أحمد الرصين
الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو القائد الذي فضح ووضّح لنا في زمن الجهل بشاعة الوجه الصهيوني ومكرِهم وتضليلهم بشكل جعلنا ندرك هذا الخطر المحدق بنا وبأمتنا الإسلامية، وأتى بحلول عملية قُرآنية قوية لمنع وصول هذا الخطر إلينا فتحرّر اليمن بفضل الله وفضل الشهيد القائد ودماء الشهداء الأوفياء من الهيمنة الأمريكية.
الحقيقة أنهم قتلوا الحُسين ولكن لم يستطيعوا قتل الحق، قتلوه ولكن لم ولن يتمكّنوا من إسكات ما ترجمه لنا من مواقف حكيمة قوية ترفع هامة الإسلام عاليًا، تجعل منا أمة لا تُهزم، لا تخضع، لا تتراجع، أمة تعشق الشهادة، أمة تُمرغ أنف كُـلّ ظالم طاغية متكبر تحت التراب.
تعددت مواقف الشهيد القائد ومن أبرزها، هي شجاعته في زمن السكوت والخضوع في زمن الذُّل عندما قال لا للهيمنة الأمريكية على بُلداننا الإسلامية وهتف بأعلى صوته “الله أكبر -الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود -النصر للإسلام”.
في زمن كان من المحتمل أن يذهب معظم حكام العرب الخونة لتقبيل قدم الرئيس الأمريكي لشدّة خوفهم من أمريكا؛ فمنذ ذَلك اليوم الذي صدع فيه الشهيد القائد بنور الله ومصاديق قوله تتجلى لنا بشكل أكبر وأكثر دقةً ووضوحًا فهو عندما قال “إن أمريكا قشة” فهي كذَلك في نظرنا وعقيدتُنا، وقد توضح للعالم ذَلك في البحار أن الأمريكي أعجز من أن يوفر الحماية لسُفُنه أمام الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، وحقًا تبين لنا أن الصهيوني كان أكثر عجزًا في مواجهة الموقف اليمني أَو التصدي له أَو الحد منه، وهذهِ مصاديق قول قرين القرآن الشهيد القائد -رضي الله عنه- أمريكا قشة وليست عصا غليظة كما يُخيّل لبعض ضعاف النفوس.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشهید القائد فی زمن
إقرأ أيضاً:
رمضان.. شهر القرآن
يقبل علينا ضيف مبارك، اختصه الله من بين كل الأشهر ليكون موسم البركات العظيمة، والمنح والجوائز والأعطيات التي يقدمها الله لعباده الصائمين، فهو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن، وقد أنزل الله جل جلاله في هذا الشهر المبارك قرآنه العظيم، فقال تعالى في سورة البقرة: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ، فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" وجاء إنزال القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل ليبين المولى عز وجل هذا الارتباط الوثيق بين رمضان والقرآن، فهو شهر القرآن، يقبل فيه الصائمون إلى الله عز وجل بقلوب مخلصة، ويقدمون بين يديه أنواع القربات وصنوف الطاعات طمعا في نيل رضاه، ونيل نعيمه في الدنيا والآخرة.
وكما أن الإنسان مطالب بتأدية العبادات إلى الله والتقرب إليه في جميع شهور السنة، إلا أن هذا الشهر افترضه الله علينا، ليعيد بوصلة القلوب إلى بارئها، ويهيئ لها موسما يكون العبد فيها في عبادة دائمة فهو منذ طلوع الفجر يدخل في عبادة الصيام، ويرصع هذه العبادة ويحليها بمجموعة من العبادات والقربات وأولها قراءة القرآن والصلاة والصدقة، وبذل وجوه الخير، حتى ترتاح النفوس وتصفو القلوب، وصفاء هذه القلوب لا يحصل إلا بقراءة النور الإلهي المتمثل في هذا الدستور العظيم، الذي أنزله الله هداية للناس.
فالقرآن الكريم يزيل صدأ القلوب ويجعلها صافية نقية تستقبل الأنوار الإلهية، وتحيا بها، ولك أن تتصور أن جبريل عليه السلام كان ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كل ليلة يدارسه القرآن ويعرض عليه هذا الكتاب الكريم، ففي الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ، فيأتيه جبريلُ فيعرضُ عليه القرآنَ، فإذا لقِيَه جبريلُ كان رسولُ اللهِ أجودَ بالخيرِ من الرِّيحِ الْمُرسَلَةِ"، فهذا الاقتران بين إنزال القرآن في هذا الشهر، وفي مدارسة القرآن من قبل جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم، لهو دلالة واضحة بأن شهر الصيام هو شهر القرآن.
وفي الحديث السابق الذي رواه ابن عباس دلالات عظيمة لخصال الخير التي يتصف بها خير البرية، فوصفه عليه الصلاة والسلام بأنه كان أجود الناس بالخير، فهو أجود الناس قاطبة، وكان أجود من الريح المرسلة في سرعتها وعموم خيرها وعد تقطعها، فكان عليه الصلاة والسلام جوادا كريما لا يباريه أحد في هذا الأمر، وهذا يدلل على فضل الصدقة في رمضان، فهو شهر تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات، وتغل فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، فهو خير محض، وموسم لمضاعفة الأجور.
وقد اختص الله عز وجل هذا الشهر العظيم بأن جعل فيه ليلة "القدر" التي هي خير من ألف شهر، وقد أنزل الله عز وجل فيها القرآن الكريم مكتملا من اللوح المحفوظ إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، وهي ليلة خير من ألف شهر، ففيها فضل العبادة في الأجر يعدل ما يقوم به العابد في ألف شهر، ولو قمنا بحساب ألف شهر فهو يوازي أكثر من 83 سنة من العبادة، فلك أن تتصور لو وفقت إلى قيامها وتلاوة القرآن فيها وحرصت على لزوم أنواع العبادات فيها حتى طلوع الفجر، فإنك تنال بها أجر عبادة أكثر من 83 سنة، فالخاسر من يفوت على نفسه فرصة هذه الليلة، وخاصة أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حصرها في الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان، فعلى المسلم أن ينتهز هذه الفرص ويسعى لنيل أجرها، فهو لا يدري هل يصادف رمضان في العام القادم، أم يعاجله ريب المنون؟
فعلى الإنسان أن يكون له ورد يومي من قراءة القرآن وتدبر معانيه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأن يتمثله في حياته كلها، وقد فهم الصحابة والصالحون ارتباط القرآن الكريم بشهر الصيام، فكانوا يقضون أيام رمضان ولياليه وهم بصحبة القرآن الكريم لا يكاد يفارقهم، فرويت عنه القصص العجيبة، فقد كان الصحابي الجليل أبو النورين عثمان بن عفان يقرأ القرآن كاملا في ركعة واحدة، وكان بعض الصحابة والتابعين يقرؤه في ركعتين، فكانوا يختمون القرآن 30 ختمة في شهر رمضان، وذلك لما علموه من تنزل الرحمات والبركات والأجر العظيم من خلال هذه العبادة العظيمة.
كما ينبغي عليه أن يضع خططا له ولعائلته وأقلها أن يضع خطة لحفظ سورة البقرة في رمضان، بالإضافة إلى الورد اليومي من القراءة، ولو حفظ 10 آيات يوميا من هذه السورة المباركة، فإنه لن ينقضي رمضان إلى وقد أتم حفظها، فلو قسمنا عدد آيات سورة البقرة التي هي 286 آية على عدد أيام رمضان فإنه يستطيع حفظ السورة في 29 يوما، وسيكون هذا الحفظ بمثابة الدافع والحافز لإتمام حفظ القرآن الكريم كاملا، فمن استطاع أن يحفظ أطول سورة في القرآن يستطيع أن يحفظ ما سواها، وذلك يحصل بالتخطيط والإقدام على العمل، ومداومته، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم فضل قراءة القرآن والحث على قراءة البقرة وآل عمران وحفظهما وبركة سورة البقرة في الحديث الصحيح الذي قال فيه وورد في روايات متعددة قال: "اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ".