بغداد اليوم -  بغداد

دق الخبير الاقتصادي علاء الفهد، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، ناقوس الخطر، محذراً من تداعيات انخفاض أسعار النفط العالمية على الموازنة العراقية، مؤكداً أن الانخفاض بمقدار دولار في سعر برميل النفط يُترجم إلى خسائر تُقدر بمليار دولار سنوياً، ما يُهدد تمويل الرواتب والمشاريع التنموية في البلاد.

 

مكاسب مُهدَّدة وأرقام صادمة

أكد الفهد أن العراق لا يزال يعتمد بنسبة 85% على الإيرادات النفطية في تمويل موازنته العامة، ما يجعله عرضة للصدمات الاقتصادية العالمية، خاصة مع تقلبات أسواق الطاقة، وأوضح أن انخفاض سعر البرميل الواحد بمقدار "دولار واحد" فقط سيؤدي إلى خسارة "مليار دولار سنويًّا" من إجمالي الإيرادات، وهو ما ينعكس مباشرة على تمويل المشاريع الحيوية ورواتب الموظفين، التي تُشكِّل عبئًا كبيرًا على الموازنة.  

الغاز المصاحب.. استثمارات واعدة وتحديات زمنية

على الرغم من جهود الحكومة لتنويع مصادر الدخل، مثل مشاريع استثمار الغاز المصاحب، أشار الفهد إلى أن العراق لن يتمكن من استغلال كامل طاقته في هذا القطاع قبل عام 2028، بسبب الحاجة إلى استثمارات ضخمة وبنى تحتية متطورة، وأضاف: "هذه المشاريع ضرورية لتقليل الاعتماد على النفط، لكنها تحتاج وقتًا وتمويلًا قد لا يتوفران في ظل الأزمات المالية الحالية".  


سقف الـ80 دولارًا: خط أحمر للموازنة

بيَّن الفهد أن السعر الحالي لبرميل النفط (المُحدد في الموازنة العامة) يشكل "خطًّا أحمر" للحكومة، محذرًا من أن أي انخفاض عن سقف 80 دولارًا للبرميل سيُضعف قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها، بدءًا من دفع الرواتب وحتى تنفيذ المشاريع التنموية. ولفت إلى أن استمرار الهبوط في الأسعار قد يُجبر العراق على خفض الإنفاق أو اللجوء إلى خيارات تمويلية مُكلفة، مثل الاقتراض.  


مُبادرات التنويع: خطوات بطيئة ومخاوف من المستقبل

فيما أشاد الخبير بالجهود الحكومية لتنشيط الإيرادات غير النفطية، مثل تطوير القطاعات الزراعية والصناعية، أشار إلى أن هذه الإجراءات "لا تزال في مراحلها الأولية"، ولم تُنتج بعدُ عوائد ملموسة تُعوِّض النقص المحتمل في الإيرادات النفطية. وأكد أن تعزيز هذه المبادرات يتطلب إصلاحات تشريعية وجذب استثمارات أجنبية، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية والدولية.  

لماذا الوضع أكثر خطورة الآن؟ 

تزامن انخفاض الأسعار مع الحاجة لتمويل إعادة إعمار المناطق المُدمرة، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر يزيد من ضغوط الإنفاق الاجتماعي، إضافة الى المنافسة الإقليمية في قطاع الطاقة تَفرض تحديات إضافية على العراق.  

تحذيرات الفهد تُسلط الضوء على إشكالية هيكلية في الاقتصاد العراقي، تُعيد إلى الأذهان أزمات سابقة عانى منها البلد بسبب تقلبات أسعار النفط. وفي الوقت الذي تُسرع فيه دول عربية مجاورة نحو تحولات اقتصادية جذرية، يبدو أن العراق يحتاج إلى خطوات استباقية أسرع لتفادي وقوع أزمات مالية قد تعيده إلى دوامة الديون وعدم الاستقرار.

التحذيرات ليست مجرد تنبيهات روتينية، بل صرخة لإعادة هندسة الاقتصاد العراقي قبل فوات الأوان. فالتقلبات النفطية ليست جديدة، لكن غياب البدائل الواقعية قد يُعيد البلاد إلى مربع العجز المالي، كما حدث في أعوام سابقة.  

المصدر: وكالات + بغداد اليوم

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

بايرن ميونيخ.. «خسارة صادمة»!

 
ميونيخ (رويترز)

أخبار ذات صلة الغياب من «أبطال أوروبا» يهدد دورتموند! أنشيلوتي: مبابي «تقلب طبيعي»!


أهدر بايرن ميونيخ متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم تقدمه بهدفين وسط جماهيره، ليخسر 3-2 أمام ضيفه بوخوم، وهو ما يشكل صدمة للفريق خلال استعداده لمواجهة مضيفه باير ليفركوزن يوم الثلاثاء المقبل، في إياب دور 16 من دوري أبطال أوروبا.
وبدا البايرن، الذي تغلب على ليفركوزن 3-صفر ذهاباً في دوري الأبطال يوم الأربعاء الماضي، في طريقه إلى فوز مريح، بعد أن سجل رافائيل جيريرو هدفين خلال 14 دقيقة، ليصبح البايرن متقدماً 2-صفر في الدقيقة 28.
لكن بوخوم قلص الفارق بعدها بثلاث دقائق فقط عن طريق ياكوف ميديتس.
وزادت الأمور سوءاً بالنسبة لبايرن عندما طُرد جواو بالينيا ببطاقة حمراء قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول بداعي تدخل عنيف، واستغل بوخوم تفوقه العددي، وأدرك التعادل في الدقيقة 51 بهدف سجله إبراهيما سيسوكو.
وواصل الضيوف عودتهم المذهلة في الدقيقة 71، عندما توغل ماتوس بيرو داخل منطقة الجزاء، وأسكن الكرة في شباك الحارس يوناس أوربيخ مسجلاً هدف الفوز 3-2 لبوخوم.
وتجمد رصيد البايرن عند 61 نقطة في الصدارة، وظل متفوقاً بفارق ثماني نقاط أمام باير ليفركوززن صاحب المركز الثاني، والذي خسر 2-صفر أمام فيردر بريمن.

مقالات مشابهة

  • الحكومة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا
  • انخفاض أسعار النفط مع تزايد قلق المستثمرين بشأن الرسوم الجمركية
  • خبير اقتصادي:(100) مليار دولار سنوياً معدل الانفاق الحكومي والبلد ما زال يعتمد على بيع النفط
  • أسعار النفط والذهب والدولار تواصل تأرجحها.. كم بلغت في تعاملات اليوم؟
  • انخفاض أسعار النفط
  • أسعار صرف الدولار تلامس الـ 149 ألف دينار في العراق
  • 100 مليار دولار سنويا.. إنفاق العراق يتجاوز أقوى 3 دول اقتصاديا
  • إدارة ترامب تنهي إعفاءات ممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران
  • انخفاض كبير لصادرات العراق النفطية الى أمريكا
  • بايرن ميونيخ.. «خسارة صادمة»!