فلسطينيون ينصبون خياما فوق أنقاض بيوتهم المدمرة في غزة.. فيديو
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
عرضت وكالة “وفا” الفلسطينية مقطع فيديو لنصب مواطنون خياما فوق أنقاض بيوتهم المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة بعد عودتهم من النزوح.
وبينما يواصل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم ومناطقهم في شمال غزة لليوم الثاني على التوالي بعد فتح محور نتساريم من قبل القوات الإسرائيلية، تشير مصادر حكومية فلسطينية إلى وجود نقص حاد في الخيام اللازمة لإيواء النازحين، حيث فقد أكثر من 90% منهم مأواهم في الشمال.
وتناشد السلطات المحلية إدخال الخيام مع قوافل المساعدات لتلبية احتياجات العائدين، وأفاد مسؤولون فلسطينيون، يوم الثلاثاء، بأن 90% من العائدين إلى شمال غزة "بلا مأوى" بعد أن دمرت منازلهم بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد المسؤولون أن شمال القطاع يعاني من نقص حاد في الإمكانيات اللازمة لاستقبال النازحين، حيث يحتاجون بشكل عاجل إلى توفير الخيام والمستلزمات الأساسية لإيواء ما لا يقل عن 135 ألف عائلة، في ظل محدودية الموارد واستمرار الحصار.
وأضاف المسؤولون أن مناطق الشمال التي وصل إليها النازحون تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وهي خالية تماماً من الوقود. وناشدوا الجهات الداعمة لاتفاق وقف إطلاق النار بتسهيل دخول المحروقات مع شاحنات المساعدات، حيث لم يصل لتر واحد من الوقود أو الغاز أو البيوت المهجزة للنازحين.
من جهته، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع بتزويد السلطات بأكثر من 250 ألف خيمة بشكل عاجل وفوري، للمساعدة في إيواء الآلاف من العائلات الفلسطينية العائدة إلى مناطق الشمال، وفقاً لما أفاد به مراسل مونت كارلو الدولية في غزة وسام أبو زيد.
ويذكر أنه لم يتم إدخال سوى 800 خيمة لإيواء نحو 650 ألف نازح تعرضت مناطقهم للتدمير الكامل، بسبب إجراءات متعلقة بالشحن إلى القطاع.
يستمر أهالي القطاع لليوم الثاني على التوالي بالتدفق عبر الممرات المعلن عنها عبر محور نتساريم للعودة إلى الشمال، وسط أوضاع إنسانية صعبة وتحديات كبيرة.
وكانت العودة محصورة بالسير على الأقدام والعربات البسيطة التي تجرها الدواب، حيث حمل الفلسطينيون ما تيسر من أمتعة بسيطة وخيام نزوحهم لإعادة استخدامها، وقطعوا مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات سيراً على الأقدام.
في الوقت نفسه، واصل آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى منازلهم في مدينة غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، يوم الثلاثاء، وسط إجراءات مشددة لفحص مئات السيارات القادمة من الجنوب.
وانتشرت الطواقم الحكومية بين العائدين لليوم الثاني على التوالي لتسهيل عمليات العودة، حيث يعمل أكثر من 5500 موظف حكومي على تسهيل ممرات العودة، وفقاً لما صرح به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وبحسب وكالة رويترز، فقد نزح أكثر من 650 ألف فلسطيني من مناطق شمال غزة عدة مرات نتيجة للقصف الإسرائيلي المكثف، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مما أدى إلى تدمير كامل أو شبه كامل لمنازل المواطنين.
ولا تزال جثث العشرات من الضحايا عالقة تحت الركام، في ظل غياب المعدات الثقيلة التي تسهل عمل الدفاع المدني في انتشال الجثث.
ويظل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل محل ترقب من المراقبين والوسطاء، حيث يعتبره البعض هشاً، خاصة بعد الحادث الذي أدى، يوم الثلاثاء، إلى مقتل فلسطينيين نتيجة "استهداف دقيق لمشتبهين يشكلون تهديداً على القوات الإسرائيلية" على مركبات مرت دون تفتيش، وفقاً لما صرح به الجيش الإسرائيلي الذي اعتبره خرقاً لبنود الاتفاق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وكالة وفا الفلسطينية الشمال النزوح النازحين عاجل وفوري القطاع استقبال النازحين فی غزة
إقرأ أيضاً:
12 مخططا إسرائيليا أفشلتها عودة النازحين إلى شمال غزة
شكلت صور عودة عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، صدمة للإسرائيليين قادة ومستوطنين، وسجلت مشاهد العائدين إلى مناطقهم لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وسلطت الضوء على أهمية حق العودة، وتمسك الفلسطيني بأرضه، مهما بلغت التضحيات.
وذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وبعد ظهر الثلاثاء.
واعتبرت صورة الحشود بمئات الآلاف من الفلسطينيين بأنها نهاية الحرب، في حين رأى عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس أن تلك الصورة حطمت أوهام النصر المطلق التي روج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره منذ أشهر.
كما رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن عودة سكان غزة إلى منازلهم قبل عودة جميع سكان مستوطنات غلاف غزة "دليل مؤلم" على عجز حكومة نتنياهو.
وعبر رئيس حزب "العظمة اليهودية" إيتمار بن غفير عن حالة الإحباط في إسرائيل من مشاهد عودة النازحين، وقال "إن فتح طريق نتساريم ودخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال قطاع غزة هي صور لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة واللامسؤولة".
وأضاف أن هذا ليس ما يبدو عليه "النصر الكامل، بل هذا هو ما يبدو عليه الاستسلام الكامل، فلم يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي ولم يضحوا بأرواحهم في القطاع لجعل هذه الصور ممكنة".
إعلانكما حذر منتدى القادة والجنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي من أن عودة الغزيين إلى شمال قطاع غزة تعد خطوة خطيرة، وتعني "التنازل عن أصل إستراتيجي تم الحصول عليه في الحرب لصالح صفقة جزئية وخطيرة. وبدلاً من هزيمة حماس، فإن الجيش الإسرائيلي مضطر لمواجهة واقع من شأنه أن يقوض قدرته على الفوز، ويجب على الجمهور أن يفهم الثمن الباهظ لهذا القرار".
واستطلعت الجزيرة نت آراء عدد من الخبراء والمحللين، للوقوف على أهم الملامح السياسية التي رسمها مشهد عودة النازحين.
تكريس خيار العودةيرى القيادي في حركة حماس محمود مرداوي أن عودة النازحين بهذا الزخم والتدفق ترسل رسالة "أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، وأن الهجرة ليست خيارًا لا طوعيًا ولا بالإكراه، وأن هذا له دلالات واضحة على المستوى الجماعي، والفردي تعكس تمسك الفلسطينيين بحق العودة والتصاقهم بأرضهم وبوطنهم".
رد على تصريحات ترامبمن جهته، اعتبر القيادي في حركة فتح والخبير في الشؤون الإسرائيلية سفيان أبو زايدة أن عودة النازحين حملت في طياتها ردا عمليا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وإلى دول أخرى.
فكانت هذه العودة وبهذه الأعداد أكبر رسالة لترامب أن الشعب الفلسطيني عمليًا متشبث بأرضه ولن يرضى عنها بديلًا، لأن تجربة الشعب الفلسطيني كانت مريرة جدا في كل ما يتعلق بالنزوح، وقد جرب ذلك عام 48 وجرب ذلك عام 67 ولا يريد أن يخوض ذات التجربة عام 2025.
إفشال مخططات الاستيطانأفشلت عودة النازحين المخطط الإسرائيلي الكبير بعودة الاستيطان إلى قطاع غزة، وحطمت آمال اليمين الإسرائيلي الذي كان يسيل لعابه من أجل استقرار المستوطنين شمال غزة.
انتصار الوعي الجمعيعززت الصورة المتشابكة بالأعداد الكبيرة للنازحين -في مشهد العودة من الجنوب ومن الوسط إلى الشمال- وعي الفلسطيني بالتمسك بأرضه، حتى وإن تعرض لكل ما تعرض له من عملية ممنهجة ومن عمليات إبادة، مما يعد صورة مغايرة كليًا لما حدث عام 1948.
إعلانوتحدث المختص بالشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات عما سماه العقل والذهن الفلسطيني -الذي كان يقوم على مبدأ الخروج وانتظار العودة فيما بعد إذا تحققت الظروف المناسبة- قائلا إن الفلسطيني اليوم "أصبح يمتلك عقلًا ووعيًا جمعيا يقوم على مبدأ مغاير، وعلى التمسك قبل البناء، حتى وإن لم تكن هناك إعادة إعمار، حتى وإن لم يكن هناك أفق سياسي مستقبلي".
ضرب مبدأ الإحلالويضيف بشارات أن جموع العائدين المتمسكين بالأرض ومبدأ العودة ضربت عصب ومفهوم فكر الدولة اليهودية الذي يقوم على مبدأ عملية الإحلال وطرد السكان والسيطرة على الأرض بالقوة "وهذا أيضًا واحد من المنهجيات التي يسعى الاحتلال لتنفيذها في مدينة القدس المحتلة وفي الضفة الغربية".
مشهد العودة عزز وعي الفلسطيني بالتمسك بأرضه ولو تعرض لكل ما تعرض له من إبادة (الفرنسية) كسر معادلة التهجيريقول المختص في الشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس إن عودة النازحين شكلت -في نظر الكثير من المحللين والمراقبين- حدثا تاريخيا بامتياز، وهو من الأيام التي سيذكرها التاريخ الفلسطيني طويلًا وذلك لأنها بكل بساطة كسرت معادلة استمرت منذ عام 1948 تعني أن انتصار إسرائيل يساوي تهجير الفلسطينيين، وبالتالي الاحتلال الإسرائيلي هو في جوهره احتلال استعماري، إحلالي، فوجود إسرائيل لا يمكن أن يقوم ويتمدد ويتوسع إلا في حالة طرد الفلسطينيين.
انهيار سردية التخلي عن الأرضأفشلت عودة السكان إلى شمال غزة المخطط الإسرائيلي بإفراغه من سكانه، وفي المقابل انهارت سردية عملت عليها إسرائيل منذ 1948 بأن الفلسطيني يمكن أن يتخلى عن أرضه، إذا ما تحققت له ظروف الحياة وظروف معيشية أفضل من الظروف الحياتية.
فعودة النازحين ضرب عصب واحدا من أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي كما وصفها الخبير بشارات بانهيار السردية لصورة الفلسطيني الذي يمكن أن يتخلى عن أرضه، والتي سيطرت على العقلية العربية والإسلامية والعالمية، كل هذا تحطم. كما اهتز معه واحد من أهم المرتكزات المستقبلية للمشروع اليهودي بالضفة الغربية، وهو مبدأ الحسم الذي تبنى عليه الصهيونية الدينية خطتها في ضم وحسم الضفة الغربية.
إعلان تلاشي نظرية الردع بالدمارقامت فكرة الاحتلال الإسرائيلي الأساسية على تغيير الجغرافيا والديمغرافيا في قطاع غزة، منذ بداية الحرب. لذا سعى إلى تدمير المناطق السكنية، بالقصف العشوائي والتدمير الممنهج للبيئة السكنية، بهدف اقتلاع الفلسطيني بشكل كامل، بهدف تحول قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.
وكما يشير المحلل أبو العدس فإن الخطط الإسرائيلية كانت تقوم على إفراغ قطاع غزة لإيجاد حالة من الردع بالدمار، وهو المبدأ الذي كانت تكرره بكثرة الدعاية الإسرائيلية من خلال وسائل إعلامها، وهي تنسحب أيضًا على عموم الحالة الفلسطينية سواءً في الضفة أو الداخل المحتل أو في القدس.
إحباط خطة الجنرالاتكانت عودة النازحين إحدى أهم القضايا التي طرحت خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وأبرزت تعقيدات عملية التفاوض، لكن وصولها إلى مرحلة التنفيذ كان تحولا مهما في الالتزام بتنفيذ الاتفاق، رغم بعض المعوقات التي وضعتها إسرائيل.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرار أن عودة النازحين أفشلت مشروع التهجير في الأساس كمبدأ، كما أفشلت خطة الجنرالات شمال قطاع غزة التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة من خلال القصف والقتل والتدمير.
عودة النازحين أفشلت خطة الجنرالات التي قامت على مبدأ دفع الناس للهجرة بالقتل والتدمير (الأناضول) مخطط تقسيم القطاعمن جهته، يرى المحلل القرار أن الصعوبات الميدانية تجعل من وجود الأعداد الهائلة من النازحين معوقا جديا وكبيرا، أمام أي مخطط أمني أو عسكري إسرائيلي شمال قطاع لتقسيمه.
وبعد فشل خطة الجنرالات، فقد الاحتلال كل أدوات الضغط لفصل قطاع غزة إلى كانتونات منفصلة، شمالًا ووسطًا وجنوبًا، ومحور فيلادلفيا في الحدود المصرية الفلسطينية.
إفشال خيار عودة الحربيرجح المحللون أن إسرائيل ستواجه مشكلة كبيرة جداً سواء على مستوى المؤسسة العسكرية أو السياسية، لو حاولت العودة للحرب، خصوصا في مناطق شمال قطاع الذي رجع إليها مئات الآلاف من النازحين.
إعلانوقد اعتبر المحلل بشارات أن العالم الغربي أعطى إسرائيل كل المساحات لتنفيذ كل خططها ضد غزة، والآن ثبت فشل إسرائيل في قدرتها على تحقيق ذلك، ولهذا ستكون هناك معارضة جدية في العودة إلى الحرب، وإن الذي يمكن فقط تنفيذه هو عمليات محددة مركزة باستخدام الطائرات ولكن دون إمكانية الدخول في مواجهة شاملة وواسعة.
وبهذا الصدد، يقول عاموس هارئيل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس إنه سيكون من الصعب على إسرائيل تجديد الحرب وإجلاء المدنيين مرة أخرى من المناطق التي ستغزوها، حتى لو انهار الاتفاق نهاية الأسابيع الستة من المرحلة الأولى.
كما يرى المحلل أبو العدس أن العودة إلى القتال مسألة معقدة جدًا، حيث عملت المقاومة على استعادة القدرات العسكرية والتجهيز للمواجهة مع الاحتلال حال عودة للقتال، كما أعدت الميدان لإمكانية عودة الحرب من خلال تجهيز الكمائن والعبوات والتشكيلات القتالية.
سيطرة الإحباط على الجمهور الإسرائيليتسيطر حالة من الإحباط الكبير على الشارع الإسرائيلي الذي يعتقد أن هذه الحرب انتهت، وأشارت استطلاعات الرأي إلى أن 60% من الشارع الإسرائيلي يريد إنهاء هذه الحرب.
لكن التساؤل الكبير الذي برز لدى الإسرائيليين بعد مشاهد عودة النازحين إلى شمال القطاع وظهور عناصر المقاومة: ماذا كنا نفعل في قطاع غزة خلال الـ15 شهرا؟