التشهد.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ألفاظ التشهد وردت في كثير من الأحاديث الشريفة على اختلاف بينها؛ منها ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ».

ألفاظ التشهد 

وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ فَكَانَ يَقُولُ: «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ».

وقراءة الذكر المخصوص في التشهد من أفعال الصلاة التي اختلف فيها فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة بين الركنية والوجوب والسنية؛ فذهب السادة الحنفية إلى أنَّ القراءة في التشهد الأخير واجبة وليست بركن؛ فيجب على المكلف سجود السهو بتركها مع صحة صلاته.

قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع" (1/ 163، ط. دار الكتب العلمية) في بيان الواجبات الأصلية في الصلاة: [(ومنها) التشهد في القعدة الأخيرة] اهـ.

وقال البدر العيني في "البناية شرح الهداية" (2/ 614، ط. دار الكتب العلمية): [قراءة التشهد في القعدة الأخيرة واجبة بالاتفاق] اهـ.

وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّ التشهد في الصلاة ركن تبطل الصلاة بتركه.

قال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 377، ط. دار الكتب العلمية): [(التاسع والعاشر والحادي عشر) من الأركان (التشهد) سمي بذلك؛ لأن فيه الشهادتين، فهو من باب تسمية الكل باسم الجزء، (وقعوده، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم) في آخره والقعود لها.. (فالتشهد وقعوده إن عقبهما سلام) فهما (ركنان)] اهـ.

وقال الإمام الزركشي الحنبلي في "شرح مختصر الخرقي" (1/ 586، ط. دار العبيكان): [والتشهد الأخير والجلوس له ركنان] اهـ.

وذهب المالكية إلى أن كلَّ تشهد في الصلاة سنة، سواء كان الأول أم الأخير؛ يجبر بسجدتين للسهو.

قال العلامة الدسوقي في "حاشيته على الشرح الكبير للشيخ الدردير" (1/ 243، دار الفكر): [(قوله: أي كل فرد منه سنة مستقلة): هذا هو الذي شهره ابن بزيزة، خلافًا لمن قال بوجوب التشهد الأخير، وذكر اللخمي قولًا بوجوب التشهد الأول، وشهر ابن عرفة والقلشاني أن مجموع التشهدين سنة واحدة] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التشهد التشهد بالصلاة التشهد الصحيح حكم التشهد التشهد الأخیر فی الصلاة

إقرأ أيضاً:

حكم أداء سُنة الفجر بعد إقامة الصلاة .. دار الإفتاء تحسم الجدل

أجابت دار الإفتاء على استفسار ورد إليها حول حكم أداء سنة الفجر بعد إقامة الصلاة، حيث أشارت إلى مشروعية الدخول في صلاة الفجر عند إقامة الصلاة المفروضة، سواء خشي المصلي فوات الركعة الأولى أم لا.

 وذكرت الدار أنه وفقًا لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أُقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة".

وأكدت الدار أهمية صلاة ركعتي الفجر، مشيرة إلى أن السُنة المطهرة رغبت في أدائها وأكدت على فضلها في عدة مواضع.

 فقد ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ركعتا الفجر خيرٌ من متاع الدنيا وما فيها".

عجائب صلاة الفجر.. لن تتكاسل عنها بعد اليومماذا يفعل من استيقظ بأذان الفجر على كابوس؟.. النبي يوصيه بـ4 أمور

كما نوهت دار الإفتاء إلى أن الأصل هو أداء ركعتي سنة الفجر قبل الفريضة، مستندة إلى حديث أم حبيبة رضي الله عنها الذي ينص على فضل صلاة ركعتين قبل الفجر. وأكدت أن هذا الأمر قد قرره أئمة وفقهاء المذاهب الإسلامية المختلفة، مما يعكس الإجماع على أهمية هذه السنة.

تأتي هذه الفتوى في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لنشر الفقه الصحيح وتوجيه المسلمين نحو الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلواتهم.

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها بالإسلام
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية تُدرك بالبصيرة
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • حكم أداء سُنة الفجر بعد إقامة الصلاة .. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حكم الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية
  • حكم قول "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" في الركوع
  • الفرق بين رفع الأعمال في شعبان وأيام الاثنين والخميس.. الإفتاء توضح
  • القدس مدينة الصلاة والتسامح
  • تكريم واصطفاء