لماذا قرر ترامب الغياب عن مناظرة الجمهوريين الأولى؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
واشنطن – لم يفاجئ قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعدم المشاركة في أول مناظرة تمهيدية للحزب الجمهوري، والمقررة يوم الأربعاء 23 أغسطس/آب الحالي، في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن، كثيرًا من متابعي الشأن الأميركي.
وسيترك قرار ترامب المواجهة الأولى للمرشحين الجمهوريين للرئاسة، دون المرشح الأوفر حظًا للفوز ببطاقة الحزب، طبقًا لكل استطلاعات الرأي.
وسوّغ ترامب قراره في منشور على "منصة تروث" بالقول، إن "استطلاع شبكة سي بي إس الجديد، جعلني أتقدم السباق بأرقام أسطورية، يعرف الجمهور من أنا، وكيف كانت فترة رئاستي ناجحة مع تحقيق استقلال الطاقة، وضبط الحدود القوية والجيش، وأكبر تخفيضات ضريبية وتقليل الإجراءات البيروقراطية والتنظيمية على الإطلاق، وعدم وجود تضخم، مع وجود أقوى اقتصاد في التاريخ، وأكثر من ذلك بكثير، لذلك لن أشارك في المناظرة".
إستراتيجية ترامب
وحصل ترامب في استطلاع شبكة سي بي إس، الذي نشرت نتائجه أمس الأحد، على أصوات 62% من الناخبين الجمهوريين، متقدمًا بنسبة 46% من الأصوات على أقرب منافسيه رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا، الذي حصل على 16% فقط من الأصوات، في حين حصل بقية المرشحين على نسب ضئيلة.
وتأهل للمشاركة في المناظرة الجمهورية 9 مرشحين، وأشار جميع المرشحين الثمانية الآخرين إلى أنهم سيشاركون في المناظرة.
وأرجع بعض الخبراء إستراتيجية ترامب بالغياب عن المناظرة، إلى رغبته في ترك مساحة أوسع بما يوفر فرصًا أكبر لبقية المرشحين، لاستهداف المرشح رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، الذي يمثّل أكبر خطر على ترشح ترامب.
وتحدث ترامب علنًا منذ أشهر عن عدم مشاركته في المناظرة الأولى، عندما أشار إلى أنه لا يريد أن يمنح خصومه الذين يتخلفون عنه بنسب ضخمة فرصة الظهور إلى جانبه.
المشاركة الثانية
وقال ترامب في ظهور له على شبكة فوكس الإخبارية الشهر الماضي، "أنت تتقدم المنافسين بفارق 50 أو 60 نقطة، لماذا تشارك في مناظرة؟ هذا في الواقع ليس عدلًا، لماذا تسمح لمرشح يحصل على ما يقرب من الصفر، أو يحصل على واحد، أو اثنين، أو ثلاثة في المئة أن يطرح عليك أسئلة"؟
والجدير بالذكر أن قرار ترامب بالغياب عن المناظرة الأولى لا يمنعه تلقائيًا من المشاركة في المناظرة الثانية، التي ستجري في 27 من الشهر المقبل، في مكتبة رونالد ريغان بولاية كاليفورنيا.
وعلى الرغم من السوابق التاريخية التي دفعت ببعض المرشحين للتقدم في السباقات التمهيدية عقب المناظرة الأولى، فقد ارتفعت نسب اختيار المرشح دونالد ترامب بـ 11 نقطة، عقب مشاركته القوية في المناظرة الأولى لانتخابات 2016.
ومع ذلك لا يؤمن ترامب أن هناك ما يكسبه من وراء المشاركة، في حين أن هناك احتمالات لخسارة كبيرة قد تلحق به إذا وقع في خطأ ما، أو لم يكن أداؤه على المستوى المتوقع.
هدف رئيس
وترامب، كونه رئيسًا ومرشحًا سابقًا، ليس لديه كثير مما يمكن أن يقدمه في مناظرة مع ثمانية مرشحين أخرين، في الوقت الذي سيكون هو الهدف الرئيس لهم، بسبب تقدمه الواسع في الاستطلاعات، إضافة لمشكلاته القانونية الضخمة والمتزايدة في الوقت ذاته، التي دفعت ببعض المرشحين لمطالبته بالانسحاب من السباق الرئاسي بصورة كاملة، خدمة لمصالح الحزب الجمهوري.
وبدلًا من المشاركة في المناظرة، يتوقع على نطاق واسع أن يمنح ترامب مذيع قناة فوكس السابق، تاكر كارلسون، الذي أنتقل لمنصة إكس (تويتر سابقًا)، ويتابعه عليها ما يقرب من 10 ملايين شخص، مقابلة حصرية في الوقت نفسه، ويتوقع أن يشاهدها عدد أكبر من مشاهدي المناظرة التي تنظمها وتبثها شبكة فوكس الإخبارية.
ويعتقد ترامب أنه سيكون جوهر المناظرة الجمهورية الأولى، سواء شارك فيها أو غاب عنها، ويؤمن كذلك أن بإمكانه اختطاف الحدث غيابيًا، خاصة إذا انتهى الأمر بمناظرة حول ترامب، حيث سيعدّ ذلك فوزًا له وترويجًا مجانيًا لترشحه.
قد يكون ترامب محقًا في افتراض أن لديه ما يخسره أكثر مما يكسب من هذه المناظرة، خاصة كونه يثق في التصاق قاعدته الانتخابية به، ولا يؤمن ترامب بأن هدف المناظرات هو تزويد الناخبين بفرصة سانحة للحكم على خياراتهم جنبًا إلى جنب بين المرشحين، والاستماع إليهم وهم يطرحون أسئلة صعبة على بعضهم بعضًا، ومقارنة سياساتهم وأولوياتهم ورؤاهم للقيادة.
وعلى الرغم من عدم تمثيل غياب ترامب أي قلق على ولاء كتلته التصويتية داخل الحزب الجمهوري له، فإن الأمر يختلف عند خوض الانتخابات العامة أمام مرشح ديمقراطي، ويبقى على ترامب أن يقنع فئات متأرجحة؛ مثل: سيدات الضواحي، ممن لا يمكن لترامب الفوز دون الحصول على نسبة كبيرة من أصواتهن، ويعدّ غياب ترامب عن المشاركة في المناظرة فرصة ضائعة لإعادة طرح نفسه مرشحًا جادًا وجذابًا لهذه الفئات المتشككة فيه، خاصة بعد سيل الاتهامات الجنائية الأخيرة التي تلاحقه في المحاكم الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی المناظرة المشارکة فی
إقرأ أيضاً:
من هي مسؤولة اتحاد المصارعة السابقة التي اختارها ترامب وزيرة للتعليم؟
سرايا - اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ليندا ماكمان، الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي"، لتولّي حقيبة التعليم، الوزارة التي يعتزم إلغاءها والتي يدور حولها نزاع شرس بين "التقدميين" و"المحافظين".
وقال ترامب في بيان، إن ماكمان هي "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدين"، مضيفا "سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد".
ومنذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر، بدأ الرئيس السابق الذي سيتسلم السلطة مجددا في 20 يناير، بتعيين كوادر إدارته المقبلة، وقد اختار لملء بعض المراكز أسماء فاجأت كثيرين.
وفي بيانه، اعتبر ترامب أنه "بصفتها وزيرة للتعليم ستكافح ليندا بلا كلل" من أجل منح كل ولاية أميركية مزيدا من الحريات التعليمية، و"تمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات التعليمية لعائلاتهم".
ليندا ماكمان
وتشهد الولايات المتحدة انقساما حادا حول موضوع التعليم، إذ ترفض الولايات التي يقودها جمهوريون نشر المبادئ التي يدافع عنها الديمقراطيون من مثل حقوق المرأة والأقليات وحقوق المثليين.
وماكمان، سيدة الأعمال البالغة من العمر 76 عاما، سبق لها أن شغلت منصب وزيرة شؤون الشركات الصغيرة وذلك في مستهل ولاية ترامب الأولى، وتحديدا بين العامين 2017 و2019.
وتعتبر هذه المرأة أحد أركان الحلقة الضيقة لترامب الذي اختارها أيضا لتكون أحد قادة فريقه الانتقالي الذي سيتولى السلطة من الديمقراطيين.
ولا تتردّد ماكمان في وصف ترامب بـ"الصديق"، وهي مانحة رئيسية للحزب الجمهوري، وقد ساهمت ماليا في دعم ترشيح ترامب للسباق الرئاسي منذ 2016، أولاً في الانتخابات التمهيدية الحزبية، ومن ثم في الانتخابات الوطنية.
وهذه السيدة متزوجة من فينس ماكمان، وريث اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي".
وهذا الاتحاد هو شركة عملاقة تأسّست في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تصبح ماكمان في 1993 رئيستها ومن ثم مديرتها العامة في 1997.
واستقالت ماكمان من هذه المنظمة في 2009 لتجرب حظها في عالم السياسة.
أمام زوجها فقد بقي على رأس الاتحاد حتى يناير الماضي حين اضطر للاستقالة بعد أن تقدمت موظفة سابقة بشكوى ضده بتهمة الاعتداء جنسيا عليها.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#ترامب#الأردن#بكين#التعليم#الاحتلال#الرئيس
طباعة المشاهدات: 90
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-11-2024 04:11 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...