رئيس الوزراء: لمست في دافوس تقديرا كاملا للموقف المصري في ملفات الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، والذي يعقد بعد أسبوعين من التوقف، نظراً لحضوره مع عدد من الوزراء لفعاليات منتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2025.
وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، بموضوع هو الأهم حالياً ألا وهو وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: ابدأ حديثي بموضوع الساعة والذي كان أيضاً كذلك في منتدي دافوس، ألا وهو نجاح مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهذا الأمر كان موضع تقدير شديد جداً من الأوساط العالمية، وإشادة بجهد مصر مع شقيقتنا قطر ومع الولايات المتحدة في تحقيق هذا الأمر، وبالتأكيد كانت مصر من اللحظة الأولي وعلى مدار 15 شهراً تبذل جهوداً مُضنية لتحقيق هذا الأمر، وبفضل من الله وفقنا في ذلك.
وتابع : والشيء المهم أنه منذ اللحظة الأولى بعد التطبيق، شرعت مصر في إدخال المساعدات الإنسانية لأشقائنا في غزة، وحضرت في بداية الأسبوع الحالي انطلاق واحدة من القوافل المهمة جداً من صندوق تحيا مصر بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني لأشقائنا في غزة، بأكثر من 305 شاحنات تحمل أكثر من 4 آلاف طن من المساعدات المختلفة، وهو جزء يسير من الحجم الكبير للمساعدات التي أدخلناها خلال الفترة الماضية.
وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء: والشيء المهم جداً في ذات الأمر هو موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، وهذا الموقف أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في أكثر من موضع، كما استمعنا اليوم لتصريحاته أثناء لقائه مع رئيس جمهورية كينيا، حيث عبر بمنتهي الوضوح عن موقف مصر الثابت تماماً من القضية الفلسطينية، ووقوف مصر الكامل مع أشقائنا الفلسطينيين، وحقهم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذه هي ثوابت الموقف المصري، وأعتقد أن تصريح فخامة السيد الرئيس واضح تماماً في هذا الأمر.
وانتقل رئيس الوزراء، للحديث عن منتدي دافوس 2025، قائلاً: أذهب معكم لمنتدي دافوس، ومن المهم هنا أن يعرف كل المصريين ما يحدث على مستوي العالم، فبجانب الشق السياسي للمنتدي على الرغم من كونه منتدي اقتصادياً في الأساس، فقد كان الجانب السياسي طاغياً أيضاً في هذا الأمر، وكانت أغلب النقاشات في الاجتماعات المغلقة التي شاركت فيها مع رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء وقيادات تنفيذية على مستوي العالم، تناقش الشأن العالمي خاصةً بعد وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الحكم، وتداعيات هذا الموضوع على كل العالم بما في ذلك أوروبا ومنطقتنا، وكذلك كيف ينظر العالم للفترة القادمة، ولكن كانت أيضاً منطقة الشرق الأوسط وتحديداً ما يحدث في غزة، وما حدث من تطورات في الشقيقة سوريا، محوراً لاهتمام العالم كله، ونقاشات حول مستقبل المنطقة أيضاً، وكان هناك حرص شديد من كل الزعماء الذين قابلتهم هناك، ومنهم مستشار دولة النمسا، ورئيس وزراء كرواتيا، وعدد من القيادات، لمعرفة موقف مصر من كل هذه القضايا، وكان هناك تقدير كامل للموقف المصري في كل الملفات الخاصة بالشرق الأوسط، والإشادة بالموقف المتزن في هذا الأمر ورؤية القيادة السياسية الحكيمة في إدارة كل هذه الملفات في ظل عالم شديد الاضطراب ومنطقة شديدة الاضطراب.
وأضاف: كما كانت هناك لقاءات على مدار ثلاثة أيام مكثفة، مع العديد من مسئولي الشركات العالمية الذين أبدوا اهتماماً شديداً بالاستثمار في مصر أو التوسع في استثماراتهم فيها.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه كان هناك عدد من الشركات العالمية المتخصصة في عدة مجالات متنوعة، منها شركة "ديمي" البلجيكية، وشركة "سيمنز" الألمانية، وشركة "يارا كلين أمونيا" النرويجية، المتخصصة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة الهيدروجين الأخضر، بجانب شركة "أكوا باور"، وكذلك شركة "أكسيونا إنيرجيا" الإسبانية، بالإضافة إلى مجموعة "فولفو" للسيارات، حيث دار نقاش حول مجال تصنيع السيارات والشاحنات الكهربائية في مصر، بجانب شركة "ميرسك" للشحن، ودار نقاش حول رؤية الشركة والشركات الدولية الأخرى المتخصصة في هذا المجال فيما يخص عودة الشحن من خلال قناة السويس مع استقرار الأوضاع في البحر الأحمر، وشركة أخرى للأجهزة المنزلية، وشركة إيني الإيطالية، وهي واحدة من أكبر شركات الغاز على مستوى العالم.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس الوزراء أنه أجرى لقاء مع رئيس الشركة الإيطالية والذي أكد نقطة مهمة وهي أن الحفار الخاص بحقل "ظهر" سيعود مرة أخرى وهو ما تم بالفعل، حيث بدأت الأعمال التجهيزية أمس تمهيداً لإعادة الحفر مرة أخرى وزيادة الطاقة الإنتاجية بالحقل، كما أن رئيس الشركة أكد أن الإصلاحات التي قامت بها الدولة المصرية، بجانب سداد مستحقات الشركات الأجنبية، والانتظام في السداد، من شأنها أن تُعيد مصر إلى تصدير الغاز؛ حيث توقع رئيس الشركة أن يزيد حجم الإنتاج من الغاز خلال العامين المقبلين، وهو ما يسمح لمصر أن يكون لديها فائض في هذه السلعة الاستراتيجية المهمة للغاية خلال الفترة المقبلة.
كما تطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه في إطار اتفاقيات الشراكة المهمة بين مصر والدول المتقدمة، كان هناك توقيع اتفاق بين اللجنة الاقتصادية المشتركة بين مصر وسويسرا، والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات: التجارة، والاستثمار، والتنمية الاقتصادية.
وفي السياق نفسه، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى اللقاء الذي عقده مع رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار، على هامش حضوره منتدى دافوس؛ حيث تناول اللقاء مناقشة جميع برامج البنك في مصر، وكذلك الرؤية المستقبلية للبنك في مشروعاته القادمة بها، مُشيراً أيضاً للقائه بمديرة صندوق النقد الدولي، حيث تم التأكيد خلال اللقاء أن مصر تسير في خططها بصورة جيدة.
كما لفت رئيس الوزراء للقاء الذي عقده مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيس وزراء قطر، وزير الخارجية، حيث ناقش اللقاء العديد من القضايا السياسية، بحكم أن مصر وقطر تشتركان في الوساطة الدولية في ملف وقف إطلاق النار بقطاع غزة، ولم يخل اللقاء من تناول عدد من الموضوعات التي تهم الجانب الاقتصادي، ولاسيما المشروعات والاستثمار المشترك، مُعرباً عن أمله في أن تكون هناك خطوات تنفيذية لهذا الأمر خلال الفترة المقبلة.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن الجميع تابع أولي جلسات اللجان الاستشارية مع القطاع الخاص، حيث عقدنا أمس لقاءً مطولاً مع أعضاء تلك اللجان، وتم عرض تصور عمل هذه اللجان اعتباراً من الأسبوع المقبل، مؤكداً الحرص الشديد من جانب الحكومة على إنجاح هذه المبادرة، لكونها تحقق العديد من الأهداف الإيجابية من تعزيز التواصل والتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص، لتحقيق الطفرة التنموية والاقتصادية التي نأملها خلال الفترة القصيرة القادمة، حيث لا يتم الحديث عن مدى متوسط أو بعيد، وإنما مدى فوري، حيث نضع سوياً مستهدفات لتحقيقها على مدار أعوام 2025 و 2026 و 2027، ليكون لدينا مستهدفات نتفق عليها، ونشرع كحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص في تحقيق هذا الأمر خلال الفترة القادمة.
وفي إطار جذب الاستثمارات الدولية، أشار رئيس الوزراء، إلى أن مجلس الوزراء ناقش اليوم مسودة مشروع قانون المناطق المركزية للمال والأعمال، مُعتبراً أن هذا الملف شديد الأهمية، بالنظر الى أن عدداً كبيراً من الدول حقق نجاحاً من خلال إنشاء هذه النوعية من المراكز، في جذب الاستثمارات الدولية، بحيث تكون تلك المناطق مقار للعديد من الشركات العالمية في هذه الدول، وتحقيق استثمارات اجنبية مباشرة بمئات المليارات من الدولارات، لافتاً الى أنه تم مناقشة مسودة مشروع القانون وابداء عدد من الملاحظات من الوزراء وتم الاتفاق على إعادة عرضه الأسبوع القادم.
واختتم الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بملف الطاقة، مُتحدثاً عن الكشف الجديد الذي ظهر في خليج السويس، من إحدى الشركات المصرية العاملة في مجال الزيت، والذي يفتح آمال كبيرة في هذه المنطقة من جديد، ويفتح المجال لاكتشافات أكثر بها خلال الفترة القادمة في هذا القطاع المهم جداً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر دافوس منتدى دافوس الاقتصادي العالمي مدبولي المساعدات الإنسانية المزيد الدکتور مصطفى مدبولی مجلس الوزراء رئیس الوزراء خلال الفترة هذا الأمر کان هناک إلى أن فی غزة فی هذا عدد من
إقرأ أيضاً:
إلى ماذا يسعى ترامب حقا في الشرق الأوسط؟
يصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة - أو حتى هو شخصيا - يجب أن "تسيطر" على قطاع غزة، وتزيل سكانها الذين يزيد عددهم عن مليوني فلسطيني، وتحويله إلى "ريفييرا" على البحر الأبيض المتوسط لشعوب العالم.
وجاء في مقال نشره موقع مجلة "ذي أتلانتك" للباحث المقيم الأول في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، حسين إيبش، أنه في هذا الأسبوع فقط نشر ترامب مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهره هو وإيلون ماسك في حفل في "ترامب غزة"، وهي جنة يهيمن عليها تمثال ذهبي للرئيس.
وأكد المقال أنه كمسألة عملية وسياسية، فإن الفكرة غير قابلة للتنفيذ، ولكن بمجرد اقتراحها، ربما مهد ترامب الطريق لهدفين آخرين يمكن تحقيقهما من شأنهما إعادة تشكيل الشرق الأوسط ويؤديان إلى الفوضى للفلسطينيين، وخاصة في الضفة الغربية.
وأوضح "يبدو أن الأول هو الاتفاق النووي مع إيران، وكان ترامب صريحا إلى حد ما بشأن رغبته في التوصل إلى اتفاق، ولكن بعد أن أعلن عن فرض عقوبات جديدة على إيران في وقت سابق من هذا الشهر، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا خاطب فيه إيران مباشرة قائلا: أود أن أكون قادرا على إبرام صفقة عظيمة، صفقة حيث تمكنكم من الاستمرار في حياتكم وسوف تبدعون بشكل رائع".
وذكر أنه "يتعين على ترامب أن يدرك أن اليمين الإسرائيلي ــ وحلفائه المحافظين في أميركا ــ سوف يغضبون من مثل هذا الاتفاق ويطالبون ببعض أشكال التعويض".
وقال إنه "هذا يقودنا إلى هدفه الثاني، ففي نفس المؤتمر، ألمح ترامب إلى أنه قد يخفف من مخاوف إسرائيل من خلال عرض توسيع سيطرتها الرسمية في الضفة الغربية، وعندما سئل عما إذا كان يدعم "سيادة" إسرائيل في المنطقة، قال إن إدارته ستعلن على الأرجح عن هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، ولا يزال الفلسطينيون يكتمون أنفاسهم".
وذكر "يبدو ضم أجزاء إضافية من الضفة الغربية تافها مقارنة بغزة، وربما يكون هذا هو الهدف على وجه التحديد، فمن خلال تكرار خطته لإخلاء غزة، نجح ترامب في تحويل "نافذة أوفيرتون" (مصطلح يصف مجموعة الأفكار المقبولة في الخطاب العام) في الشرق الأوسط وتعزيز فكرة أن مطالب الفلسطينيين باطلة بطريقة أو بأخرى، وهذه الخطوة تتبع تكتيك ترامب المعتاد: تكرار نفس الشيء المروع مرارا وتكرارا حتى لا يصبح صادما بعد الآن، يبدو "غزة - لاغو" جنونا، ولكن إذا طبقنا عدسة ترامب، فسوف تظهر طريقة معينة - طريقة قد تجعله يحصل على صفقة نووية مع إيران".
وكشف المقال أن "هناك عدة أسباب للاعتقاد بأنه قادر على إبرام مثل هذا الاتفاق، وربما اتفاق بشروط مواتية للولايات المتحدة، أولا، موقف إيران التفاوضي ضعيف بشكل استثنائي، ولقد ألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بوكلاء طهران الإقليميين، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والميليشيات العراقية والسورية، والحوثيين في اليمن، وحماس، والأسوأ من ذلك بالنسبة لإيران كان سقوط الدكتاتور السوري بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر، الحليف الأقوى للنظام في المنطقة".
ونتيجة لهذا، أصبحت إيران غير قادرة على فرض قوتها في الشرق الأوسط أو الدفاع عن نفسها بشكل كاف ضد الهجمات المحتملة من "إسرائيل" أو أي مكان آخر.
وأكد المقال أن "الاتفاق من شأنه أن يمنح النظام ليس فقط قدرا إضافيا من الحماية ولكن أيضا تخفيف العقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للبلاد بالبدء في إعادة بناء اقتصادها وإعادة النظر في استراتيجيتها للأمن القومي".
وبيّن أن "النفوذ الإيراني المتبقي القليل يأتي في الغالب من التقدم الذي أحرزته نحو التسلح النووي منذ عام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق الذي تفاوض عليه الرئيس باراك أوباما، ولهذا السبب فإن الاتفاق الآخر هو أحد الخيارات القليلة المتاحة لإيران لاستعادة بعض القوة. ويمكن للمرء أن يتخيل أن البلاد تسابق الزمن للحصول على سلاح نووي، لكن النظام يجب أن يعلم أن واشنطن لديها خطة لتدمير قدراته النووية في غضون أيام قليلة من خلال القصف على مدار الساعة".
ولكن في رد فعل على إعلان ترامب هذا الشهر عن زيادة العقوبات، بدا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وكأنه يرفض فكرة التوصل إلى اتفاق، لكن طهران كانت تشير بخلاف ذلك منذ ثمانية عشر شهرا على الأقل إلى أنها منفتحة على تجديد المحادثات مع واشنطن.
أما بالنسبة لترامب، فإن الاتفاق هو أبسط طريقة لمنع إيران من الاندفاع نحو القنبلة وجر الولايات المتحدة إلى الصراع، وهو آخر شيء يريده، وقد يمثل أيضا أفضل فرصة له لترسيخ نفسه كصانع صفقات دولي.
ومن المؤكد أنه سيزعم أن "عبقريته الفريدة" أنتجت صفقة لم يتمكن أوباما من الحصول عليها (على الرغم من أن كل شيء تقريبا كان سيجعل ذلك ممكنا حدث في عهد جو بايدن). وربما يطالب بجائزة نوبل للسلام، وقد يحصل عليها.
وأكد المقال "من السهل تخيل الخطوط العريضة لمثل هذه الصفقة، ومن المرجح أن تضطر إيران إلى وقف المزيد من تخصيب اليورانيوم، والتخلي عن مخزونها الحالي للاحتفاظ به خارج البلاد، ووضع منشآتها النووية تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو على الأقل مراقبتها، وربما تضطر إلى تدمير بعض أجهزة الطرد المركزي أيضا".
ووفقا لمعظم التقديرات، فإن إيران على بعد عام تقريبا من تطوير رأس حربي قابل للاستخدام، وأي اتفاق من شأنه أن يمدد هذه الفترة بشكل كبير، وتمكن أوباما من إقناع إيران بالموافقة على إيقاف أي تقدم نووي لمدة 15 عاما.
ونظرا لموقف النظام الضعيف اليوم، فقد يحصل ترامب على 20 عاما أو أكثر، قد يصر ترامب أيضا على أن تحد إيران بشكل يمكن التحقق منه من الأسلحة والتمويل الذي تمنحه لوكلائها الإقليميين، لقد أثبتت "إسرائيل" فعليا أن هذه المجموعات لا تستطيع الدفاع عن إيران على أي حال، لذلك قد يكون النظام أكثر استعدادا لتقليص دعمه.
وأوضح "قد تكون العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق هي ترسانة الصواريخ الإيرانية، والتي قد ترفض البلاد تفكيكها، لكن نزع الصواريخ من جانب واحد أمر غير مسموع به تقريبا في العلاقات الدولية، ولا ينبغي لهذا أن يردع الولايات المتحدة.. والواقع أن الضربات الجوية الإسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر أدت إلى تدهور ترسانة إيران بشكل كبير، فضلا عن دفاعاتها الأرضية الجوية وقدرتها على إنتاج الوقود للصواريخ المتطورة. والصواريخ الإيرانية لا تشكل التهديد الذي كانت تشكله في السابق".
واعتبر أنه "إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن هذا يترك الغضب الناتج عن ذلك لدى اليمين الإسرائيلي وحلفائه في أميركا. والإدارة لديها بالفعل مخطط لكيفية تهدئتهم: إطار "السلام من أجل الرخاء" الذي دافع عنه جاريد كوشنر خلال ولاية ترامب الأولى. والواقع أن الكثير من الاقتراح غير عملي، بل وحتى سخيف، ولكنه يحتوي على خطة لضم إسرائيل لـ 30% إضافية أو أكثر من الضفة الغربية، بما في ذلك وادي الأردن. وهذا من شأنه أن يترك الأراضي الفلسطينية المتبقية محاطة بإسرائيل موسعة جديدة ومعتمدة من الولايات المتحدة".
ويعتبر الإسرائيليون اليمينيون الضفة الغربية بأكملها إرثهم الحصري، لذلك قد لا يكونون سعداء بالحصول على 30 بالمئة فقط منها، ولكن الخطة من شأنها أن توسع بشكل كبير منطقة سيطرتهم السيادية، وفي كل الاحتمالات، سيكون استرضاؤهم كافيا بعد توقيع الاتفاق النووي.
وتابع المقال "سوف يحتج الفلسطينيون، فهم يريدون دولة، وليس أرضا منكمشة محدودة ومهيمن عليها من قبل إسرائيل الموسعة التي قد ترغب قريبا في السعي إلى السيطرة الكاملة من النهر إلى البحر، كما يتصور ائتلافها الحاكم/ ولكن من المرجح أن تتمكن إسرائيل والولايات المتحدة من فرض المخطط بالقوة. لقد سيطرت إسرائيل بالفعل على المنطقة بشكل فعال منذ عام 1967، ولا يوجد الكثير من العوائق التي تحول دون مطالبة الدولة بها صراحة".
وختم "لقد تعرضت خطة "السلام من أجل الرخاء" للسخرية على نطاق واسع عندما صدرت في عام 2020، والآن، بجانب خطة ترامب بشأن غزة، ستبدو لبعض اليمين وكأنها نموذج للعقلانية وضبط النفس. وقد يكون هذا كافيا لتحقيق ذلك".