سوريا محور المقاومة وأولويات النظام الجديد
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
طاهر محمد الجنيد
من جملة الإنجازات التي تحدث عنها ممثل المعارضة الذي استلم الحكم بعد رحيل النظام، ذكر أحمد الشرع –الجولاني سابقا- طرد الإيرانيين وحزب الله من سوريا باعتبار أنهما كانا داعمين للنظام السابق وهو مؤشر جيد للمعارضة في سبيل استقلال القرار بعيدا عن التدخل من الآخرين .
لكن في المقابل رحب بالوجود للكيان المحتل وأبدى استعداده فتح صفحة من التعاون مع العدو الصهيوني رغم استغلاله ظروف الحرب ليستولي على مرتفعات الجولان والمنطقة العازلة التي حددها وأيضاً قيامه بتدمير أكثر من 80% من القدرات العسكرية والاستراتيجية السورية .
ولم يتحدث عن الاحتلال الأمريكي الذي استولى على حقول النفط وأسس قواعده لاستكمال السيطرة عليها بعد أن سيطر على نفط العراق؛ ومثل ذلك القواعد العسكرية الروسية التي كان لها دور بارز في إسناد النظام .
تركيا التي مكنته ودعمته أيضا؛ أما دول الخليج التي مولت صفقات الأسلحة ونفقات المسلحين، فإنها لن تكسب شيئا، لأن الغرب سيعمل على التحكم بتلك المجاميع حتى لو تكفلت دول الخليج بالتمويل.
سوريا بتاريخها العظيم والعريق في عصور ما قبل الحضارة الإسلامية وفي الإسلام، كانت ومازالت مركزا مهما في ماضيها وحاضرها، وعند التأمل في وثائق الشرق والغرب التي تتحدث عن سوريا نجد وثيقتين مترابطتين تحتويان تقريبا على ذات الأهداف رغم تباينهما لذلك نتعرف على أهم ما جاء فيهما حتى نتعرف على بعض خلفيات الصراع هناك:
في الوثيقة الأولى: التي يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر عبارة عن وصية القيصر الروسي بطرس الأكبر الذي يعده المؤرخين مؤسس روسيا الحديثة وفي البند الثامن منها : ضرورة توسيع النفوذ الروسي تدريجيا شمالاً نحو بحر البلطيق وجنوبا نحو البحر الأسود .
وفي التاسع: التوسع إلى إسطنبول لأن من يحكمها يحكم العالم؛ ومد النفوذ إلى الهند؛ ولا بد من شن الحروب المتتابعة على الدولتين العثمانية والإيرانية والاستيلاء على أراضيهما بعد إضعافهما والوصول إلى خليج البصرة والاستيلاء على ممالك التجارة القديمة إلى بلاد الشام وصولا إلى الهند ولابد من طرد الأتراك من القارة الأوروبية.
الوثائق الأوروبية الغربية التي أعدتها وزارة المستعمرات البريطانية تتوافق مع الوثيقة الروسية، تحدثت عن الموضوع ذاته ففي الأوامر السرية التي أوردها (المبشر همفر) نجد الآتي:-
-إثارة النزاعات والخلافات الشديدة بين الدولتين (التركية والفارسية) وإذكاء نار الطائفية والعرقية؛ وإشعال النزاعات بين كل متجاورين من القبائل والشعوب العربية والإسلامية؛ وإحياء المذاهب الدينية حتى البائدة وإثارة النزاعات بينها.
-التخطيط لتبضيع حكومتي الإسلام التركية والفارسية إلى أكبر عدد ممكن من الحكومات المحلية الصغيرة المتنازعة كما هو الحال في الهند انطلاقا من قاعدة فرّق تسد وفرّق تُحطّم.
الاتفاق بين الشرق والغرب وفقا للوثيقتين كان في القرن السابع عشر وكانت محصلة الاستفادة في القرن الثامن عشر وحتى الآن ولازالت آثاره تشكل العائق الأساسي أمام كل مشاريع التكامل والتوحد للامتين العربية والإسلامية .
كانت السرية سائدة في العلاقات الدولية باعتبار أن عصبة الأمم نشأت كتطور للنادي المسيحي الذي كان يضم دول أوروبا دون بقية العالم ، لكن تم تسريبهما بعد أن اطمأن المتحالفون إلى قدرتهم على تنفيذهما وخاصة بعد تغلغل عملائهم في الخلافة العثمانية والإيرانية وفي الوطن العربي والإسلامي.
في خطة وزارة المستعمرات البريطانية تحت عنوان “الأوامر السرية” وضعت المنطلقات لتنفيذ تلك الأهداف السابقة، فبعد تحديد جوانب القوة والضعف التي تم التركيز على تنميتها وتوسيعها لتشمل كافة المجالات كما يلي:-
زيادة الاختلافات وتركيزها بتكثير سوء الظن بين الفئات المتنازعة ونشر الكتب التي تغذي هذه الاختلافات وبذل المال الكثير لإتمام التخريب والتفريق.
وفي الأوامر السريه-1-التعاون الأكيد مع روسيا القيصرية للاستيلاء على كل المناطق الإسلامية المحادة لها من بخاري وكذلك الاستيلاء على بلاد الترك المجاورة لروسيا.
2- التعاون مع فرنسا وروسيا لوضع خطة شاملة لتحطيم العالم الإسلامي من الداخل والخارج بزرع الجواسيس …وتكوين جيوش كثيفة من العملاء لتشويه تاريخ الإسلام والمسلمين والدس في كتبهم؛ بمعني تزوير التاريخ لصالح إخفاء الحقائق عن الأجيال.
هذه بعض الأهداف التي وردت في وثيقتين مختلفتين في الاتجاه لكن الغاية واحدة، الشعب السوري والأمتان العربية والإسلامية هما المتضررتان من الحرب، أما الأطراف الأخرى فهي مستفيدة من الحرب ومن التدخل ولو وجدت أن تكلفة تدخلها تتجاوز المنافع التي يمكن الحصول عليها فإنها ستغادر من تلقاء نفسها .
فأمريكا في تدخلها استولت على حقول النفط وأمنت الكيان المحتل بعد أن سيطرت على العراق ونهبت ثرواته ومقدراته؛ وروسيا قبلت الدعوة من النظام السابق للمساومة عليه كورقة في طاولة المفاوضات بين أمريكا ودول أوروبا الداعمة لأوكرانيا في حربها معها .
الكيان الصهيوني المحتل هو الوحيد الذي استفاد من وجود النظام ورحيله في الوجود استلم مرتفعات الجولان ووضع المنطقة العازلة وفي رحيله اكمل الاستيلاء على البقية وقام بتدمير الأهداف والأسلحة الاستراتيجية بنسبة تصل إلى 80 % .
التاريخ بالنسبة للسياسة مرجع أساسي لتحديد المواقف والعبر، لكننا وجدنا القيادة السورية الحالية لديها قراءتان للتاريخ، الأول تتجاهله ولا ترغب فيه والثاني تؤمن به وتسعى إليه .
المثال الأول: حديث الشرع- الجولاني- سابقا عن أن الخلافات التي حدثت بين الإمام علي -كرم الله وجهه- ومعاوية والحسين بن على سلام الله عليهما- ويزيد وما ترتب عليها من إجرام في حق بيت آل رسول الله لا تعني له شيئا.
والمثال الثاني: دعوته الكيان المحتل للدخول في علاقات مباشرة معه أو بواسطة أمريكا مع أن الشعب السوري مازال يعاني من الإجرام الصهيوني الأمريكي ضده ولازالت جرائمه تتوالى في فلسطين ولبنان وسوريا حتى اللحظة.
أما عن تحالف الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله مع النظام السابق، فذلك من اجل المقاومة واستعادة الأراضي المحتلة بعد أن اتضحت حقيقة الأنظمة العربية أنها تدين بالوجود والولاء للحلف الصهيوني الصليبي ولا تخرج عن سياساته.
لقد عملت الأنظمة المتصهينة على محاربة المقاومة خدمة لليهود وحاصرت كل القوى الوطنية وأرغمتها على قبول الحلول التي تريدها .
لكن التساؤل هنا هو: كيف يطلب السلام مع الكيان المحتل؟، وهل سيعيد الجولاني-الجولان- بناء على ذلك لأنه -الكيان- يعتبر الاستيلاء عليها أساسا ضمن مشروعه لإقامة إسرائيل الكبرى التي اعلن عن تأٍسيسها «نتن ياهو» وبسط خارطتها أمام العالم وهو امر لا تختلف عليه سلطة الإجرام ومعارضته في فلسطين المحتلة وهو أيضا وعد الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بضرورة توسيع أراضي الكيان المحتل على حساب الأراضي العربية .
إسرائيل توسعت وأمريكا اطمأنت وروسيا اشمأزت وتركيا وصهاينة العرب استبشروا أنهم ليسوا وحيدين في دخول حظيرة التطبيع ومحور المقاومة خابت آماله بسبب تصريحات وتوجهات فصائل الحكم اليوم معارضه الأمس.
التنمية وإعادة الإعمار تحتاجان إلى ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام وهي خطوات ممكنة إذا صدقت النوايا وطابقت الأقوال الأفعال وغلبت المصلحة الوطنية على كل ما عداها، أما إن تنازعت واختلفت فلن يتحقق شيء، لأن المتربصين كثر وأولهم واقذرهم على الإطلاق الحلف الصهيوني الصليبي وصهاينة العرب خاصة.
أما روسيا التي خسرت من رحيل نظام الأسد فإنها وإن حققت انتصارات نوعية في أوكرانيا التي تدعمها أوروبا وأمريكا، فإن بقاء القواعد العسكرية في سوريا مسألة وقت لا أكثر .
وأما سعي النظام الجديد في دمشق للدخول في علاقات مع الكيان المحتل فإن ذلك يتناقض كلياً مع توجهات الشعب السوري وقيمه ومبادئه ذات المنطلقات العربية والإسلامية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة الکیان المحتل بعد أن
إقرأ أيضاً:
القادري لـ سانا: تمكّن عدد كبير من المعلمين من العودة إلى أماكن عملهم التي هُجّروا منها بسبب النظام البائد، وهو ما يوفّر الاستقرار للمدارس في تلك المناطق
2025-02-05sanaسابق القادري لـ سانا: تمكّنت كوادرنا في مديريات التربية والإدارة المركزية من دراسة طلبات النقل بدقّة خلال فترة زمنية قياسية، وذلك بهدف تسهيل الأمور على المدرسين وتوزيعهم وفق الاحتياج انظر ايضاًالقادري لـ سانا: تمكّنت كوادرنا في مديريات التربية والإدارة المركزية من دراسة طلبات النقل بدقّة خلال فترة زمنية قياسية، وذلك بهدف تسهيل الأمور على المدرسين وتوزيعهم وفق الاحتياج
آخر الأخبار 2025-02-05وزير التربية والتعليم نذير القادري لـ سانا: ضمن عملية التنظيم الإداري للواقع التربوي، وبعد دراسة واقع الكوادر التعليمية والإدارية بالمحافظات، أصدرنا عدة قرارات نقل للكوادر التعليمية إلى محافظاتهم التي تقدموا بطلبات النقل إليها خلال العطلة الانتصافية 2025-02-04قطر الخيرية تسيّر 85 شاحنة مساعدات لدعم المتضررين في الداخل السوري والتركي 2025-02-04مباحثات سورية تشيكية للتعاون في مجال تنفيذ محطات تنقية مياه شرب في المناطق الأشد احتياجاً 2025-02-04دورة تدريبية حول مراقبة نوعية المياه لتعزيز قدرة مجتمعات الغوطة الشرقية في مواجهة ندرة المياه 2025-02-04الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع السيد الرئيس أحمد الشرع في أنقرة: أرحب بالسيد الشرع وممتن لاستضافته في أنقرة 2025-02-04مباحثات مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية حول سبل النهوض بالقطاع الصحي 2025-02-04التأمينات الاجتماعية توضح الحالات التي تستحق المعاش التقاعدي 2025-02-04وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يلتقي العاملين في محافظة القنيطرة في مختلف القطاعات 2025-02-04الرئيس أردوغان يستقبل الرئيس الشرع 2025-02-04ملك المغرب يؤكد في برقية تهنئة للرئيس الشرع دعم بلاده ومساندتها لسوريا
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |