علماء مغربيون يؤكدون أن تلوث البحار بالبلاستيك أخطر مما نظن
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
تظهر نتائج دراسة علمية جديدة أن النفايات البلاستيكية الدقيقة أصبحت تشكل تهديدا متزايدا على الحياة في البحار والمحيطات. وأكدت النتائج أن انتشار هذه المواد يعرّض صحة النظم البيئية البحرية والساحلية للخطر، ومن ثم يؤثر على التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية التي يعتمد عليها مليارات الأفراد.
وبحسب الدراسة الجديدة المنشورة حديثا في دورية "جورنال أوف هازردوس ماتيريالز أدفانسز"، فإن هذه النفايات المتزايدة تلحق أضرارا فادحة بالنظام البيئي العالمي تستوجب اتخاذ إجراءات متضافرة لوقف هذه الظاهرة.
أدى الاعتماد المتزايد على المنتجات البلاستيكية إلى زيادة هائلة في النفايات البلاستيكية، فقد قفز الإنتاج العالمي من 1.7 إلى 311 مليون طن خلال نصف قرن، كما تقول الدكتورة سناء بن سماعيل الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار بتونس، في حديث خاص مع الجزيرة نت.
وتظهر الدراسات أن المواد البلاستيكية تشكل حوالي 80% من إجمالي نفايات المحيطات، وفي كل عام يدخل أكثر من 13 مليون طن من البلاستيك إلى البيئة البحرية. وتشير بن سماعيل إلى أن البحر الأبيض المتوسط يعدّ سادس أكبر منطقة تراكم للنفايات البلاستيكية في العالم بحوالي 229 ألفا منها 13 ألف طن من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
إعلانتهدد هذه النفايات التنوع البيولوجي البحري وتؤثر تأثيرا بالغا على خدمات النظم البيئية التي تعتمد عليها اقتصادات البلدان الساحلية، حيث تلعب الموائل البحرية، مثل أشجار المانغروف وأعشاب البحر والشعاب المرجانية، دورا حيويا في توفير المأوى والغذاء للعديد من الأنواع.
ويعتمد أكثر من 3 مليارات شخص على الموارد البحرية والساحلية، وتقدر القيمة السوقية لهذه الموارد والصناعات الزرقاء المرتبطة بها بنحو 3 تريليونات دولار سنويا، أو نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
جسيمات البلاستيك الدقيقة يمكن أن تتسبب في الحد من قدرة العوالق النباتية التي تلعب دورا رئيسيا في مضخة احتجاز الكربون (بيكسابي) البلاستيك الدقيق كارثة على البيئة البحريةفي الدراسة الجديدة، قام باحثون من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بالرباط المغربية باستكشاف تأثير النفايات البلاستيكية على خدمات النظم البيئية البحرية والساحلية. وأظهروا أن وجود الحطام البلاستيكي في مياه المحيطات والبحار يمكن أن يلحق أضرارا جسيمة بالنظم البيئية الهشة.
وكشفت الدراسة أن وجود المواد البلاستيكية الدقيقة في الموائل البحرية، سواء الشعاب المرجانية أو أشجار المانغروف أو المستنقعات المالحة أو أعشاب البحر، يمكن أن تكون له عواقب مدمرة.
وذلك لأن الحطام البلاستيكي يعمل على خنق الشعاب المرجانية، وحجب ضوء الشمس الضروري لعملية التمثيل الضوئي في النباتات البحرية، وتعطيل العمليات الأيضية في الكائنات الحية. ويمثل تراكم المواد البلاستيكية الدقيقة في رواسب أشجار المانغروف، التي تعد مصادر حقيقية للكربون، أمرا مثيرا للقلق بشكل خاص، حيث تلعب هذه النظم البيئية دورا أساسيا في حماية السواحل وتعد موطنا للتنوع البيولوجي الغني.
وتقول سناء بن سماعيل إن "التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة يعد من أخطر أنواع التلوث في المحيطات؛ فقد أثبتت الدراسات أن المنظومات البيئية البحرية قادرة على امتصاص هذه الجسيمات التي يمكن أن تتراكم في العديد من الأنواع من الكائنات البحرية".
إعلانوأضافت أن "دراسات أخرى أثبتت كذلك تأثيرها على الكائنات في قاع البحار والمحيطات مثل المرجان القاعي ونبتة البوسيدونيا بالإضافة إلى عدد من الأنواع البحرية كالسلاحف البحرية التي تلتهم قطع البلاستيك على أنها طعام، مما يؤدي إلى اختناقها وموتها".
وبحسب المؤلفين، فإن تلوث البيئات البحرية بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لا يهدد النباتات والحيوانات المحلية فحسب، بل يهدد أيضا السكان الذين يعتمدون على هذه الموارد في غذائهم، حيث "يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تتسرب إلى أنواع الأسماك التي يستهلكها الإنسان مما قد يسبب بعض الأمراض ويهدد الصحة البشرية"، كما تقول الباحثة التونسية في حديثها مع الجزيرة نت.
التلوث البلاستيكي يؤثر على المناخ أيضامن ناحية أخرى، كشفت الدراسة أن انتشار المواد البلاستيكية قد يعطل الدور الحاسم الذي تلعبه النظم البيئية البحرية والساحلية في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال عزل الكربون.
ويمكن لجسيمات البلاستيك الدقيقة أن تتسبب في الحد من قدرة العوالق النباتية على احتجاز الكربون فهي تلعب دورا رئيسيا في مضخة احتجاز الكربون البيولوجية. وعلى نحو مماثل، تواجه النظم البيئية الساحلية "للكربون الأزرق"، مثل أشجار المانغروف وأعشاب البحر التي تخزن قدرا كبيرا من الكربون البحري، تهديدا متزايدا من المواد البلاستيكية الدقيقة، يهدد أيضا قدرتها على توفير خدمات أساسية مثل الحماية من الفيضانات والتآكل والعواصف.
وقد أشار الباحثون في الدراسة إلى نقص البيانات المتعلقة بتأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على بعض خدمات النظام البيئي، كالخدمات الداعمة. وشددوا على الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لفهم الآليات التي تؤثر بها المواد البلاستيكية الدقيقة على الكائنات البحرية والنظم البيئية البحرية.
ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات عالمية متضافرة للحد من إنتاج البلاستيك واستهلاكه، وتحسين إدارة النفايات، وتطوير حلول مبتكرة لمكافحة التلوث البلاستيكي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المواد البلاستیکیة الدقیقة النظم البیئیة البحریة النفایات البلاستیکیة البحریة والساحلیة أشجار المانغروف یمکن أن
إقرأ أيضاً:
محافظ دمياط يتابع استلام مجمع التخلص من النفايات الصلبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تابع الدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط تنفيذ إجراء الاستلام الابتدائي لأعمال السور والطرق الداخلية والخارجية للمجمع المتكامل للمعالجة والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة فى إطار توجيهات الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، بزيارته الأخيرة للمجمع المتكامل للمعالجة والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة بأبو جريدة بالاسراع بالإجراءات المتعلقة باستكمال أعمال الجارية به، وبمتابعة من المهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط و اللواء محمد همام سكرتير عام المحافظة.
وقامت اللجنة المشكلة بناءًا على قرار وزير التنمية المحلية والتى تختص بتسيير ومتابعة واستلام الأعمال بالمجمع، والتي تضمنت ممثلين عن وزارتي التنمية المحلية والبيئة والهيئة العربية للتصنيع والجهة المنفذة والمهندس محمد الدالى مدير إدارة شئون البيئة وأيضًا ممثلين الوحدة المحلية لمركز ومدينة، بالاستلام الابتدائي لأعمال السور والطرق الداخلية والخارجية للمجمع المتكامل للتخلص الآمن من المخلفات الصلبة بأبو جريدة.
هذا ويأتي ذلك في إطار رؤية الدولة المصرية نحو تطوير البنية التحتية لمنظومة التخلص الآمن من المخلفات واستراتيجية التنمية المستدامة مصر ٢٠٣٠، حيث تُعد محافظة دمياط نموذج ناجح فى تنفيذ خطة إدارة والتخلص الآمن من المخلفات بالشراكة مع الجهات المعنية.
وعلى هذا الصعيد، أوضح محافظ دمياط أن المخطط يأتي في إطار إستراتيجية الدولة المصرية نحو تنمية الإنسان والاهتمام بالتعليم التكنولوجي، لارتباطه الوثيق بملف الصناعة ومساعدة الخريجين فى الحصول على فرص عمل لائقة.
وأشار إلى أن المحافظة خلال عملها نحو إعداد خارطة طريق لتطوير الصناعات التى تشتهر بها دمياط وبالأخص صناعة الأثاث والوصول بها إلى الأسواق العمالية، تم رصد احتياج المخطط إلى كوادر فنية قادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة ، لذا تم التفكير في الاستفادة من كيان الجامعة العمالية برأس البر، لرفع كفاءته و التنفيذ.