مع استمرار انتصارات الجيش السوداني الكبيرة في العاصمة الخرطوم، وقرب تحرير مدنها الثلاث بالكامل، انطلقت دعوات تطالب بضرورة التركيز على الفاشر، والتأكيد على أن الحرب بالخرطوم والجزيرة قد انتهت بالفعل وأن الحرب الفعلية ستزداد كثافتها على مدينة الفاشر.

مخرج للهروب

بدأ هذه النداءات وزير المعادن السوداني محمد بشير أبونمو مؤكداً أن الحرب الفعلية في العاصمة والجزيرة قد انتهت، وأن كل ماتبقى من المليشيا الآن في هذه المناطق، كل همه ليس قتال الجيش، ولكن البحث عن مخرج للهروب إلى دارفور، مطالباً القيادة العسكرية والمشتركة والجيش بدفع القوة الضاربة منهم نحو دارفور وفوراً لأن الأمر لا يتحمل التأخير.

رسالة للقيادة

وفي السياق بعث رئيس تحالف سودان العدالة (تسع) بحر إدريس أبوقردة برسالة مفتوحة إلى كل من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، بنفس معنى نداء أبونمو، وقال أبو قردة في رسالته “حتى لا نعطي العدوان الذي يمثل خطراً وجودياً لبلادنا، فرصة جديدة بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه، وحتى نتمكن من الإنتصارات المذهلة التي تحققت، أرجو أن تتفرغ 48 ساعة القادمة وتقود بنفسك (مخاطباً البرهان)، ومعك مستويات القيادة بتجهيز وتسيير 3 متحركات من المحاور القتالية الجاهزة المختلفة دون انتظار أي شئ لا يتوفر خلال المدة الزمنية المحددة لفك حصار الفاشر وتحرير بقية دارفور.

الفاشر عصية

من جانبه علق الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله على هذه النداءات والتحذيرات مؤكداً أن الفاشر عصية على مليشيا الدعم السريع. وقال عبد الله لـ “المحقق” إن جهود قواتنا هناك، وقوة إرادتهم وصمودهم وبجانبهم القوة المشتركة والمقاومة الشعبية سيفشل أي هجوم من جانبهم على المدينة.

هناك مخاطر

من جهته أوضح وزير الصحة السوداني الأسبق بحر إدريس أبوقرده سبب إرساله هذه الرسالة للفريق البرهان، وقال أبوقردة لـ “المحقق” بأن المليشيا وجهت جنودها الذين انسحبوا من المحاور بعد هزيمتهم في العاصمة والوسط بالخروج إلى دارفور وهدفهم الفاشر، مستدركاً أنه ليس معنى ذلك أن الفاشر يمكن أن تسقط، لكن احتياطاً لهذا التوجه، مضيفاً أن الأسلحة النوعية التي يستخدمونها مؤخراً مثل المسيرة الاستراتيجية تحدث خسائر كبيرة مثلما فعلت وقتلت بها 70 مواطن في المستشفى السعودي بالفاشر، وتابع حتى الهجوم المباشر الآن لا يستطيعوا فعل شئ من خلاله، لكن بالقوات الكبيرة التي يحركونها من العاصمة إلى هذه المحاور يمكن أن يحدثوا تأثيراً، منبها أنه إذا لم يتم التحرك بسرعة سيكون هنالك مخاطر، ويجب ألا نعطي فرصة لذلك، وقال رغم أن البعض قد يرى أن مطالبتنا بذلك قد تعطي فرصة للمليشيا بالتحرك أكثر، لكني لا أتفق مع ذلك، مضيفا أننا يجب أن نكون مستعديين لأي تحرك يمكن أن يقوموا به رغم ما لحق بهم من هزائم.

وتابع علينا أن ننبه ونتحرك ونسرع حتى لا نعطي أي فرصة حتى ولو كانت ضئيلة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بقاء المليشيا في العاصمة وكردفان أصبح مستحيلا الآن، وقال إن الجيش يستطيع أن يخرجهم في وقت قصير.

حرب نفسية

بدوره رأى خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية الدكتور أمين اسماعيل مجذوب أن مسألة تأمين الفاشر يقوم بها أبناء دارفور والقوات المشتركة. وقال مجذوب لـ “المحقق” صحيح أن هنالك تهديد من قبل المليشيا ولكنها حرب نفسية إعلامية، ولا تملك المليشيا الآن أي قدرة على اسقاط الفاشر أو تشكيل حكومة في إقليم دارفور، مضيفاً أن المعركة الآن انتهت منذ أسبوع في العاصمة والجزيرة ومناطق أخرى، وانسحبت المليشيا، لأنها ليس لديها قيادة مركزية أو خطوط إمداد، وتم قطع اتصالاتها جميعا بمجموعاتها الصغيرة، مشيراً إلى تصفيات داخل المليشيا بين الأسر والقبائل المكونة لها، مؤكدا أنه لا خوف على الفاشر ولا على دارفور ولا من إعلان حكومة منفى، ولا أي حكومة تنافس الحكومة الشرعية، ورأى أنه أمام الدعم السريع كمليشيا متمردة خيارين إما الاستسلام، واما أن تقاتل حتى تفنى، مطمئنا الجميع بأن الفاشر بخير، وأن القوات كلها الآن تطارد المليشيا في اتجاهات مختلفة، مطالبا في الوقت نفسه بعدم الالتفات للشائعات التي تطلق من هنا وهناك.

سيناريو خطير

في المقابل أكد رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني أن هناك مشكلة حقيقية بالفاشر الآن. وقال ميرغني لـ “المحقق” صحيح أن الجيش والقوات المشتركة صمدوا كثيرا في الدفاع عن المدينة ،وصدوا مايقارب 170 هجوماً عليها، لكن الهجمات الكثيرة من الدعم السريع استنفدت قدرات القوات في الفاشر، مضيفا أن هناك قوات من ليبيا وتشاد تم توجيهها للفاشر، مؤكدا أن محاولة تكوين حكومة في دارفور سيناريو خطير جداً، و تداعياته خطيرة، موضحا أن أول جهة خارجية سوف تصاب برزاز هذا السيناريو هي تشاد نفسها، وقال إن تشاد سيكون لديها عدم استقرار بسبب التقاطعات مع دارفور، إضافة إلى النزاع الموجود بالإقليم والخصومات التاريخية به، لافتا إلى أن الجيش يستطيع أن يصد الهجمات، لكن ذلك سيطيل أمد الحرب، لأنه مازالت لديه مناطق أخرى حتى يستطيع التفرغ للفاشر.

مربع جديد

ولفت ميرغني إلى أن خطورة هذا السيناريو تتمثل في أن المسافة بين دارفور والولاية الشمالية قريبة، وقال إن أي تسلل إلى الشمالية من دارفور وكأنما الدخول إلى منطقة الجزاء، مضيفا أن الجيش يهاجم من شندي إلى الجنوب، وإذا فتحت ثغرة من الشمال سيكون ذلك خطير جدا، وسينقل الحرب إلى مربع جديد، مؤكدا أن نداءات التحذير من سقوط الفاشر صحيحة تماما وأنها مربوطة بالزمن، وقال إن هناك ما يقارب 3500 أسرة الآن تخرج من الفاشر تحسبا لهذا الدخول للمدينة، مبينا أن سيناريو دخول الفاشر خارجي، وقال إنه سيتم إعلان حكومة من ولايات دارفور الأربعة حتى وإن لم تسقط الفاشر، لافتا إلى أن فك الارتباط في تنسيقية القوى المدنية “تقدم” مع المجموعة التي تسعى لتشكيل حكومة ماهو إلا نوع من التكتيك، وقال إن تقدم تعمل على تشكيل حكومة بجزء منها، والآخر يبقى ليحافظ على التواصل السياسي، متوقعا عدم اعتراف أي جهة دولية بهذه الحكومة في المدى القصير، مستدركا في الوقت نفسه لكنها لو وجدت أي اعتراف دولي ولو بجهة واحدة ستتعقد الأمور كثيرا، مطالبا الحكومة بقطع الطريق على ذلك بمزيد من التواصل مع المجتمع الدولي.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی العاصمة وقال إن

إقرأ أيضاً:

أضرب الراعي تفر الخراف .. كيف إنهارت المليشيا

أضرب الراعي تفر الخراف / كيف إنهارت المليشيا
كما أشرنا سابقًا بأن مفتاح النصر من بعد الله سبحانه وتعالى كان هو ضرب وتدمير غرفة سيطرة المليشيا برئاسة ضابط استرالي متقاعد يحمل جنسية اماراتية منذ خمس سنوات هو ومعه مساعدين ضابط من الإمارات وتشاد وكينيا واثيوبا وجنوب السودان وعدد ٢ ضابط متقاعد من جنوب افريقيا ..
□ علم الجيش السوداني بعد وصول المعلومات المؤكدة من جهاز الاستخبارات عن كل تحركات غرفة السيطرة ورصد دقيق لعدد أفرادها وكانت هي الغرفة الرئيسية التي تدير المشهد داخل ولاية الخرطوم وهنالك غرف فرعية موزعة على مناطق الخرطوم ٢ ومنطقة الرياض ومنطقة حي الزهور ومنطقة العمارات شارع ٥٧ ،ومنطقة المعمورة ،ومنطقة الازهري
كل هذه الغرفة تحت ادارة اجنبية تم توزيعها على مجموعات
□ تتكون غرفة السيطرة من عدد يتراوح بين ٩ إلى ١٤ ضابط حسب حجم المجموعات المسؤولة عنها ، تم تقسيم قوات مليشيا على مجموعات وكل مجموعة لديها قائد ونواب مسؤولين حسب التسلسل الإداري للمجموعة وقائد المجموعة يأخذ اوامره مباشرة من غرفة السيطرة والعمليات الفرعية بواسطة مترجمين من جنوب السودان واثيوبيا اذا كان الضابط المسؤول في غرفة السيطرة على المجموعة اجنبي الجنسية …
□ كما ذكرنا في مقال سابق بأن عبدالرحيم دقلو وعثمان عمليات هم مجرد كومبارسات لا يتدخلون في عمل غرفة السيطرة والعمليات ولايفهمون شي في عملها ،دورهم فقط تحشيد الجنود وإرسالها حسب حوجة المناطق ، حتى تعلم بأن المعركة هذه أكبر من امكانات الد’عم السر’يع ..كانت غرفة السيطرة ترسل تقرير مصور mob board لي قائد المجموعة حتى بسهل فهم الخطة وكيف بكون الهجوم ومن أي شارع وتشكيل القوات المهاجمة وكيف يكون الالتفاف ومتى، بالله عليك هل عبدالرحيم دقلو يفهم في هذه التكتيكات،،
□ عثمان عمليات هو ليس بساحر يستطيع السيطرة على كل هذه القوات، يمكن له فقط أن يقود فصيل أو متحرك ولكن أن يكون مسوؤل عن كل القوات فهذا العمل مستحيل لشخص واحد أن يقوم به ، لذلك كان دوره اشرافي فقط بل انه تفاجأ مرات كثيرة بأن قوات المليشيا هاجمت عدة مناطق بدون اطلاعه على مجريات العمليات وشكى لعبدالرحيم دقلو أنه أصبح مهمش من القيادة الأجنبية، فكان رد عبدالرحيم دقلو نعمل شنو انا ذاتي مافاهم حاجة بس بقولوا لي جيب بجيب ..
□ بعد سيطرة الجيش على المصفاة تم اندماج غرفة السيطرة التي كانت في مصفاة الجيلي إلى غرفة سيطرة الخرطوم وسط
وهي المسؤولة عن جميع العمليات الحربية داخل الخرطوم وخارجها وترفع تقريرها يوميآ daily update لي هيئة الأركان في أبوظبي في اليوم أكثر من مرة حسب مجريات العمليات عن طريق الاميل والمراسلات العسكرية ..
□ كان يقيم الجنرال المتقاعد الأسترالي في منزل السفير الإماراتي في حي الراقي جنوب الخرطوم لذلك لو تتذكرون أن الإمارات عملت على تحييد المنزل بعد رفع شكوى بأن الجيش استهدف منزل سفيرها وادانت الدول هذا الفعل ،واكدت الحكومة بأن منزل السفير لم يتعرض إلى أي قصف وهو سليم ،كل هذه التمثيلية من أجل حماية قائدها داخل الخرطوم بموجب القانون الدولي وتحت حمايته ..
□ بقية ضباط غرفة السيطرة والعمليات الأجانب يقيمون متنقلين بين منازل في خرطوم ٢ منزل حسن إبراهيم مالك ومنزل آل داوؤد ومنزل آل النفيدي ومنزل عزالدين السيد ،وفي العمارات منزل صاحب مصانع لولي وفي ضاحية الرياض منزل سعود البرير ومنزل جوزيف مكين في شارع المشتل وفي الحارة الأولى ج منزل شيخ العرب محمد يوسف ومنزل مكاوي مدير الكهرباء السابق ،وفي المنشية منزل عصام احمد البشير ومنزل السفير الماليزي ومنزل احمد البلال الطيب في كمباوند النفيدي …
□ والبقية الأخرى كانت تقيم في منازل في حي المعمورة بالقرب من المدارس الهندية ومنزل عادل ابوجريشة وكذلك منزل فارس ود الجبل بالقرب من معرض جياد للسيارات
□ اغلب الاثيوبين كانوا يقيمون في مبنى السفارة الاثيوبية في العمارات شارع نجيب بالإضافة لمنزل في العمارات شارع ٧ كان يملكه عبدالله عباس قبل بيعه إلى أحد اليمنيين، ومنزل السفير السابق بالامم المتحدة عبدالمحمود في الخرطوم ١ بالقرب من السفارة الإماراتية الجديدة و مركز النيل للخصوبة …
□ تم تغيير قائد سيطرة العمليات السابق بي الجنرال المتقاعد الأسترالي الجديد بعد دخول قوات الطلعية من الفدائيين ال ١٨ العقيد الشهيد إبراهيم الرشيد وجنوده الفدائين رينا يرحمهم من سلاح المهندسين إلى منطقة الخرطوم وهنا كان ناقوس الخطر مما سبب انفعال ورعب للقيادة في الإمارات كيف يمكن اختراق الحصن والجدار الحصين بعد أن كانوا يعتقدون بأن حصن الخرطوم أقوى بكثير من بارليف خصوصا بعد استعانتهم بشركة خدمات أمنية تم زرع سنسرات حرارية sensor alarm ,تقوم بأصدار ضوء غير مرئي اذا تم قطع هذا الضوء تصدر تحذير عند مركز السيطرة بمكان الاختراق ،تم زرع هذا السيستم على الكباري
ليكون خط الدفاع الاول ..
□ قائد غرفة السيطرة والعمليات الأسترالي الإماراتي هو القائد الأعلى لمليشيا الجنجو”يد وهو الوحيد الذي يتواصل مع القيادات العليا في أبوظبي اما عبدالرحيم دقلو و بقية الكمبارس فهؤلاء جهلة فدورهم فقط كما اسلفنا هو التحشيد و صرف المرتبات للجنود ،وأخذ اللقطة عند نهاية المعارك ليكونوا في الصورة امام العالم ….
□ في المقال التالي سوف نذكر بالتفصيل لماذا طلب الجنرال المتقاعد زرع كاميرات حرارية حديثة تعمل بي بطاريات ليثيوم وكيف تغلب على موضوع الكهرباء والاستعانة بي الواح الطاقة الشمسية PV panel في جميع شوارع وسط الخرطوم وماهي الغلطة الشنيعة التي ارتكبتها شركة الخدمات الامنية smart system ومقرها الكائن في أبوظبي وكانت سبب في كشف المؤامرة وكيف دخلت شركة الخدمات الامنية الى السودان ومتى ..وكيف تغلب أبطال القوات المسلحة والكادر الفني في فك شفرة هذا النظام الخطير والحديث مما سمح للقوات بالتقدم ….

** متداول

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • والي شمال دارفور: نتوقع فك حصار الفاشر قريباً
  • مناوى هى اسمها دار (فور) وليست دار زغاوة ،فهلا تقدم لنا محاضرة تاريخية ابتداءا من هنا ؟
  • أضرب الراعي تفر الخراف .. كيف إنهارت المليشيا
  • والي شمال دارفور يتوقع فك الحصار عن الفاشر قريبا
  • والي شمال دارفور: المرحلة المقبلة ستشهد فك حصار الفاشر والقضاء على التمرد
  • الجيش السوداني يتقدم في الفاشر والدعم السريع يقصف المدينة
  • السودان يحتفل بأول عيد فطر بعد تحرير الجيش للعاصمة الخرطوم
  • إنسحاب جنود المليشيا من محيط مدينة الفاشر يتصاعد منذ أيام
  • أم درمان تتنفس الصعداء.. أول عيد فطر بعد تحرير الجيش السوداني للعاصمة الخرطوم
  • الجيش السوداني يتصدى لهجمات على عطبرة والفاشر