يمانيون../
بعد العمليات العسكرية الموجعة للكيان الصهيوني في البحار وصولاً إلى عمق عاصمته «يافا» والتي استمرت منذ طوفان الأقصى وبوتيرة متصاعدة دون حماية من حلفائه الأمريكي والبريطاني كان لزاماً على الكيان الغاصب أن يفكر مليئاً في إيقاف هذه الهجمات والحصار البحري عبر الخروج من مأزق حرب الإبادة الجماعية في غزة والتي اتخذته صنعاء شرطاً لوقف العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي لعبت دورا كبيرا في الضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة، وقد ربط خبراء عسكريون بين الخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو وبين مسارعته للموافقة على الصفقة التي تم إقرارها في مايو العام الماضي ورفضها الاحتلال واليوم يجد نفسه مرغماً على قبولها وإيقاف حربه العدوانية على غزة…
«الثورة» التقت خبراء عسكريين للوقوف حول تأثير العمليات العسكرية اليمنية على مسار النصر في غزة.

البداية مع اللواء عبد الله الجفري-خبير عسكري والذي تحدث لـ»الثورة» عن تأثير الأسلحة الاستراتيجية التي استخدمتها القوات المسلحة لمساندة غزة قائلاً: «العمليات العسكرية اليمنية استطاعت أن تؤثر تأثيراً كبيراً جداً على الكيان الصهيوني وكان لها بالغ الأثر على مستوى المعركة البحرية وكذلك المعركة الجوية في قواعد الاشتباك التي وصلت إلى مراحل استراتيجية في توازن الردع عبر المرحلة التصعيدية الخامسة وبأسلحة استراتيجية تجاوزت حدود الجغرافيا ولذلك كان لهذه العمليات العسكرية التأثير على المستوى الاقتصادي والسياسي، فاذا تحدثنا من الناحية العسكرية في هذه المعركة الاستراتيجية استطاعت القوات اليمنية أن تفرض معادلة جديدة لم يستطع أي جيش عربي في التاريخ أن يواجه الكيان الصهيوني ومن خلفة الولايات المتحدة الأمريكية والسفن الحربية البريطانية والأوروبية وبالتالي أصبحت القوات المسلحة اليمنية اليوم تدير معركة استراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي والكل يشاهد ذلك من خلال البيانات التي كان يتحدث فيها الناطق الرسمي للقوات المسلحة في صنعاء العميد يحيى سريع وبشكل تصاعدي وبعدد من الصواريخ التي استطاعت أن تستهدف أكبر حاملة طائرات في العالم للجيش الأمريكي وقواته البحرية ونحن نعرف أن حاملة الطائرات هي عبارة عن قاعدة عسكرية بحرية متحركة تعوم في المحيطات والبحار وتتنقل من دولة إلى أخرى لاستهداف أي دولة يريدون احتلالها ولكن اليوم أصبحت هذه حاملات الطائرات أيزنهاور روزفلت وإبراهام وأخيراً هاري ترومان تلوذ بالفرار على بعد اكثر من الف كيلو متر وهذا يدل على أنها غير قادرة على المواجهة والاشتباك نتيجة استهدافها بصواريخ باليستية ولأول مرة في تاريخ الصراعات والحروب التقليدية أن تستخدم صواريخ باليستية ومجنحة لاستهداف حاملات الطائرات وقد أثبتت هذه العمليات نجاحها وأصابت أهدافها بدقة وأيضاً إسقاط احدث الطائرات من الجيل الخامس للجيش الأمريكي وهي طائرة F18 وهذه الانتصارات الكبيرة جعلت القادة العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين ان يعيدوا حسابهم في صعوبة هذه الهجمات”.
اقتصاديا وأمنياً وسياسياً
وأضاف اللواء الجفري عن تأثير العمليات العسكرية اليمنية على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي:
“اما على المستوى الاقتصادي فقرار حضر الملاحة على السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية قد افرز واقع جديد وتأثر هذا الكيان المؤقت بأزمة اقتصادية كبيرة وخانقة والدليل على ذلك ما صرح به المسؤول التنفيذي لميناء إيلات عندما تحدث في صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن خسائر ميناء إيلات قد بلغت اكثر من 14 مليون دولار وقد توقف الميناء توقفا كاملاً، وأما على المستوى الاستخباراتي والأمني فهو إنجاز كبير باختراق الصواريخ اليمنية عمق الكيان المحتل دون أن تكشفه أحدث منظومات الرادار والتصدي المتطورة وهي من أفخر الصناعات الغربية وبلغت تلك الصواريخ مواقع استراتيجية وحساسة في قلب الكيان الصهيوني بما فيها وزارة الدفاع ومحطات الكهرباء في يافا وعسقلان وكذلك قاعدة ناحال العسكرية وهي قاعدة للتصنيع وأيضاً قاعدة نيفاتيم للطيران الاستراتيجي الصهيوني والتي شاركت في العدوان على اليمن، وأما عن المستوى السياسي فهناك أزمة سياسية خانقة أصبحت تحيط بهذا الكيان الزائل وأجبرته على توقيع اتفاق وقف اطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهذا يؤكد أن هذه الانتصارات العظيمة تحققت بفضل الله ثم بفضل المقاومة وفي مقدمتها قوات الإسناد اليمني لأهلنا المستضعفين في غزة”.
مراحل تصاعدية ومدروسة
من جانبه تحدث الخبير العسكري والاستراتيجي العميد مجيب شمسان عن دور العمليات العسكرية اليمنية في معركة طوفان الأقصى قائلاً:
“القوات المسلحة اليمنية في مساندتها للشعب الفلسطيني اعتمدت على تصاعد ذلك الإسناد الذي كان مدروساً وبقوة وكان يرافق ذلك التصاعد تطوير في القدرات وتوسيع في المدى وفي عملية التأثير، وشهد هذا الإسناد تحولات كبيرة في مسار المواجهة التي أثبتت فشل منظومات الدفاع الجوي المتعددة من القبة الحديدية إلى مقلاع داؤود إلى حيتس 2 و3 إلى منظومات ثاد والباتريوت وغيرها، فبعد أن وصلت العمليات البحرية إلى 216 سفينة وثلاث حاملات طائرات أمريكية بضربات استباقية رافقها العمليات المباشرة عمق الأراضي المحتلة وتطوير القدرات سواء على مستوى القوة الصاروخية أو سلاح الجو المسير وكان من أبرز تلك الإنجازات امتلاك القوات المسلحة اليمنية لصاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي والذي لا شك انه قلب موازين القوى في المنطقة لأن مثل هذا السلاح هو من تبحث عنه كثير من القوى العظمى ودول محدودة في العالم هي من تمتلك هذا النوع المتطور من الأسلحة كروسيا وكوريا الشمالية والصين وايران”.
القوة الصاروخية والطيران المسير
وواصل العميد شمسان حديثه متطرقاً إلى أبرز الأسلحة الاستراتيجية المؤثرة التي ساهمت في إيقاف العدوان على غزة:
“اليمن بعد حرق كل تلك المراحل الزمنية وان تصل إلى هذا المستوى المتقدم فإنما يعكس ما كان يتحدث عنه السيد القائد عندما أكد أن كل عدوان سيساهم في تطوير قدراتنا العسكرية على مستوى القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وقد تجسد ذلك من خلال المعركة البحرية والمباشرة كيف تطورت هذه القدرات لان هذا الواقع فرض على القوات المسلحة أن تكون بمستوى متطلبات المرحلة ولذلك الحاجة كما يقال هي أم الاختراع ولذلك تطورت تلك القدرات ووصلت إلى امتلاك صاروخ فلسطين 2 الفرط صوتي والتي تصل سرعته لحظة الانقضاض على الهدف إلى ما يقارب 16 ماغ وهذا يعين سقوط كل منظومات الرادار، والنقطة الثانية كانت في تطور الطيران المسير وطائرة يافا كنموذج والتي استطاعت أن تتجاوز كل تلك القدرات الدفاعية ومنظومات الدفاع المبكر ونحن لا نتحدث عن سرعة هائلة بل عن طيران مسير معروف عنه انه ابطء من الصواريخ المجنحة أو الباليستية ومع ذلك لم تتمكن منظومات الرادار من اكتشافها بل أنها عندما وصلت إلى الهدف لم يكن هناك أي بلاغ حول تهديد أو وصول طائرة مسيرة وهذه الإنجازات المتراكمة بقدر ما كان لها اثرها الكبير على الكيان الصهيوني وعلى معركة طوفان الأقصى وقبول العدو لوقف اطلاق النار وكان سقفه عالياً في البداية بقدر ما عكست صورة عن القدرات اليمنية المتنامية وأعادت لليمن مكانته الطبيعية كعنصر فاعل في اهم منطقة استراتيجية بحيث أنها لا يمكن أن تكون متجاوزة من أي قوى أخرى تفكر أن تعيد رسم خارطة الشرق الأوسط طالما واليمن موجود بقدرته وشعبه وهذه القدرات الكبيرة”.
حصار بحري وفشل أمريكي
اما العميد الركن عابد الثور- خبير عسكري فقد رأى أن الحرب على غزة توقفت لبسالة المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد والتي أهمها اليمن التي لم تستطيع أمريكا ايقافها عن نصرة غزة وأضاف العميد عابد الثور:
“الوجود والانتشار البحري الأمريكي في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط تعرض لفشل ذريع في حماية السفن الصهيونية وكسر الحصار البحري على ميناء ام الرشراش فقد أثبتت القوات المسلحة قدرتها على النيل منه، وتبيّن للعالم من خلال العمليات العسكرية اليمنية أن قدرات أمريكا البحرية محدودة ومنخفضة جدا على عكس ما كان يُشاع بعد أن أثبت اليمن سيطرته على 5000 كلم مربع، بل إنهم الآن يدركون خطورة الأسلحة اليمنية والمستوى التي وصلت له القوات المسلحة في اليمن فأمريكا التي لم تهزم، والتي وضعت البحار والمحيطات تحت تصرفها، كانت تعتقد أنها صاحبة الحق الدبلوماسي والسياسي في السيطرة على البحار، وها هي تُمنع اليوم وتشعر، ولأول مرة، أن أحد المنافذ البحرية المُسَهِلة لانتشار قواتها للوصول إلى البحر العربي والمحيط الهندي عبر البحر الأحمر، أغلق وإذا نشبت حرب كبرى بينها وبين روسيا أو الصين لن يكون لها إلا باب المحيط الأطلسي ومن ثم الهندي للولوج، لكن خلال ذاك الوقت سيتمكن الروس ودول شرق آسيا من تحقيق الانتشار المطلوب في المنطقة، والرسالة الأهم في هذه المعركة والتي ساهمت في إيقاف الهيمنة الأمريكية لحماية الكيان الصهيوني قدرة اليمن على إذلال أميركا عبر ضرب مناطق جغرافية مهمة لها في المنطقة”.
رسائل الإسناد
وبدوره تحدث للثورة العميد الركن فضل العلفي-خبير عسكري عن عمليات الإسناد اليمنية قائلاً:
“كان لعمليات الإسناد اليمنية دور كبير في النصر الذي تحقق في غزة وهذا النصر هو نصر للأمة العربية والإسلامية، وبالعودة للدور اليمني فقد كان الأبرز وعنصر المفاجأة في هذه الحرب وهذا العدوان الصهيوني، حيث أن اليمن كسرت الهيمنة الأمريكية وأنهت سيطرتها المطلقة في البحار والمنافذ البحرية وكذلك قهرت الكيان الصهيوني عندما تسببت القوات المسلحة اليمنية في إغلاق ميناء من أهم الموانئ الصهيونية وهو ميناء أم الرشراش، كما أن عملية الإسناد اليمنية كانت المباغتة للعدو الصهيوني والأمريكية ومن يدور في فلكهم الذين لم يكونوا يتوقعون أن عملية الإسناد من اليمن تكون بهذا الزخم وبهذه القوة حيث أن صواريخنا الفرط صوتية كان لها التأثير الكبير ووقعها كان غير عادي على الكيان الصهيوني ولذلك سارعوا لحشد حلفائهم من الأمريكي والبريطاني وقدرات الناتو بأكملها لإيقاف هذه العمليات العسكرية التي جاءت إسناداً لإخواننا المستضعفين في غزة وبعد الحشد الصهيوني للعالم اصبح الصراع ليس مع الكيان الصهيوني فحسب بل مع العدو الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبكل إمكانياتهم الاستخباراتية وطائراتهم ومن يمتلكون من أقمار صناعية وطائرات استطلاع وكل هذا فشل فشلاً ذريعاً ولذلك التحالف الأوروبي انسحب دولة بعد أخرى حتى تلاشى ذلك التحالف، وبعد ذلك جاء التحالف الأمريكي البريطاني الذي لم يتمكن من تحييد قدراتنا العسكرية وهذا الذي مكنا من مواصلة الإسناد والدعم الذي أدى إلى الانتصار الكبير الذي تحقق مؤخراً وهذا يعد نصراً ليس على الكيان الصهيوني فقط بل وحلفائه الأمريكي والبريطاني وعملائهم في المنطقة، وكان لهذه العمليات العسكرية رسائل كثيرة ومنها إلى ما يسمى التحالف العربي الذي كان ذراعاً لأمريكا وإسرائيل وشن على اليمن عدوناً همجياً في العام 2015م والذي لم يكن بواقع الأمر سوى عدوان أمريكي صهيوني بقفازات عربية للأسف، والرسالة الثانية هي لدول العالم بأكمله أن اليمن أصبحت دولة لا يستهان بها وان اليمن سبقت دول عظمى في امتلاك القدرات العسكرية الصاروخية الفرط صوتية الكبيرة وهذا ما ضاعف قوة الردع لدى القوات المسلحة اليمنية، بحيث أصبح يمتلك قراره وسيطرته على بحاره وأرضه ولم تتمكن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والصهيونية من التأثير على قدراتنا العسكرية، وأوصلت عملية الإسناد هذه رسالة عن حرب العقول والأدمغة فقد استطاع العقل اليمني أن يتفوق بشكل واضح وصريح في جميع المجالات على قدراتهم وتكتيكاتهم العسكرية واصبح لدينا مدرستنا الخاصة في التكتيك العسكري خلال عمليات الإسناد التي استمرت حتى تحقيق النصر وكان لها التأثير الكبير خصوصاً بعد توقف جبهة الإسناد في لبنان حيث أمن الكيان الصهيوني وأخرج قطعانه المستوطنين من الملاجئ لكن فاجأتهم العمليات اليمنية وإعادتهم إلى الملاجئ واستمرت الضربات المؤلمة وكان جبهة لبنان لم تتوقف”.
محور المقامة
الخبير العسكري العقيد الركن احمد الزبيري هو الآخر تحدث لـ”الثورة” عن جبهة الإسناد اليمنية قائلاً:
“إسناد اليمن لغزة الذي استمر حتى توقيع اتفاقية الدوحة لوقف إطلاق النار كان إسناد المفاجأة والنصرة الحقيقية لغزة لعدة أسباب أولها لأنه فرض حصاراً على الكيان الصهيوني وعلى كل داعميه واستطاع هذا الحصار أن يذل الهيبة الأمريكية بأساطيلها وحاملات طائراتها، والأمر الآخر أن صواريخ اليمن وطائراته المسيرة ظلت تصل إلى عمق فلسطين المحتلة في منطقة يافا وأم الرشراش وهذا بحد ذاته شكل ضغطاً كبيراً على هذا الكيان الغاصب وشركائه في هذا العدوان وحرب الإبادة الجماعية على غزة وبسبب هذه الهجمات اليمنية والحصار البحري تم تسريع اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن عطلت أمريكا هذا الاتفاق خمس مرات في مجلس الأمن لأنها كانت تعتبر هذه الحرب حربها ولكن في النهاية أدركت أن ذلك سيؤدي إلى تداعيات ونتائج لا تحمد عقباها سواء للكيان الصهيوني أو القوات الأمريكية في البحر الأحمر، فالعدو الصهيوني كان يتخيل بعد العمليات الغادرة في لبنان والمتمثلة في تفجير البيجرات واستهداف قيادات حزب الله ومحاولة تحييد الجبهة العراقية أن الفرصة سانحة لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة لكن اليمن أثبتت العكس وقامت بكل الجهد الذي يقوم به محور المقاومة حتى اعترف الكيان الصهيوني بالوجع في أكثر من مرة، وصمود اليمن في الإسناد لمدة 15 شهراً ضاعف من خسائر الكيان الغاصب الذي لم يدخل حروباً طويلة الأمد كهذه فهي تعتمد على الحروب الخاطفة والمفاجأة لكن هذه المرة وصفوها بأنها بالنسبة إليهم حرب وجود ومن أسباب ذلك أن استهدافهم جاء من أكثر من دولة والمفاجأة هي اليمن التي تبعد عن الكيان الصهيوني آلاف الأميال”.

الثورة /أحمد السعيدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات العسکریة الیمنیة القوات المسلحة الیمنیة الأمریکی والبریطانی على الکیان الصهیونی الإسناد الیمنیة هذه العملیات على المستوى فی المنطقة على غزة کان لها فی غزة

إقرأ أيضاً:

قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية

يمانيون/ تقارير أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم السبت، قصف قاعدة “نيفاتيم” الجوية الصهيونية، في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، في استهداف ليس الأول خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي تخوضها اليمن نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية أمريكية في غزة.

وتكرر اسم هذه القاعدة خلال الأشهر الماضية، بالتوازي مع استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية، ففي الثاني والعشرين من شهر نوفمبر2024م أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن استهداف هذه “نيفاتيم” بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2، ثم عاودت استهدافها في سبت الـ 28 ديسمبر 2024 بصاروخ فرط صوتي من ذات الطراز.

ويأتي استهداف القاعدة فجر اليوم السبت، غداة وصول تعزيزات عسكرية أمريكية، حيث أعلن المتحدث باسم قوات العدو الصهيوني، أمس الجمعة عن هبوط ثلاث طائرات حربية من طراز F-35 “أدير” في قاعدة نيفاتيم الجوية الخميس، موضحا أن هذه الطائرات – المنتجة من قبل شركة لوكهيد مارتن الأمريكية – ستنضم إلى صفوف سلاح الجو الصهيوني، وتحديدا ضمن السرب 140.

كما يأتي توقيت استهداف القاعدة بعد ثلاثة أيام من استهداف القوة الصاروخية اليمنية لهدف حيوي في حيفا شمال فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي لم يكشف عن نوعه، ما يشير إلى أن الضربات الصاروخية اليمنية باتت تشمل جميع جغرافيا فلسطين المحتلة في التوقيت الذي تريده اليمن.

قاعدة “نيفاتيم” أكثر من قاعدة جوية

وقاعدة “نيفاتيم” هي واحدة من أهم القواعد الجوية الاستراتيجية في لكيان العدو في فلسطين المحتلة، وتضم مقر القيادة الجوية الصهيونية، كما تحتوي على أسراب الطائرات المتقدمة مثل طائرات إف-35 وأخرى متخصصة في النقل والمراقبة.

وتقع القاعدة المعروفة أيضا بقاعدة سلاح الجو الصهيوني 28 في صحراء النقب جنوب شرقي بئر السبع بالقرب من مستوطنة “نيفاتيم” والخط الأخضر، وتحوي القاعدة 4 مدارج يبلغ إجمالي طولها 30 ألفا و722 قدما.

تاريخ القاعدة

في البداية بُنيت القاعدة عام 1947 وكانت عبارة عن مدرج لهبوط الطائرات التابع للعصابات الصهيونية المعروفة بالهاغاناه، وفي أعقاب توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وكيان العدو وإخلاء سلاح الجو الصهيوني قواعده في سيناء مولت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1983 إنشاء القاعدة الجوية في موقع المدرج ذاته.

وفي أوائل عام 2000 وظفت قوات العدو مئات الطيارين والفنيين لبناء حظائر للطائرات ومخابئ للذخيرة وعشرات الوحدات السكنية للطاقم العامل وورش للصيانة.

أما في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 فقد تم توسيع القاعدة لتشمل مدرجا ثالثا بهدف استيعاب الأنشطة العسكرية التي كانت تُجرى في مطار بن غوريون.

مهام ونشاط ومحتويات القاعدة

تضم القاعدة مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الصهيوني تحت الأرض، كما تعد المهبط الرئيسي للطائرة قادة كيان العدو “جناح صهيون”، وكذلك أسراب طائرات “إف-35”.

وتتمركز كذلك في نيفاتيم مقاتلات أخرى، مثل طائرات الشبح والنقل العسكري وطائرات المراقبة والإنقاذ الجوي.

وفي القاعدة 3 أسراب من طراز “إف-35” وهي أسود الجنوب 116 والطائرة الأولى 117 والنسر الذهبي 140، وتضم كذلك سرب طائرات “ناخشون 122” وسربين للنقل من نوع “هيركيلوس”، إضافة إلى وحدات أخرى وأجهزة محاكاة متطورة لتدريب الطيارين.

وإلى جانب تنفيذ المهام القتالية تعد “نيفاتيم” قاعدة إستراتيجية لاستضافة الفرق والطائرات من الخارج لإجراء تدريبات ومناورات مشتركة.

ونشرت الولايات المتحدة عام 2008 رادارا متطورا في القاعدة يعمل على الموجة “إكس” لحماية كيان العدو من كل التهديدات في المنطقتين القريبة والبعيدة، حسب مسؤول عسكري أميركي.

وتسلم كيان العدو أواخر عام 2016 أولى دفعات مقاتلات الشبح الأمريكية “إف-35” التي حطت في قاعدة نيفاتيم، وبموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وكيان العدو تقرر أن تحصل الأخيرة على 50 مقاتلة من الطراز ذاته بحلول عام 2022.

وفي أبريل 2024 كشفت صحف صهيونية عن إطلاق جسر جوي وبحري أمريكي لمد كيان العدو بالعتاد دعما لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، وقد وصلت إلى قاعدة نيفاتيم عشرات الطائرات من طراز “سي-17” التابعة لسلاح الجو الأمريكي.

 

نقلا عن المسيرة نت

مقالات مشابهة

  • خبراء عسكريون: استمرار استهداف عمق كيان العدو يثبت تناميَ قدرات القوات المسلحة اليمنية
  • هيئة البث: إسرائيل الآن أقرب إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة
  • ما دلالات تصاعد الضربات العسكرية اليمنية على عمق العدوّ الصهيوني؟
  • كاتب ومحلل فلسطيني: المقاومة الفلسطينية منفتحة على التفاوض لكن وفق شروطها
  • وزير خارجية قطر: نواصل العمل مع مصر وأمريكا للتوصل إلى إنهاء الحرب بغزة
  • ‏بيان لحماس: "تعيين حسين الشيخ نائبًا لعباس تكريس لنهج التفرد وتجاهل لأولويات الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والإبادة"
  • الأونروا: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة منذ مارس وسط تصاعد العدوان | تفاصيل
  • يافا وحيفا تحت النيران.. اليمن يزلزل الكيان الصهيوني
  • الاعترافات الأمريكية بالفشل في اليمن تعمّق حالةَ اليأس داخل الكيان الصهيوني
  • قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية في مرمى الصواريخ اليمنية