محمد خزعل يكتب: تهويد القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
تعاني القضية الفلسطينية منذ عقود من محاولات التهويد والتغيير الديموغرافي الممنهج، حيث تسعى إسرائيل إلى طمس الهوية الفلسطينية، وإعادة تشكيل التركيبة السكانية في الأراضى المحتلة لصالح المستوطنين اليهود.. ومن أبرز الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لتحقيق ذلك، سياسة التهجير القسري للفلسطينيين إلى دول الجوار، خاصة مصر والأردن، بهدف تقليل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
الاستيطان: حيث تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بهدف تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي للمناطق الفلسطينية.
التهجير: بالضغط على الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم عبر سياسات التهجير القسرى، مثل القصف المتواصل على أراضيهم وخصوصا غزة، وهدم منازلهم في الضفة الغربية، وسحب الإقامات من المقدسيين.
طمس الهوية الثقافية والدينية: بالسعى إلى السيطرة على الأماكن المقدسة «الإسلامية والمسيحية»، وتغيير المناهج التعليمية، ومحاولة فرض الطابع اليهودي على القدس.
فرض الحصار والعقوبات الاقتصادية: بهدف إجبار الفلسطينيين على البحث عن حياة أفضل في الخارج، ما يسهل تهجيرهم بشكل غير مباشر.
وتعتمد إسرائيل على عدة استراتيجيات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة وطنهم، وتعد مصر والأردن من أبرز الوجهات المحتملة لهذا التهجير، لعدة أسباب:
بالنسبة لمصر: لقرب قطاع غزة من حدودها، ومعاناة الفلسطينيين من الحصار، تُطرح سيناريوهات تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر بشدة.
بالنسبة للأردن: تستقبل المملكة بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة 1948، وتحاول إسرائيل الدفع بمزيد من الفلسطينيين إلى الأردن لجعلها «الوطن البديل»، وهو ما ترفضه الحكومة الأردنية رفضا قاطعا.
وكان لمصر على مدار عقود أدوار بارزة تجاه القضية الفلسطينية، ودائما ما تكون الرسالة الواضحة لقيادتها السياسية بالتأكيد على أنّ الحل العادل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وليس عبر تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وتأكد الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين، حيث اتخذت القاهرة موقفا حاسما تجاه هذه المسألة، فأكدت القيادة السياسية مرارا رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري للأشقاء من غزة، حيث تؤكد مصر أنّ تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة توسعه.
كما تعمل مصر دوما على القيام بدورها المسؤول، وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للفلسطينيين في المحافل الدولية، لمنع تنفيذ أي مخططات إسرائيلية تستهدف تهجيرهم، وتصفية قضيتهم.
وكما هو الحال مع مصر، يرفض الأردن رفضا قاطعا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيه، حيث يعتبر ذلك تهديدا لاستقراره وأمنه الوطني، حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أيضا أن «الأردن ليس الوطن البديل»، مشددا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية.
إن تهويد القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار يشكلان خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني، وهو ما يواجه برفض عربي ودولي.
وبجانب دور مصر والأردن في منع تهجير الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، يبقى التحدي الأكبر هو مواجهة السياسات الإسرائيلية الساعية إلى فرض واقع جديد على الأرض، عبر المقاومة الدبلوماسية والسياسية، وتعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة القضية الفلسطينية فلسطين الاحتلال القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة
نظم الأردنيون يوم الجمعة، وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لأي مخطط لتهجير للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقد نظم الاحتجاج في وسط عمان جماعة الإخوان المسلمين وعدد من أحزاب المعارضة.
وأكد المشاركون في الاحتجاج تمسكهم بحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، ودعوا إلى دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد محاولات تهجيره.
وقال مراد العضايلة، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين "اليوم يقول الأردنيون بكلمة واحدة، إن كل شرائح هذا الشعب والدولة الأردنية على كافة المستويات تعلن موقفا واحدا: لا للتهجير، لا للوطن البديل، لا لمحاولات بناء أي مشروع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
وأضاف: "لذلك فإننا اليوم نقف مع صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وندعمها. ونعلن أن السبيل الوحيد لبقاء الشعب الفلسطيني وعدم تهجيره هو صمود هذا الشعب ودعمه ومساندته لمقاومته البطولية".
من جانبه، أشار وائل السقا، الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي، إلى محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التغطية على هزائم إسرائيل في غزة حسب تعبيره، فقال: "نراكم تحاولون الانتقام من أهلنا في الضفة الغربية بعد هزائمكم. الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة سيعلمكم درسا في المقاومة، من خلال المقاومة فقط يمكننا العودة وطرد هذا الكيان من أرضنا في فلسطين".
Relatedانتقادات واسعة لـ "بي بي سي" بعد سحب فيلم "غزة: كيف تنجو من الحرب"تعيين قادة جدد وإصلاح الأنفاق.. "وول ستريت جورنال": حماس تستعدّ لاحتمال استئناف الحرب في غزةغزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"وكانالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح في وقت سابق من هذا الشهر إعادة توطين الفلسطينيين النازحين في غزة بشكل دائم خارج المنطقة التي مزقتها الحرب واقترح أن تتولى الولايات المتحدة "الملكية" في إعادة تطوير المنطقة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
في المقابل، أكد الفلسطينيون تمسكهم بالبقاء في وطنهم، مشددين على رفض أي مخطط للتوطين.
ورفع المتظاهرون في عمان لافتات مناهضة لترامب، ورددوا شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية. وقد انضم الأردن إلى دول عربية أخرى في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأكد مجددا على دعمه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ قمة "غير رسمية" في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب بشأن غزة أكثر من 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة.. تقرير دولي يكشف حجم الكارثة غزةدونالد ترامبالضفة الغربيةبنيامين نتنياهوالأردن