لغز وجهي المريخ المتناقضين.. هل كشف العلماء السبب؟
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
يُنظر إلى المريخ على أنه أحد الكواكب الغامضة التي تخفي العديد من الأسرار، فالكوكب الشهير بلونه الأحمر الدموي يتميز بخصائص جيولوجية فريدة تجعله محط أنظار العديد من الفلكيين، ومن بين هذه الألغاز ما يُعرف "بالانقسام المريخي الثنائي"، وهو ظاهرة تتمثل في الاختلاف الجغرافي الكبير بين نصفي الكوكب الشمالي والجنوبي.
وتظهر القياسات أن نصفي الكرة المريخية يختلفان في الارتفاع بفارق يراوح بين 1-3 كيلومترات، كما يتميز المريخ بتباين في سماكة قشرته؛ إذ يبلغ متوسط سماكة القشرة نحو 45 كيلومترا، ولكنها تقل في منطقة السهول الشمالية لتصل إلى 32 كيلومترا، بينما تزداد في المرتفعات الجنوبية لتبلغ 58 كيلومترا.
وقد لُوحظ هذا الانقسام في سبعينيات القرن الماضي من خلال صور المسبار الفضائي "فايكنغ" الذي لاحظ أن ثمة تناقضا مذهلا على مستوى المرتفعات الجنوبية الوعرة المملوءة بالفوهات، مقابل الأراضي الشمالية الملساء والمسطحة نسبيا.
الفلكي الأميركي كارل ساجان أمام أحد نماذج مركبة الهبوط فايكنغ (ناسا) عوامل داخليةوتشير نتائج دراسة حديثة، نشرتها بعثة المسبار المريخي "إنسايت لاندر" التابعة لوكالة ناسا في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز"، إلى أن الاختلاف يعود إلى فرضية العوامل الداخلية، مثل تدفق الصخور المنصهرة تحت سطح المريخ، بدلا من أن يكون ناجما عن عوامل خارجية، كاصطدام كويكب بحجم القمر، كما افترض البعض سابقا.
وتتميز المناطق الجنوبية للكوكب بفوهاتها المتعددة وتدفقات الحمم البركانية المتجمدة، مما يشير إلى قدمها الجيولوجي. في المقابل، تتميز الأراضي الشمالية بسطحها الأملس وقلة الفوهات، مما يدل على عمر جيولوجي أصغر. ويعزز هذا التباين الاختلاف في سماكة القشرة، حيث تكون أرقّ في الشمال، كما تخلو صخورها من الخصائص المغناطيسية، وذلك يشير إلى فقدان المجال المغناطيسي القديم للمريخ.
ويزيد من تعقيد هذا المشهد احتمال أن الأراضي الشمالية كانت ذات يوم موطنا لمحيط شاسع من المياه السائلة، وهي فرضية أثارت جدلا كبيرا، وما زال البعض يعوّل عليها للحصول على أدلة على وجود حياة بائدة على سطح المريخ.
إعلانتدعم بعض الأدلة هذه الفكرة، مثل وجود معادن تشكلت بفعل المياه وغياب بعض التضاريس المتوقعة، في حين أن أدلة أخرى تتناقض معها. وهذا الجدل يحمل دلالات عميقة في البحث عن الحياة بعيدا عن الأرض، إذ تعدّ المياه السائلة شرطا أساسيا لوجودها.
مسبار "إنسايت" الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ وفّر بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية (رويترز) زلازل المريخوقد وفّر مسبار "إنسايت"، الذي تمركز بالقرب من الحدود الفاصلة بين نصفي الانقسام الجيولوجي للمريخ، بيانات غير مسبوقة من خلال رصد الزلازل المريخية. وتُعدّ هذه الأحداث الزلزالية نافذة فريدة لاستكشاف باطن الكوكب، تماما كما تساعد الزلازل الأرضية الجيولوجيين في دراسة أعماق كوكب الأرض. ومن خلال تحليل كيفية انتقال اهتزازات هذه الزلازل عبر المناطق المختلفة، اكتشف العلماء وجود فروقات حرارية كبيرة تحت سطح المريخ.
على وجه الخصوص، تفقد الموجات الزلزالية في المرتفعات الجنوبية طاقتها بشكل أسرع، وهو ما يشير إلى أن الصخور تحتها أكثر حرارة مقارنة بالأراضي الشمالية. ويتماشى هذا التفاوت الحراري مع النماذج التي تقترح أن القوى الداخلية هي التي شكلت الانقسام المريخي، وليست الاصطدامات الخارجية.
تشير فرضية العوامل الداخلية إلى أن الغلاف الصخري المنصهر للمريخ لعب دورا محوريا في تشكيل الانقسام الجغرافي بين نصفيه. ففي المراحل الأولى من تاريخ الكوكب، يُعتقد أن النشاط التكتوني وتيارات الحمل الحراري في باطنه كانا السبب في حدوث تباينات ملحوظة في انتقال الحرارة، نتج عنها الفروق في التضاريس التي نلاحظها اليوم.
ومع توقف حركة الصفائح التكتونية، تشكل ما يُعرف "بغطاء الركود" الذي أسهم في تثبيت هذه التضاريس في مكانها. وتشير الدراسات إلى أن أنماط الحمل الحراري تحت المرتفعات الجنوبية ربما دفعت بصعود المادة المنصهرة، بينما حدث الهبوط الحراري تحت السهول الشمالية، مما عزز التباين الجغرافي بين نصفي الكوكب.
إعلانورغم أن الاكتشافات الحديثة تقدم دعما قويا لفرضية العمليات الداخلية، فإن لغز الانقسام المريخي لا يزال بعيدا عن الحل النهائي. وللوصول إلى فهم أعمق لهذا اللغز، يحتاج العلماء إلى بيانات إضافية عن الزلازل المريخية، ونماذج أكثر دقة لتكوين الكوكب، فضلا عن مقارنات تفصيلية مع الأرض والكواكب الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المرتفعات الجنوبیة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
تكتيكات غريبة ولا يستسلمون.. مفاجآت في حقائب جنود كوريا الشمالية بأوكرانيا
«تكتيكات تعود للقرن الماضي، أفكار انتحارية، واستخدام زميل جندي لاستدراج طائرات بدون طيار للهجوم»، هكذا يحارب جنود كوريا الشمالية المقاتلة في صفوف الجيش الروسي ضد القوات الأوكرانية، في تقرير كشفت عنه شبكة «CNN» الأمريكية.
ويقاتل ما يصل إلى 12 ألف جندي كوري شمالي في روسيا، بحسب تقارير استخباراتية غربية، التي تقول إن نحو 4 آلاف جندي قتلوا أو أصيبوا، لكن حتى هذه اللحظة، لم تنفي أو تؤكد روسيا أو كوريا الشمالية ذلك، لكن جميع التقارير الصحفية، والصور، وإعلان كييف والرئيس الأوكراني عن أثر عددًا من جنود بيونج يانج، يؤكد مشاركتهم في الحرب.
يستخدمون القنابل اليدوية.. ولا يستسلمون«CNN» تحدثت مع قائد في قوات العمليات الخاصة السادسة، لم يرغب في ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال إنهم يستخدمون القنابل اليدوية، مما يعني أنهم قادرون على تفجير أنفسهم، مضيفًا: «يمكنهم الذهاب إلى المعركة بكل وقاحة حتى يتم تحييدهم، على الرغم من كل المحاولات لدعوتهم للاستسلام، فإنهم سيواصلون القتال».
ماذا وجد في حقائب جنود كوريا الشمالية؟وعثرت القوات الأوكرانية على حقائب يحملها جنود كوريا الشمالية معهم خلال الحرب، وكشفت الشبكة الأمريكية عن محتواها.
يحمل الجنود في حقائبهم الحد الأدنى من الماء في زجاجات صغيرة تصل إلى لتر واحد تقريبًا، ولا يوجد ملابس ثقيلة إضافية، ولا قبعات، ولا أوشحة، ولا أي شيء آخر من أدوات الحماية الشخصية، أو الاستخدام الشخصي.
ويمتلك معظمهم حوالي 10 مخازن و5-10 قنابل يدوية وذخيرة رشاشات وألغام، كما يحمل بندقية هجومية من طراز AK-12 - النموذج الأحدث من بندقية AK-47 القياسية.
رسائل بخط اليد: سأظهر شجاعة لا مثيل لهاوفي إحدى الحقائب، وجود رسالة مكتوبة بخط اليد، يتعهد فيها الجندي صاحب الحقيبة، بالولاء لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والانتصار في المعركة، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التعهدات تهدف إلى التأكيد على ولاء الجندي إذا قُتل في المعركة لحماية عائلاتهم الناجية، أو ما إذا كانت تعكس حقًا ولائهم.
وتتضمن ورقة أخرى إشادة بشجاعة كوريا الشمالية في القتال وسخرية من جنود أوكرانيا، يقول فيها الجندي: «إن مطرقة الموت التي تلاحق المجهولين والدمى ليست بعيدة، فنحن نمارس القوة الجبارة التي تجعلهم يرتجفون خوفًا، إنها معركة لا تقهر ومن المؤكد أننا سننتصر فيها».
وفي ورقة أخرى: «سأظهر شجاعة لا مثيل لها إلى أقصى حد، أيها العالم، راقبوني عن كثب».
وظهر في مذكرات أخرى، تعليمات مكتوبة للتعامل مع الطائرات بدون طيار «درون»، والتي من المتوقع أنهم لا يعرفون كيفية التعامل معها.