جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-03@17:59:03 GMT

ضربة معلم

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

ضربة معلم

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

هزَّ تطبيق "ديب سيك" الصيني عرش التكنولوجيا الغربية، مُحدثًا زلزالًا غير مسبوق، في عالم متسارع تتنافس فيه القوى العالمية على تصدر سباق التكنولوجيا، جاءت الصين لتحدث زلزالًا في أوساط الشركات الغربية من خلال تطبيقها المبتكر “ديب سيك”، هذا التطبيق، الذي يُعد نقلة نوعية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، كشف عن فجوة هائلة في الاستراتيجيات بين الشرق والغرب وألقى بظلاله الثقيلة على أسواق الأسهم العالمية.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، تعرَّضت أسهم التكنولوجيا الأمريكية خلال الساعات الأخيرة لضربة موجعة؛ حيث فقدت شركة "إنفيديا" الأمريكية العملاقة ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، هذا التراجع الحاد أثار موجة من الصدمة والقلق في الأسواق المالية، ليس فقط بسبب حجم الخسائر، ولكن لأن السبب الرئيسي وراءها هو تطبيق صيني كلف تطويره 5.6 مليون دولار فقط.

"ديب سيك" هو تطبيق ذكاء اصطناعي طورته شركة صينية مبتكرة، ليصبح أداة ذكية قادرة على تنفيذ تحليلات دقيقة ومعقدة بسرعة فائقة وبأقل تكلفة ممكنة. هذا النجاح لم يأتِ من فراغ؛ بل جاء نتيجة لاستراتيجيات صينية تعتمد على الكفاءة والتخصص، مقارنةً بالنهج الأمريكي الذي يتسم بارتفاع التكاليف والمبالغة في الاستثمار.

المثير للدهشة أن تكلفة تطوير “ديب سيك” لم تتجاوز 5.6 مليون دولار، وهو مبلغ يبدو ضئيلًا إذا ما قورن بالمليارات التي تستثمرها شركات مثل “مايكروسوفت” و”أبل” و”إنفيديا” في مشاريع الذكاء الاصطناعي. ورغم هذا الفارق الكبير في حجم الاستثمار، استطاعت الشركة الصينية أن تتفوق تقنيًا، مما يُظهر بوضوح مدى التحول في ديناميكيات الابتكار التكنولوجي العالمي.

لم تكن خسائر “إنفيديا” حالة منفردة، بل امتدت تأثيرات “ديب سيك” لتشمل شركات تكنولوجيا غربية أخرى. هذا الزلزال المالي ليس مجرد حادثة عابرة، بل يعكس تغييرًا جوهريًا في موازين القوى في قطاع التكنولوجيا. فإذا كانت الشركات الأمريكية تُعرف بتفوقها التقني وقدرتها على الابتكار، فإن ظهور تطبيق مثل “ديب سيك” يُثير تساؤلات جادة حول مستقبل الريادة الغربية.

وتمثل “إنفيديا”- التي تُعد من أبرز الشركات في مجال تصنيع معالجات الرسوم وتقنيات الذكاء الاصطناعي- رمزًا للابتكار الأمريكي، لكن خسارتها هذه القيمة السوقية الضخمة تشير إلى أن المنافسة لم تعد مسألة موارد مالية ضخمة فحسب، بل أصبحت تعتمد بشكل متزايد على القدرة على تقديم حلول مبتكرة بتكاليف منخفضة.

من الواضح أن الصين باتت تتبنى استراتيجيات ذكية تعتمد على الاستثمار المدروس وتقليل المخاطر، مع التركيز على النتائج السريعة والفعالة. وقد نجحت في تحقيق تقدم ملموس في تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تخصيص الموارد في المجالات الأكثر تأثيرًا، بدلًا من إنفاق مليارات الدولارات على أبحاث طويلة الأمد قد لا تؤتي ثمارها على الفور.

و“ديب سيك” نموذج حي لهذه الرؤية؛ حيث استطاعت الشركة المطورة أن تحقق إنجازًا يُغيّر قواعد اللعبة في هذا القطاع. ومن المرجح أن هذا التوجه سيؤدي إلى تسارع الجهود الصينية للسيطرة على أسواق التكنولوجيا العالمية، في وقت يبدو أن الشركات الغربية تحتاج إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها التقليدية.

إنَّ النجاح الساحق لتطبيق “ديب سيك” والخسائر الفادحة التي لحقت بالشركات الغربية تحمل في طياتها العديد من الدروس. أبرزها أن الابتكار لا يعتمد دائمًا على حجم الاستثمار، بل على القدرة على تحديد الأولويات وتحقيق النتائج بتكاليف أقل. كما أن التفوق في قطاع التكنولوجيا بات يتطلب التفكير خارج الصندوق والتكيف مع متغيرات السوق بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

وما حدث خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليس مجرد تقلب عابر في أسواق الأسهم، بل هو مؤشر على تحوّل عالمي عميق في موازين القوى التكنولوجية. و”ديب سيك” ليس مجرد تطبيق، بل رمز لمرحلة جديدة تُثبت فيها الصين أن الابتكار ليس حكرًا على الغرب، وأن المنافسة في عالم التكنولوجيا لم تعد تُحسم بالمال وحده، بل بالذكاء والرؤية الاستراتيجية.

وفي ظل هذه التغيرات، يبقى السؤال الأهم: كيف سترد الشركات الغربية على هذا التحدي؟ وهل ستتمكن من الحفاظ على ريادتها في وجه المنافسة الصينية المتصاعدة؟!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منتخب الإمارات بطلا لخليجي للجولف

 

أحرز منتخب الإمارات للجولف 5 ميداليات ملونة في بطولة مجلس التعاون الخليجي للجولف، التي اختتمت منافساتها أمس في مدينة جدة في السعودية.
وتوزعت الميداليات بين ذهبية للمنتخب على صعيد الفرق ، وذهبية للاعب أحمد سكيك الذي توج بطلاً للخليج ، إضافة إلى برونزية للاعب جوناثان سيلفراج، كما حقق منتخب الشباب الميدالية البرونزية بحصوله على المركز الثالث ، فيما نال اللاعب محمد ثابت الميدالية البرونزية الثانية بمنافسات الفردي.
وتفصيلا، في منافسات الفرق، فاز منتخب الإمارات للرجال، المكون من أحمد سكيك، وريان أحمد، وسام مولاني، وجوناثان سيلفراج، بالميدالية الذهبية بمجموع 844 نقطة وبمعدل 20 ضربة تحت المعدل ، وجاء المنتخب القطري في المركز الثاني بمجموع 882 نقطة وبمعدل 18 ضربة فوق المعدل ، بينما حل المنتخب البحريني ثالثاً بمجموع 887 نقطة وبمعدل 23 ضربة فوق المعدل.
وعلى مستوى الفردي، حافظ أحمد سكيك على صدارة المنافسات على مدار أيام البطولة الأربعة، ليحصد الميدالية الذهبية بمجموع 270 نقطة وبمعدل 18 ضربة تحت المعدل ، مسجلاً إنجازاً غير مسبوق على المستويين الخليجي والعربي.
وجاء القطري دانييل سوكولوف في المركز الثاني بمجموع 285 نقطة وبمعدل 3 ضربات تحت المعدل، بينما حصل الإماراتي جوناثان سيلفراج على المركز الثالث بمجموع 292 نقطة وبمعدل 4 ضربات فوق المعدل.
وأعرب أحمد سكيك عن سعادته بالفوز، مؤكداً تطلعه إلى تحقيق المزيد من النجاحات في الموسم المقبل بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته لأكثر من 5 أشهر عن المنافسات ، مشيدا بالدعم الذي يقدمه اتحاد الجولف في الإمارات، وأن هذا الإنجاز يشكل حافزاً له ولزملائه لتقديم الأفضل مستقبلاً.وام


مقالات مشابهة

  • وزارة الخزانة الأمريكية تعلن عدم تطبيق قانون مكافحة غسيل الأموال على الشركات المحلية
  • المعادن الأرضية النادرة كنز التكنولوجيا المتقدمة
  • سباق الذكاء الاصطناعي.. كيف يعيد التقطير رسم ملامح المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا؟
  • الجيش الصومالي وقيادة "فريكوم" ينفذان ضربة جوية ضد مليشيات الشباب الإرهابية
  • ستتحول هذه الأنفاق السرية من الحرب العالمية الثانية في لندن إلى معلم سياحي بحلول عام 2028
  • ضربة موجعة لـ النصر قبل مواجهة استقلال طهران
  • هل يعلم ترامب بأن ميلاد اليمن القوي لم يكن ضربة حظ؟
  • بعد ضربة الأهلي.. مدرب الهلال يطالب بـ «مراجعة داخلية»!
  • النفط الاتحادية تدعو الشركات العالمية وثروات كوردستان للاجتماع في بغداد
  • منتخب الإمارات بطلا لخليجي للجولف