استضافت القاعة الرئيسية ندوة بعنوان «الثقافة الإفريقية والأفرو سنتريك»، تحدث خلالها كل من: الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ تاريخ، والدكتورة هبة جمال الدين، رئيس قسم الدراسات المستقبلية والأستاذ المساعد في العلوم السياسية والدراسات المستقبلية في معهد التخطيط القومي، واللواء الدكتور طارق طه، وأدار الندوة الدكتور السيد فليفل، في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

 

الحركة تعمل على سلب مصر من تراثها التاريخي

افتتح فليفل الندوة بكلمة أشاد فيها باختيار أحمد مستجير ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في هذا العام، مشيرًا إلى جهوده العلمية في مجال الزراعة والأدب، مؤكدًا أن حركة «الأفرو سنتريك» تسعى لتثبيت جذور الأفارقة في الولايات المتحدة، كصناع قدامى للحضارة لكن، وعند التعمق في هذه الحركة، يمكن ملاحظة أنها تعمل على سلب مصر من تراثها التاريخي عبر التأثير الصهيوني، ما يستدعي التصدي العلمي لهذه المزاعم من خلال الواقع الحضاري، وأوضح أن معهد التخطيط القومي كان قد بدأ في دراسة هذه الادعاءات، وعقد عدة جلسات لتفنيدها.

ومن جانبها، ألقت الدكتورة هبة جمال الدين محاضرة بعنوان «حركة الأفروسنتريك وتأثيراتها المستقبلية على مصر»، موضحة فيها أن الحركة ليست فقط بعيدة عن الثقافة الإفريقية، بل تتسم بالتطرف والسعي لسرقة الحضارة الفرعونية.

وأكدت أن «الأفروسنتريك» ظهرت في القرن الماضي؛ بزعم المظلومية، وبدأت تروج لسردية زائفة حول هوية لا علاقة لها بالثقافات الإفريقية الحقيقية؛ وأشارت إلى محاولات الحركة لسرقة الحضارة المصرية؛ من خلال الترويج لأفكار تدعي أن المصريين القدماء كانوا من أصول زنجيّة، معتمدةً على تزوير الصور والتماثيل واللغات والعمارة، بما في ذلك الادعاء بأن توت عنخ آمون وكليوباترا كانا من أصول زنجيّة؛ وهذه الحركة تستخدم إيدولوجيات عنصرية؛ وتعقد مؤتمرات تدعو خلالها إلى تهجير المصريين وقتلهم إذا رفضوا الهجرة؛ وناشدت بضرورة التصدي لهذه الأفكار؛ ومنع تبنيها من قبل الولايات المتحدة وتحويلها إلى قضية حقوق إنسان.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علاء الدين شاهين، أستاذ التاريخ، على أن هذه الحركة تزعم أن الحضارة المصرية كانت زنجيّة وأن العرب قاموا بالاستيلاء عليها؛ مؤكدًا أن «الأفرو سنتريك» حاولت التلاعب بالزمن والمكان والتاريخ، مستشهدًا بمحاولاتهم تزييف عقائد، وعمارة الحضارة المصرية، بما في ذلك تلاعبهم في تمثال «أبو الهول»، وادعائهم أن «كليوباترا» كانت زنجيّة؛ كما ناقش تأثير الحركة في السفر إلى الكتابات الدينية مثل «سفر إرميا»، واصفًا هذه المزاعم بأنها محاولة تطويع النصوص التاريخية لخدمة أهدافهم، وأوضح كيف أن الدراسات العلمية أكدت تناقض هذه الدعوات مع الواقع التاريخي، مشيرًا إلى ضرورة مواجهة هذه الادعاءات، عبر منع هذه الحركة من الظهور في المواقع الأثرية، وإقامة ورش عمل وندوات لتصحيح المفاهيم المغلوطة، مؤكدًا أن الفن والأفلام الوثائقية يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في تأصيل الحضارة المصرية وتفنيد هذه المزاعم.

الحركة قد حاولت توظيف علم الجينات لدعم ادعاءاتهم

أما اللواء الدكتور طارق طه، استشاري الأبحاث الجينية والطب التجديدي، فقد قدم دراسة تحليلية حول أبحاث علم الآثار الجينية المرتبطة بمصر، موضحا أن الحركة قد حاولت توظيف علم الجينات لدعم ادعاءاتهم بأن لهم أصولًا مصرية، إلا أن «طه» استشهد بعدد من الدراسات العلمية التي دحضت هذه المزاعم، مثل دراسة «معهد ماكس بلانك» التي أظهرت أن المصريين يتشاركون مع الأفارقة في 8% من الجينات فقط، ما يشير إلى أن الأصول المصرية بعيدة عن الأصول الإفريقية، كما أشارت أبحاث من «جامعة ستانفورد» و«برشلونة» إلى أن جينات المصريين تختلف تمامًا عن جينات الأفارقة، ما يعزز من صحة هذه النتائج العلمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب الحضارة المصریة هذه المزاعم هذه الحرکة

إقرأ أيضاً:

مسئول بوزارة الأوقاف يشارك في أعمال المجالس العلمية الهاشمية بحضور ولي العهد الأردني

شارك الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف الدكتور محمد البيومي، في أعمال المجالس العلمية الهاشمية لهذا العام، في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين بالعاصمة عمان، بحضور الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الأردني مندوبا عن الملك عبد الله الثاني.

وأوضح الدكتور محمد البيومي - خلال المجلس العلمي السادس عشر بعد المئة (الأول هذا العام 2025) والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، بعنوان "الأحاديث التي عليها مدار الإسلام عند علماء الأمة رحمهم الله تعالى" - أنواع النية ودورها في الأعمال التي يقوم بها الإنسان، مشيرا إلى أن هناك 5 درجات أو أنواع من النوايا، قد ترتقي فيما بينها حسب العمل الذي يقوم به الإنسان، داعيا الله عز وجل أن يعم الأمن والاستقرار والسلام في الأردن ومصر والمنطقة.

وبدوره، بين وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور محمد الخلايلة - خلال المجلس - المعاني التي يحملها الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات".

ودأبت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية - خلال شهر رمضان المبارك من كل عام - على إقامة المجالس العلمية الهاشمية، بمشاركة علماء ودعاة وأصحاب فكر من العالم الإسلامي حول قضايا الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، وفق منهجية علمية تستند إلى الحكمة والوسطية.

وتسعى المجالس لإبراز دور العلماء في توجيه الأمة، وبيان أحكام الشرع، والتأكيد على وسطية رسالة الإسلام والدعوة لها بالحكمة والموعظة الحسنة، وتسليط الضوء على العديد من القضايا المعاصرة وبيان المنظور الإسلامي لها.

وحضر انطلاق أعمال المجالس رئيسي النواب والأعيان بالأردن وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، ومفتون وقضاة الشرع الشريف وأئمة ووعاظ وخطباء وواعظات.

مقالات مشابهة

  • الصداقة المصرية الألمانية تقيم افطارًا رمضانيًّا وحفل تأبين للراحل الدكتور القس ثروت قادس
  • مسلسل العتاولة 2 الحلقة 9.. العتاولة يخططون لسرقة مقبرة فرعونية
  • الدكتور علاء عبد السلام رئيسا لدار الأوبرا المصرية
  • المنيا تستعيد بريقها السياحي.. أفواج أجنبية تتوافد على كنوز الحضارة المصرية القديمة
  • إعلام إسرائيلي: هاغاري ظل يردد أكاذيب الجيش ثم ذهب كبش فداء
  • ضبط المتهمين بانتحال صفة رجال شرطة لسرقة مالك كافتيريا بالهرم
  • الأعلى للجامعات يعلن مد فترة التقدم لعضوية اللجان العلمية والمحكمين
  • بأعلى تخفيضات.. قائمة بأسعار السلع الغذائية بمعرض وزارة الزراعة
  • عظة اجتماع درس الكتاب لالأنبا غبريال أسقف بني سويف
  • مسئول بوزارة الأوقاف يشارك في أعمال المجالس العلمية الهاشمية بحضور ولي العهد الأردني