حسب الطلب.
ولكن، ومع كل ما يبدو من جاذبية في هذه العلاقات، تبرز تساؤلات جوهرية: ما الذي تعنيه هذه التحولات لمستقبل العلاقات الإنسانية؟ وهل نحن مستعدون للتنازلات التي قد تفرضها هذه التكنولوجيا الجديدة؟
وعبر التاريخ، دفعتنا الرغبة في إيجاد شريك عاطفي إلى تحسين ذواتنا، سواء عبر تعزيز الثقة بالنفس أو تطوير مهارات التواصل والتعاطف. هذا الدافع الطبيعي لم يُشكّل الأفراد فحسب، بل ساهم في تشكيل البُنى الاجتماعية.
وغير أن “عشاق الذكاء الاصطناعي” قد يغيّرون هذه المعادلة، إذ يقدمون رفقة مصممة خصيصًا لتلبية رغبات المستخدم دون الحاجة لبذل أي جهد.
والشركاء الرقميون مثاليون على نحو غير واقعي: لا يخطئون، لا يطلبون شيئًا، ويستجيبون دومًا بما يُرضي، وهذا النموذج، وإن بدا مريحًا، قد يرسخ تصورات خاطئة عن العلاقات الواقعية، حيث الاختلافات والمشاعر والاحتياجات المتبادلة هي القاعدة.
كما أن محاكاة الذكاء الاصطناعي للمشاعر، كأن “يخبرك” رفيقك الرقمي عن يومه السيئ، قد يخلق وهمًا بالتواصل الإنساني، لكنه في الحقيقة يفتقر إلى عمق التجربة البشرية.
وهنا تكمن الخطورة: إذا وُجه تعاطفنا نحو كيانات لا تشعر حقًا، فهل سنفقد تدريجيًا قدرتنا على التعاطف مع من حولنا؟ وأي نوع من المجتمعات قد ينشأ إذا غابت هذه القيمة؟
وتتطلب العلاقات الحقيقية مهارات معقدة كالصبر والتنازل والقدرة على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على الحب فقط، بل تمس كل جوانب الحياة الاجتماعي، لكن العلاقات الافتراضية لا تستدعي هذا المجهود، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرة الأفراد على التفاعل الإنساني السليم.
وفوق هذا كله، تبقى هناك عناصر لا يمكن استبدالها رقمياً، مثل التلامس الجسدي، الذي أثبتت الدراسات أنه يعزز من إفراز هرمونات الترابط، ويقلل التوتر، ويمنح شعورًا بالراحة لا يمكن تعويضه برسائل نصية أو محادثات افتراضية.
وحتى الآن، لا تزال الآثار النفسية لعلاقات الذكاء الاصطناعي قيد الدراسة، لكن مؤشرات مقلقة بدأت بالظهور، فزيادة الاعتماد على الرفقاء الرقميين قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، وتعزيز توقعات غير واقعية من العلاقات البشرية، بل وربما تفاقم مشكلات مثل القلق والاكتئاب، وهي نتائج تتماشى مع دراسات سابقة ربطت الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بتراجع الصحة النفسية.
إقرأ أيضًا:
ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي