تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
في خطوة تصعيديّة جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصنيف أنصار الله كـ «منظّمة إرهابية أجنبية»، مبرّراً ذلك بأنّ «الحوثيّين» شنّوا هجمات متكرّرة على السفن الحربية الأمريكية واستهدفوا كيان العدو الإسرائيلي بالصواريخ والمسيّرات، فضلاً عن العمليات الدفاعية ضدّ السعودية والإمارات خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن بقرابة نصف مليون غارة.
هذا التصنيف يحمل في طياته أكثر من مجرّد تحرّكات سياسية كيّدية وربما عسكرية عدوانية؛ فهو يطرح تساؤلات عميقة عن مفهوم «الإرهاب» والممارسات الأمريكية في مناطق عديدة من العالم.
لا شكّ أنّ هذا التصنيف يثير السخرية لدى الكثيرين في اليمن. كيف يُتهم من يساند المظلومين في غزة ويدافع عن أرضه وسيادته بـ «الإرهاب»، بينما «أمّ الارهاب» أمريكا التي مارست أشكالاً متعدّدة من التوحّش والقتل والدمار في فيتنام، العراق، ومؤخّراً في فلسطين، تصف نفسها بأنها «رائدة السلام»؟ هذه التناقضات تُبرز معايير مختلّة في السياسة الأمريكية التي تبرّر عدوانها تحت شعار «الدفاع عن النفس»، بينما تُشهر تهمة « الإرهاب» في وجه من يقاومون الاحتلال والعدوان. اليمن، الذي وقف مع المستضعفين في غزة ورفض الإبادة، يُصنّف بـ «الإرهاب» لمجرّد وقوفه ضدّ العدوان الأمريكي الإسرائيلي.
من يمنح أمريكا الحقّ والشرعيّة في التدخّل السافر في شؤون الدول الأخرى؟ هذا السؤال يتردّد على لسان الكثيرين في المنطقة، وخاصة في اليمن، الذي تعرّض لأكثر من نصف مليون غارة جوية، ممّا أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير بنيتهم التحتية.
وهل كان من حقّ أمريكا نشر قطعها الحربية في البحر الأحمر، لحماية ملاحة المجرم الإسرائيليّ ومصالحه، بينما تتجاهل حقّ اليمن في الدفاع عن نفسه، وحقّ أبناء غزة وفي فلسطين في الحياة وفي السيادة على أرضهم المغتصبة؟
التصنيف الأمريكي يأتي في وقت حسّاس، حيث يسعى ترامب إلى فرض مزيد من الضغوط على اليمن، خاصة على الصعيدين المالي والعسكري، بتجميد أصول «أنصار الله» في الولايات المتحدة وحظر أيّ تعاملات تجارية معهم.
لكنّ هذا القرار، بعيداً عن كونه خطوة مستهلكة وغير جديدة، لا يعدو أن يكون امتداداً للسياسات الأمريكية السابقة التي فشلت في التأثير على اليمن. فاليمن اليوم ليس كما كان في الماضي، بل أصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاهله، قادر على فرض معادلات جديدة على الساحتين الإقليمية والدولية.
اليمنيون اليوم يدركون أنّ هذا التصنيف عديم الجدوى ولن يردعهم، بل سيزيد من عزيمتهم في الدفاع عن حقوقهم ومساندة قضايا الأمّة وفي المقدّمة فلسطين. فمن يتصوّر أنّ تصنيف اليمنيّين بالإرهاب سيؤدّي إلى تراجعهم عن كفاحهم من أجل السيادة والحرية، هو واهم.
ولن يتوقّف اليمن عن مقاومة العدوان مهما كانت الضغوط ومهما كان حجمها. أضف إلى ذلك، أنّ اليمن قد يمتلك أوراق ضغط اقتصادية وعسكرية في المقابل وستؤثّر بشكل كبير على المصالح الأمريكية، بل على مصالح حلفائها وأدواتها في المنطقة.
في الوقت نفسه، نجد أنّ التصنيف الأمريكي يتزامن مع خطوات أخرى، أبرزها إعلان ولي العهد السعودي استعداده لاستثمار 600 مليار قابلة للزيادة في أمريكا، فهل هذه الاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة ستكون ثمناً لهذا التصنيف؟ ما هو واضح أنّ التحرّكات الأمريكية والسعودية في هذا السياق قد تؤدّي إلى تصعيد جديد قد يعقّد الوضع اليمني والإقليمي بشكل أكبر، وخلافاً لما يخطّطون له، والتجربة خير شاهد.
في نهاية المطاف، يجب أن يعرف كلّ أعداء اليمن أنّ الحلّ الوحيد مع اليمن ليس في استعدائه وتصنيفه أو العدوان العسكري عليه. الحلّ يكمن في الحوار مع اليمن بندّية، على أساس المصالح المشتركة، ومن لا يراعي مصالح اليمن واليمنيين لن يراعي اليمن مصالحه. فعلى ترامب أن يدرك بأنّ هذا التصنيف لن يغيّر في الواقع شيئاً، بل قد يكون حافزاً أكبر لليمنيين للاستمرار في التصدّي أكثر للتدخّلات الخارجية.
إذا كان ترامب يعتقد أنّ هذه الضغوط ستؤدّي إلى إضعاف إرادة اليمنيين، فهو مخطئ. هذا القرار لن يزيدهم إلا إصراراً على الدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ولن يغيّر التزامهم بمواصلة جهادهم ونضالهم من أجل الحرية والسيادة والكرامة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: هذا التصنیف على الیمن الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي يساعد في عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الاثنين أن الجيش سيواصل المساعدة في عمليات الترحيل "الجماعي" للمهاجرين، وذلك في أول يوم عمل رسمي له في البنتاغون.
ويعد هيغسيث أحد أكثر اختيارات الرئيس دونالد ترامب إثارة للجدال في مجلس الوزراء، وقد صادق الجمهوريون في مجلس الشيوخ على تعيينه رغم المخاوف بشأن قلة خبرته.
أخبار متعلقة بتصويت مثير.. "الشيوخ الأمريكي" يصادق على تعيين هيجسيث وزيرًا للدفاعدراسة: ترامب يفتقر إلى الدعم الواسع لأجزاء رئيسية من أجندتهعلى بُعد 6 كيلومترات.. الجيش الروسي يقترب من بوكروفسك الأوكرانيةوبعد أن تمت المصادقة بصعوبة بالغة على تعيينه، أوضح أنه سيعمل على تنفيذ أجندة الرئيس والتي تشمل استخدام الجيش في عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين.وزارة الدفاع الأمريكيةوقال بيت هيغسيث للصحافيين على درجات البنتاغون إن "مساندة عمليات الترحيل الجماعي دعما لهدف الرئيس هو أمر ستواصل وزارة الدفاع القيام به بالتأكيد".
وأعادت كولومبيا طائرتين عسكريتين أمريكيتين على متنهما عدد من مواطنيها خلال نهاية الأسبوع، ما دفع ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية عقابية دفعت في نهاية المطاف بوغوتا إلى التراجع والموافقة على قبول استقبال المهاجرين غير النظاميين.
وقال هيغسيث أيضا إنه سيتم إصدار المزيد من الأوامر التنفيذية بشأن التخلي عن برامج التنوع والمساواة والإدماج من وزارة الدفاع وكذلك إعادة العسكريين الذين تم تسريحهم لرفضهم تلقي لقاح كوفيد-19، وهو أمر لم يعد إجباريا منذ فترة.