من مذكرات طبيبة إلى فلسفة التغيير: نوال السعداوي تحت الأضواء في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
تستمر مؤلفات الدكتورة نوال السعداوي في جذب الأنظار والتفاعل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث لا تقتصر حضورها على كونها إصدارات أدبية بل تُعد مصدرًا للنقاشات الفكرية العميقة حول قضايا المرأة، الهوية، والتغيير الاجتماعي، من خلال أعمالها الموثقة، تُثير السعداوي تساؤلات حول دور المجتمع في تشكيل مفاهيمنا الدينية والاجتماعية، ما يجعل كتبها محط اهتمام لدى القراء من مختلف الفئات.
قالت عبير عواد مدير تنفيذي في دار مصر العربية للنشر والتوزيع في تصريحات خاصة لصدى البلد أن مؤلفات د. نوال السعداوي المتوفرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ليست جديدة، بل تمتلكها الدار منذ فترة، وأوضحت أن لديهم ستة كتب من أعمال الكاتبة الراحلة، ولكن المتوفر حاليًا في المعرض أربعة فقط، تتنوع بين كتب ذات طابع سير ذاتية مثل “مذكرات طبيبة”، وكتب أخرى تعتمد على البحث والتحليل مثل “المناطق المحرمة بالخوف الاثم ”، و”الوجه العاري للمرأة العربية”.
وأشارت المسؤولة إلى أن اختيار هذه الأعمال جاء بشكل متوازن، حيث تعكس جزءًا كبيرًا من أفكار د. نوال السعداوي، مؤكدة أن المعرض يعد فرصة للنقاش مع القرّاء حول آرائهم تجاه كتبها. وأضافت: “هناك من يقرأ لها ولديه استعداد لفهم أفكارها،بينما البعض لديه صورة غير دقيقة عنها بسبب الجدل الدائر حولها.”
كما أوضحت أن الكاتبة لم تكن تسعى للهجوم على الدين كما يعتقد البعض، بل كانت تناقش تأثير العادات والتقاليد التي تحمل صبغة دينية رغم كونها اجتماعية في الأصل، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة. وأوصت القراء الجدد الذين يرغبون في التعرف على فكر نوال السعداوي بالبدء بكتاب “مذكرات طبيبة”، حيث يتناول جزءًا من سيرتها الذاتية ويوضح كيف بدأت رحلتها الفكرية وشعورها بالاختلاف والضغوط المجتمعية.
وأشارت عبير المدير التنفيذي لمصر العربية الاهتمام بكتب د. نوال السعداوي يختلف بين الزوار، فبينما يسعى بعضهم لاقتناء أعمالها بدافع الفضول أو الرغبة في فهم أفكارها، هناك آخرون يبحثون عنها بتقدير واحترام لفكرها. وتحدثت عن موقف لزائرة اشترت كتابين بناءً على رغبة زوجها في التعرف على كتابات السعداوي، مما يعكس تنوع اهتمامات القراء بين المؤيدين والباحثين عن الفهم، وبين من لا يزالون في مرحلة تكوين رأيهم حول أفكارها.
وأكدت أن المعرض يمثل فرصة للنقاش حول فكر نوال السعداوي، حيث تتيح مثل هذه الفعاليات مساحة للحوار والتفاعل مع الزوار، سواء كانوا داعمين لفكرها أو معترضين عليه، مما يساهم في تعزيز النقاش الفكري بعيدًا عن الأحكام المسبقة. وأضافت: “نحن في الدار لا نقدم فقط كتب نوال السعداوي، بل نحرص دائمًا على تقديم أعمال تحمل طابعًا فكريًا يدعو للتساؤل والنقاش، فالفكرة ليست فقط في القراءة، بل في القدرة على تطوير الأفكار والانفتاح على رؤى جديدة.”
أسعار الكتب والعروض المتاحة
أما فيما يخص أسعار كتب نوال السعداوي، فأوضحت أن الأسعار تتراوح بين 150 إلى 240 جنيهًا، مع توفر خصومات على الشراء، حيث يمكن الحصول على ثلاثة كتب بخصم 35%، بينما يحصل المشتري على الكتاب الرابع كهدية، مما يجعلها فرصة جيدة للراغبين في اقتناء أعمالها والاستفادة من العروض المتاحة.
أما عن الإقبال على كتبها، فأكدت أن هناك اهتمامًا مستمرًا من القرّاء، رغم وجود بعض الجدل، حيث يحرص البعض على الاطلاع على أعمالها لفهم أفكارها بشكل أعمق، بينما يفضل آخرون تجنبها بسبب الصورة المسبقة عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب نوال السعداوي دار مصر العربية كتب نوال السعداوي المزيد نوال السعداوی
إقرأ أيضاً:
مناقشات خلال «الموزعين الدولي».. ابتكار أدوات جديدة لبناء علاقة مستدامة مع القراء
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاختتمت الدورة الرابعة من «مؤتمر الموزعين الدولي» في الشارقة بجلسات سلّطت الضوء على أبرز التحولات التي يشهدها قطاع توزيع الكتب، من تعزيز التجربة الرقمية للقراء، إلى ابتكار أدوات جديدة لبناء علاقة مستدامة مع الجمهور.
وناقش المشاركون في ختام جلسات المؤتمر، أهمية الجمع بين البعد المحلي والامتداد العالمي في صناعة الكتاب، وتفعيل دور المجتمعات المحلية في دعم المكتبات، إلى جانب توظيف منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، لإيصال الكتب إلى فئات جديدة من القرّاء.
وتعليقاً على ختام الدورة الرابعة من المؤتمر، قال منصور الحساني، المنسق العام للمؤتمرات المهنية في هيئة الشارقة للكتاب: «نؤكد في الهيئة التزامنا ببناء صناعة توزيع وبيع كتب تتمتع بالكفاءة والاتصال العالمي، حيث شكل هذا المؤتمر السنوي، بفضل قيادة ورعاية الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، منصة مهمة لتبادل أفضل الممارسات والاستراتيجيات المبتكرة، وأسهم في بناء علاقات متينة تُعد ركيزة أساسية لمستقبل هذا القطاع. ويسعدنا أننا بدأنا نلمس بالفعل الأثر الإيجابي لهذه العلاقات، التي ستقود إلى مبادرات وشراكات جديدة تعزز من مكانة الشارقة عاصمة عالمية للمعرفة والثقافة».
واستُهلت جلسات اليوم الثاني والختامي من الدورة الرابعة لمؤتمر الموزعين الدولي بكلمة رئيسية قدّمها مايكل بوش، مؤسس شركة «ثاليا» الألمانية، في جلسة حوارية مع الصحفي بورتر أندرسون، حيث استعرض خلالها مسيرته في صناعة الكتاب ورؤيته لمستقبل توزيع الكتب، مؤكداً أن الإيمان بالفكرة هو أساس النجاح.
وقدّم فيدريكو لانج، مدير مكتبة «لوكس» في إسبانيا، عرضاً لتجربة مكتبتهم من خلال مبادرة «الزحف العالمي للكتب»، التي انطلقت من أميركا وكندا وحققت نجاحاً لافتاً هناك، وتقوم على فكرة الجمع بين البعد المحلي والامتداد العالمي في تعزيز حضور الكتاب.
وفي جلسة حملت عنوان «الاستفادة القصوى من تيك توك»، اجتمعت أربع من الشخصيات النسائية المؤثرة في عالم النشر وصناعة المحتوى لمشاركة تجاربهن في استخدام تيك توك كأداة فاعلة لتعزيز الوصول إلى القرّاء. وأدارت الجلسة دنيا أبي ناصيف، رئيسة قسم إدارة صناع المحتوى في تيك توك.
ساندرا تاميلي، مؤسسة دار النشر Editora Trinta Zero Nove في موزمبيق، استعرضت تجربتها في التحوّل من مترجمة ومهندسة معمارية إلى ناشرة وفاعلة في تمكين المرأة بقطاع النشر.
بدورها، شددت فاطمة الخطيب، مؤسسة دار سيدرا للنشر، على أن تيك توك أصبح أحد أهم الأدوات المعاصرة لتحديد تفضيلات القراء والتواصل المباشر معهم.
أما سارة ضاحي، صانعة محتوى على «بوك توك»، فأوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها تيك توك، لعبت دوراً كبيراً في إعادة ربط الأجيال بالكتب. من جهتها، أشارت زهرة عبدالله، مؤلفة كتب طبخ حائزة على جوائز، إلى أن تيك توك منح كتب الطبخ فضاءً جديداً للازدهار.