يناير 30, 2025آخر تحديث: يناير 30, 2025

المستقلة/- في خطوة قد تشعل الجدل داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حث أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إصدار أمر تنفيذي لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بعد إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.

يأتي هذا التحرك عقب فشل الجمهوريين في تمرير قانون داخل الكونغرس يفرض عقوبات على المحكمة، بسبب معارضة الديمقراطيين وعدم التوصل إلى توافق بين الحزبين. ووفقًا للسيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فإن ترامب كان “متجاوبًا” مع هذا الطلب، مما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة بين واشنطن والمحكمة الجنائية الدولية.

ترامب والجنائية الدولية.. مواجهة قديمة تتجدد

ليست هذه المرة الأولى التي يتخذ فيها ترامب موقفًا متشددًا ضد المحكمة الجنائية الدولية، حيث سبق له أن فرض عقوبات عليها خلال ولايته الأولى بسبب محاولاتها التحقيق في جرائم حرب محتملة ارتكبها جنود أمريكيون في أفغانستان. استخدم ترامب آنذاك “سلطات الطوارئ الوطنية” لعرقلة عمل المحكمة، في خطوة أثارت انتقادات واسعة. لكن الرئيس السابق جو بايدن، وفي أول أيام ولايته، ألغى هذه العقوبات، ليعيد ترامب الآن النظر في إعادة فرضها، ولكن هذه المرة لصالح إسرائيل.

نتنياهو في واشنطن.. زيارة تحت الحماية

تأتي هذه التطورات في وقت يستعد فيه نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في الرابع من فبراير، وهي زيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل كون الولايات المتحدة من الدول القليلة التي يستطيع زيارتها دون خوف من الاعتقال، حيث تُلزم الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية بتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عنها.

معركة قانونية أم سياسية؟

ينقسم الموقف الأمريكي بشأن المحكمة الجنائية الدولية بين معسكرين:
???? الجمهوريون، الذين يرون أن المحكمة تتجاوز صلاحياتها وتستهدف حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، ويضغطون لفرض عقوبات عليها.
???? الديمقراطيون، الذين يرفضون العقوبات ويفضلون التعامل مع المحكمة عبر القنوات الدبلوماسية.

اللافت أن غالبية السياسيين الأمريكيين، من الحزبين، يعتبرون أن المحكمة الجنائية الدولية “غير شرعية” في تعاملها مع إسرائيل، باعتبارها ليست عضوًا في المحكمة، وهو ما يثير تساؤلات حول المعايير التي تتبناها واشنطن في دعم المؤسسات الدولية عندما تخدم مصالحها، ورفضها عندما تتعارض مع سياستها الخارجية.

هل يغامر ترامب بمواجهة دولية جديدة؟

في حال قرر ترامب إصدار الأمر التنفيذي، فسيكون أمامه تحديات عدة، أبرزها:
التداعيات الدبلوماسية: قد تؤدي معاقبة المحكمة إلى توتر العلاقات مع الدول الأوروبية، التي تدعم عمل المحكمة في محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.
الانعكاسات القانونية: قد تواجه هذه العقوبات طعونًا قانونية داخل الولايات المتحدة، خاصة من المنظمات الحقوقية والدولية.
الأثر على السياسة الداخلية: قد يستخدم الديمقراطيون هذه الخطوة لمهاجمة ترامب، واتهامه بعرقلة العدالة الدولية لصالح إسرائيل.

ختامًا.. خطوة خطيرة أم ورقة انتخابية؟

قد يكون دعم ترامب لنتنياهو عبر معاقبة المحكمة الجنائية الدولية خطوة تصعيدية لها تداعيات واسعة، لكن توقيتها قبل الانتخابات الأمريكية يثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدف الحقيقي هو كسب أصوات اللوبي الإسرائيلي والمتعاطفين معه داخل الولايات المتحدة. فهل سيقدم ترامب على هذه الخطوة، أم أنه سيفضل ترك الأمر للكونغرس لتجنب تبعات سياسية غير محسوبة؟

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مدرب أمريكي ينفجر ضد تصريحات ترامب عن كندا

كشفت صحيفة ميرور البريطانية اليوم الخميس أن مدرب منتخب كندا الحالي، الأمريكي جيسي مارس، أطلق هجوماً عنيفاً على رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بسبب تعامله مع كندا، حيث أعرب مارس عن خجله من "الغرور" الذي يظهر من البيت الأبيض.

وفي مؤتمر صحافي، قال مارس: "بصفتي أمريكياً، أود التحدث عن خطاب ترامب بخصوص ضم كندا للولايات المتحدة لتصبح الولاية الـ51، الذي أعتبره مزعجاً ومهيناً، كندا دولة قوية ومستقلة، تجسد القيم الأخلاقية والاحترام، إنها مكان يقدر الأخلاق العالية والوحدة".
وأضاف: "سبب فخري كمدرب للمنتخب الكندي هو الشخصيات الإنسانية التي يمتلكها اللاعبون، معظم أفراد الفريق من أجيال أولى وثانية، يأتون من خلفيات وثقافات مختلفة، لكنهم فخورون للغاية بأن يكونوا كنديين، ويقدمون كل ما لديهم لبلدهم ولعبهم معاً".

واختتم مارس بتأكيد انتقاده لتصريحات ترامب، قائلًا: "إذا كان لدي رسالة واحدة لرئيسنا، فهي التوقف عن الخطاب الساخر من كندا.. كأمريكي، أشعر بالخجل من عدم الاحترام الذي أظهرناه لأحد أقدم وأقوى حلفائنا".
وتولى مارس مهمة تدريب ليدز يونايتد الإنجليزي في فبراير 2022 خلفاً لمارسيلو بييلسا، وتمكن من المحافظة على بقاء الفريق في الدوري الممتاز.

ومع ذلك، تمت إقالته بعد عام واحد ليبدأ بعدها مسؤولية تدريب المنتخب الكندي الذي يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم 2026، والتي ستستضيفها كندا مع المكسيك والولايات المتحدة.


مقالات مشابهة

  • فلسطين تسلم مرافعتها للعدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل
  • قطر تتوجه إلى الجنائية الدولية بشأن السماح لـ الأونروا بالعمل في الأراضي المحتلة
  • قطر تطلب من العدل الدولية رأيا استشاريا بشأن التزام إسرائيل بأنشطة الأمم المتحدة
  • عاجل| محكمة العدل الدولية تستقبل مذكرة قطر ضد إسرائيل «تفاصيل»
  • المحكمة الجنائية الدولية تؤكد استمرار تحقيقاتها في حرب غزة
  • مدرب أمريكي ينفجر ضد تصريحات ترامب عن كندا
  • روسيا: نرفض تصعيد الحروب التجارية
  • عاجل. غزة التي في خاطره".. ترامب يحول غزة إلى منتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط"
  • ثمن سياسات القوة التي ينتهجها ترامب
  • صحفي أمريكي يطالب العرب بمواجهة نتنياهو: مقترح «ريفيرا غزة» غير قابل للتطبيق