«مؤمنون بدور الشباب المهم في تطوير الرياضة العمانية، لذلك أخذ مجلس الإدارة على عاتقه الاهتمام بجميع الألعاب الرياضية، وجلب لها مدربين ولاعبين على مستوى عالٍ، ولاعبين محترفين من الخارج، بالرغم من التكلفة المالية الباهظة التي يتكبدها النادي، ولم يتم إلغاء هذه الألعاب، بل هُيئت لها أسباب التمكين من مرافق رياضية، وأجهزة إدارية وفنية وغيرها، إلا أن إيماننا بمسؤولية النادي تجاه الشباب حملنا على تحمُّل كل ذلك، وها نحن اليوم نجني ثمار تلك الجهود».
بهذه الكلمات تحدث صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد رئيس مجلس إدارة نادي السيب، وهو أقدم رئيس نادٍ في سلطنة عمان، وأعلم ببواطن الأمور التي تعيشها الرياضة العمانية.
ولم يأتِ حديث سموه من فراغ، إنما جاء تحفيزا لأبناء النادي لمواصلة العطاء، خاصة بعد إنجاز فريق كرة الطائرة واحتلاله المركز الثالث في البطولة العربية التي جرت في قطر، وينتظر السيب استحقاق آخر في شهر مارس المقبل، والمتمثل في دوري التحدي الآسيوي لكرة القدم.
في العام الحالي، هناك العديد من التحديات التي تنتظر كرة القدم العمانية من خلال مشاركات المنتخبات الوطنية والأندية العمانية، والتفاؤل لا أستطيع أن أتخلى عنه قبل أي استحقاق، وما زلت كالطفل أصدق بأنه بإمكاننا فعل أي شيء، لكنني أحاول في بعض الأحيان لملمة أطراف الوجع الذي تعاني منه رياضتنا كي لا يتسع، لكننا نصرخ أحيانًا لأن الجرح يكبر، وما من علاج أبدا.
أنظر إلى وضع أنديتنا، وكيف يمكنها أن تنافس قاريا وإقليميا وعربيا، ومع ذلك نحمل شمعة ونبحث، ولو عن بصيص أمل وسط أكوام التقلبات والتساؤلات عن واقع (الدعم) الذي تحصل عليه الأندية في مشاركاتها الخارجية، وكيف يمكنها أن تُعدّ نفسها جيدًا لخوض معترك المنافسة، مع تأكيدنا بأننا قادرون على ذلك متى ما توفرت العوامل المساعدة من أجل تحقيق النجاح المطلوب.
نظريًا، تتزاحم الإجابات، وكلنا قادرون على إلقاء المسؤولية على من نريد، ولكن كيف نقبض على طرف الخيط كي نبدأ حكاية القصة بشكل متقن؟ هل نرمي بثقلنا على اتحاد الكرة، وهو المعني باللعبة والمسؤول الأول والأخير عنها، أم نحمل هذا الهم إدارات الأندية (الفقيرة ماديا)؟
يأبى الكثير من المتابعين لمنتخباتنا وأنديتنا أن يفسدوا متعة كرة القدم، التي تحمل في غالبية تفاصيلها المتعة والشغف وتمضية الأوقات السهلة والصعبة، والأهم أنها نافذة للتنفس وطرد الهموم ومشاكل الحياة العصيبة، لكن يبقى الشغف والرغبة والهواية متأصلة لدى جماهيرنا المحبة لهذه اللعبة.
أتمنى أن نعترف بواقعنا، بكل تفاصيله، وأن نوسع زاوية النظر إلى هذا الواقع، وأن نجلس حول طاولة لا يمكن أن نمد أيدينا أو أرجلنا من تحتها، ونتحاور بصوت مسموع: (ما المشكلة وما الحل؟) وإذا عرفنا أصل المشكلة، فبكل تأكيد سنجد لها الحل.
ناصر درويش صحفي رياضي عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
تخريج أول دفعة من الشركات الناشئة العمانية للنهوض بمستقبل الابتكار
في خطوة مهمة نحو تعزيز قطاع الشركات الناشئة في سلطنة عمان، احتفلت «مسرّعة أعمال الشركات الناشئة العمانية الواعدة» بتخريج دفعة جديدة من المنتسبين لها، حيث شارك في البرنامج أكثر من 46 شركة ناشئة وفكرة مبتكرة. كما أن البرنامج الذي تم تنفيذه بالشراكة مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمجموعة العمانية للاتصالات «ذكا»إ وأكاديمية الابتكار الصناعي، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية مدائن، شهد تعاونا واسعا بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لدعم هذه الشركات الطموحة، برعاية معالي عبد السلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العماني، كما تم تكريم الشركات التي قدمت أفكارا مبتكرة في مجالات متعددة، وكذلك تسليط الضوء على أهمية استمرارية دعم هذه الشركات الناشئة لتحقيق النمو والتوسع محليا ودوليا.
وقال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني: «ما نراه اليوم من إنجازات وإبداعات من قبل الشباب العماني يعد دليلا على أننا لا نزرع مجرد بذور للمستقبل، بل نحقق حصادا ملموسا، حيث إن العديد من هذه المنتجات والإبداعات قد تجاوز حدود سلطنة عمان ووصل إلى أسواق خارجية. والكثير من هؤلاء الشباب قد وجدوا مستثمرين حتى من خارج السلطنة الذين آمنوا بأفكارهم وقرروا دعمهم لتحويل منتجاتهم إلى مستوى عالمي. إذا كانت هذه البداية، فنحن في الحقيقة متفائلون بالمستقبل، ومن المتوقع أن نشهد مزيدا من النجاح والتوسع في هذه المشاريع، خاصة من خلال المسرعات التي تسرع هذه الأعمال وتحقق نتائج قد تكون أسرع من المتوقع».
الترويج للمنتجات العمانية
وأضاف المرشدي: إن صندوق عمان المستقبل يستهدف تخصيص 10% من قيمته لدعم الشركات الناشئة. حيث يبلغ حجم الصندوق 2 مليار ريال عماني على مدى خمس سنوات بدءا من العام الماضي، أي أنه حوالي 200 مليون ريال عماني مخصصة لدعم هذه الفئات. ومن المبكر التنبؤ بعدد المشاريع التي سيتم دعمها، لكن الأهم بالنسبة لنا هو معرفة كم ستساهم هذه المشاريع في الناتج المحلي للسلطنة؟ وكم وظيفة ستوفر؟ وكم ستساهم في الترويج للمنتجات العمانية على مستوى عالمي؟
من جانبها قالت سعادة حليمة بنت راشد الزرعية رئيسة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: «نحتفل بتخريج أول دفعة من شركات الناشئة، وذلك ضمن برنامج «شركات الناشئة الواعدة» الذي أقمناه بالتعاون مع أكاديمية الابتكار الصناعي ومدائن. حيث إن هذه الدفعة تشمل أكثر من 26 شركة عمانية ناشئة، وقد كان هناك تعاون كبير من جميع الجهات المعنية في هذه المنظومة، سواء من الجهات الحكومية، التي هي أعضاء في البرنامج، أو من شركائنا في القطاع الخاص، ومنهم جهاز الاستثمار العماني والشركات التابعة له، التي كان لها دور كبير في دعم هذه المنظومة».
وأكدت الزرعية أنه من خلال المؤشرات الأولية، نلاحظ نتائج مشجعة، حيث حصلت بعض الشركات على صفقات استثمارية، بما في ذلك بعض الاستثمارات الخارجية التي تم جلبها إلى سلطنة عمان. وأشارت إلى أن هذه التطورات تدعو الشباب العماني لتطوير أفكارهم وابتكاراتهم. كما أضافت: إن لديهم خططا موسعة للدفعات القادمة في عام 2025، التي تم اعتمادها من الجهات المختصة. حيث سيكون هناك توسع كبير في منظومة الحاضنات والمسرعات، كما سيتم افتتاح فروع جديدة في مختلف المحافظات داخل سلطنة عمان، بالإضافة إلى توسع في مركز الابتكار الذي سيشمل مسرعات متخصصة في مجالات متنوعة.
كما أن جهودنا ستتضمن استكمال تنظيم الهاكاثونات وسباقات الأثر، التي تهدف إلى حل التحديات التي تواجه الشركات الحكومية. سيتم استقبال الأفكار والحلول الابتكارية من الشباب العماني في هذه الفعاليات، ستكون الدفعة القادمة مليئة بالابتكارات والمشاريع الواعدة.
46 شركة ناشئة
وبلغ عدد المنتسبين للمسرعة 46 شركة ناشئة وفكرة مبتكرة في مساريّ الفكرة وما قبل البذرة، حيث تنوعّت مجالات عمل الشركات والأفكار بين قطاعات ضمّت قطاع السياحة والعقار والصحة وقطاع الأمن الغذائي، واستمرت لمدة 4 أشهر قدّمت أكثر من 290 ساعة تأهيلية في المجالات التي تُسهم في تطوير ونمو الشركات المنتسبة مثل مبادئ وأساسيات ريادة الأعمال، التسويق وبناء العلامة التجارية، وتنفيذ الجولات الاستثمارية، وتطوير المنتجات والخدمات والتحقق من الجاهزية السوقية وغيرها من البرامج التدريبية والتأهيلية التي ساهمت بشكل مباشر في نمو وتوسع الشركات، كما قدّمت المسرعة فرص المشاركة لعدد من الشركات في المعارض والمؤتمرات الدولية مثل معرض إكسباند نورث ستار في الإمارات العربية المتحدة، وملتقى بيبان في المملكة العربية السعودية، وحرصت المسرعة أثناء فترة تنفيذها على عقد الجلسات الحوارية واللقاءات الاستثمارية بين أصحاب الشركات والأفكار المنتسبة وعدد من المستثمرين محليا ودوليا، كما ساهمت في ربط المنتسبين بصانعيّ القرار على مستوى المؤسسات الحكومية في سلطنة عمان، يُذكر أن عدد المنتجات التي تم تطويرها لتكون جاهزة للمتاجرة في مسار الفكرة 8 منتجات، و13 منتجا في مسار ما قبل البذرة، و7 منتجات في مسار الفكرة تم استيفاء خصائص القيمة لها لتمكنها من دخول الأسواق، و11 منتجا آخر في مسار ما قبل البذرة.
كما أن المسرعة بدأت أعمالها في سبتمبر من العام المنصرم تحت رعاية كريمة من صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد الموقر، الرئيس الفخري لبرنامج لشركات الناشئة العمانية الواعدة، البرنامج الذي يأتي بشراكة بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وزارة الاقتصاد، والمجموعة العمانية للاتصالات- إذكاء، ويعد البرنامج نقطة تحول في منظومة الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية ويسعى لدعم تأسيس المشاريع الناشئة الابتكارية بتمكين أصحاب الأفكار وربط مشاريعهم مع فرص الأعمال والاستثمار محليا وعالميا.