الثورة نت:
2025-03-02@20:55:02 GMT

في ذكرى الشهيد القائد

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

في ذكرى الشهيد القائد

 

أحسنت صُنعاً وزارة التربية والتعليم حينما وجهت للاحتفاء بذكرى استشهاد الشهيد القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي “طيب الله ثراه” إلى ندوة عن طوفان الأقصى وأبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وتأثيراتها على المنطقة، بعكس ما سمعت البعض يتهامسون عن أن الندوة خرجت عن نطاقها، بينما الواقع أن الندوة صبت في ذات الاتجاه الذي نادى به الشهيد، فلقد تبنى قضية فلسطين قولاً وعملاً، وبدأ بإعلان الصرخة التي حددت أعداء الأمة الفعليين وهم أمريكا والصهاينة، طبعاً هناك جهات أخرى مثل بريطانيا تدخل تحت مظلة أمريكا، أي أن الشهيد وجه البوصلة صوب الأعداء التاريخيين للأمة وللإسلام والمسلمين، وهم الذين لا يزالون إلى الآن يتآمرون على كل ما هو عربي وإسلامي، ويدعمُهم في ذلك المتخاذلون من الصهاينة العرب.


كانت الندوة فعلاً جيدة تطرقت إلى أهم القضايا التي تتصل بالعملية، فالدكتور الهبوب تطرق إلى مساوئ التطبيع والمساعي التي تحاول أمريكا من خلال هذه الفكرة أن تُجذرها في الواقع العربي من خلال تغيير المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما يتعلق بالجهاد والآيات والأحاديث الدالة على ذلك كأساس للتمهيد لدولة الكيان الصهيوني كي تتزعم المنطقة باعتبارها واحة للديمقراطية كما يزعمون، أما الدكتور حمود عبد الله الأهنومي فلقد تحدث عن الأبعاد الحضارية والدينية والثقافية لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتطرق في محاضرته إلى أهمية تلك الأبعاد التي تطرقت إلى أن حضارة الغرب حضارة خاوية، خالية من القيم والأخلاق والثوابت الإيمانية وبالتالي مجردة من المعاني الإنسانية، وقال إن الموقف الغريب لدول الغرب المتمثل في تأييد دولة الكيان الصهيوني بصورة عمياء أدى إلى تجاهل آلاف الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين من النساء والرجال والأطفال والشيوخ وحتى الحيوانات، واعتبارهم خسائر بشرية طبيعية بينما يُقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسقوط ضحايا مدنيين مزعومين من الجانب الصهيوني، وكلها دلائل هامة تؤكد مصداقية تبني خطاب الجهاد الإسلامي في سبيل الله على أُسس قرآنية وضرورة خوض هذا الصراع برؤية إيمانية معتمدة على نواميس التدافع الحضاري الذي عبرت عنه الآية القرآنية الحكيمة في قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) البقرة “من الآية151” وقوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدمت صوامع وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدٌ يُذكر فيها أسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) الحج “من الآية 40”.
وأضاف الدكتور الأهنومي “لقد كان العدوان الوحشي الصهيوني على غزة تحدياً واضحاً للحضارة الإسلامية برمتها، واستهجن في هذا الجانب ردود أفعال بعض الدول العربية والإسلامية وعدم شعورهم بالدور الحضاري والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، بعكس دول محور الجهاد والمقاومة فلقد مثلت أصدق تعبير عن الحضارة الإسلامية باستجابتها واندفاعها إلى مواجهة الهجمة الشرسة للكيان الصهيوني ومعه كل الغرب، مؤكداً أن حالات التطور المزعوم أعطب التفكير الحضاري لدى الكثير من العرب والمسلمين وأصابت رؤاهم بالضبابية المريعة، ففي حين يُظهر البعض أن قلوبهم مع غزة إلا أن سيوفهم تميل دوماً إلى الكيان الصهيوني، ناهيك عن الخذلان والتواطؤ والجُبن.
وأشاد الدكتور الأهنومي – في ختام محاضرته – بالدور المحوري الذي لعبته اليمن من خلال القيادة الثورية وقيادة الدولة اليمنية فلقد استطاعت أن تصل إلى عمق العدو الصهيوني إضافة إلى الموقف البطولي الكبير الذي أقحم البحر الأحمر في المعركة برؤية عظيمة وأفق إيماني واضح، كون الصراع معروف أنه صراع أزلي بين الحق والباطل، انتهى الاقتباس من الدكتور الأهنومي.
بقي أن نقول إن الندوة فعلاً مثلت توجهاً حقيقياً لترجمة أفكار وتوجهات الشهيد الكبير السيد حسين بدر الدين الحوثي وتلاقت في أفقه الإنساني مع توجهات الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله، وهنا لا بد أن نُدرك أهمية أن نستغل هذه المناسبات وأن نحولها إلى محطات لأخذ العبر والدروس من التاريخ وآلياته، وكم هو جميل أن نستفيد كثيراً من تركة الشهيد القائد الفكرية ومحاضراته في هذا الجانب فهي واضحة وضافية تُنير للأجيال طريق الأمن والسلام والحرية، وهذا هو المعيار الحقيقي للاحتفاء، والله من وراء القصد..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قراءة تحليلية لخطاب السيد القائد في اللقاء الموسع لاستقبال رمضان

ركّز السيد القائد فيه على أهمية الاستعداد الروحي والنفسي لاستثمار هذا الشهر المبارك، كما تطرق إلى القضايا المصيرية التي تواجه الأمة الإسلامية، وخاصة ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي والأمريكي على شعوب المنطقة، ودور اليمن في المواجهة المستمرة.

المحور الديني:

التهيئة لشهر رمضان والاستفادة منه أكّد السيد القائد على ضرورة الاستعداد الذهني والروحي لشهر رمضان، محذرًا من السقوط في الحالة الروتينية التي تفقد الإنسان الإحساس بقيمة هذه الفرصة العظيمة،

كما استشهد بتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهمية الإعداد لهذا الشهر، موضحًا أن الدخول إلى رمضان بنفسية واعية يحقق مكاسب روحية هائلة. ب

ومن أبرز النقاط التي شدد عليها: شهر رمضان هو فرصة لتزكية النفس والعودة إلى الله، والإنسان الذي يفرّط في هذه الفرصة يكون قد خسر كنزًا ثمينًا.

أهمية ضبط السلوك وحفظ اللسان وغض البصر والالتزام بالتقوى، حيث أن الذنوب هي أكبر خطر يهدد الإنسان.

ضرورة إحياء المساجد، والاهتمام بتلاوة القرآن الكريم والدعاء والإحسان، باعتبار هذه الأعمال جوهر شهر رمضان.

العلاقة الوثيقة بين التقوى والجهاد في سبيل الله، حيث أن الروح الإيمانية الصادقة تعزز الاستعداد لتحمل المسؤولية ومواجهة التحديات.

المحور السياسي: الحرب الناعمة والمخططات الغربية ضد الأمة انتقل السيد القائد إلى قراءة الواقع السياسي، موضحًا أن الأمة الإسلامية تتعرض لحرب شيطانية تهدف إلى إبعادها عن هويتها وقيمها واستغلال الفرص العظيمة مثل شهر رمضان.

واعتبر أن الحرب الناعمة هي أخطر أدوات العدو في إفساد المجتمعات الإسلامية ثقافيًا وفكريًا، مما يجعل الحاجة إلى التوعية والاستقامة ضرورة استراتيجية لمواجهة هذه الحرب.

كما تحدث عن أهمية قراءة الواقع من منظور قرآني، مشيرًا إلى أن التهاون في الالتزام بتوجيهات الله يجعل الأمة في حالة ضعف وذل أمام الأعداء، وهو ما يتجلى في تبعية معظم الأنظمة العربية لأمريكا وإسرائيل.

المحور الفلسطيني:

التصعيد الإسرائيلي والموقف اليمني فيما يخص التطورات العسكرية، شدد السيد القائد على أن اليمن مستمر في دوره الفاعل في معركة "طوفان الأقصى"، وأنه يراقب بشكل مستمر الوضع في غزة وجنوب لبنان وسوريا.

وأبرز النقاط التي تناولها في هذا السياق: تهرب العدو الإسرائيلي من التزاماته في الاتفاقات المتعلقة بغزة، خاصة فيما يخص محور رفح، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لمصر والشعب الفلسطيني.

العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته في غزة ولبنان وسوريا، ويسعى لفرض معادلة جديدة تقوم على استباحة الأمة وإخضاعها بالكامل.

أمريكا وإسرائيل تتعاملان بوقاحة غير مسبوقة، وتسعيان إلى السيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية في المنطقة.

التأكيد على أن لا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف القوية والتحرك الفاعل لمواجهتهما.

كما كشف السيد القائد عن استعداد اليمن للتدخل عسكريًا في حال فتحت إسرائيل وأمريكا حربًا جديدة، مشيرًا إلى أن العدوان الأمريكي والإسرائيلي تجاوز كل الحدود، مما يجعل الاستعداد الدائم ضرورة استراتيجية للأمة الإسلامية.

في الختام:

دعوة للاستعداد والتحرك المسؤول اختتم السيد القائد خطابه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة هي إحدى أخطر المراحل في تاريخ الأمة، حيث يتعرض الفلسطينيون لمحاولات الإبادة والتهجير، كما هو الحال في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ودعا الجميع إلى اليقظة والاستعداد لمواجهة أي تطورات، مشيرًا إلى أن موقف اليمن في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية جزء من الواجب الديني والوطني في مواجهة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

كما شدد على أهمية أن يكون شهر رمضان محطة للتزود بالإيمان والقوة المعنوية، والاستفادة من هذه الفرصة في تعزيز التقوى والجهاد في سبيل الله، باعتبار أن التقوى هي السلاح الحقيقي لمواجهة الطغيان والعدوان.

الاستنتاج العام

عكس خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي رؤية استراتيجية متكاملة تربط بين البعد الديني والروحي لشهر رمضان وبين الموقف السياسي والعسكري في مواجهة الأعداء، وأكد على أن الاستعداد لشهر رمضان بالصيام والعبادة، وأيضًا بالوعي بالمخاطر التي تحيط بالأمة والعمل على مواجهتها.

كان الخطاب بمثابة إعلان تعبوي وتحذير استراتيجي، يهدف إلى توجيه الأمة نحو تحمل مسؤولياتها، واستثمار شهر رمضان كفرصة للعبادة، وأيضًا كفرصة لتعزيز الوعي والجهوزية لمواجهة التحديات القادمة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • غزل المحلة يحيي ذكرى يوم الشهيد طوال شهر مارس
  • فتاة تسأل: طالما ربنا بيحبنا ليه خلق الجنة والنار؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • زاد الروح في شهر التقوى
  • ذياب بن محمد بن زايد يعزي بوفاة والدة الشهيد عبد الحميد الحمادي
  • العمال الكردستاني يعلن وقف اطلاق النار
  • دروس استلهمناها من زيارتنا لمقام الشهيد القائد ورفاقه
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد في استقبال رمضان 1446هـ
  • قراءة تحليلية لخطاب السيد القائد في اللقاء الموسع لاستقبال رمضان