السياحة الجيولوجية في الإمارات تستقطب الباحثين والزوار من مختلف أنحاء العالم
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
تعد السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات ضمن حملة “أجمل شتاء في العالم” من العوامل الهامة لتعزيز السياحة الداخلية وجذب الباحثين والزوار من جميع أنحاء العالم.
وأكد سعادة المهندس سيف غباش، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية أن دولة الإمارات تتمتع بتراث جيولوجي غني يمتد تاريخه إلى أكثر من 600 مليون سنة مشيراً إلى أهمية هذا التراث في تعزيز السياحة الجيولوجية بوصفه جزءا من مبادرة “أجمل شتاء في العالم.
وقال إن هذا التنوع الجيولوجي الفريد يعكس العمليات الطبيعية التي شكلت تضاريس الدولة عبر العصور، ما أوجد طبيعة مميزة ومواقع ذات قيمة جيولوجية عالية تجذب الباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف أن السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات تشكل جسراً يجمع بين العلم والجمال والاستدامة، ما يضع الدولة على خريطة السياحة العالمية ويعزز مكانتها وجهة رئيسية للباحثين والسياح على حد سواء، في إطار رؤية وطنية تسعى لاستدامة التراث الطبيعي وإثراء الاقتصاد.
وأكد المهندس سيف غباش أهمية تضافر الجهود لتطوير قطاع السياحة الجيولوجية من خلال تطوير البنية التحتية و توفير مسارات مخصصة للمشي في المناطق الجبلية، وإنشاء مرافق تدعم الأنشطة الترفيهية مثل التخييم والتسلق، والترويج والتسويق للمواقع الجيولوجية الفريدة، وحماية المواقع الجيولوجية من التدهور وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تلعب دورًا محوريًا في توثيق التراث الجيولوجي للدولة من خلال برنامج المسح الجيولوجي الوطني، الذي أتاح إنشاء قاعدة بيانات جيولوجية وجيوفيزيائية شاملة تغطي المعادن، الصخور، والموارد الطبيعية والمائية ، منوها إلى أن هذه البيانات تُثري المحتوى المعرفي وتسهم في دعم خطط الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وقال إن مكتبة الوزارة تضم إصدارات متخصصة في مجال الجيولوجيا، تسلط الضوء على تكوين الجبال والجزر والمعادن، و هذه الإصدارات تدعم جهود الترويج للسياحة الجيولوجية عالميًا، وتسهم في تعزيز فهم الظواهر الجيولوجية بين مختلف الفئات.
وأضاف أن السياحة الجيولوجية في الإمارات تعد فرصة اقتصادية واستثمارية واعدة تسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستدامة البيئية ، ومن خلال الجهود الحكومية المستمرة في الحفاظ على التراث الجيولوجي، تواصل الدولة تعزيز مكانتها وجهة رائدة في هذا المجال، مما يدعم رؤيتها في تحقيق التنمية المستدامة وجذب المزيد من السياح والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح سعادته أن دولة الإمارات أدركت مبكراً أهمية الحفاظ على التراث الجيولوجي وتعزيز السياحة الجيولوجية حيث تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية على تفعيل البرنامج الوطني لحماية التراث الجيولوجي من خلال عدة مبادرات، أبرزها، تنظيم فعاليات “المسير الجيولوجي” لتعريف المجتمع بأهمية المواقع الجيولوجية، وإدراج المواقع الطبيعية ضمن قوائم الحماية البيئية، وإطلاق برامج توعوية لنشر المعرفة العلمية حول التكوينات الجيولوجية، وتعزيز البنية التحتية في المناطق الجبلية لاستقطاب المزيد من السياح والباحثين، إضافة إلى سعيها للانضمام إلى الشبكة العالمية للحدائق الجيولوجية التابعة لليونسكو.
من جانبه قال خالد الحوسني، مدير إدارة الجيولوجيا والثروة المعدنية في وزارة الطاقة والبنية التحتية، إن التضاريس الجيولوجية في دولة الإمارات تمثل سجلًا حيًا لتاريخ الأرض، وهي موزعة على مناطق رئيسية، أبرزها المناطق الجبلية التي تمتاز بتشكيلات صخرية نادرة مثل تكوينات “الأفيوليت”، التي تُعد من أندر التتابعات الصخرية عالميًا، فيما تشكل هذه الجبال، الممتدة شرقًا، مقصدًا للسياح والعلماء على حد سواء، حيث يجذب تباين ألوانها ومنحدراتها الطبيعية الزوار لاكتشاف جمالها والتاريخ الديناميكي لها الذي يعود إلى 95 مليون سنة، كما أن هذه المناطق الجبلية هي الأكثر مطرًا في الدولة، ما أدى إلى نشوء واحات ومزارع وينابيع طبيعية، فضلاً عن تنظيم أنشطة سياحية مثل تسلق الجبال واستكشاف الكهوف.
وأضاف أن السياحة الجيولوجية في الدولة تتخذ مسارين رئيسيين، الأول النمط العلمي الذي يستهدف العلماء والباحثين وطلاب الجامعات والمدارس ويمكنهم من دراسة التراكيب الجيولوجية الفريدة والتتابعات الطبقية والأحافير، وبدورها تستهدف وزارة الطاقة والبنية التحتية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة تصميم برامج سياحية علمية موجهة لهذه الفئة، وتسويقها عالميًا لجذب الجامعات ومراكز البحث التي تحتاج إلى مواقع ميدانية لدراسة الجيولوجيا، والثاني النمط الترفيهي، الذي يستهدف السياح الباحثين عن الراحة والاستجمام في مواقع طبيعية فريدة مثل الكثبان الرملية أو الجبال الخلابة.
وأكد الحوسنى أن السياحة الجيولوجية في الإمارات تعد نشاطًا مستدامًا يهدف إلى الاستمتاع بالمظاهر الطبيعية ذات الأهمية الجيولوجية دون الإضرار بتكويناتها، مما يساهم في الحفاظ على هذا التراث الطبيعي للأجيال المقبلة.
وتشمل التضاريس الجيولوجية في دولة الإمارات، السهول الحصوية والصحراوية، حيث تغطي الكثبان الرملية حوالي 74% من مساحة الدولة، وتعد متحفًا طبيعيًا لأنواع الكثبان المختلفة، مثل الكثبان الهلالية والطولية والنجمية، منها على سبيل المثال واحة ليوا، التي تتميز بكثبانها الرملية التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 100 متر، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي المغامرات مثل سباقات السيارات والدراجات والتزلج على الرمال.
كما تحتوي المناطق الساحلية والجزرية على جزر مثل دلما وصير بني ياس وصير أبو نعير، التي تتميز بتكوينات ملحية جيولوجية نادرة، فيما تشكل جبال الملح ألباب هذه الجزر نتيجة عمليات جيولوجية تعود إلى ملايين السنين.
وتُعد هذه الجزر، إلى جانب المناطق الساحلية المليئة بالشعاب المرجانية، وجهات سياحية ساحرة لمحبي الطبيعة والاستجمام فيما تعتبر الواحات التاريخية مثل واحات العين وهيلي والبريمي، مواقع جذب سياحي تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ الثقافي من خلال القلاع والأفلاج التي تعكس عبقرية الإنسان الإماراتي في التعامل مع البيئة الطبيعية.
وتتمتع دولة الإمارات بمقومات فريدة تجعلها وجهة متميزة للسياحة الجيولوجية فهي تضم تضاريس جيولوجية متنوعة تشمل سلسلة جبال الحجر، وصخور الأفيوليت النادرة التي تعود إلى أكثر من 90 مليون سنة، إلى جانب الكثبان الرملية الشاهقة في صحراء الربع الخالي، كما توفر الدولة مواقع جيولوجية مثل وادي الوريعة في الفجيرة وشلالاته الطبيعية، التي تتيح تجارب استكشافية لمحبي الطبيعة، وتعزز شبكة الطرق المتطورة والمرافق الفندقية الحديثة من سهولة الوصول إلى هذه المواقع.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
للعام الحادي عشر..ألسن عين شمس تستعد لإطلاق منتداها العلمي لشباب الباحثين
ينظم قطاع الدراسات العليا والبحوث بكلية الألسن جامعة عين شمس المنتدى العلمي لشباب الباحثين في دورته الحادية عشر، تحت عنوان:"رؤى التغيير: اتجاهات جديدة في الأدب واللغة والترجمة"
15-16 ابريل 2025، تحت رعاية أ.د.محمد ضياء زين العابدين، رئيس الجامعة، أ.د.أماني أسامة كامل، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أ.د.سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف أ.د.أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث.
وأوضحت أ.د.سلوى رشاد، عميد الكلية، أن المنتدى يشمل عدة محاور تغطي مختلف المجالات البحثية في اللغة والأدب والترجمة.
ففي مجال الدراسات الأدبية يتناول تأثير التحولات الاجتماعية والسياسية والتطبيقات التكنولوجية على موضوعات الأدب الحديث، ودور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الأدبي، وإمكانية توليد النصوص الأدبية بواسطة الآلة، ودور الأدب في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة الأدبية، وتحليل النصوص الأدبية الرقمية وأثرها على القارئ.
وعلى مستوى اللغويات، يناقش المنتدى تطور المفردات والنظريات اللغوية في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، والدراسات المعجمية الرقمية، ومستقبل تعلم اللغات الأجنبية في ضوء التحولات الرقمية، ودور المؤسسات الثقافية في الحفاظ على التراث اللغوي، وتأثير الهجرة على اللغات، وتغير اللغات الهجينة، وأساليب الحجاج واستخدامها في عرض ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية المعاصرة.
وفي مجال دراسات الترجمة يتناول المنتدى هذا العام تأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة الترجمة: وأدوات الترجمة الآلية، ومستقبل المترجم البشري، وتحديات إعداد المترجمين التحريرين والفوريين في ظل التحولات الرقمية، والترجمة التسويقية وصناعة المحتوى، والمعالجة الآلية للغة العربية، والمشروعات القومية الكبرى ودور الترجمة في توطين مصطلحاتها (توطين صناعة الطاقة النووية، توطين صناعة السيارات، وغيرها)، الجوانب المعرفية والإدراكية في الترجمة الشفهية.
وأوضح أ.د.أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث
ان المنتدى سيشهد عدة جلسات متخصصة في دراسات اللغة والادب والترجمة يشاركون خلالها شباب الباحثين أفكارهم واوراقهم البحثية اضافة الى جلسة خاصة حول انشطة التعاون الدولي لكلية الألسن وكيفية الاستفادة منها في رفع السمعة الدولية للكلية والجامعة.
ومن المقرر ان يستضيف المنتدى هذا العام ا.د. مصطفى رياض الاستاذ المتفرغ بكلية الآداب في محاضرة له حول دور الذكاء الاصطناعي في مساعدة المترجم والاستاذ الدكتور ياسين الشاذلي وكيل كلية الحقوق للدراسات العليا حيث سيتناول سيادته القضايا المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية والقواعد المنظمة لعمل المترجم. هذا وسوف تكون ضيفة شرف المنتدى معالي السفيرة /سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصرين بالخارج سابقا.