عربي21:
2025-01-30@16:41:41 GMT

قضايا الشعوب ليست “بزنس”.. غزة تجيب!

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

عندما يدعو الرئيس الأمريكي لنقل الفلسطينيين إلى خارج أرضهم ليعيشوا عيشة أفضل وأكثر أمنا، إنما هو يفكر بعقلية “البزنس”… يقول: “حسابيا، عائلة تم تدمير مسكنها عن آخره، وقتل عدد من أبنائها أو جميعهم، ولم تبق في المحيط الذي تعيش فيه أي مقومات للحياة، وفي وجهها عدو متطرف مدجّج بالسّلاح المخيف، نزيده منه كلما طلب (قنابل 900 كلغ)، وندعمه في عدوانه سياسيا وإعلاميا وأمميا بحق “الفيتو” وسنبقى ندعمه، ومن حول هذه العائلة دول هي متحالفة معنا وصديقة لعدوه المباشر… إذا عرضنا على هذه العائلة هجرة إلى بلد الجوار وألزمنا هذا البلد بقبولها، مع إمكانية تقديم مساعدات له ورضينا عنه، وعلمت هذه العائلة أنها ستجد مسكنا وعملا ولا تعرف مضايقات أمنية في هذا البلد، بكل تأكيد لن تتردّد في الاختيار، وبهذا، نكون قد قمنا بتقديم خدمة كبيرة لحليفنا الأول “إسرائيل” وخدمة “إنسانية” للفلسطينيين وعزّزنا علاقاتنا مع أصدقائنا العرب وزدنا من نفوذ وقوة أمريكا!

هو ذا فحوى السياسة الأمريكية اليوم تجاه القضية الفلسطينية القائمة على عقلية “البزنس” و”الصفقات”.

. وكما هو واضح، هي منطلقة من مسلًمات تعود إلى خمسينيات القرن الماضي إلى زمن الثورة الصناعية الثانية!

ولا تأخذ بعين الاعتبار التحوّلات العميقة التي حصلت في المنطقة خاصة في الجانب القيمي وفي جانب الوعي الحضاري ووعي طبيعة الصراع الكوني، كما أنها لا تأخذ بعين الاعتبار أننا في عالم الثورة الصناعية الخامسة، عالم أصبحت فيه إلى جانب أمريكا قوة دولية أقوى منها اقتصاديا لها سياستها في المنطقة ولها مصالحها أيضا، وأقوى منها في مجال المعلوماتية والذكاء الاصطناعي وقريبا ستكون أقوى منها في المجال العسكري.

كما توجد بالعالم اليوم قوى صاعدة محلية بدأت تشعر أنها قادرة على تجاوز حالة “الخوف” من كسر التحالف العسكري مع أمريكا (تركيا)، وأخرى تشعر بإمكانية تجاوز مرحلة الخوف من عقوبات أمريكا (إيران)، وثالثة وهي الأخطر، تأكّدت من إمكانية ضرب البوارج الأمريكية والمصالح الأمريكية بدون خوف من الانتقام الأمريكي (اليمن والمقاومة)، وغدا ستغيّر مصر سياستها تجاه أمريكا (وقد باتت بعض المؤشرات على ذلك تلوح في الأفق)، بل إن الانفتاح السعودي والخليجي على الصين سيعني الكثير في المستقبل لأمريكا وستدفع ثمنه غاليا…

لذلك، ينبغي أن يعرف الأمريكي والصهيوني أن عليه أن يتحرك، وفق معطيات باتت اليوم واضحة للعيان، بعيدا عن السرديات العاطفية أو أوهام القوة المفرطة أو عقلية “البزنس”.

لقد وضعت معركة “طوفان الأقصى” حدا فاصلا بين مرحلتين: مرحلة هيمنة أمريكا على الشرق الأوسط هيمنة مطلقة، ومرحلة مشاركة فواعل جدد لها في رسم سياستها وتنفيذها، وفي كل الحالات، ستكون للفلسطينيين كلمتهم، وهم أدرى كيف يبنون بلدهم، وأعلم بمن هو الصديق والعدو، والأكثر قدرة على حسن الاختيار بين البدائل التي تخدمهم… إنه شرق أوسط جديد بهذا المعنى لا بالمعنى الأمريكي والصهيوني الذي عفا عنه الزمن.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر مصر الاردن غزة تهجير مقترح ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اليوم.. "الشيوخ الأمريكي" يصوت على معاقبة "الجنائية الدولية" بسبب إسرائيل

واشنطن - الوكالات

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه من المتوقع أن يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم التصويت على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية؛ احتجاجا على إصدارها مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بسبب الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الكرة النسائية| البنك الأهلي يواجه دجلة في الدوري اليوم
  • حكي من كتاب «قطعة من السماء» للكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض الكتاب.. اليوم
  • ضمن اعلانات للنشر ..اورنچ مصر راعياً رسمياً لبودكاست “بزنس بالعربي”
  • أورنچ مصر راعياً رسمياً لبودكاست "بزنس بالعربي"
  • حبس المتهمة بسرقة عجوز بعد اقتحام منزلها بشبرا الخيمة
  • حكم الصيام في شعبان.. دار الإفتاء تجيب
  • اليوم.. "الشيوخ الأمريكي" يصوت على معاقبة "الجنائية الدولية" بسبب إسرائيل
  • وزيرا خارجية أمريكا وبريطانيا يبحثان الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا ضمن قضايا عالمية
  • وزير الخارجية التركي: لدينا قضايا إشكالية في العلاقات مع أمريكا