ألف تحية وسلام على الشهيد القائد
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
محمد سلطاني*
لم تعد المسيرة القرآنية منحصرة في اليمن فحسب، بل بات جمهورها واسعاً، وأنصار الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بالملايين في أنحاء العالم.
نحن في تونس على سبيل المثال، نتابع أخبار اليمن باهتمام وشغف كبير، ما دفعنا للتعرف أكثر عن المشروع القرآني، ومؤسس هذه المسيرة المباركة، وكلنا أمل أن نسهم في نشر هذه الثقافة على نطاق أوسع وفي مناطق جغرافية متعددة.
أفكار الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- هي مستقاة من مفاهيم القرآن الكريم التي تكشف جلياً عن مدى الارتباط الوثيق بالمستجدات والأحداث الإقليمية والدولية، بمعنى آخر “عين على القرآن وعين عن الأحداث”.
سطع نجم الشهيد القائد من بين أعالي قمم “مران” في خضم الواقع المرير الذي يعصف باليمن خلال فترة الصراعات الداخلية المتتالية، والتدخل الأمريكي في شؤون البلاد، ليشرع بتأسيس المشروع القرآني، والذي يهدف إلى مقارعة المخططات التخريبية التي تحضر في مطابخ الاستكبار العالمي، بالاستناد إلى ثقافة المقاومة والإباء، مدركاً حجم المخاطر المهددة بكرامة الأمة، كما وضع أسساً جديدة لصراع يمتد من عمق الوجود العربي والإسلامي.
لذلك أولى الشهيد القائد اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية مركزية حاضرة في وجدان الأمة، وعمل على تصحيح الوجهة الصحيحة للبوصلة، وسعى إلى تعزيز روابط الوحدة بين المسلمين، فيما أرادهم كتلة صلبة عصية على الانكسار.
وتعتبر الصرخة اليمانية، أو البراءة من أعداء الله، رافداً من روافد المشروع المقاوم، وقد استطاعت أن تكون نداً ثورياً تسحق ذهنية العجز، والانكفاء والخضوع، والاستسلام، والانبطاح من خلال مجابهة الحملات التضليلية الهائلة التي ما فتئت تسعى إلى اختراق وعي الأمة بواسطة نشر ثقافات انحرافية ومغلوطة من شوائب ظاهرة “العولمة” الاستغلالية الانتهازية الاحتكارية. وسرعان ما تحرك السيد في فلك الهوية الإيمانية لتحصين عقول الشعوب من زرع هذه الأفكار الخبيثة، وينير دربهم لقطع طرق مشاريع هندسة الهزيمة.
وعي الشهيد القائد الإستراتيجي بخطورة المرحلة دفعه إلى إطلاق شعار “الصرخة في وجه المستكبرين”، حيث شكل منعطفاً تاريخياً في إحدى محطات تاريخ الأمة الإسلامية، كما أعطت زخماً عظيماً في تحرك الشعب اليمني، وتحفيز الشعوب على التحرر من الخوف، وعدم مواجهة الأعداء.
ثم جعل الشهيد القائد عملية الوعي مرتكزاً أساسياً، كونه متعلقا باستنهاض الهمم، وتحقيق الصحوة والنهوض، وفي ذلك رفض كلي للتبعية والانسياق نحو السياسات الاستعمارية القذرة تحت غطاء التطبيع الخياني مع أمريكا والكيان المؤقت.
وهكذا عمد الشهيد أسمى مشروع حضاري عرفته البشرية على مر التاريخ حتى ارتقائه شهيداً لتنمو بذرته الطاهرة وتتسع آفاقه ويزهر نصراً مؤزراً.
لقد بات اليمن خط الدفاع الأمامي عن غزة والمقدسات الإسلامية في فلسطين وأضحى قوة دولية عالمية تخطى تأثيرها المنطقة بعد إذلال حاملات الطائرات الأمريكية، وحظر السفن الغربية الداعمة لكيان العدو الذي تكبد خسارة فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، إضافة إلى كسر هيبة العلو العبري بالضربات القاصمة لمنشآت العمق الصهيوني.
فسلام الله على مؤسس المسيرة القرآنية المباركة، وعلى من كسر جدار الزمن في زمن التخاذل المقيت والخنوع المذل ومن صنع أمة تعشق الشهادة، ورضوان الله تعالى على الصوت القرآني الخالص الرباني العلم سيدي حسين بن بدر الدين الحوثي.
ناشط من تونس
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي هاشم شرف الدين الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
قطاع الأشغال والنقل بمحافظة الحديدة ينظم فعالية بذكرى سنوية الشهيد القائد
الثورة نت |
نظم قطاع الأشغال وفرع الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري ومكاتب النقل الثقيل بمحافظة الحديدة، اليوم، فعالية ثقافية إحياء للذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
وفي الفعالية التي حضرها مديرا قطاع الأشغال العامة والطرق المهندس محمد مثنى وفرع هيئة النقل البري أحمد علي شرف الدين، أشار نائب مدير قطاع الأشغال محمد صومل، إلى عظمة القيم والمبادئ التي حملها الشهيد القائد في الدعوة إلى تصحيح وضع الأمة والعودة إلى الله والى القرآن الكريم لتحقيق عزتها وفلاحها والخروج من براثن الوصاية والتبعية للأمريكي والصهيوني.
وأوضح ما حققه مشروع شهيد القرآن من مكاسب كبيرة في مسار الأهداف التي جاهد في سبيلها وقدم حياته ثمنا لها، لتنوير الأمة بالمخاطر التي تتربص بها، مشيرا إلى موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني مقابل خذلان وتنصل الأنظمة العربية خير دليل على صوابية هذا المشروع واستمراره في مناهضة قوى الاستكبار العالمية.
فيما استعرضت كلمة العلماء ألقاها الشيخ صالح الحرازي، المشروع الجهادي للشهيد القائد خلال محطات حياته، وانطلاقه من واقع المنهج القرآني الذي كان له الأثر في تعزيز الصمود ومواجهة التحديات التي هدفت إلى إجهاض المشروع القرآني وتكريس واقع الذل والانكسار في أوساط الأمة.
وأشاد بمناقب الشهيد القائد وما اتصف به من علم وحكمة وبصيرة وصبر وشجاعة وقوة إيمان، وتجسد ذلك واقعا بنظرته للقرآن الكريم ورسم مسارا صحيحا للأمة في مواجهة المستكبرين من خلال النصوص القرآنية التوجيهية.
ولفت إلى أن الشهيد القائد تصدى للمشروع الأمريكي الصهيوني مستشعرا مسؤوليته في تحذير الأمة من أعدائها ودعوتها للتحرر من الارتهان للإدارة الأمريكية من أجل أن تحيا أمة تسير على نهج المسيرة القرآنية بثوابتها الإيمانية واقعا وسلوكا.
تخللت الفعالية، بحضور النواب ومدراء الإدارات والموظفين قصيدة شعرية.